الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
185 - الصنم
*
قال الراغب الأصفهاني: "الصنم جثة متخذة من فضة أو نحاس أو خشب كانوا يعبدونها متقربين به إلى الله تعالى وجمعه أصنام"
(1)
.
وقال ابن الأثير: "قد تكرر ذكر الصنم والأصنام وهو ما اتخذ إلها من دون الله وقيل هو ما كان له جسم أو صورة فإن لم يكن له جسم أو صورة فهو وثن"
(2)
.
*
الفرق بين الصنم والوثن:
قال ابن الأثير: "أن الوثن كل ما له جثة معمولة من جواهر الأرض من الخشب والحجارة كصورة الآدمي تعمل وتنصب فتعبد، والصنم الصورة بلا جثة، ومنهم من لم يفرق بينهما وأطلقهما على المعنيين، وقد يطلق الوثن على غير الصورة كما في حديث عدي بن حاتم قال: "قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال لي: ألق هذا الوثن عنك"
(3)
"
(4)
.
ومن إطلاق الوثن على الصليب قول الأعشى:
تطوف العفاة بأبوابه
…
كطوف النصارى ببيت الوثن
* التمهيد لابن عبد البر 5/ 45. تلبيس إبليس ص 53. تيسير العزيز الحميد ص 118. فتح المجيد 101. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص 50 القول المفيد لابن عثيمين ط 1 - 1/ 113، ط 2 - 1/ 144 ومن المجموع 9/ 105. مجموع فتاوى ابن عثيمين 7/ 61. مباحث العقيدة في سورة الزمر ص 401. المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام المجلد السادس. مجلة الدعوة العدد (1787).
(1)
المفردات للراغب (ص ن م).
(2)
النهاية (ص ن م).
(3)
أخرجه الترمذي (3095).
(4)
النهاية (و ث ن).
قال الأزهري عن شمر: "أراد بالوثن الصليب"
(1)
.
وفي التيسير قال: "قال في عروة المفتاح: "الصنم: هو ما له صورة، والوثن: ما ليس له صورة". قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "هذا هو الصحيح في الفرق بينهما، وقد جاء عن السلف ما يدل على ذلك""
(2)
.
وقال ابن حجر: "والأصنام جمع صنم قال الجوهري هو الوثن وقال غيره الوثن ما له جثة والصنم ما كان مصورا فبينهما عموم وخصوص وجهي فإن كان مصورا فهو وثن وصنم"
(3)
.
وقد جاء عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى الصورة صنمًا.
وقال الشيخ حمود التويجري رحمه الله: "والصور داخلة في مسمى الأصنام عند أهل اللغة فتدخل فيما دعا إبراهيم ربه أن يجنبه وبنيه عبادتها"
(4)
.
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله: "والأوثان هي المعبودات التي لا صورة لها، كالقبور والأشجار والعمد والحيطان والأحجار ونحوها، وقد تقدم بيان ذلك، وقيل: الوثن هو الصنم
(5)
، والصنم هو الوثن، وهذا غير صحيح إلا مع التجريد، فأحدهما قد يعني به الآخر وأما مع الاقتران، فيفسر كل واحد بمعناه"
(6)
.
وبهذا يظهر أن الصنم والوثن إذا افترقا اتحدا وإذا اجتمعا اختلفا ولعل هذا يوضح قول من قال إن الوثن هو الصنم، والصنم هو الوثن.
(1)
تهذيب اللغة للأزهري 15/ 144.
(2)
تيسير العزيز الحميد 200.
(3)
فتح الباري 4/ 424.
(4)
إعلان النكير على المفتونين بالتصوير ص 18.
(5)
قال ابن عبد البر: "قال أبو عمر الوثن الصنم وهو الصورة من ذهب كان أو من فضة أو غير ذلك من التمثال وكل ما يعبد من دون الله فهو وثن صنما كان أو غير صنم". التمهيد 5/ 45.
(6)
تيسير العزيز الحميد ص 338.
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبد": "ودل الحديث على أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لو عُبد لكان ثنًا، لكن حماه الله تعالى بما حال بينه وبين الناس فلا يوصل إليه"
(1)
.
وقال رحمه الله: "الصنم ما كان منحوتًا على صورة، والوثن: ما كان منحوتًا على غير ذلك ذكره الطبري عن مجاهد.
قلت: وقد يسمى الصنم وثنًا كما قال الخليل عليه السلام: {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} [العنكبوت: 17] ويقال: إن الوثن أعمُّ، وهو قوي، فالأصنام: أوثان، كما أن القبور أوثان"
(2)
.
يقول الشيخ السعدي: "إن الوثن اسم جامع لكل ما عبد من دون الله لا فرق بين الأشجار والأحجار والأبنية، ولا بين الأنبياء والصالحين والطالحين في هذا الموضع، وهو العبادة فإنها حق الله وحقه، فمن دعا غير الله أو عبده فقد اتخذه وثنًا، وخرج بذلك عن الدين، ولم ينفعه انتسابه إلى الإسلام، فكم انتسب إلى الإسلام من مشرك وملحد وكافر منافق. والعبرة بروح الدين وحقيقته لا بمجرد الأسامي والألفاظ التي لا حقيقة لها"
(3)
.
وقال الشيخ ابن عثيمين: "والأصنام: جمع صنم، وهو ما جعل على صورة إنسان أو غيره يعبد من دون الله. أما الوثن، فهو ما عبد من دون الله على أي وجه كان، وفي الحديث: "لا تجعل قبري وثنًا يعبد" فالوثن أعم من الصنم"
(4)
.
وقال أيضًا في شرح باب: ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانًا تعبد
(1)
فتح المجيد ص 276.
(2)
فتح المجيد ص 101.
(3)
القول السديد ص 71، 73.
(4)
القول المفيد 1/ 113، ومن مجموع الفتاوى 9/ 105.
من دون الله
(1)
: "قوله: "أوثانًا"، جمع وثن، وهو كل ما نصب للعبادة، وقد يقال له: صنم، والصنم: تمثال ممثل، فيكون الوثن أعم.
ولكن ظاهر كلام المؤلف أن كل ما يعبد من في دون الله يسمى وثنًا، وإن لم يكن على تمثال نصب، لأن القبور قد لا يكون لها تمثال ينصب على القبر فيعبد"
(2)
.
* الدليل من الكتاب: قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35)} [إبراهيم: 35]، وقال تعالى:{فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَامُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 138 - 139]. وقال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74)} [الأنعام: 74].
والأصنام كثيرة قديمًا وحديثًا فمما ذكره الله في كتابه العزيز: اللات والعزى ومناة وودًا وسواع ويغوث ويعوق ونسرًا، وهناك أصنام أخرى منها إساف ونائلة وذو الخلصة، وقد ألَّف الكلبي في ذلك كتابًا سماه الأصنام وذكر ابن كثير عن ابن إسحاق أصنامًا أخر فقال: "وكانت فَلْس لطي ومن يليها بجبل طي بين سلمى وأجا، قال ابن هشام فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليه علي بن أبي طالب فهدمه واصطفى منه سيفين الرسوب، والمخذم فنفله إياهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما سيفا علي قال ابن إسحاق وكان لحمير وأهل اليمن بيت بصنعاء يقال له ريام وذكر أنه كان به كلب أسود، وأن الحبرين اللذين ذهبا مع تبع استخرجاه وقتلاه وهدما البيت قال ابن إسحاق: وكانت رضاء بيتًا لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ولها يقول المستوغر بن ربيعة بن كعب بن سعد حين هدمها في الإسلام:
(1)
كتاب التوحيد مع شرح القول المفيد 1/ 427.
(2)
القول المفيد 1/ 428 ومن مجموع الفتاوى 9/ 428.