الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
أقوال بعض السلف:
قال ابن التين: "الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله تعالى هو الطب الروحاني إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله فلما عز هذا النوع فزع الناس إلى الطب الجسماني"
(1)
.
وفي حديث المرأة السوداء التي تصرع وطلبت من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها، قال الشوكاني:"فيه دليل على أن التداوي بالدعاء مع الالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ولكن إنما ينجح بأمرين: أحدهما جهة العليل والأخرى من جهة المداوي وهو توجه قلبه إلى الله وقوتُه بالتقوى والتوكل على الله"
(2)
.
أحكام وفوائد:
1 - حكم الرقية:
رقية المريض بقراءة القرآن والأذكار والدعوات النبوية الثابتة عنه عليه الصلاة والسلام مشروعة
(3)
. قال الشيخ ابن عثيمين: "الرقية على المريض المصاب بسحر أو غيره من الأمراض لا بأس بها إن كانت من القرآن الكريم أو من الأدعية المباحة فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يرقي أصحابه، ومن جملة ما يرقاهم به: "ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، وأمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض، أنزل رحمة من من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع" فيبرأ.
ومن الأدعية المشروعة: "بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك".
(1)
فتح الباري 10/ 196.
(2)
نيل الأوطار 8/ 203.
(3)
انظر فتاوى اللجنة الدائمة 1/ 161.
ومنها أن يضع الإنسان يده على الألم الذي يؤلمه من بدنه فيقول: "أعوذ بالله وعزته من شر ما أجد وأحاذر" إلى غير ذلك مما ذكره أهل العلم من الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم"
(1)
.
وقالت اللجنة الدائمة: "أذن النبي صلى الله عليه وسلم في الرقية بالقرآن والأذكار والأدعية ما لم تكن شركًا أوكلامًا لا يفهم معناه لما روى مسلم في صحيحه عن عوف بن مالك قال كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعرضوا عليّ رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا" وقد أجمع العلماء على جواز الرقى إذا كانت على الوجه المذكور آنفًا مع اعتقاد أنها سبب لا تأثير له بتقدير الله تعالى، أما تعليق شيء بالعنق أو ربطه بأي عضو من أعضاء الشخص فإن كان من غير القرآن فهو محرم بل شرك
…
وإن كان ما علقه من آيات القرآن فالصحيح أنه ممنوع أيضًا لثلاثة أمور:
الأول: عموم أحاديث نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التمائم ولا مخصص لها.
الثاني: سد الذريعة فإنه يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك.
الثالث: أن ما علق من ذلك يكون عرضة للامتهان بحمله في حال قضاء الحاجة والاستنجاء"
(2)
.
قال ابن باز: "والمراد بالرقى المنهي عنها هي الرقى التي تكون بلسان غير معروف المعنى، أو تشمل على معان محرمة، أما إذا كانت الرقى بكلمات معروفة المعنى، وليس فيها محذور شرعًا؛ كالرقى بالآيات القرآنية والدعوات النبوية أو الدعوات الطيبة التي ليس فيها ما يحرمه الشرع المطهر ولم عليها الراقي ولا المرقي، وإنما يعتقدان جميعًا أنها سبب من الأسباب، والشفاء من الله سبحانه
(1)
مجموع فتاوى ابن عثيمين 1/ 105.
(2)
فتاوى اللجنة 1/ 165، 166 باختصار.