الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن كتابة بعض آيات القرآن الكريم مثل آية الكرسي على أواني الطعام والشراب لغرض التداوي بها؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "يجب أن نعلم أن كتاب الله عز وجل أعز من أن يمتهن إلى هذا الحد ويبتذل إلى هذا الحد، كيف تطيب نفس مؤمن أن يجعل كتاب الله عز وجل وأعظم آية في كتاب الله وهي آية الكرسي أن يجعلها في إناء يشرب فيه ويمتهن ويرمي في البيت ويلعب به الصبيان؟! هذا العمل لا شك أنه حرام، وأنه يجب على من عنده شيء من هذه الأواني أن يطمس هذه الآيات التي فيها، بأن يذهب بها إلى الصانع فيطمسها، فإن لم يتمكن من ذلك فالواجب عليه أن يحفر لها في مكان طاهر ويدفنها، وأما أن يبقيها مبتذلة ممتهنة يشرب بها الصبيان ويلعبون بها، فإن الاستشفاء بالقرآن على هذا الوجه لم يرد عن السلف الصالح رضي الله عنهم "
(1)
.
وسئل الشيخ صالح آل الشيخ عن الحكم في بعض الأواني التي يكتب عليها بعض الآيات، والتي تباع في بعض المحلات التجارية؟.
فأجاب: "أن هذه الأواني يختلف حالها فإن كان يستخدمها لأجل أن يتبرك بما كتب فيها من الآيات، فيجعل فيها ماءً ويشربه؛ لأن الماء يلامس هذه الآيات، فهذا من الرقية غير المشروعة؛ لأن الرقية المشروعة تكون بقراءة الآيات في الماء، وهذه الآيات لم تنحل في الماء؛ بل هي مكتوبة في ذلك الإناء المعدني أو النحاسي، والتصاق الماء بتلك الكتابات من الآيات أو الأدعية لا يجعل الماء - بذلك - مباركًا أو مقروءًا فيه، فإذا اتخذت هذه الأواني لذلك: فالرقية بها غير مشروعة"
(2)
.
سادسًا: خلط بعض التراب مع الريق:
وطريقة ذلك: أن ينفث على الإصبع بشيء من الريق ثم يوضع في التراب
(1)
مجموع فتاوى ابن عثيمين 1/ 109، 110.
(2)
التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص 599.
ويمسح به المريض في أثناء الرقية. ويدل على هذه الكيفية ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض: "بسم الله، تربةُ أرِضنا، بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا"
(1)
.
وفي رواية مسلم عن أبي عمر عن سفيان زيادة في أوله: "كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها: باسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا، بإذن ربنا"
(2)
.
وقال القرطبي: "وهذا يدل على استحباب ذلك"
(3)
.
والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم: "أرضنا" قال النووي: "قال جمهور العلماء: المراد بأرضنا هنا الأرض عمومًا، وقيل: أرض المدينة خاصة
…
"
(4)
.
وقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين عن فتوى له تفيد أن التبرك بريق أحد غير النبي صلى الله عليه وسلم حرام ونوع من الشرك باستثناء الرقية بالقرآن وأن هذا يشكل مع ما جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول في الرقية:"بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا" فنرجو من فضيلتكم التكرم بالتوضيح؟
فأجاب بقوله: "ذكر بعض العلماء أن هذا مخصوص برسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأرض المدينة فقط وعلى هذا فلا إشكال.
ولكن رأي الجمهور أن هذا ليس خاصًا برسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولا بأرض المدينة بل هو عام في كل راق وفي كل أرض ولكنه ليس من باب التبرك بالريق المجرده
(1)
أخرجه البخارى (5745)(5746).
(2)
أخرجه مسلم (2194).
(3)
فتح البارى 10/ 208.
(4)
شرح النووي 14/ 184.