الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحكام وفوائد:
1 - أقسام السؤال بالله:
قال ابن عثيمين: "والسؤال بالله ينقسم إلى قسمين:
أحدهما: السؤال بالله بالصيغة مثل أن يقول: أسألك بالله كما تقدم في حديث الثلاثة حيث قال الملك: "أسألك بالذي أعطاك الجلد الحسن واللون الحسن بعيرًا".
الثاني: السؤال بشرع الله عز وجل أي يسأل سؤالا يبيحه الشرع كسؤال الفقير من الصدقة، والسؤال عن مسألة من العلم وما شابه ذلك"
(1)
.
2 - حكم السؤال بالله:
قال الشيخ ابن عثيمين: "السؤال من حيث هو مكروه ولا ينبغي للإنسان أن يسأل أحدًا شيئًا إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ولهذا كان مما بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن لا يسألوا الناس شيئًا .. فالسؤال أصلًا مكروه أو محرم إلا لحاجة أو ضرورة"
(2)
.
3 - حكم إجابة السؤاك بالله:
جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: "من سأل أي بالله فأعطوه"
(3)
والمعني أي: أعطوه ما سأل ما لم يسأل إثما أو قطيعة رحم وفي هذا الأمر بإعطاء من سأل بالله وعدم رده وأن ذلك من كمال التوحيد فلا يرد من سأل بالله إجلالا لله وتعظيمًا له.
قال ابن عثيمين: "الأمر هنا للوجوب ما لم يتضمن السؤال إثما أو ضررا علي المسؤول لأن في إعطائه إجابة لحاجته وتعظيما لله عز وجل الذي سأل به"
(4)
.
وقال الشيخ ابن قاسم: "لأن منع من سأل بالله، أو بوجه الله من عدم إعظام الله
(1)
مجموع فتاوي ابن عثيمين 10/ 933. وانظر القول المفيد ط 1 - 1/ 108.
(2)
مجموع فتاوى ابن عثيمين 10/ 933 - 934.
(3)
أخرجه أبو داود (1672).
(4)
مجموع فتاوى ابن عثيمين 10/ 935. وانظر القول المفيد ط 1 - 3/ 109.
وإجلاله وقد جاء الوعيد على ذلك"
(1)
، ويقصد بالوعيد ما جاء في حديث أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجرًا"
(2)
.
وقال ابن عثيمين: "حكم رد من سأل بالله الكراهة أو التحريم حسب حال المسؤول والسائل"
(3)
.
وقال رحمه الله: "أن يسأل بالله فهذا تجيبه، وإن لم يكن مستحقا، لأنه سأل بعظيم فإجابته من تعظيم هذا العظيم، لكن لو سأل إثما أو كان في إجابته ضرر على المسؤول، فإنه لا يجاب"
(4)
.
والمشهور عن الفقهاء أن من سأل بالله استحب إجابته وكره رده.
قال النووي في الأذكار: "يكره منع من سأل بالله وتشفع به"
(5)
.
وقال ابن قدامة: "ويستحب إجابة من سأل بالله لما روى ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن استجار بالله فأجيروه، ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه"
(6)
.
وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله، أما الذين يحبهم الله فرجل سأل قوما فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم فتخلف
(1)
حاشية ابن قاسم علي كتاب التوحيد 347.
(2)
أخرجه الطبراني في المجمع 3/ 103، وحسنه العراقي في الفيض 2/ 4، والمناوي في التيسير 2/ 478.
(3)
مجموع فتاوى ابن عثيمين 10/ 933. وانظر القول المفيد ط 1 - 3/ 109.
(4)
مجموع فتاوى ابن عثيمين 10/ 934، 935. وانظر القول المفيد ط 1 - 3/ 109.
(5)
الأذكار 458 وانظر مواهب الجليل الحطاب 3/ 264.
(6)
تقدم تخريجه.