الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
180 - الصبر
*
الصبر في اللغة: الحبس والكف، ومنه قتل فلان صبرا أي إذا أُمسك وحبس ومنه قوله تعالى:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف: 28] أي: احبس نفسك معهم.
وربما خولف بين أسمائه بحسب اختلاف مواقعه. فإن كان حبس النفس بمصيبة سمي صبرا لا غير، ويضاده الجزع، وإن كان في محاربة سمي شجاعة، ويضاده الجبن، وإن كان في نائبة مضجرة سمي رحب الصدر، ويضاده الضجر، وإن كان في إمساك الكلام سمي كتمانا، ويضاده البذل والهذر والإفشاء، وفي فضول العيش: زهد، ويضاده الحرص، وفي اليسير من الدنيا: قناعة، وضده الشره
(1)
.
وفي الشرع: قال ابن تيمية رحمه الله: "الصبر فيه جمع وإمساك ولهذا قيل الصبر حبس النفس عن الجزع"
(2)
.
وقال ابن القيم رحمه الله: "حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما"
(3)
.
* شرح السنة للبغوي 5/ 446. أحكام القرآن القرطبي 15/ 215. التحفة العراقية لابن تيمية 52. عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين تحقيق محمد عثمان الخشن. الآداب الشرعية لابن مفلح 1/ 29 - 3/ 274. دليل الفالحين 1/ 137. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للقاري 5/ 84. تيسير العزيز الحميد ص 515. فتح المجيد ص 421. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص 258 القول المفيد لابن عثيمين ط 1 - 2/ 211، ط 2 - 2/ 257 ومن المجموع 10/ 689. القول السديد لابن سعدي المجموعة 3/ 38 الدرر السنية 2/ 154. مجموع الفتاوى لابن باز 2/ 491. ثلاثة الأصول لابن عثيمين. شرح رياض الصالحين لابن عثيمين 1/ 11. الجيلاني وآراؤه الاعتقادية 622. قواعد التوحيد للريس.
(1)
مفردات الراغب ص 273.
(2)
مجموع الفتاوى 17/ 233.
(3)
عدة الصابرين لابن القيم ص 27.
وقال الراغب في مفرداته: "الصبر: حبس النفس على ما يقتضيه العقل أو الشرع"
(1)
.
وقال ابن القيم رحمه الله: "وقيل: الصبر ثبات باعث العقل والدين في مقابلة باعث الهوى والشهوة"
(2)
، ثم ذكر قول عمرو بن عثمان المكي رحمه الله:"الصبر هو الثبات مع الله وتلقي بلائه بالرحب والدعة" وقال معلقًا عليه: "ومعنى هذا أنه يتلقى البلاء بصدر واسع لا يتعلق بالضيق والسخط والشكوى""
(3)
.
وقال الشيخ ابن عثيمين: "الصبر: حبس النفس على طاعة الله، وحبسها عن معصية الله، وحبسها عن التسخط من أقدار الله"
(4)
.
* الدليل من الكتاب: قال تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)} [الأنفال: 46]، وقال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)} [آل عمران: 200]، وقال تعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)} [الزمر: 10]، وقال تعالى:{وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11]. قال علقمة: "هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم"
(5)
.
* الدليل من السنة: عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمَانِ وَالْحَمْدُ لله تَمْلأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ لله، وَالْحَمْدُ لله تَمْلآَنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَالصَّلاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا"
(6)
.
(1)
مفردات الراغب ص 273.
(2)
عدة الصابرين لابن القيم ص 33.
(3)
المصدر السابق.
(4)
شرح ثلاثة الأصول من مجموع فتاوى ابن عثيمين 6/ 17.
(5)
أخرجه ابن جرير الطبري في التفسير 28/ 123.
(6)
أخرجه مسلم (223). والنسائي (2439). والترمذي (3517).