الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
176 - الشفاعة
*
الشفاعة لغة: قال ابن منظور في اللسان: "الشفع خلاف الوتر، وهو الزوج
…
وشفع لي يشفع شفاعة وتشفَّع: طلب"
(1)
.
والشفع: ضم الشيء إلى مثله. قال الراغب: "هي الانضمام إلى آخر ناصرا له وسائلا عنه وأكثر ما تستعمل في انضمام من هو أعلى حرمة ومرتبة إلى من هو أدنى"
(2)
.
وفي الشرع: سؤال الخير للغير
(3)
أو هي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة
(4)
.
* التمهيد لابن عبد البر 19/ 62 - 71. الشريعة للآجري ص 269، 312. اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 821. قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص 17. أحكام القرآن للقرطبي 3/ 273، 10/ 309. لوامع الأنوار للسفاريني 2/ 204. تيسير العزيز الحميد 275. فتح المجيد ص 233. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص 133. القول المفيد لابن عثيمين ط 1 - 1/ 330، ط 2 - 1/ 422 ومن المجموع 9/ 321. الدرر السنية 2/ 119، 157، 8/ 219، 10/ 300، 11/ 28، 141، 191، 458، 12/ 215، 494. فتاوى اللجنة الدائمة 3/ 342. مجموع الفتاوى لابن باز 3/ 1167. نور على الدرب ص 131. الدين الخالص لصديق حسن القنوجي 2/ 16، 303، 309. قطف الثمر صديق حسن ص 96. معارج القبول 2/ 248. القول السديد لابن سعدي المجموعة 3/ 24. مجموع الفتاوى لابن عثيمين 3/ 298 - 7/ 62، 68، 73. شرح رياض الصالحين لابن عثيمين 5/ 29. شرح مسائل الجاهلية ص 82.الشفاعة للجديع. منهج ابن رجب في العقيدة ص 413.التبرك د: ناصر الجديع ص 332، 333، 336. الشيخ السعدي وجهوده في توضيح العقيدة للعباد ص 285.الإمام الخطابي ومنهجه في العقيدة لأبي عبد الرحمن العلوي ص 456. منهج ابن حجر في العقيدة ص 1365. مباحث العقيدة في سورة الزمر 291 إلى 312.الجهل بمسائل الاعتقاد ص 412. منهج الشافعي في إثبات العقيدة ص 287.الجيلاني وآراؤه الاعتقادية ص 351.ابن رجب وأثره في توضيح العقيدة للغفيلي ص 723.
(1)
لسان العرب (ش ف ع).
(2)
المفردات في غريب القرآن للأصفهاني ص 263.
(3)
لوامع الأنوار 2/ 204.
(4)
شرح اللمعة لابن عثيمين ص 128.
قال أبو السعادات: "وقد تكرر ذكر الشفاعة في الحديث فيما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة، وهي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم بينهم. يقال شَفَع يَشْفَع شفاعةً فهو شافعٌ وشَفِيع، والمُشَفِّع الذي يَقْبلُ الشَّفَاعةَ، والمشَفَّع الذي تُقبَلُ شفاعته"
(1)
.
قال في التيسير: "فاتخاذ الشفعاء والأنداد من دون الله هضم لحق الربوبية وتنقص للعظمة الإلهية وسوء ظن برب العالمين. والإذن بالشفاعة من الله لخلقه جعلها الله إكراما للشافع ونفعا للمشفوع له"
(2)
.
* الدليل من الكتاب: قول الله عز وجل: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ} [الأنعام: 51]، وقال تعالى:{قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} [الزمر: 44] وقال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255] وقوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} [النجم: 26] وقوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ: 22، 23].
* الدليل من السنة: عَنْ أَنَس بن مالك رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لكُلُّ نَبيٍّ سَأَل سُؤْلًا أَوْ قَالَ: لِكُلِّ نَبيٍّ دَعْوَةٌ قَدْ دَعَا بِهَا فَاسْتُجِيبَ، فَجَعَلْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
(3)
.
(1)
النهاية (ش ف ع).
(2)
تيسير العزيز الحميد ص 276.
(3)
أخرجه البخاري (6305)(6304). مسلم (198).
وفي رواية لمسلم عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله يَقُولان عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ نَبيٍّ دَعْوَةٌ قَدْ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ وَخَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
(1)
.
قال القاضي عياض: "قال أهل العلم: معناه دعوة أُعْلِمَ أنها تستجاب لهم ويبلغ فيها مرغوبُهم، وإلا فكم لكل نبي منهم من دعوة مستجابة، ولنبينا صلى الله عليه وسلم منها ما لا يعد، لكن حالهم عند الدعاء بها الرجاء والخوف، وضمنت لهم إجابة دعوة فيما شاءوه ويدعون بها على يقين من الإجابة"
(2)
.
وقال الإمام ابن خزيمة رحمه الله: "أخّر نبينا محمد عليه السلام دعوته ليجعلها شفاعة لأمته، لفضل شفقته ورحمته ورأفته بأمته فجزى الله نبينا عليه السلام أفضل ما جزى رسولا عمن أرسل إليهم، وبعثه المقام المحمود الذي وعده ليشفع لأمته، فإن ربنا عز وجل غير مخلف وعده، ومنجز نبيه صلى الله عليه وسلم ما أخر من مسألته في الدنيا وقت شفاعته لأمته يوم القيامة"
(3)
.
وجاء في الصحيحين أيضا عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي" وذكر منها "وأعطيت الشفاعة"
(4)
.
وعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَنا سَيّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْر، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّع"
(5)
.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا، وهو حديث طويل "
…
فَيَقُولُ الله عز وجل شَفَعَتْ الْمَلائِكَةُ وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
…
الحديث"
(6)
.
(1)
أخرجه مسلم (199).
(2)
الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض 1/ 223.
(3)
كتاب التوحيد لابن خزيمة 2/ 622.
(4)
أخرجه البخاري (438)(335) ومسلم (521).
(5)
صحيح مسلم (2278).
(6)
أخرجه مسلم (183).