الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
فائدة:
ليس من السب أن توصف الريح أو يوصف الدهر بالشدة
لقوله تعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} [الحاقة: 6 - 7] وكقوله: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)} [الذاريات: 41 - 42].
*
فائدة أخرى:
جاء في الحديث: "لا تسبوا الريح، فإنها من نَفَس الرحمن
"
(1)
.
قال ابن الأثير: "يريد بها أنها تُفرِّج الكرب، وتنشئ السحاب، وتنشر الغيث وتذهب الجدب. قال الأزهري: النفس في هذين الحديثين
(2)
اسمٌ وُضِع موضع المصدر الحقيقي من نفَّس ينفِّس تنفيسًا ونفسًا، كما يقال: فرَّج يفرِّج تفريجًا وفرجًا، كأنه قال: أجد تنفيس ربكم من قبل اليمن وأن الريح من تنفيس الرحمن بها عن المكروبين.
قال العتبي: هجمت علي واد خصيب وأهله مُصفَرَّةٌ ألوانُهم فسألتهم عن ذلك فقال شيخ منهم: "ليس لنا ريح".
ومنه الحديث: "من نفس عن مؤمن كربة". أي: فرّج.
ومنه الحديث: "ثم يمشي أنفس منه، أي: أفسح وأبعد قليلا""
(3)
.
(1)
المستدرك على الصحيحين (3129)، الدر المنثور 1/ 300.
(2)
يقصد الحديث المذكور وحديث: "إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن ". وفي رواية: "أجد نفس ربكم" قيل: عنى به الأنصار. انظر النهاية (ن ف س).
(3)
النهاية لابن الأثير (ن ف س).