الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتمطرنا. فقال لهم: ألا تعطونني منها صنمًا فأسير به إلى أرض العرب فيعبدوه؟ فأعطوه صنمًا يقال له هُبل، فقدم به مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه"
(1)
.
وكانت العرب تُعظِّم هذا الصنم وتستقسم عنده بالأزلام وتضرب القداح. يقول الكلبي: "كان على صورة إنسان مكسور اليد اليمنى أوركته قريش فجعلت له يدًا من ذهب"
(2)
.
وفي يوم أُحُد حين لم يبق مع رسول الله غير اثني عشر رجلًا وأصيب منهم سبعون رجلًا أقبل أبو سفيان وأخذ يرتجز: أعل هبل أعل هبل قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا تجيبونه؟ " قالوا: يا رسول الله، ما نقول؟ قال:"قولوا الله أعلى وأجل"
(3)
.
وأما تحطيم هبل فكان عام الفتح يوم دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة فأمر بكسر الأصنام، روى الأزرقي عن ابن عباس رضي الله عنهما في تحطيم الأصنام قال:"وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهبل فكسر وهو واقف عليه فقال الزبير بن العوام لأبي سفيان بن حرب: يا أبا سفيان، قد كُسر هبل، أما إنك قد كنت منه يوم أحد في غرور حين تزعم أنه قد أنعم عليك، فقال أبوسفيان: دع عنك هذا يا ابن العوام، فقد أرى أن لو كان مع إله محمد غيره لكان غير ما كان"
(4)
.
2 - اللات
(5)
:
قال ابن كثير: "كانت اللات صخرة بيضاء منقوشة وعليها بيت بالطائف له
(1)
سيرة ابن هشام 1/ 202. وانظر: أخبار مكة للفاكهي 5/ 154 فقد ساق الخبر بشيء من التفصيل.
(2)
الأصنام ص 43.
(3)
صحيح البخاري (3039، 4043) مسند الإمام أحمد 1/ 463 وانظر الطبقات الكبرى 2/ 47، 48.
(4)
أخبار مكة للأزرقي 1/ 122.
(5)
اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 643. تيسير العزيز الحميد ص 176، 343. فتح المجيد ص 155، 279. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص 90، 166. القول المفيد لابن عثيمين ط 1 - 1/ 197، 433، ط 2 - 1/ 253، 548 ومن المجموع 9/ 187.
أستار وسدنة وحوله فناء معظم عند أهل الطائف وهم ثقيف ومن تابعها يفتخرون بها على من عداهم من أحياء العرب بعد قريش.
وجاء عن عبد الله بن عباس وغيره أفهم قرءوا "اللاتّ" بتشد التاء وفسروه بأنه كان رجلًا يلتّ للحجيج في الجاهلية السويق فلما مات عكفوا على قبره فعبدوه.
وقال ابن جرير: وكانوا قد اشتقوا اسمها من اسم الله فقالوا "اللات" يعنون مؤنثة منه - تعالى الله عن قولهم علوًا كبيرًا - "
(1)
.
وقال صاحب التيسير: "وقال الأعمش: سموا اللات - بالتخفيف من الإله والعزَّى من العزيز"
(2)
.
وقال ابن عثيمين: "اللاتّ" تقرأ بتشديد التاء وتخفيفها والتشديد قراءة ابن عباس فعى قراءة التشديد تكون اسم فاعل من اللت، وكان هذا الصنم أصله رجل يلت السويق للحجاج أي يجعل فيه السمن ويطعمه الحجاج، فلما مات عكفوا على قبره وجعلوه صنمًا.
وأما على قراءة التخفيف فإن اللات مشتقة من الله أو من الإله فهم اشتقوا من أسماء الله اسما لهذا الصنم وسموه اللات وهي لأهل الطائف ومن حولهم من العرب"
(3)
.
وذكر الكلبي أن قريشًا وجميع العرب تعظّم اللات وبها كانت تسمي زيد اللات، وتيم اللات"
(4)
.
وقال ابن إسحاق: "وكانت اللات لثقيف بالطائف وكان سدنتها وحجابها بني
(1)
تفسير ابن كثير 4/ 223.
(2)
تيسير العزيز الحميد ص 176.
(3)
مجموع الفتاوى لابن عثيمين 9/ 188، وانظر القول المفيد ط 1 - 1/ 198.
(4)
الأصنام ص 30.