الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
100 - الجبت
*
يجب على المؤمن أن يكفر بالجبت وهو كل ما يعبد من دون الله.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان. وكذا قال ابن عباس وأبو العالية ومجاهد والحسن وغيرهم
(1)
.
وعن ابن عباس وعكرمة وأبي مالك: الجبت: الشيطان - زاد ابن عباس: بالحبشية -.
وعن ابن عباس أيضًا: الجبت: الشرك. وعنه: الجبت: الأصنام. وعنه: الجبت: حُيي بن أخطب.
وعن الشعبي: الجبت: الكاهن.
وعن مجاهد: الجبت: كعب بن الأشرف
(2)
.
وقال الجوهري: "الجبت: كلمة تقع على الصنم، والكاهن، والساحر، ونحو ذلك"
(3)
.
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله بعد أن ساق هذه الأقوال: "الظاهر أنه يعم ذلك
* أحكام القرآن للقرطبي 5/ 248. الدين الخالص لصديق حسن القنوجي 2/ 328. تيسير العزيز الحميد ص 366. فتح المجيد ص 298. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص 175. مجموع فتاوى ابن عثيمين 9/ 454، 492. وانظر القول المفيد ط 1 - 1/ 469، 2/ 8، 31 ط 2 - 1/ 578. شرح مسائل الجاهلية للألوسي ص 94، 149. شرح مسائل الجاهلية للسعيد 2/ 804. نواقض الإيمان القولية والعملية ص 523.
(1)
انظر جامع البيان لابن جرير الطبري 5/ 135، وتهذيب اللغة 11/ 7.
(2)
أخرج هذه الآثار ابن جرير الطبري في التفسير 5/ 135، وانظر تهذيب اللغة 11/ 7، وفتح المجيد ص 298.
(3)
الصحاح للجوهري (ج ب ت).
كله. كما قال الجوهري"
(1)
.
وفي الاصطلاح الشرعي: قال ابن جرير الطبري: "الجبت والطاغوت اسمان لكل معظَّم بعبادة من دون الله أو طاعة أو خضوع له كائنًا ما كان ذلك المعظم من حجر أو إنسان أو شيطان"
(2)
.
فالجبت كلمة تطلق على الصنم والساحر والكاهن، وفسرها عمر رضي الله عنه عنه بالسحر. وتفسيره لها بالسحر من تفسير الشيء ببعض أفراده.
قال الزجَّاج: "قال أهل اللغة: كل معبود من دون الله جبت وطاغوت"
(3)
.
وقال الراغب الأصفهاني: "ويقال لكل ما عبد من دون الله جبت، وسمي الساحر والكاهن جبتًا"
(4)
.
وقال القاسمي: "الجبت يطلق لغة على الصنم والكاهن والساحر والسحر الذي لا خير فيه وكل ما عبد من دون الله تعالى. وكذا الطاغوت فيطلق على الكاهن والشيطان وكل رأس ضلال والأصنام وكل ما عبد من دون الله ومردة أهل الكتاب"
(5)
.
* الدليل من الكتاب: قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51)} [النساء: 51].
* الدليل من السنة: عن قَبِيصَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْعِيَافَةَ
(1)
تيسير العزيز الحميد ص 366.
(2)
جامع البيان لابن جرير الطبري 5/ 133.
(3)
تهذيب اللغة للأزهري 11/ 7.
(4)
المفردات للراغب الأصفهاني (جبت).
(5)
محاسن التأويل للقاسمي 5/ 324.
وَالطَّرْقَ وَالطِّيَرَةَ مِنْ الْجِبْتِ". قَالَ عَوْفٌ: الْعِيَافَةُ: زَجْرُ الطَّيْرِ، وَالطَّرْقُ: الْخَطُّ يُخَطُّ فِي الأَرْضِ وَالْجِبْتُ. قَالَ: الْحَسَنُ إِنَّهُ الشَّيْطَانُ
(1)
.
وبوب الشيخ محمد رحمه الله على ذلك فقال: "باب شيء من أنواع السحر".
وزجر الطير: الاستدلال بأسمائها وأصواتها وممرها على ما يحصل في المستقبل.
وقول الحسن عن الجبت إِنَّهُ الشَّيْطَانُ جاء في رواية: رنّة الشيطان. وهذا تفسير للجبت ببعض أفراده والرنة الصوت وأضافه إلى الشيطان لأنه يدعو إليه. ولكن رواية: رنّة الشيطان قال عنها الشيخ سليمان بن عبد الله: "لم أجد فيه كلامًا"
(2)
.
وجاء في تفسير بقي بن مخلد: "أن إبليس رنّ أربع رنّات، رنة حين لعن، ورنة حين أهبط، ورنة حين ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورنة حين نزلت فاتحة الكتاب"
(3)
.
وقد روى ابن أبي حاتم بسنده عن سعيد بن جبير قال: "لما لُعِن إبليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة فخرج لذلك فرنّ رنة فكل رنة منها في الدنيا إلى يوم القيامة منها"
(4)
. والرنة الصوت. والله أعلم.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "والظاهر أن رنة الشيطان؛ أي: وحي الشيطان؛ فهذه من وحي الشيطان وإملائه، ولا شك أن الذي يتلقى أمره من وحي الشيطان أنه أتى نوعًا من الكفر
…
"
(5)
.
وقد فرق العلماء بين الجبت والطاغوت، قال ابن تيمية رحمه الله: "فإن الطاغوت
(1)
أخرجه الإمام أحمد في المسند رقم (19694)(16010). وأبو داود في كتاب الطب (3907).
(2)
تسير العزيز الحميد ص 402.
(3)
الدر المنثور 1/ 11، مجمع الزوائد 6/ 311.
(4)
أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (12389)، وأبو نعيم في الحلية 9/ 63.
(5)
مجموع فتاوى ابن عثيمين 9/ 516. وانظر القول المفيد ط 1 - 2/ 32.