المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حدود جزيرة العرب وكلام أهل العلم فيه: - معجم التوحيد - جـ ٢

[إبراهيم بن سعد أبا حسين]

فهرس الكتاب

- ‌99 - الجاهلية

- ‌ فائدة:مما ينهى عنه إطلاق كلمة (جاهلية القرن العشرين)

- ‌ فائدة:قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تنقض عُرى الإسلام عروة عروة حتى ينشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية

- ‌100 - الجبت

- ‌1).101 -جحود شيءٍ من الأسماء والصفات

- ‌102 - جزيرة العرب

- ‌ فائدة في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب

- ‌حدود جزيرة العرب وكلام أهل العلم فيه:

- ‌ حكم وجود غير المسلمين في جزيرة العرب:

- ‌ يمنع الكافر من دخول حرم مكة بكل حال:

- ‌ مسألة: فإن قيل إن المنع من قربان المسجد الحرام خاص بالمشركين:

- ‌ حكم بناء معابد للكفرة في الجزيرة العرب:

- ‌1).103 -الجفر وعلاقته بالتنجيم

- ‌104 - الجماعة

- ‌105 - الجن

- ‌فوائد وأحكام:

- ‌1 - هل إبليس من الملائكة

- ‌2 - حكم استخدام الجن:

- ‌106 - الحازر

- ‌107 - حب الله

- ‌108 - الحب في الله والبغض فيه

- ‌الولاية والبراء - المحبة

- ‌ أقوال السلف:

- ‌ حب المؤمنين بحسب ما فيهم من خصال الخير والشر:

- ‌109 - العجب والحروز

- ‌110 - حق الله على العباد وحق العباد على الله

- ‌111 - الحكم بغير ما أنزل الله

- ‌التحاكم إلى غير ما أنزل الله، طاعة العلما

- ‌ حكم من حكم بغير ما أنزل الله:

- ‌ سادسًا: الحكم العام بغير ما أنزل الله:

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - متى يكون الحكم بغير ما أنزل الله كفرا أصغر

- ‌2 - هناك من يضعِّف الرواية الواردة عن ابن عباس

- ‌3 - حكم دراسة القوانين الوضعية وتدريسها:

- ‌4 - تَنْبيهٌ مهم:

- ‌112 - الحلف

- ‌ أقوال بعض السلف:

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - حكم الحلف بغير الله:

- ‌2 - مسألة: إقسام الله تعالى بمخلوقاته:

- ‌3 - فائدة في ذكر أيمان النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك:

- ‌4 - مسألة في قوله صلى الله عليه وسلم: "أفلح وأبيه إن صدق

- ‌5 - ما يجب على المحلوف له بالله:

- ‌6 - حكم كثرة الحلف والحنث فيه:

- ‌7 - كفارة الحلف بغير الله:

- ‌113 - الحلقة

- ‌114 - حماية التوحيد

- ‌ الفرق بين حماية حمى التوحيد وحماية جنابه:

- ‌ وتتمثل الوسائل الشركية فيما يلي:

- ‌1 - الغلو في الأنبياء والصالحين:

- ‌2).2 -الموافقة الظاهرة للكفار:

- ‌ ومن الموافقة الظاهرة للكفار تعظيم أماكن الجاهلية وأعيادهم:

- ‌3 - السؤال بالخلق أو بالجاه:

- ‌4 - اتخاذ الصور:

- ‌5 - تعليق الحروز من القرآن:

- ‌115 - الحنيفية

- ‌116 - الخروج عن الشريعة

- ‌117 - الخشوع

- ‌فوائد:

- ‌1 - سبب الخشوع:

- ‌2 - خشوع النفاق:

- ‌118 - الخشية

- ‌ الفرق بين الخشية والخوف:

- ‌119 - الخط

- ‌120 - الخُلة

- ‌ العلاقة بين الخلة والعبودية:

- ‌121 - الخوارق الشيطانية

- ‌122 - الخوف

- ‌ أقسام الخوف:

- ‌ تحصيل أسباب الخوف من الله:

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - حد الخوف الواجب:

- ‌2).2 -الفرق بين الخوف والوجل والفزع:

- ‌3 - المؤمن بين الحب والخوف والرجاء:

- ‌ أهمية الخوف:

- ‌ أهمية الرجاء:

- ‌4).4 -هل الأفضل للإنسان أن يُغلِّبَ جانب الخوف أو يُغلِّبَ جانب الرجاء

- ‌1).123 -الخيط

- ‌124 - الدعاء

- ‌ أقوال بعض السلف:

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - دعاء العبادة ودعاء المسألة:

- ‌2 - التلازم بين دعاء المسألة ودعاء العبادة:

- ‌3 - مسألة: إذا ورد في القرآن لفظ الدعاء فهل يراد به دعاء العبادة أم دعاء المسألة

- ‌4 - أقسام الدعاء:

- ‌6 - حكم ترك الدعاء استسلامًا للقضاء:

- ‌7 - حكم الدعاء للمشركين:

- ‌8 - حكم دعاء غير الله

- ‌9 - الفرق بين الدعاء والاستعانة:

- ‌10 - الفرق بين الدعاء والنداء:

- ‌11 - دعاء أصحاب القبور وطلب الحوائج منهم:

- ‌1).12 -أحوال سؤال السائل للميت:

- ‌1).13 -شبهة:

- ‌14 - فائدة:

- ‌15 - مسألة: الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌هيئة الداعي عِندَ قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌125 - الدهر

- ‌126 - الدين

- ‌فوائد:

- ‌1 - كل عبادة يقوم بها الإنسان تسمى دينًا ولو كانت عبادة باطلة ولا يقبل الله من ذلك إلا الدين الحق وهو دين الإسلام

- ‌2).2 -الفرق بين الدين والملة والمذهب:

- ‌127 - الذبح

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - في قوله "قرب ولو ذبابًا" ذهب بعض أهل العلم إلى أنه مُكره

- ‌2 - فائدة: في قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}

- ‌3 - أقسام الذبح من حيث الحكم الشرعي:

- ‌ حكم الذبح لغير الله:

- ‌4 - ويحرم أكل ما ذبح للسلطان تعظيمًا بخلاف الإكرام والضيافة

- ‌5 - ومن البدع المحدثة أن يتقرب إلى الله بالذبح في مكانٍ بعينه ابتغاء البركة

- ‌6 - في حديث أنس بن مالك - رضى الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا عقر في الإسلام

- ‌الذبح لله تعالى بمكان يذبح فيه لغير الله:

- ‌7 - حكم أكل ما ذبح لغير الله:

- ‌8 - أما ذبيحة أهل الكتاب فيجملها الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في قوله: "ذبيحة الكتابي لها خمس حالات لا سادس لها:

- ‌9 - حكم ذبيحة الكافر:

- ‌128 - ذِمَّة الله وَذِمَّة نبِيِّهِ

- ‌129 - ذو الخَلَصة

- ‌130 - الرجاء

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - قال ابن قاسم رحمه الله في حاشية ثلاثة الأصول: "الرجاء: عبادة قلبية، من أجل العبادات، فصرفه لغير الله شرك أكبر

- ‌2] "(1).2 -استعمال كلمة "أرجوك

- ‌3).3 -المؤمن بين الرجاء والخوف:

- ‌4 - الفرق بين الرجاء والتمني:

- ‌5 - ماذا يستلزم الرجاء

- ‌131 - الردة

- ‌ الدليل من السنة:

- ‌ أقوال السلف:

- ‌فوائد وأحكام:

- ‌ بم تحصل الردة

- ‌1 - الكفر بالاعتقاد:

- ‌2 - الكفر بالقول:

- ‌3 - الكفر بالعمل:

- ‌4 - الكفر بالشك:

- ‌ تنبيه:

- ‌ الأعمال التي تبطلها الردة:

- ‌ ما يترتب على المرتد من آثار:

- ‌ شروط الحكم بالردة:

- ‌ استتابة المرتد:

- ‌ كيف تكون توبة المرتد

- ‌ فائدة: في توبة من تكررت ردته:

- ‌ فائدة:

- ‌132 - الرسل عليهم الصلاة والسلام

- ‌133 - الرضا بقضا الله وقدره

- ‌134 - الرغبة

- ‌135 - الرقى

- ‌ أقوال بعض السلف:

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - حكم الرقية:

- ‌2 - شروط جواز الرقية:

- ‌تنبيه:

- ‌3 - حكم رقية أهل الكتاب للمسلمين:

- ‌4 - مسائل متنوعة في الرقية:

- ‌أولًا: تعريف النفث والتفل في الرقية:

- ‌ثانيًا: متى يكون النفث حال القراءة

- ‌ثالثًا: الخلاف في كراهية النفث وإباحته:

- ‌رابعًا: حكم الرقية بدون نفث:

- ‌خامسًا: حكم شرب الرقية المكتوبة:

- ‌سادسًا: خلط بعض التراب مع الريق:

- ‌سابعًا: حكم أخذ الأجرة على الرقية:

- ‌6 - الطرق الشرعية لاتقاء العين قبل وقوعها:

- ‌أولًا: بالنسبة لمن يخاف العين:

- ‌1 - المداومة على الأذكار ومنها:

- ‌2 - ستر محاسن من يخاف عليه العين

- ‌ حكم تلبيس الصبيان الملابس الرثة خوفًا من العين:

- ‌ثانيًا: بالنسبة للعائن:

- ‌7 - أثر الرقية والاسترقاء على التوكل:

- ‌الركوع

- ‌الرمال

- ‌136 - الرَّهْبَةُ

- ‌ الدليل من الكتاب:

- ‌ الدليل من السنة:

- ‌137 - الرياء

- ‌[الإخلاص - إرادة الإنسان بعمله الدنيا]

- ‌ أقوال السلف في الرياء:

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - الفرق بين الرياء والسمعة:

- ‌2 - الرياء شرك:

- ‌3).3 -الرياء على درجتين

- ‌الدرجة الأولى:

- ‌الدرجة الثانية:

- ‌4 - حكم العبادة إذا خالطها الرياء:

- ‌5 - الأمور التي يقع فيها الرياء:

- ‌6 - بين المرائي والمعجب:

- ‌7 - علاج الرياء:

- ‌8 - هل ترك العمل من أجل الناس رياء:

- ‌9 - مسألة:لو أن هناك إنسان لم يعتد على عمل صالح كقيام الليل وحضر عنده ناس يقومون الليل فقام معهم فهل هذا من الرياء

- ‌138 - الزنديق

- ‌[النفاق]

- ‌ حكم توبة الزنديق:

- ‌139 - زيارة الْقبور

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - زيارة المقابر تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

- ‌2 - حكم زيارة قبر المشرك:

- ‌3 - حكم زيارة النساء للقبور

- ‌ أقوال العلماء في حكم زيارة النساء للقبور:

- ‌4 - حكم زيارة المرأة لقبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌140 - السؤال

- ‌ ذم سؤال الخلق:

- ‌ حكم سؤال الغير أن يدعو له:

- ‌141 - السؤال بالله

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - أقسام السؤال بالله:

- ‌2 - حكم السؤال بالله:

- ‌3 - حكم إجابة السؤاك بالله:

- ‌4).4 -إجابة من أقسم عليك بالله:

- ‌142 - السؤال بالجاه أو بالحق

- ‌143 - السؤال بوجه الله

- ‌ مسألة: قول "يا وجه الله

- ‌144 - سب الأنبياء والملائكة

- ‌ حكم سب الأنبياء والملائكة:

- ‌145 - سب أمهات المؤمنين

- ‌ حكم سب عائشة رضي الله عنها

- ‌ حكم قذف بقية أمهات المؤمنين:

- ‌146 - سب الدين أو الرب

- ‌147 - سب الدهر

- ‌148 - الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - الفرق بين سب الله وسب رسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌2).2 -مما يلحق بهذا الباب لمز الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - ويلحق بهذا الباب إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌149 - سب الريح

- ‌ فائدة:ليس من السب أن توصف الريح أو يوصف الدهر بالشدة

- ‌ فائدة أخرى:جاء في الحديث: "لا تسبوا الريح، فإنها من نَفَس الرحمن

- ‌150 - سب الصحابة

- ‌ النهي عن سب الصحابة:

- ‌ حكم سب الصحابة:

- ‌أ - سب عموم الصحابة:

- ‌ب - سب بعضهم سبا يطعن في دينهم:

- ‌ تنبيه:

- ‌ج - من سبهم سبا لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم:

- ‌ سب السلف والعلماء والمؤمنين

- ‌151 - السبب

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - الأسباب على قسمين:

- ‌2 - موقف الناس من الأسباب:

- ‌3 - الأسباب على قسمين: مشروعة وغير مشروعة:

- ‌ القسم الأول: أسباب مشروعة:

- ‌1 - أسباب واجبة:

- ‌2 - أسباب مستحبة:

- ‌3 - أسباب مباحة وجائزة:

- ‌ القسم الثاني: أسباب غير مشروعة:

- ‌أولًا: أسباب شركية تنافي التوحيد في أصله:

- ‌ثانيًا: أن يثبت من الأسباب ما لم يجعله الله سببًا

- ‌ وبعضهم يجعله شركا أصغر ويجعله قاعدة:

- ‌ثالثا: أسباب محرمة لكن لا تدخل في الشرك:

- ‌4 - حكم التعلق بالأسباب:

- ‌152 - السجود

- ‌[الإنحناء - التعظيم]

- ‌ مسألة:ذكر ابن القيم رحمه الله في "الإغاثة

- ‌ مسألة: حكم السجود على المقابر

- ‌153 - السحر

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - حقيقة السحر:

- ‌2 - الفرق بين السحر والمعجزة

- ‌3 - الفرق بين الساحر والكاهن:

- ‌4 - حكم عمل الساحر:

- ‌ وبعض أهل العلم يفصّل في حكم الساحر:

- ‌6 - حد الساحر:

- ‌7 - حكم تعلم السحر وتعليمه:

- ‌8 - حكم الذهاب للسحرة وسؤالهم:

- ‌9 - إصابة الرسول صلى الله عليه وسلم بالسحر:

- ‌10 - توضيح معنى كلمة الطب

- ‌11 - فائدة:

- ‌12 - الرد على من أنكر إصابة الرسول صلى الله عليه وسلم بالسحر:

- ‌1).13 -حل السحر بسحر مثله:

- ‌14 - علاقة النميمة والعضه بالسحر

- ‌1).15 -ضبط كلمة العضه:

- ‌16 - حكم النميمة:

- ‌17 - علاقة البيان بالسحر

- ‌154 - السخط من أقدار الله

- ‌155 - السفر إلي بلاد الكفر

- ‌156 - السلام على الله

- ‌ حكم قول السلام على الله:

- ‌ فائدة في معنى السلام المطلوب عند التحية:

- ‌(1).157 -السلف

- ‌158 - السمعة

- ‌159 - السنة

- ‌ الأدلة:

- ‌ أقوال السلف:

- ‌ حكم إنكار المتواتر

- ‌ حكم رد خبر الآحاد:

- ‌160 - سوء الظن بالله

- ‌161 - سواع

- ‌162 - السَّيِّد

- ‌[عبدي وأمتي]

- ‌حكم وفوائد:

- ‌1 - حكم تسمية المخلوق بالسيد

- ‌2 - أما إطلاق المولى فقد جاء في الحديث عَنْ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "ولا يَقُلْ مَوْلَايَ فإنما مولاكم الله

- ‌3 - حكم تسمية المنافق بالسيد:

- ‌4 - ما جاء في قول "سيدنا محمد

- ‌5 - الجمع بين حديث "السيد الله" وحديث "أنا سيد ولد آدم

- ‌6 - عبارة "السيدة عائشة رضي الله عنها

- ‌7 - أما إطلاق الرب فلا يجوز إلا على الله:

- ‌163 - الشؤم

- ‌ معنى حديث الشؤم في ثلاث:

- ‌164 - شد الرحال إلى القبور والسفر إليها

- ‌[زيارة القبور - تتبع آثار الأنبياء والصالحين المكانية]

- ‌ حكم شد الرحل لزيارة قبر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌ أدلة المجيزين لاستحباب السفر لزيارة القبر:

- ‌ مسألة في حكم شد الرحال لزيارة الأهرامات:

- ‌165 - شروط "لا الله إله الله

- ‌166 - الشرك

- ‌فوائد ومسائل:

- ‌2 - أقسام الشرك:

- ‌3 - سبب أول شرك حصل في بني آدم:

- ‌4 - فائدة معرفة الشرك:

- ‌5 - الفرق بين الكفر والشرك:

- ‌167 - الشرك الأصغر

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - يعرف الشرك الأصغر بأمور منها:

- ‌فائدة:من الشرك الأصغر ما يكون شركا أكبر بحسب قائله ومقصد

- ‌2 - أضرار الشرك الأصغر:

- ‌3 - الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر:

- ‌4 - حكم مرتكب الشرك الأصغر:

- ‌5 - أمثلة الشرك الأصغر وصوره:

- ‌168 - الشرك الأكبر

- ‌ أقسام الشرك الأكبر

- ‌ أضرار الشرك الأكبر:

- ‌169 - الشرك الخفي

- ‌ العلاقة بين الشرك الخفي والشرك الأصغر:

- ‌170 - شرك التسمية

- ‌ حكم تعبيد الاسم لغير الله:

- ‌171 - شرك المحبة

- ‌172 - الشرعية

- ‌[التوحيد والسنة]

- ‌173 - شعب الإيمان

- ‌ معنى البضع:

- ‌ اختلاف روايات الحديث في تعداد الشعب:

- ‌ الاجتهاد في حصر شعب الإيمان ومعرفتها:

- ‌174 - الشك في حكم اللّه عز وجل أو الشك في أخباره

- ‌175 - الشعوذة والدجل

- ‌176 - الشفاعة

- ‌فوائد وأحكام:

- ‌1 - أنواع الشفاعة يوم القيامة:

- ‌2 - أسباب الحصول على الشفاعة:

- ‌3 - والشفاعة شفاعتان شفاعة منفية وشفاعة مثبتة

- ‌ حكم طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا

- ‌4 - فائدة:الآية القاطعة لما يتعلق به المشركون من أسباب هي قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ}

- ‌5 - فائدة:أنكر الخوارج والمعتزلة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر بناء على أصلهم الفاسد في تخليد أهل الكبائر من أهل التوحيد في النار

- ‌6 - الشبه التي يتعلق بها المشركون في طلب الشفاعة من غير الله:

- ‌7 - الفرق بين الشفاعة عند الله وبين الشفاعة عند البشر:

- ‌8 - حكم الشفاعة في أمور الدنيا:

- ‌177 - الشكر

- ‌ الدليل من الكتاب:

- ‌ العلاقة بين الحمد والشكر والمدح:

- ‌178 - شهادة أن محمدًا رسول اللّه

- ‌[الإيمان بالرسل - النبوة]

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - أركان شهادة "أن محمدًا رسول الله

- ‌2 - ماذا تتضمن معرفة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - خصائص النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌179 - الشهادة لمعين بالجنة أو النار

- ‌180 - الصبر

- ‌ أقوال السلف في الصبر:

- ‌أحكام وفوائد:

- ‌1 - حكم الصبر:

- ‌2 - أقسام الصبر:

- ‌3 - تفاوت درجات الصبر:

- ‌4 - موقف العبد حال المصيبة:

- ‌5 - حكم الرضا بقضاء الله جل وعلا:

- ‌6 - الفرق بين الرضا والصبر:

- ‌3 - الندب والنياحة وشق الثياب

- ‌ حكم النياحة:

- ‌مسألة: عذاب الميت بما نيح عليه

- ‌8 - حكم البكاء:

- ‌9 - فائدة في معنى الهلع:

- ‌181 - الصدق المنافي للكذب

- ‌182 - الصراط المستقيم

- ‌[الدين - الإسلام - التوحيد - السنة]

- ‌ فائدة:قال ابن القيم رحمه الله: "قال الله تعالى {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا

- ‌183 - صفر

- ‌ أقوال العلماء في معنى "صفر

- ‌184 - الصليب

- ‌185 - الصنم

- ‌ الفرق بين الصنم والوثن:

- ‌ ذكر بعض الأصنام المشتهرة في الجاهلية:

- ‌1 - هبل:

- ‌2 - اللات

- ‌3 - مَنَاة

- ‌ هدم مناة:

- ‌4 - العزى

- ‌5).5 -أصنام قوم نوح ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر

- ‌ كيف صارت أصنام قوم نوح إلى العرب

- ‌6 - إساف ونائلة:

- ‌7 - ذو الخَلَصة:

- ‌ أدلة الكتاب والسنة على هدم الأصنام ووجوب ذلك على كل قادر:

- ‌ تنبيهات:

- ‌ جهود المسلمين في هدم الأصنام:

- ‌1 - أخذ ذهب الباميان:

- ‌2 - الرشيد يحاول هدم إيوان كسرى:

- ‌3 - المأمون يحاول هدم الهرمين بمصر:

- ‌5 - محمود بن سبكتكين يقتلع ألف صنم ويكسر الصنم المشهور بسومنات:

- ‌6 - الملك قلاوون يدمر صنمًا قبالة أبا الهول:

- ‌7 - الشيخ محمد بن عبد الوهاب يهدم بنيانًا في أرض تعظمه العامة. قال في الرسالة السادسة ص (39):

الفصل: ‌حدود جزيرة العرب وكلام أهل العلم فيه:

دينهم الحق. على أن بعض العلماء - رحمهم الله تعالى - رأى عموم هذا الحديث لأمة محمد صلى الله عليه وسلم. قال ابن رجب رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: "المراد أنه يئس أن تجتمع الأمة على الشرك الأكبر""

(1)

.

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "يأس الشيطان أن يعبد في جزيرة العرب لا يدل على عدم الوقوع؛ لأنه لما حصلت الفتوحات وقوي الإسلام ودخل الناس في دين الله أفواجًا أيس أن يعبد سوى الله في هذه الجزيرة. فالحديث خبر عما وقع في نفس الشيطان ذلك الوقت ولكنه لا يدل على انتفائه في الواقع"

(2)

.

والأدلة التي تدل على وقوع الشرك في الجزيرة كثيرة منها وقوع الردة في عهد أبي بكر الصديق ومنها أحاديث صحيحة صرحت بذلك كحديث: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة"

(3)

. وحديث: "لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى"

(4)

ومعلوم أن "ذو الخلصة" و"اللات" و "العزى". مكان وجودهم جزيرة العرب.

‌حدود جزيرة العرب وكلام أهل العلم فيه:

جزيرة العرب يحدها من الغرب: بحر القلزم، ويقال: بحر الحبشة ويعرف الآن باسم: البحر الأحمر. ومن الجنوب: بحر العرب ويقال: بحر اليمن. ومن الشرق: خليج البصرة ويعرف الآن باسم: الخليج العربي. وهذا التحديد من هذه الجهات الثلاث محل اتفاق بين الجغرافيين. وأما الحد الشمالي: فساحل البحر الأحمر الشرقي الشمالي وما على مُسامَتِتِه شرقًا من مشارف الشام وأطراره (الأردن

(1)

خصائص جزيرة العرب ص 33.

(2)

مجموع فتاوى ابن عثيمين 2/ 205.

(3)

أخرجه البخاري (7116)، ومسلم (2906).

(4)

أخرجه مسلم (2907).

ص: 19

حاليًا) ومنقطع السماوة من ريف العراق.

وقد وقع خلاف بين العلماء والفقهاء في حدود جزيرة العرب التي يؤمر الكافر بالخروج منها فمنهم من جعل الأمر بإخراج الكفار شاملًا الجزيرة كلها ومنهم من جعله لجزء منها ولكل منهم أدلة وإليك أقوالهم:

قال الأزهري: "قال أبو عبيد عن الأصمعي: جزيرة العرب: ما بين عدن أبين

(1)

إلى أطراف الشام في الطول وأما العرض فمن جدة وما والاها من شط البحر إلى ريف العراق.

وقال أبو عبيدة: هي ما بين حفر أبي موسى إلى أقصى تهامة في الطول. وأما العرض فما بين رمل يبرين إلى منقطع السماوة"

(2)

.

وقال الخليل: "إنما قيل لها "جزيرة العرب"؛ لأن بحر الحبش، وبحر فارس، والفرات قد أحاطت بها، ونسبت إلى العرب؛ لأنها أرضها، ومسكنها ومعدنها"

(3)

.

قال الفيومي في المصباح المنير: "ونقل البكري أن جزيرة العرب: مكة والمدينة واليمن واليمامة، وقال بعضهم: جزيرة العرب خمسة أقسام: تهامة، ونجد، وحجاز، وعروض، ويمن، فأما تهامة: فهي الناحية الجنوبية من الحجاز، وأما نجد فهي الناحية التي بين الحجاز والعراق، وأما الحجاز: فهو جبل يقبل من اليمن حتى يتصل بالشام، وفيه المدينة وعمان، وسمي حجازًا لأنه حجز بين نجد وتهامة، وأما العروض: فهو اليمامة إلى البحرين، وأما اليمن: فهو أعلى من تهامة،

(1)

قال محقق تهذيب اللغة: "في الأصل بسكون الدال وهي عدن المشهورة بلد أو مدينة بأقصى بلاد اليمن على ساحل البحر، أضيفت إلى (أبين) كأبيض وهو رجل من حمير لأنه عدن بها أي أقام".

(2)

تهذيب اللغة، المصباح المنير للفيومي، الصحاح، النهاية (ج ز ر) التمهيد 1/ 172، أحكام أهل الذمة 1/ 177.

(3)

أحكام أهل الذمة 1/ 178.

ص: 20

هذا قريب من قول الأصمعي"

(1)

.

ويقول ابن حجر: "قال الزبير بن بكار في أخبار المدينة أخبرت عن مالك، عن ابن شهاب قال: جزيرة العرب: المدينة. قال الزبير: قال غيره: جزيرة العرب ما بين العذيب

(2)

إلى حضرموت، قال الزبير: وهذا أشبه، وحضرموت آخر اليمن "

(3)

.

وذكر الباجي عن مالك أنه قال: "جزيرة العرب: منبت العرب، قيل لها: جزيرة العرب، بإحاطة البحور والأنهار بها"

(4)

.

وقال مالك أيضًا: "أرى أن يجلوا من أرض العرب كلها؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يجتمع دينان في جزيرة العرب"

(5)

.

وهذه الرواية تلتقي مع التحديد الجغرافي. وتأتي روايات أخرى.

وفي رواية بكر بن محمد عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله - يعني: الإمام أحمد - عن جزيرة العرب؟ فقال: "إنما الجزيرة موضع العرب، وأي موضع يكون فيه أهل السواد والفرس، فليس هو جزيرة العرب، موضع العرب: الذي يكونون فيه"

(6)

.

وروى ابنه عبد الله عنه، قال:"سمعت أبي يقول في حديث: "لا يبقى دينان في جزيرة العرب": تفسيره: ما لم يكن في يد فارس والروم. قيل له: ما كان خلف

(1)

المصباح المنير (ج ز ر).

(2)

العذيب من أرض العراق بعد القادسية بأربعة أميال على حدود البادية كما جاء في معجم البلدان.

(3)

فتح الباري 6/ 171.

(4)

انظر المنتقى 7/ 195.

(5)

المغني 9.

(6)

انظر الأحكام السلطانية 196، أحكام أهل الذمة 1/ 176، 177.

ص: 21

العرب؟ قال: نعم"

(1)

.

وقال النووي: "وأضيفت إلى العرب لأنها الأرض التي كانت بأيديهم قبل الإسلام وديارهم التي هي أوطانهم وأوطان أسلافهم"

(2)

.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: "جزيرة العرب: هي من بحر القُلْزم إلى بحر البصرة، ومن أقصى حِجْرِ اليمامة إلى أوائل الشام؛ بحيث كانت تدخل اليمن في دارهم، ولا تدخل فيها الشام، وفي هذه الأرض كانت العرب حين البعث وقبله

"

(3)

.

وقال الشيخ بكر أبو زيد: "ولهذا التّحديد بالمياه الإقليمية الثلاثة صارت تعرف عند المتأخرين باسم "شبه جزيرة العرب"، وإنما قيل: "جزيرة العرب"؛ بحكم إحاطتها بثلاثة أبحر، ولأن الحد الشمالي، وإن كان إلى مشارف الشام وريف العراق؛ فإن ما وراء ذلك من أنهار: بردى، ودجلة، والفرات، متصل برأس الخليج العربي، فكأن التجوز في الإطلاق بحكم المجاورة"

(4)

.

وما سبق من الروايات والأقوال يلتقي بعضها مع التحديد الجغرافي المشهور بأن الجزيرة موضع العرب المحاط بالمياه الإقليمية الثلاثة.

لكن هل يُمنع اليهود والنصارى من سكناها جميعا؟ في هذا خلاف قديم، فمنهم من يرى أن الحد الجغرافي هو التحديد الصحيح وهو أحد الأقوال عند الإمامين مالك وأحمد رحمهما الله وهو قول يذكر لشيخ الإسلام ونصره الشيخ بكر أبو زيد والقول الآخر أنها خاصة بالحجاز وما والاها.

(1)

أحكام أهل الملل للخلال 24، 25 الأحكام السلطانية 196، أحكام أهل الذمة 1/ 177.

(2)

مسلم بشرح النووي 11/ 93.

(3)

اقتضاء الصراط المستقيم ص 166 ط - الفقي.

(4)

خصائص جزيرة العرب ص 18، 19.

ص: 22

واستدل أصحاب القول الثاني بحديث أبي عبيدة بن الجرَّاح رضي الله عنه قال: آخرُ ما تكلَّم به النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أخرجوا يهودَ أهل الحجاز، وأهل نجران من جزيرة العرب، واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"

(1)

.

وفي رواية: "أخرجوا اليهودَ من الحجاز"

(2)

.

وقالوا إن الحديث وإن ورد فيه الأمر بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، إلا أن المراد بعض الجزيرة لا كلها، بدليل أن عمر رضي الله عنه أخرج يهود خيبر وفدك ولم يخرج أهل تيماء، وهي من جزيرة العرب، فإن عمر رضي الله عنه لما تولى الخلافة كان يهود في خيبر وال نجران في نجران والمجوس في هجر واشتغل بالفتوحات خارج جزيرة العرب فتح فارس والشام، ومصر وقبرص، وأخرج عمر رضي الله عنه يهود خيبر لما نقضوا العهد، وأبقى يهود اليمن، ومجوس الأحساء.

قال مالك: عمرُ أجلى أهل نجران ولم يُجلوا من تيماء؛ لأنها ليست من بلاد العرب، فأما الوادي فإني أرى إنما لم يُجل من فيها من اليهود أنهم لم يروها من أرض العرب"

(3)

.

وفي شرح مسلم عند ذكر إجلاء عمر لليهود من خيبر، وفيه:(فأجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء) قال النووي: "وفي هذا دليل أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم بإخراج اليهود

(1)

أخرجه الإمام أحمد في (المسند)(3/ رقم 1691/ 221) والبخاري في (التاريخ الكبير)(4/ 57) والدارمي في (السنن)(2/ 233) وأبو يعلى الموصلي في (المسند)(2/ رقم 872/ 177) والبيهقي في (الكبرى)(9/ 208) من طرقٍ عن يحيى بن سعيد عن إبراهيم بن ميمون ثنا سعد بن سمرة بن جندب عن أبيه به. وإسناده صحيحٌ، وصححه الإمام ابن عبد البر في (التمهيد)(1/ 169) والعلامة الألباني في (الصحيحة) رقم 1132.

(2)

[تلخيص الحبير 12 - 2311].

(3)

السنن) (كتاب الخراج)(باب في إخراج اليهود من جزيرة العرب)(3/ رقم 3033/ 425) وانظر (شرح السنة) للبغوي (11/ 180)(التمهيد)(1/ 169 - 173).

ص: 23

والنصارى من جزيرة العرب إخراجهم من بعضها، وهو الحجاز خاصة؛ لأن تيماء من جزيرة العرب لكنها ليست من الحجاز والله أعلم"

(1)

.

قال بشر بن عمر: "قلت لمالك إننا لنرجو أن تكون من جزيرة العرب يريد البصرة، لأنه لا يحول بيننا وبينكم نهر، فقال: ذلك إن كان قومك تبؤوا الدار والإيمان"

(2)

.

قال النووي: "وحكى الهروي عن مالك: أن جزيرة العرب هي المدينة والصحيح المعروف عن مالك أنها مكة والمدينة واليمامة واليمن

(3)

، وأخذ بهذا الحديث مالك، والشافعي وغيرهما من العلماء، فأوجبوا إخراج الكفار من جزيرة العرب، وقالوا: لا يجوز تمكينهم من سكناها، ولكن الشافعي خص هذا الحكم ببعض جزيرة العرب، وهو الحجاز، وهو عنده: مكة، والمدينة، واليمامة وأعمالها دون اليمن وغيره مما هو من جزيرة العرب، بدليل آخر مشهور في كتبه وكتب أصحابه"

(4)

.

(1)

شرح مسلم 10/ 213، 213.

(2)

التمهيد 1/ 173.

(3)

روى الزهري عن مالك قال: "جزيرة العرب: المدينة، ومكة، واليمامة، واليمن". واليمامة كانت داخلة في عمل المدينة، وكان أمرها مضطربا حسب الولاية في العصرين الأموي والعباسي، فأحيانا تضاف إلى المدينة، وأحيانا تفرد برأسها. انظر خصائص جزيرة العرب 22. وقال ابن عبد البر في التمهيد:"قال مالك بن أنس: جزيرة العرب: المدينة ومكة واليمامة واليمن وقال المغيرة بن شعبة: جزيرة العرب: المدينة ومكة واليمن وقرياتها" التمهيد 1/ 172، وانظر المنتقى 7/ 195.

وقال يعقوب بن محمد: سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب؟ فقال: مكة والمدينة واليمامة واليمن ذكره الإمام البخاري في (الجامع الصحيح كتاب الجهاد باب جوائز الوفد /6 ص 170 - فتح).

(4)

مسلم بشرح النووي 11/ 93.

ص: 24

وألَّف الحسين بن محمد بن سعيد اللاعى المعروف بالمغربى، قاضي صنعاء ومحدثها رسالة في حديث:"أخرجوا اليهود من جزيرة العرب" رجح فيها: أنه إنما يجب إخراجهم من الحجاز فقط محتجًا بما في رواية. بلفظ: "أخرجوا اليهود من الحجاز"

(1)

.

وقال الرملي: "ليس المراد جميع جزيرة العرب، بل الحجاز منها لأن عمر أجلاهم منه وأقرهم باليمن مع أنه منها"

(2)

.

* قال ابن قدامة بعد أن ذكر رواية عن الإمام أحمد في "جزيرة العرب المدينة وما والاها"

(3)

: "يعني أن الممنوع من سكنى الكفار به: المدينةُ وما والاها - وهو مكة، واليمامة، وخيبر، والينبع، وفدك، ومخاليفها، وما والاها - وهذا قول الشافعي

فكأن جزيرة العرب في تلك الأحاديث أريد بها الحجاز، وإنما سمي حجازًا لأنه حجز بين تهامة ونجد، ولا يمنعون أيضا من أطراف الحجاز كتيماء وفدك ونحوهما؛ لأن عمر لم يمنعهم من ذلك"

(4)

.

وقال ابن تيمية رحمه الله: "وقد أمر النبي في مرض موته أن تخرج اليهود والنصارى من جزيرة العرب - وهي الحجاز - فأخرجهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المدينة وخيبر وينبع واليمامة ومخاليف هذه البلاد"

(5)

.

وفي اختيارات ابن تيمية رحمه الله: "ويُمنعون من المقام في الحجاز، وهو [أي:

(1)

البدر الطالع 1/ 230، الأعلام للزركلي 2/ 256.

(2)

نهاية المحتاج 8/ 90.

(3)

قال ابن القيم: "قول الإمام أحمد: "جزيرة العرب: المدينة وما والاها" يريد مكة واليمامة وخيبر والينبع وفدك ومخالفيها. وهذا قول الشافعي لأنهم لم يجلوا من تيماء ولا من اليمن "انظر أحكام أهل الذمة 1/ 178.

(4)

المغني 13/ 242 - 244.

(5)

الفتاوى 28/ 630.

ص: 25

الحجاز]: مكة والمدينة واليمامة والينبع وفدك وتبوك ونحوها وما دون المنحني، وهو عقبة الصوان من الشام كمعان"

(1)

.

وقال ابن حجر: "لكن الذي يمنع المشركون من سكناه منها الحجاز خاصة، وهو مكة والمدينة واليمامة وما والاها، لا فيما سوى ذلك مما يطلق عليه اسم جزيرة العرب؛ لاتفاق الجميع على أن اليمن لا يمنعون منها، مع أنها من جملة جزيرة العرب، هذا مذهب الجمهور"

(2)

.

قال العلَّامة الفقيه يحيى بن أبي الخير العمراني الشافعي: "وما روي أن أحدًا من الخلفاء الراشدين أجلى مَن في اليمن من أهل الذمة وإن كانت من جزيرة العرب، فدل على ما ذكرناه

(3)

، وروي أيضا أن نصارى نجران أتوا عليًا رضي الله عنه فقالوا له: إن الكتاب بيدك والشفاعة على لسانك، وإن عمر أخرجنا من أرضنا، فرُدَّنا إليها، فقال علي رضي الله عنه: إن عمر كان رشيدًا في فعله، وإني لا أُغيِّرُ شيئًا فعله عمر. ونجران ليست من الحجاز، وإنما لنقضهم الصُّلح الذي صالحهم النبي صلى الله عليه وسلم على ترك الربا"

(4)

.

ويتبين بهذا أن هناك فرق بين وصف جزيرة العرب وبين تخصيص الحكم ببعض هذه الجزيرة، يوضح هذا أن شيخ الإسلام في الاقتضاء لما تحدث عن اسم العرب واسم العجم والاشتباه بين العجم والفرس تكلم بعده عن اسم العرب ثم ذكر لسانهم وأصلهم ومساكنهم فقال: "مساكنهم كانت أرض العرب، وهي جزيرة

(1)

اختيارات البعلي ص 264.

(2)

الفتح 6/ 198 تحت الحديث رقم 3053.

(3)

حيث بين أن المراد بجزيرة العرب في هذه الأخبار: الحجاز، وهي: مكة والمدينة واليمامة ومخالفيها.

(4)

البيان شرح كتاب (المهذب) للشيرازي (12/ 289).

ص: 26

العرب التي هي من بحر القلزم إلى بحر البصرة، ومن أقصي حجر اليمامة إلى أوائل الشام، بحيث كانت تدخل اليمن في دارهم، ولا تدخل فيها الشام، وفي هذه الأرض كانت العرب حين البعث وقبله" ثم ذكر رحمه الله أنهم سكنوا المشرق والمغرب

الخ فلم يكن كلامه حول معنى الحديث أو حول إخراج المشركين منه بل حول العرب فقط.

ولما أراد معنى الحديث قال كما في الاختيارات: ويُمنعون من المقام في الحجاز، وهو [أي: الحجاز]: مكة والمدينة واليمامة والينبع وفدك وتبوك ونحوها وما دون المنحني، وهو عقبة الصوان من الشام كمعان"

(1)

.

وعلى هذا فإن العالم قد يصف جزيرة العرب بما هو أبعد من مكة والمدينة وما حولها لكنه يرى تخصيص الأمر بإخراج المشركين ببعض تلك الجزيرة.

ومما يُستدل به على بطلان حمل الحديث على جزيرة العرب التي في اصطلاح الجغرافيِّين؟

قول الشافعي في الأم: "لم أعلم أن أحدا أجلى أحدا من أهل الذمة من اليمن وقد كانت بها ذمة وليست بحجاز، فلا يجليهم أحد من اليمن ولا بأس أن يصالحهم على مقامهم باليمن، وقد تقدم نقل النووي عن الشافعي رحمه الله أنه خص هذا الحكم ببعض جزيرة العرب وهو الحجاز وهو عنده مكة والمدينة واليمامة وأعمالها دون اليمن"

(2)

.

وما ذكره النووي عن الشافعي حكاه ابن حجر

(3)

اتفاقًا، وقال ابن القيم حاكيًا مذهب الشافعي: "وقد أدخل بعض أصحاب الشافعي اليمن في جزيرة العرب

(1)

اختيارات البعلي ص 264.

(2)

شرح النووي على صحيح مسلم 11/ 93، 94.

(3)

فتح الباري 6/ 171.

ص: 27

ومنعهم من الإقامة فيها وهذا وَهْمٌ فإن النبي بعث معاذًا قبل موته إلى اليمن وأمره أن يأخذ من كل حالم دينارًا وأقرهم فيها وأقرهم أبو بكر بعده وأقرهم عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ولم يجلوهم من اليمن مع أمر رسول الله بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب فلم يعرف عن إمام أنه أجلاهم من اليمن، وإنما قال الشافعي وأحمد يخرجون من مكة والمدينة واليمامة وخيبر وينبع ومخاليفها ولم يذكرا اليمن ولم يجلوا من تيماء أيضًا، وكيف يكون اليمن من جزيرة العرب وهي وراء البحر فالبحر بينها وبين الجزيرة، فهذا القول غلط محض"

(1)

.

* فائدة (1): المياه الإقليمية للحجاز وما والاها وما فيها من الجزر تابعة له في الحكم وهذا ما وضحه الإمام الشافعي حيث قال - رحمه الله تعالى -: "لا يمنع أهل الذمة من ركوب بحر الحجاز - أي على سبيل العبور -، ويمنعون من المُقام في سواحله، وكذا إن كانت في بحر الحجاز جزائر وجبال تسكن؛ منعوا من سكناها؛ لأنها من أرض الحجاز"."

(2)

.

* فائدة (2): سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن المدينة هل هي من الشام فأجاب - رحمه الله تعالى -: "مدينة النبي صلى الله عليه وسلم من الحجاز باتفاق أهل العلم، ولم يقل أحد من المسلمين ولا غيرهم أن المدينة النبوية من الشام، وإنما يقول هذا جاهل بحد الشام والحجاز، جاهل بما قاله الفقهاء وأهل اللغة وغيرهم، ولكن يقال المدينة شامية، ومكه يمنية: أي المدينة أقرب إلى الشام، ومكة أقرب إلى اليمن وليست مكة من اليمن، ولا المدينة من الشام.

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته: أن تخرج اليهود والنصارى من جزيرة العرب - وهي الحجاز فأخرجهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المدينة، وخيبر، وينبع،

(1)

أحكام أهل الذمة 1/ 185.

(2)

الأم 4/ 178، وعنه الموسوعة الكويتية 3/ 129، خصائص جزيرة العرب ص 24.

ص: 28