الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الناس بالكعبة وبهما، حتى عُبدا من دون الله"
(1)
.
وقال ابن كثير: "قال الشعبي: كان إساف على الصفا وكانت نائلة على المروة، وكانوا يستلمونها فتحرجوا بعد الإسلام من الطواف بينهما، فنزلت هذه الآية
(2)
.
قلت - أي ابن كثير -: ذكر محمد بن إسحاق في كتاب السيرة أن إسافًا ونائلة كانا بشرين، فزنيا داخل الكعبة فمسخا حجرين فنصبتهما قريش تجاه الكعبة ليعتبر بهما الناس، فلما طال عهدهما عُبدا، ثم حُولا إلى الصفا والمروة، فنُصبا هنالك فكان من طاف بالصفا والمررة يستلمهما، ولهذا يقول أبو طالب في قصيدته المشهورة:
وحيث ينيخ الأشعرون ركابَهم
…
لمفضي السيول من إساف ونائل"
(3)
وأما إزالتهما فقال السهيلي: "ذكر الواقدي: أن نائلة حين كسرها النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح خرجت منها سوداء شمطاء - أي بيضاء الشعر - تخمش وجهها، وتنادي بالويل والثبور"
(4)
.
7 - ذو الخَلَصة:
بفتح الخاء واللام وهو بيت صنم ببلاد دوس يعبد من دون الله ويتقرب إليه بأنواع من العبادات.
قال ابن إسحاق: "وكانت ذو الخلصة لدوس وخثعم وبجيله ومن كان ببلادهم"(1).
(1)
الروض الأنف 1/ 105.
(2)
أي قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما
…
[البقرة:158].
(3)
تفسير ابن كثير 2/ 173، 174.
(4)
الروض الأنف 1/ 105.
ببلادهم"
(1)
.
قال ابن كثير: "وكان يقال لها الكعبة "اليمانية" والكعبة التى بمكة الكعبة "الشامية" فبعث إليه رسول صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله البجلي"
(2)
.
وروى البخاري عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بَيْتٌ يُقَالُ لَهُ ذُو الْخَلَصَةِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ الْكَعْبَةُ الْيَمَانِيَةُ أَوْ الْكَعْبَةُ الشَّأْمِيَّةُ فَقَالَ لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "هَلْ أَنْتَ مُرِيحِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ؟ " قَالَ فَنَفَرْتُ إِلَيْهِ فِي خَمْسِينَ وَمِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَحْمَسَ قَالَ: فَكَسَرْنَا وَقتلْنَا مَنْ وَجَدْنَا عِنْدَهُ فَأتَيْنَاهُ فَأَخْبَرْنَاهُ فَدَعَا لَنَا وَلأَحْمَسَ"
(3)
.
وروى البخاري عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَليَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ". وَذو الْخَلَصَةِ طَاغِيَةُ دَوْسِ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ
(4)
.
قال في الفتح: "قال ابن التين: فيه الإخبار بأن نساء دوس يركبن الدواب من البلدان إلى الصنم المذكور فهو المراد باضطراب ألياتهن
…
ويحتمل أن يكون المراد أنهن يتزاحمن بحيث تضرب عجيزة بعضهن الأخرى عند الطواف حول المراد المذكور وفي معنى هذا الحديث ما أخرجه الحاكم عن عبد الله بن عمر قال: "لا تقوم الساعة حتى تدافع مناكب نساء بني عامر على ذي الخلصة""
(5)
.
قال الشيخ حمود التويجري: "وقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، فإن
(1)
تفسير ابن كثير 4/ 223.
(2)
تفسير ابن كثير 4/ 223.
(3)
أخرجه البخاري (3823).
(4)
أخرجه البخاري (7116). ومسلم (2906).
(5)
فتح الباري 13/ 82.