الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء .. ". قالوا: من هم يا رسول الله .. جاء الحديث على روايات عدة، في بعضها يقول الرسول صلى الله عليه وسلم واصفًا الغرباء "هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي". وفي رواية أخرى قال عليه الصلاة والسلام: "هم أناس قليلون صالحون بين أناس كثيرين، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم" فلذلك لا يجوز هذا الإطلاق في العصر الحاضر على القرن كله؛ لأن فيه - ولله الحمد - بقية طيبة لا تزال على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وعلى سنته وستظل كذلك حتى تقوم الساعة .. "
(1)
.
وقال الشيخ صالح الفوزان: "أما ما بعد الإسلام فلا يقال له: جاهلية، لأن الجاهلية زالت والحمد لله بالإسلام، والعلم موجود، ورّثه الرسول صلى الله عليه وسلم، فبعد بعثة الرسول زالت الجاهلية العامّة، أما بقايا من الجاهلية أو خصال من أمور الجاهلية فقد تبْقى في أفراد من الناس أو طوائف من الناس، لكن أن يقال: الناس كلهم في جاهلية - كما يطلقه بعض الكتّاب الجهّال - فهذا باطل"
(2)
.
وقال الشيخ ناصر العقل: "وما نزع إليه بعض الكتاب والباحثين والمفكرين، من إطلاق عبارات المجتمع الجاهلي، على المجتمعات الإسلامية أو بعضها دون تقييد أو تخصيص لمن يستحق ذلك شرعًا فإنه نهج غير سليم ويخالف القواعد الشرعية، ومنهج السلف الصالح"
(3)
.
*
فائدة:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تنقض عُرى الإسلام عروة عروة حتى ينشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية
".
(1)
حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه لمحمد الشيباني 1/ 393، 394.
(2)
إعانة المستفيد 2/ 33.
(3)
حاشية على اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 227.
ولتوضيح معنى الجاهلية في قول الفاروق رضي الله عنه نسوق لك ما قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله حيث قال: "فذلك أنه إذا لم يعرف من الشرك ما عابه القرآن وما ذمه وقع فيه، وهو لا يعرف أنه الذي كان عليه أهل الجاهلية أو فوقه أو دونه أو شر منه، فتنقض بذلك عرى الإسلام ويعود المعروف منكرا والمنكر معروفا، والبدعة سنة والسنة بدعة، ويكفر الرجل بمحض الإيمان وتجريد التوحيد، ويبدع بمتابعة الرسول، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"
(1)
.
(1)
مجموعة الرسائل والمسائل 4/ 46.