الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
151 - السبب
*
لغة: الحبل، وما يتوصل به إلى غيره، والجمع أسباب
(1)
قال تعالى: {فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ} [ص: 10]، أي: فليصعدوا إلى السماء
(2)
.
قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم يعني: "طرق السماء"
(3)
.
وقال القرطبي: "أصل السبب: الحبل يشد بالشيء فيجذبه، ثم جعل كل ما جر شيئًا سببًا"
(4)
.
والمراد في هذا الفصل: هو ما كان طريقا إلى الشيء يتوصل به إليه، فالبعض يعتقد في الأسباب أنها هي المسببة بذاتها، وهي الموجدة بنفسها، وهى الضارة والنافعة استقلالا وهذا شرك. والبعض ينفي تأثير الأسباب ويعرض عنها وهذا باطل.
وأخذ الأسباب المشروعة جاءت به الشريعة.
* مجموع الفتاوى 10/ 471. التحفة العراقية لابن تيمية ص 49. جامع العلوم والحكم 2/ 104. تفسير القرطبي 11/ 321، 13/ 14. مدارج السالكين 3/ 495. تيسير العزيز الحميد 501، 156. فتح المجيد ص 408. الدرر السنية 2/ 195. مجموع الفتاوى بن عثيمين 1/ 102، 104، 4/ 207. القول المفيد لابن عثيمين ط 1 - 1/ 100، 159، 2/ 96، ط 2 - 2/ 96، 228 ومن المجموع 9/ 154، 180. مجموع الفوائد واقتناص الأوابد للسعدي ص 48. القول السديد لابن سعدي المجموعة 3/ 18. شرح رياض الصالحين لابن عثيمين 30/ 311. منهج ابن حجر في العقيدة ص 428. مباحث العقيدة في سورة الزمر ص 287.
(1)
الكليات لأبي البقاء الكفوي ص 503، وانظر المفردات للراغب ص 220، ولسان العرب مادة (س ب ب) 1/ 458.
(2)
انظر المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 12/ 426.
(3)
تفسير ابن كثير 7/ 48.
(4)
الجامع لأحكام القرآن 2/ 206.
* الدليل من الكتاب: قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71]. وقال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60]، وقال تعالى:{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197].
قال الإمام ابن القيم: "والقرآن مملوء من ترتيب الأحكام الكونية والشرعية والثواب والعقاب على الأسباب بطرق متنوعة، فيأتي بباء السببية تارة، وباللام تارة، وبأن تارة، وبكي تارة، ويذكر الوصف المقتضي تارة، ويذكر صريح التعليل تارة كقوله ذلك بأنهم فعلوا كذا وقالوا كذا، ويذكر الجزاء تارة كقوله:{وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [المائدة:29]، وقوله:{وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة:85]، وقوله:{وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} [سبأ:17]، ويذكر المقتضى للحكم والمانع منه كقوله:{وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} [الإسراء: 59]، وعند منكري الأسباب والحكم لم يمنعه إلا محض مشيئته ليس إلا وقال:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} [يونس: 9]، وقال:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} [إبراهيم: 1]، وقال:{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 24]، وقال:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3] وقال: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 5]، وقال:{إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال:29]، وقال:{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: 120]، وقال تعالى: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ