الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثّاني:
[203]
: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ في الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ"(1).
تقَدّم الكَلامُ على مُتعلّق حَرف الجر، وعلى [محلّ أنّ](2).
وجملة "قَالَ. . .": في محل خَبر "أنّ". و"لَيْلَة": مفعُولٌ "بـ "تحرّوا".
و"أَلِف""تحرّوا" مُنقَلبة عن "يَاء"، وأصْلُه:"تحرّيوا"، تحرّكَت " [الياء] (3) "، وانفَتَح ما قبلها؛ فانقَلبت أَلِفًا، ثم حُذفت لسكُونها وسكون "الواو". (4)
والأمْرُ مما كَان مُتحرّكًا [يأتي](5) حرف مُضَارعه على تِلْك الصّوْرَة بتلك الحرَكَة - فـ "يَتَحَرّى""التاء"[متَحرّكة](6) في المضَارع بالفَتْحَة - بخِلافِ [الأمْر. . . صرًا](7) منه عَليها، وكَذلك لو كَانت ضَمّة أو كَسْرة، تقُول مِن "يَقُول":"قُلْ"، ومِن " [يَبِع] (8) ":"بِعْ". (9)
= المقاصد والمسالك (1/ 518 وما بعدها)، شرح الأشموني (1/ 278).
(1)
رواه البخاري (2017) في فضل ليلة القدر، ومسلم (1169) في الصيام.
(2)
غير واضحة بالأصل. ولعلها: "أنّ". والمثبت من (ب).
(3)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(4)
انظر: اللباب في علل البناء والإعراب (2/ 389)، شرح التصريف (ص 286، 287، 435)، شرح المفصل لابن يعيش (5/ 292)، شرح ابن عقيل (4/ 217، 300)، شرح التصريح (2/ 309).
(5)
كذا بالنسخ. ولعل الصواب: "ثاني".
(6)
غير واضحة بالأصل. ولعلّها: "تتحرك". وفي (ب): "بتحركه".
(7)
غير واضحة بالأصل. وبياض في (ب). والمثبت ما يبدو بالأصل.
(8)
كذا بالنسخ. ولعل الصواب: "يبيع"
(9)
انظر: المقتضب (2/ 88).
فإنْ سكن ثاني حَرف المضَارعة: اجتُلبت له الهمزة، فتقُول في الأمر من "يضْرب":"اضرب"، ومن "يشْرب":"اشرب". (1)
وفي الكَلام حَذْفٌ يدُلُّ عَليه السّياق، أي:"قَالَ لأصْحَابه: تحروا ليلة القَدْر في ليالي أيام الوتر"، فتسميتها بـ "ليلة الوتر" حَقيقية، وتسميتها "ليلة القَدْر" مَجَاز.
وإنما سُمّيت (2) بذلك: لأنّ الله تعالى يَقْضِي فيها ويُقَدّر الأشْياء. وهو مَصْدَر "قَدّر الله الشّيء قَدْرًا وقَدَرًا"، كـ "نَهْر ونَهَر" و"الشِّعْر والشَّعَر".
وقيل: سُمّيت بذلك لأنّ كُلّ مَن لم يكُن له [قَدْر](3) إذا تَدَارَكَها يصير فيها ذا قَدْر وخَطَر.
وقيل: لأنّه أنزل فيها الكتاب ذا قَدْر.
وقيل: لأنّه قَدّر الرّحمة فيها.
وقيل: لأنّ الأرضَ تضيق فيها بالملائكة، من قوله تعالى:{وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} [الطلاق: 7]. (4)
قَالَ في "الصّحاح": يُقَال: "فُلانٌ يتَحَرّى الأمر"، أي:"يتَوَخّاه ويقْصِده". وتحرّى فُلَانٌ بالمكان"، أي: "تَمَكَّث". وقَوله تَعَالَى: {فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا} [الجن: 14]، أي: "تَوَخّوا وعَمَدوا". (5)
(1) انظر: المقتضب (2/ 88)، سر صناعة الإعراب (1/ 125)، درة الغواص (ص 46)، شرح المفصل (5/ 276، 307)، اللمحة (1/ 137).
(2)
أي: ليلة القَدْر.
(3)
بالنسخ: "قدرًا"
(4)
انظر: تفسير الثعلبي (10/ 247، 248)، تفسير البغوي (ط إحياء التراث، 5/ 283)، عُمدة القاري للعيني (11/ 128، 129)، إرشاد الساري (3/ 429)، شرخ الزرقاني على الموطأ (2/ 317).
(5)
انظر: الصحاح (6/ 2311)، لسان العرب (14/ 173 وما بعدها).
قوله: "في الوتْر": يتعَلّق بـ "تحرّوا". والألِف واللام في "الوتر" للجنس "من" أوتار "العَشر الأواخر". وتقَدّم الكَلامُ قبل هذا في "العَشر" ووصفها بـ "الأواخر".
و"الوِتْر": بفَتْح واوه وبكَسْرها، وهُو "الفَرْدُ". وفي الحديث:"إنّ اللهَ وَتْرٌ يُحِبُّ الوَتْرَ"(1). وأمّا "الوتر" بمَعْنَى "الذّحْل"(2) فبالكَسْر لا غير، وحَكَى الأصمعي فيه اللغتين. وقُرئ:{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 3] بفتح "الواو" وكسر "التّاء". (3)
و"مِن" في قَوله "مِن العَشر" لبيان الجنس، أو للتبعيض.
وتقَدّم الكَلامُ على "مِن" وأقسَامها في العَاشر مِن أوّل الكتاب، وعلى "في" وأقسَامها في الرّابع مِن أوّل الكتاب، وعلى "عَن" وأقسَامها في الثّالث من "باب الصّفوف".
(1) مُتفقٌ عليه: البخاري (6410) ومسلم (2677/ 5) من حديث أبي هريرة.
(2)
الذّحْل: الثأر. وقيل: هو العداوة والحقد. وجمعه: أذحال وذحول.
انظر: الصّحاح (4/ 1701)، لسان العرب (11/ 256).
(3)
انظر: الصحاح للجوهري (2/ 842)، لسان العرب (5/ 273، 274)، شمس العلوم (11/ 7053).