الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"العِشرين". (1)
الحديث الخامس:
[180]
: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، وَأُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها:"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُومُ"(2).
قوله: "كَان يُدرْكُه": تقَدّم الكَلامُ على "كَان" في الحديث الأوّل من الكتاب. واسمُ "كَان" هُنا: ضَميرٌ يعُود على "النبي صلى الله عليه وسلم"، وجملةُ "يُدْركُه" في محلّ خَبرها.
قوله: "وهُو جُنُبٌ": جملةٌ من مُبتَدأ وخَبر، في محلّ الحَال من فَاعِل "يُدْركُه"، والتقْديرُ:"وهُو ذُو جَنَابَة"؛ لأنّ لفْظَ "جُنُب" في الفَضَلات. وتقَدّم الكَلامُ على "جُنُبُ" في الحديث الخَامِس مِن أوّل الكتاب.
وتقَدّم الكَلامُ على "أهْل".
وهُو يُطلَقُ على "أهْل الرّجُل"، و"أهْل الدّار". وكذلك "الأَهْلَة". (3) قَالَ الشّاعرُ:
وأَهْلَةِ وُدٍّ قَدْ تَبَرَّيتُ وُدَّهم
…
وأَبْلَيْتُهم في الحمد جُهْدي ونَائلي (4)
أي: "رُبّ مَن هُو أهْل للودّ تعَرّضت لَه وبَذَلتُ له في ذلك طَاقَتي مِن
(1) انظر: شرح ابن عقيل (1/ 63)، النحو الوافي (4/ 522، 523)، جامع الدروس العربية (3/ 117).
(2)
رواه البخاري (1926) في الصيام، ومسلم (1109) في الصيام.
(3)
انظر: البحر المحيط (4/ 353)، الصّحاح (4/ 1628، 1629)، خزانة الأدب (8/ 92)، إصلاح المنطق لابن السِّكيت (ص 118).
(4)
البيتُ من الطويل، وهو لأبي الطّمحان القيني. انظر: الصّحاح للجوهري (4/ 1629)، لسان العرب لابن منظور (11/ 28)، إصلاح المنطق لابن السكيت (ص 118)، المعجم المفصل (6/ 367).
نائلي". (1)
قال "ابنُ السِّكِّيْت": يُقَال: "تَبَرّيتُ لمعْرُوفه تَبرِّيًا"، إذا "تعَرّضْتُ له". (2)
فجَمْعُ "أهْلَة": "أهْلَات" و"أهَلَات" و"أهَالي"، زادُوا فيه "اليَاء" على غير قياس، كما جمعُوا "لَيْلًا" على "لَيَال". وقَد جَاء في الشِّعر:"آهال" مثل: "فَرْخٍ وأفْرَاخ" و"زَنْدٍ وأزْنَاد".
وتقُولُ: "فُلانٌ أهْلٌ لكذا وكذا"، ولا تقُول:"مُسْتَأهِل"، والعَامّة تقُوله. وقَد "أَهَلَ فُلانُ، يأهُل، ويأهِل، أُهُولًا"، أي:"تَزَوّج"، وكذلك "تَأهَّل". (3)
قوله: "ثُم يغْتَسِل": "ثُمّ" للترتيب والمهْلَة. (4) والحديثُ يحتمِل المهْلَة، ويحتمِل عَدَم المهْلَة فيها.
وقد تقَدَّم الكَلامُ عَليها (5) في الحديثِ الثّاني مِن "الجنَابة"، وتقَدَّم كَوْنها لا مُهْلَة فيها في الحديثِ الرّابع من "العَيْد".
قوله: "ويَصُوم": أي: "يُعْتَدّ بصَوْم ذَلك اليَوم"؛ لأنّ نيته مِن الليل؛ ولذَلك قَالَ: "ويَصُوم"، فَأتَى بـ "الوَاو" المقْتَضية للجَمْع مِن غَير تَرْتيبٍ عند الأكثرين (6).
(1) انظر: الصّحاح (4/ 1628، 1629)، خزانة الأدب (8/ 92، 93).
(2)
انظر: إصلاح المنطق لابن السّكيت (ص 118)، الصّحاح (2/ 2280)، درة الغواص في أوهام الخواص (ص 115).
(3)
انظر: الصّحاح (4/ 1628، 1629)، تهذيب اللغة (6/ 220، 221)، لسان العرب (11/ 28 وما بعدها)، المخصص (4/ 271)، شرح المفصل (3/ 262 وما بعدها)، خزانة الأدب (8/ 92 وما بعدها، 98)، تاج العروس (28/ 45).
(4)
انظر: مُغني اللبيب لابن هشام (ص 160، 713)، توضيح المقاصد والمسالك (2/ 998)، شرح الشذور لابن هشام (ص 578)، شرح قطر الندى (ص 303)، شرح الأشموني (2/ 365).
(5)
أي: على "ثُمّ".
(6)
انظر: نتائج الفكر (ص 208)، جامع الدروس العربية (3/ 245).