الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأَغْفِرُ عَوْرَاء الكَرِيمِ ادِّخَارَهُ
…
وأُعْرِضُ عَنْ شَتْمِ اللَّئِيمِ تَكَرُّمَا (1)
ومتى تعَرّف المفعُولُ لَه جَازَ فيه النّصْب بتَقْدير "اللام"، وجَاز فيه الجر بـ "اللام ". وقَد جَاءَ في البيتِ تعْريف "ادخاره" بالإضَافَة، ولَو قَالَ:"لادخاره" جَاز. (2)
وأمّا المعرّف بالألِف واللام - مثل مَا جَاء هُنا في الحديثِ - فالمختَارُ إثبات "لام" التعليل، نحْو قولك:"جئتُك للطَّمَع" و"جئتُك الطّمَع". (3) ويجُوز هُنا: "إلا [الإبقاء] (4) عَليهِم"، وهُو أجْرَى على القَاعِدة (5).
الحدِيث السّادِس:
[224]
: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يَقْدَمُ مَكَّةَ إذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ الأَسْوَدَ - أَوَّلَ مَا يَطُوفُ - يَخُبُّ ثَلاثَةَ أَشْوَاطٍ"(6).
(1) البيتُ من الطويل، وهو لحاتم الطائي. انظر: شرح التسهيل (2/ 198)، خزانة الأدب (3/ 122 وما بعدها)، المعجم المفصل (7/ 73).
(2)
انظر: شرح التسهيل (2/ 198)، شرح ابن عقيل (2/ 187، 190)، شرح المفصل لابن يعيش (1/ 454)، أسرار العربية (ص 147 وما بعدها)، اللمع في العربية (ص 59)، إيضاح شواهد الإيضاح (1/ 247)، اللباب في قواعد اللغة للسراج (ص 95، 96)، المنصوب على نزع الخافض في القرآن (ص 290، 291)، جامع الدروس العربية (3/ 47)، النحو المصفى (ص 445 وما بعدها).
(3)
انظر: الكتاب (1/ 370)، شرح التسهيل (2/ 198)، شرح ابن عقيل (2/ 187)، اللمع في العربية (ص 58)، المقتضب (2/ 348)، خزانة الأدب (3/ 122)، النحو المصفى (ص 445 وما بعدها)، جامع الدروس العربية (3/ 47).
(4)
كذا بالنسخ. ولعل الأصوب: "للإبقاء".
(5)
راجع: شرح ابن عقيل (2/ 187).
(6)
رواه البخاري (1603) في الحج، ومسلم (1261) في الحج.
جملة "رَأيْتُ" في محل معْمُول القَوْل، والقَوْل معْمُول متعَلّق حَرْف الجر، والتقْديرُ:"أنّه قَالَ"؛ ليَصِحّ إقَامته مَقَام الفَاعِل. والرّؤيَة هُنا بَصَريّة، تتعَدّى لمفْعُول واحِد (1).
وأصْلُه: "رَأَيَ" تحرّكَت "اليَاء" وانفَتَح مَا قبْلَها؛ فقُلبَت أَلِفًا، فلمّا اتّصَل بها ضَمير المتكَلّم رُدّت سَاكِنَة؛ لانتفاء مُوجب القَلْب. (2)
و"رَسُولَ الله": مفعُول القَوْل. وجملة "صلى الله عليه وسلم" مُعترضَة لا محلَّ لها.
قوله: "حِين يَقْدَم": إنّ "حِين" ظَرْف زَمَان، ويجُوزُ فيه إذَا أُضيف الإعْرَابُ - على الأَصْل - والبنَاءُ، فإنْ كَان مَا وَلِيَه فِعْلًا مَبْنيًّا فالبنَاءُ رَاجِحٌ للتّنَاسُب، كقَوْله:
على حِينَ عَاتَبْتُ المشِيبَ على الصِّبَا
…
[فقُلْتُ] ألَمَّا أَصْحُ والشّيْبُ وَازعُ؟ (3)
وإنْ كَان فِعْلًا مُعْرَبًا - مثل مَا وَقَع هُنَا - أو جملَة اسمية: فالإعرابُ أحْسَن، وأجَاز الكُوفيون البنَاءَ، وعَليه قِراءَة نَافِع:"هَذَا يَوْمَ يَنْفَعُ"(4). (5)
(1) انظر: المصباح المنير (1/ 246).
(2)
راجع: البحر المحيط (2/ 64)، إرشاد الساري للقسطلاني (9/ 272)، شرح ديكنقوز على مراح الأرواح (ص 120).
(3)
البيتُ من الطويل. وهو للنابغة الذبياني. وقد سقط بالنسخ من البيت لفظ: "فقلت". وقد سبق تخريج البيت. والشّاهد: "على حين"، فقد بناه على الفتح لما أضافه إلى الفعل الماضي، أي:"في حين". انظر: سر صناعة الأعراب (2/ 166)، الأضداد لأبي بكر الأنباري (ص 140)، الأزمنة والأمكنة (ص 498)، شرح المعلقات السبع (ص 40)، العُمدة في محاسن الشعر (1/ 237)، شرح أدب الكاتب لابن الجواليقي (ص 163)، خزانة الأدب للبغدادي (6/ 550، 551)، المعجَم المفصّل (4/ 292).
(4)
سورة [المائدة: 119]. وانظر في القراءة: غيث النفع (ص 204)، الكنز في القراءات العشر (1/ 79)، (2/ 462)، شرح التصريح (1/ 706)، أوضح المسالك (3/ 114)، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين (1/ 132)
(5)
انظر: الفائق للزمخشري (1/ 110)، الكتاب (2/ 329، 330)، مغني اللبيب (ص 672)، شرح التصريح (1/ 705 وما بعدها)، شرح التسهيل (3/ 255 وما بعدها) ، =
وقَد تقَدَّم الكَلامُ على "حِين" في الرّابع مِن "كتَابِ الصّلَاة".
والعَامِلُ في "حِين": "رَأيْتُ"، و"يَقْدَم" مَع عَامِله في محلّ جَرّ بهَا.
و"إذَا": ظَرْف مُستقْبل لما يَأتِي مِن الزّمَان، فيه معنى الشّرْط غَالبًا، والعَامِلُ فيه جَوَابه، وقيل: فِعْله، على الخِلافِ في "إذَا" وعَملها، وقَد تقَدّم ذِكْرها في الحديثِ الثّاني مِن أوّل الكتاب. ويحتمل أنْ تكُون "إذا"[بَدَلًا](1) مِن "حِين"، وجَوَابُها:"يَخُبُّ".
و"أوّل": ظَرفٌ منْصُوبٌ، العَامِلُ فيه" استلم"، و"مَا" مَصْدَريّة، أي:"استلم أوّل طَوَافِه". ويحتمل "أوّل" الرّفْع على الابتِدَاء، والخبرُ في جملَة "يَخُبُّ"، ويكُون " [إذا] (2) " بَدَلًا مِن "حِين"، وتكُون جملة "أوّل مَا يَطُوف" في محلّ حَالَ مِن "رَسُول الله"؛ لأنّ الرّؤْيَة بَصَريّة، والتقْدير:"رَأيتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أوّل طَوَافِه يَخُبُّ"، كَما قيل في قَوْله:
الحَرْبُ أَوَّلُ مَا تَكُونُ فَتِيَّةٌ
…
. . . . . . . . . . (3)
= شرح المفصل (2/ 179 وما بعدها، 288)، (3/ 115)، علل النحو (ص 445)، شرح ابن عقيل (3/ 59 وما بعدها)، شرح الأشموني (2/ 148 وما بعدها)، سر صناعة الأعراب (2/ 164 وما بعدها)، توضيح المقاصد والمسالك (2/ 806 وما بعدها)، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين (1/ 233 وما بعدها)، شرح الكافية الشافية (1/ 97)، (3/ 1480)، أوضح المسالك (3/ 111 وما بعدها)، شرح الشذور لابن هشام (ص 93، 102 وما بعدها)، الأصول لابن السّراج (1/ 275 وما بعدها)، الكامل في اللغة والأدب (1/ 149 وما بعدها)، لسان العرب (4/ 83)، الهمع (2/ 230 وما بعدها)، جامع الدروس العربية (3/ 69، 70).
(1)
بالنسخ: "بدل".
(2)
بالنسخ: "إذ".
(3)
صدر بيت من الكامل، وهو لعمرو بن معديكرب، وقيل: لأمرئ القيس، كما في "البخاري". وعجز البيت:"تَسْعَى بزينتها لكل جَهُولِ"، ويروى فيه:"تسعى بِبِزَّتِها"، والبعض يقول:"فُتَيَّةً". انظر: صحيح البخاري (9/ 54، كتاب الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر)، الكتاب (1/ 401)، الحماسة البصرية (1/ 18)، مجمع الأمثال للميداني (1/ 40)، الانتخاب لكشف الأبيات المشكلة الإعراب للربعي =