الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث [السابع](1):
[160]
: عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: نُهِينَا عَنْ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا (2).
قوله: "نُهينا": إنما استند هذا الحديث بقولها: "نهينا"، لأنّ النهي المشار إليه هو نهي النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ تقي الدين: في الحديث دليلٌ على كراهة اتباع الجنائز من غير تحريم، فهو معنى قولها:"ولم يُعزم علينا".
قال: "العزيمة" دالة على التأكيد، وفي هذا ما يدلّ على خلاف ما اختاره بعض المتأخّرين من أهل الأصول أنّ "العزيمة":"ما أبيح فعله من غير قيام دليل المنع"، وأن "الرخصة":"ما أبيح مع قيام دليل المنع"، وهذا القول مخالف لما دلّ عليه الاستعمال اللغويّ من إشعار العزم بالتأكيد، فإنّ هذا القول يدخُل تحته المباح الذي لا يقوم دليل الحظر عليه (3). انتهى.
قوله: "قالت": أي: "أنها قالت".
وقد جاء حذف "أنَّ" - قال ابن مالك - في مثل قوله:
ولولا بنوها حولها [لخبطتها](4)
…
. . . . . . . . . .
وعجز البيت:
. . . . . . . . . .
…
كخبطة عصفور ولم أتلعثم (5)
(1) في النسخ: "السادس"، وذكرنا سبب التغيير عند الحديث السادس من الباب.
(2)
رواه البخاري (1278) في الجنائز، ومسلم (938) في الجنائز.
(3)
انظر: إحكام الأحكام (1/ 369).
(4)
في الأصل: "لخطبتها"، وكذا في (ب)، والمثبت من مصادر التخريج.
(5)
البيت من الطويل، وهو للزبير بن العوام. انظر: المعجم المفصل (7/ 323)، ومغني =
أي: "لولا أنَّ بنوها"، فحذف "أنَّ"، وأبطل عملها، وله شواهد في الكتاب والسنة ستأتي بعد ذلك.
قوله: "نُهينا": فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله، ومفعول لم يسم فاعله، و"عن" يتعلق بـ "نهينا".
و"اتِّباع" مصدر "اتَّبع" مضاف إلى المفعول، والتقدير:"عن أن نتبع الجنائز"، وفرَّق السُّهيلي بين قولك:"كرهت قيامك"، و"كرهت أن قمت"، ففي الأول المكروه نفس القيام أو هيئته، والثاني: نفس الفعل (1).
قوله: "ولم يُعزم علينا": "لم" حرف جزم، تقدّم الكلام عليها في الثالث من "باب المذي". و"يُعزم" مجزوم بـ "لم". ونصب بها بعضهم، وتأوّل ذلك في قوله تعالى:{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1].
وخرَّجه الشيخ أبو محمد بن عطيّة على أنّ الأصل: "نشرحن" بالنون أبدَل منها ألِفًا، ثم حذفها تخفيفًا. (2)
وقيل: هي لُغة، كما [جاء](3) الجزم بـ "لن"(4)، ومنه:
= اللبيب (ص 563)، وشرح الكافية الشافية (1/ 355).
(1)
انظر: نتائج الفكر (ص 97).
(2)
انظر: تفسير ابن عطية (5/ 496)، والبحر المحيط (10/ 499).
(3)
غير واضحة بالأصل. وسقط من (ب).
(4)
حكاها اللحياني في نوادره. انظر: البحر المحيط (10/ 500)، وتفسير القرطبي (1/ 234)، ونظم الدرر في تناسب الآيات والسور (22/ 116)، وتوضيح المقاصد والمسالك (3/ 1273، 1274)، وحاشية الصبان (3/ 334)، والإنصاف في مسائل الخلاف (2/ 577)، والدر المصون (1/ 204)، واللباب في علوم الكتاب (1/ 439)، وظاهرة التقارض في النحو العربي، ضمن مجلة الجامعة الإسلامية، عدد 58 (ص/ 243).