الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الرابع:
[157]
: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي أَثْوَابٍ بِيضٍ يَمَانِيَةٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلا عِمَامَةٌ"(1).
قال الشيخ تقيّ الدّين: يحتمل أن يكون المعنى: "لا يكون فيها قميص ولا عمامة"، ويحتمل أن تكون "ثلاثة" خارجة عن القميص والعمامة؛ فتكون خمسة. قال: والأوّل أظهر في المراد (2).
قلتُ: وانظر من أين يستند هذا الحديث، ولم يجيء فيه وجْه للإسناد غير ما حكته عائشة رضي الله عنها من صفة كفن النبي صلى الله عليه وسلم (3)؟
وقال أبو عمر بن عبد البر: هذا الحديثُ أثبَتُ حَديثٍ يُروى في كفن النبي صلى الله عليه وسلم (4).
قوله: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كُفِّن": جملة في محل خبر "أنَّ"، و"أنَّ" في محل رفع لمتعلق حرف الجر.
قوله: "في ثلاثة أثواب": يتعلّق بـ "كُفِّن"، وأضيف "الثلاثة" إلى أقل العدد على الأصل في بابه، وأقلّ العَدَد ما كان على "أفعُل، وأفعال، وأفعِلة، وفِعْلة"(5)، وقد [تقدّم](6) ذكر جموع القلّة وما انتهت إليه في الحديث الأوّل من الكتاب.
(1) رواه البخاري (1264) في الجنائز، ومسلم (941)(45، 46، 47) في الجنائز.
(2)
انظر: إحكام الأحكام (1/ 366).
(3)
كذا بالنسخ، ولعل مراد المصنف السؤال عن دليل الشيخ تقيّ الدّين على كون الكفن خمسة أشياء، هي الثلاثة أثواب والقميص والعمامة، ولم تذكر في الحديث إلّا ثلاثة.
(4)
انظر: التمهيد (22/ 140)، وتنوير الحولك (1/ 173).
(5)
انظر: همع الهوامع (3/ 348 - 351)، وشذا العرف في فن الصرف (ص/ 87)، وألفية ابن مالك (ص/ 65)، والنحو الواضح في قواعد اللغة العربية (2/ 317).
(6)
غير واضحة بالأصل.
قوله: "يمانية": نسبة إلى "اليمن".
قال ابن الأثير في "النهاية": روي: "ثلاثة أثواب يُمْنةٍ"(1)، ضرْب من بُرود اليمن، و"يمنة" بضم "الياء" مخفف، و"الألِف" في "يمانية" عوض من "ياء" النسب، فلا يجتمعان (2)
قال سيبويه: وبعضهم يقول: "يماني"(3).
و"قوم يمانية"، و"اليمانون"، مثل:"ثمانية"، و"ثمانون"، و"امرأة يمانية" أيضًا (4).
ويُروى عِوضَ "يمانية": "سحولية" بضم "السين" وفتحها.
قال الأزهري: الفتح منسوب إلى "سَحول" قرية باليمن، وبالضم:"ثياب بيض". (5)
وقيل: القرية بالضم أيضًا (6)، حكاه ابن الأثير في "النهاية"(1).
(1) قال النووي: "ضبطت هذه اللفظة في مسلم على ثلاثة أوجه حكاها القاضي، وهي موجودة في النسخ، أحدها: (يَمَنيَّة) بفتح أوله، منسوبة إلى اليمن، والثاني: (يَمَانِيَّة) منسوبة إلى اليمن أيضًا، والثالث: (يُمْنَة) بضم الياء وإسكان الميم، وهو أشهر، قال القاضي وغيره: وهي على هذا مضافة: حُلَّةُ يُمْنَةٍ". انظر: شرح النووي على صحيح مسلم (7/ 9)، وإكمال المعلم بفوائد مسلم (3/ 395).
(2)
انظر: شرح الكافية الشافية (3/ 1444).
(3)
انظر: شرح النووي (8/ 94)، الكتاب (3/ 338، 340)، علل النحو (ص 543)، توضيح المقاصد (3/ 1200)، شرح الشافية للرضي (2/ 83)، المقتضب (3/ 145)، لسان العرب (12/ 315)، (13/ 464)، المخصص (4/ 160).
(4)
انظر: الصحاح (6/ 2220)، وتاج العروس (36/ 305).
(5)
انظر: نيل الأوطار (4/ 47)، شرح النووي على مسلم (7/ 8)، وحاشية السيوطي على سنن النسائي (4/ 35).
(6)
انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 347).
قال ابن مالك: "يمان" كـ "ثمان" صحيح الآخر مفرد، وليس هو كـ "جوار" لا في اللفظ ولا في الإعراب، [أما](2) اللفظ فإن "جوار" جمع.
وأما الإعراب: فـ "جوار" ممنوع من الصرف، و"ثمان" مصروف، تقول:"رأيت جوارٍ ثمانيًا"، وتقول:"رأيت رجلًا يمانيًا"، و"ثيابًا يمانيةً"(3)، انتهى.
و"بيض": جمع "أبيض" أو "بيضاء"، لأن "أفعل" يجمع على "فعل" بضم الفاء، ثم كُسرت لتسلم "الياء" من الانقلاب واوًا (4).
وتقدّم الكلام على "ليس" في الأول من "الحيض"، واسمها "قميص" وخبرها في المجرور، والجملة في محلّ صفة لـ "ثلاثة"، أو صفة لـ "أثواب"، وكذلك "بيض سحولية" يحتمل أن تكون صفة لـ "ثلاثة" ول "أثواب"، وانظر الفرق بين الصفتين واختلاف المعنى فيهما في الأوّل من "باب الشروط في البيع".
و"لا" دخلت بعد حرف العطف زائدة لتأكيد النفي، وتقدّم الكلام عليها في الثاني من "باب الاستطابة".
و"عمامة" بكسر "العين" أصل فيما كان على هذا الوزن مما هو "مشتمَل"، كـ "عِصابة"، "صِمامة"، و"لِفافة"، و"غِشاوة".
= (1) انظر: شرح النووي على مسلم (7/ 8).
(2)
غير واضحة بالأصل.
(3)
انظر: شواهد التوضيح والتصحيح (ص/ 101).
(4)
انظر: لسان العرب (1/ 777)، وتاج العروس (4/ 333).