الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قولُه: "وَطَافَت": معطُوفٌ على "طَهرَت".
و"قَالَت": جَوابُ "لمّا".
قوله: "ينْطَلِقُون": مِن تمام الجُمْلَة المحكيّة بالقَول، والضّميرُ يعُود على "مَن تمتّع، فأَتَى بالعُمْرَة ثُم بالحَجّ".
قوله: "بحَجّ وعُمْرَة": لَو جَاء: (وعُمْرَةً)[منصُوبًا](1) كَان حَسَنًا، أي:"بحَج مع عُمرةٍ". و"أنْطَلِق بحَجّ" معطُوفٌ عَليه، أي:"بحَجّ مُفرَد"، فحذفَ الصِّفَة.
قوله: "فأمَرَ": أي: "النبي صلى الله عليه وسلم"، "عبد الرّحمن بن أَبِي بكر أنْ يخرج" التقديرُ:"بأنْ يخرُج"، فحذف حَرْف الجر مِن المفعُول الثّاني، ولو قَالَ:"فأمَرَ عبدَ الرَّحمن بالخروج مَعَها" جَاز؛ لأنّه مَصْدَر، بخِلافِ قَولك:"أمَرتُ زيدًا بعَمرو"؛ فإنّه لا يجُوزُ: "أمَرتُ زَيدًا عَمْرا"(2). وقد تقَدّم الكَلامُ على "أمَر" في الحديثِ الأوّل مِن "بَاب السّوَاك".
قوله: "فَاعْتَمَرت بعْدَ الحجّ": هُنا محذُوفٌ تقديره: "فخَرَجَ مَعَها إِلَى التنعيم، فاعتَمَرت بعْد الحج"، وقَد جَاء ذَلك مُبيّنًا في روايةٍ أخرى.
الحدِيث الثّاني:
[238]
: عَنْ جَابِرٍ قَالَ: "قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَقُولُ: لَبَّيْكَ بِالْحَجِّ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلْنَاهَا عُمْرَةً"(3).
قوله: "قَدِمنا مَع رسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يعني: "إِلَى مَكّة". يحتمل أنْ يكُون عَبّر
(1) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(2)
راجع: شواهد التوضيح (ص 253)، الأصول في النحو (1/ 177 وما بعدها)، شرح المفصل (4/ 514 وما بعدها)، نتائج الفكر (ص 255، 259، 260)، اللمحة (1/ 325 وما بعدها)، أمالي ابن الحاجب (2/ 712 وما بعدها)، شرح الشذور لابن هشام (ص 477)، الهمع للسيوطي (3/ 13 وما بعدها).
(3)
رواه البخاري (1570) في الحج، ومسلم (1218) في الحج.
بـ "القُدوم" عَن التّوَجّه؛ لأنّ أمره لأصحَابه بأنْ يجعلوها عُمْرَة كَان قبل دُخُول مَكّة، أو يكون مِن باب التسمية بما يَؤول إليه حَالهم تَفَاؤلًا. ويحتمل أنْ يكُون أمْره صلى الله عليه وسلم بذَلك كَان لبَعْض أصْحَابه بعْدَ قُدومِهم مَكّة، وكَان أمره لغَيرهم قبْل دُخُوله.
وكذلك قوله: "ونَحْن نقُول: لبّيك بالحَجّ" لم يكُن ذلك فيهم كُلّهم؛ لأنّه وَرَدَ في حديثٍ غير هذا: "فمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ، ومِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالعُمْرَةٍ"(1)، وسيأتي في الحديث الذي بعْد هَذا مَا قَالَه القَاضي (2) في وَقْتِ ذلك.
قوله: "ونحْن نقُول: لبّيك بالحَجّ": جملة في محلّ الحَال مِن فَاعِل "قَدِمْنَا". وقد تقَدّم الكَلامُ على "لبّيك" قَريبًا في الحديث السّابع مِن "بَاب ما يلبس المحرم".
وتقَدّم الكَلامُ على "نحْن"، وهو ضَميرُ رَفع مُنفَصِل، للمُتكَلّم ومَعَه غيره، أو للمُعَظِّم نفسه، ويُبنى للافتقار إِلَى مُفسّر، كأخواته. وحُرِّك آخِره؛ لئلا يجتمع سَاكِنَان. وضُمّ؛ لأنّه ضَميرُ رَفْع لمتكَلِّم، فأَشْبَه "تَاء""قُمْتُ"، وقيل: لأنّ "النّون" تُشبه "الواو"، فحُرِّكَت بما يُجانِسها. (3)
وموضِعه رَفْعٌ بالابتِدَاء، وخَبره: جملَة "نقُول"، و"لبّيك. . . إِلَى أَخِره" معْمُولُ للقَول.
قولُه: "فأمَرَنَا رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم": هُنا محذُوفٌ، أي:"أمَرَنَا بفَسْخها؛ فجَعَلناها عُمرة"، أو "أمَرَنا بأنْ نجعَلها عُمرة؛ فجَعَلناها عُمرة".
والضّميرُ في "جَعَلْنَاها" يعُود على "الحجّة" وإنْ لم تُذكر؛ لأنّ الكَلامَ يدُلُّ عَليها. أو يكُون الضّمير يعُود على "التلبية"؛ لأنّها تقَدّمَت بالحَجّ، أي: "فجَعَلنا
(1) متفقٌ عليه: البخاري (1562)، ومسلم (1211/ 118) من حديث عائشة.
(2)
انظر: إكمال المعلم للقاضي عياض (4/ 237).
(3)
انظر: شرح المفصل لابن يعيش (2/ 306، 307)، اللمحة (2/ 904)، الهمع للسيوطي (1/ 237 وما بعدها).