المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

راجعٌ إلى السّماع (1).   ‌ ‌الحديث الثالث: [128] : عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ - العدة في إعراب العمدة - جـ ٢

[ابن فرحون، بدر الدين]

فهرس الكتاب

- ‌بَاب جَامِع

- ‌الحديث الأول:

- ‌ الحديث الثّاني

- ‌الحديث الثّالِث

- ‌الحديث الرّابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السّادس

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث الثامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌باب التشهّد

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌باب الوتر

- ‌[الحديث الأوّل] (1):

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌باب الذّكْر عقيب الصّلاة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌باب الجمْع بين الصّلاتين في السّفَر

- ‌باب قَصْر الصّلاة

- ‌باب الجُمعَة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌[الحديث الثالث] (2):

- ‌الحديث [الرّابع] (1):

- ‌الحديث [الخامس] (6):

- ‌الحديث [السّادس] (1):

- ‌الحديث [السّابع] (1):

- ‌الحديث [الثامن] (3):

- ‌الإعراب:

- ‌باب العيدين

- ‌[الحديث الأوّل] (1):

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحدِيث الثّالِث:

- ‌[الحدِيث الرّابع] (1):

- ‌الحدِيث [الخَامس] (3):

- ‌باب صَلاة الكُسُوف

- ‌[الحديث الأوّل] (1):

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌باب الاستسقاء

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌باب صلاة الخوف

- ‌[الحديث الأوّل] (1):

- ‌[الحديث الثّاني] (1):

- ‌الحديث [الثالث] (1):

- ‌كتاب الجنائز

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌[الحديث السادس] (1):

- ‌الحديث [السابع] (1):

- ‌الحديث [الثّامن] (3):

- ‌الحديث [التاسع] (1):

- ‌الحديث [العاشر] (6):

- ‌الحديث [الحادي عشر] (3):

- ‌الحديث [الثاني] (3) عشر:

- ‌الحديث [الثّالث] (1) عشر:

- ‌الحديث [الرابع] (5) عشر:

- ‌كتاب الزكاة

- ‌[الحديث الأوّل] (1):

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌بَاب صَدَقَة الفِطْر

- ‌[الحديث الأوّل] (1)

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌كتاب الصّيام

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السّادس:

- ‌الحديث السابع:

- ‌[فائدة] (5):

- ‌باب الصّوم في السفر وغيره

- ‌[الحديث الأوّل] (1):

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌ الحديث الرابع

- ‌الحديث الخَامس:

- ‌الحديث السّادس:

- ‌فائدة:

- ‌الحديث السّابع:

- ‌الحديث الثَّامن:

- ‌[الحديث التاسع] (3):

- ‌الحديث [العاشر] (2):

- ‌الحديث [الحادي عشر] (5):

- ‌بَاب أفْضَل الصّيَام وغَيره

- ‌الحديث الأوَّل:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌[الحديث الرّابع] (3):

- ‌الحديث [الخَامِس] (5):

- ‌الحديث [السّادِس] (3):

- ‌الحديث [السّابع] (1):

- ‌الحديث [الثّامِن] (5):

- ‌باب لَيْلَة القَدْر

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث [الثّالث] (1):

- ‌باب الاعتكاف

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌[الحديث الثّاني] (1):

- ‌الحديث [الثّالث] (4):

- ‌الحديث [الرَّابع] (1):

- ‌كتاب الحج

- ‌باب المواقيت

- ‌[الحديث الأوّل] (1):

- ‌فائدة:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌باب ما يلبس المحرم من الثياب

- ‌[الحديث الأوّل] (1):

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌باب الفِدْيَة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌باب حُرْمَة مَكّة

- ‌الحديثُ الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌بَاب مَا يجُوزُ قَتْلُه

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌باب دُخُول مَكّة وغيره

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحَدِيث الثّانِي:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌الحديث الرّابِع:

- ‌الحدِيث الخَامِس:

- ‌الحدِيث السّادِس:

- ‌الحدِيث السّابِع:

- ‌[الحديث الثامن:

- ‌بَاب التَّمَتّع

- ‌الحدِيث الأَوّل:

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌الحديث الرّابِع:

- ‌باب الهَدْي

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحدِيث الثّانِي:

- ‌الحدِيث الثّالِث:

- ‌الحدِيث الرّابِع:

- ‌الحديث الخَامِس:

- ‌بَاب الغسْل للمُحْرِم

- ‌الحدِيث الأَوّل:

- ‌باب فَسْخ الحَجّ إلى العُمْرَة

- ‌الحدِيث الأَوّل:

- ‌الحدِيث الثّاني:

- ‌الحدِيث الثّالِث:

- ‌الحدِيث الرّابع:

- ‌الحدِيث الخَامِس:

- ‌الحدِيث السَّادِس:

- ‌الحدِيث السّابِع:

- ‌الحدِيث الثَّامِن:

- ‌الحدِيث التّاسِع:

- ‌الحدِيث العَاشِر:

- ‌الحدِيث الحَادِي عَشر:

- ‌باب المحْرِم يَأكُل مِنْ صَيْد الحَلال

- ‌الحدِيث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني:

الفصل: راجعٌ إلى السّماع (1).   ‌ ‌الحديث الثالث: [128] : عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ

راجعٌ إلى السّماع (1).

‌الحديث الثالث:

[128]

: عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُسْلِمِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: قَدْ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ. فقَالَ: "وَمَا ذَاكَ؟ ". قَالُوا: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلا نَتَصَدَّقُ، وَيُعْتِقُونَ وَلا نُعْتِقُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَلا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَتَسْبِقُونَ به مَنْ بَعْدَكُمْ، وَلا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ، إلَّا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ؟ ". قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ:"تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ مَرَّةً".

قَالَ أَبُو صَالِحٍ: فَرَجَعَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالُوا: سَمِعَ إخْوَانُنَا أَهْلُ الأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا، فَفَعَلُوا مِثْلَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ".

قَالَ سُمَيٌّ: فَحَدَّثْتُ بَعْضَ أَهْلِي هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ: وَهِمْتَ، إِنَّمَا قَالَ لك:"تُسَبِّحُ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ". فَرَجَعْتُ إِلَى أبِى صَالِحٍ، فَقُلْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، حَتَّى تَبْلُغَ مِنْ جَمِيعِهِنَّ ثَلَاثَةً وَثَلَاثِينَ. (2)

قوله: " [مولى] (3) أبي بكر": بدَلٌ، أو عطْف بيان من "سُمَي".

وذُكر في الحديث "سُميّ" و"أبو صالح السمان" و "أبو هريرة"، وكان ذِكرُ "أبي هريرة" يغني عند الاختصار، إلا أنّه ذَكَرهم لأنّ لهم ذِكْرًا في الحديث، والتقدير:

(1) انظر: الصحاح للجوهري (1/ 271)، وعقود الزبرجد للسيوطي (1/ 114)، والموسوعة القرآنية (8/ 619).

(2)

رواه البخاري (843) في الأذان، ومسلم رقم (595) في المساجد.

(3)

غير موجود بالأصل.

ص: 80

"رُوي عن سُمَي أنّه رَوى عن أبي صالح ما رواه أبو هريرة".

قوله: " [أنّ] (1) فُقراء المسلمين": في محلّ نصب، مفعول بفعل مُقدّر، أيْ:"رُوي عن سُمَي أنّه رَوى عن أبي صالح. . .". و"عن أبي هريرة" بدَلٌ من "عن أبي صالح"، أو يتعلّق بفعل مُقدّر بـ "أن" مثل ما تقدّم، أي:"أنه روي"، كما تقدّم من إعراب ذلك.

و"فقراء المهاجرين" أو "المسلمين" من باب إضافة الصّفة إلى موصُوفها، أي:"الفقراء المسلمين"، فيُتأوَّل بأنْ [يُقال] (2):"فقراء الجماعة المسلمين".

قوله: "أتَوْا رسُول الله صلى الله عليه وسلم" جملة في محلّ خبر "أن".

قوله: "فقالوا": معطوفٌ على "أتوا".

وجملة "قد ذهب": مفعولُ القول، وتقدّم القول على "ذَهَبَ" في الثّاني من "باب الاستطابة".

و"أهلُ": فاعل "ذَهَب". ويجمع على: "أَهْلات" و "أَهَلات"، و"أهالي" زادوا فيه "الياء" على غير قياس (3).

قوله: "الدُّثور": هو جمع "دَثْر"، و "الدَّثْر":"المال الكثير"، و "الدُّثور" أيضًا:"الدُّروس"، يُقال:"دَثَر الرسْم"، و "تداثر". و "الدَّثور" بالفتح:"الرجُل الخامل، النؤوم"(4).

قوله: "بالدرجات": يتعلّق بـ "ذهب".

(1) في الأصل: وان.

(2)

غير واضحة بالأصل. والمثبت كما في (ب).

(3)

انظر: الصحاح للجوهري (4/ 1629)، لسان العرب (11/ 28)، وتاج العروس (28/ 40، 41).

(4)

انظر: لسان العرب (4/ 276، 277)، وتاج العروس (11/ 270، 271).

ص: 81

و "العُلَى" تأنيث "أعلى"، صفة للدّرجات. وفي الحديث:"إنَّ أهل الجنة ليتراءون أهل عليين كما ترون الكوكب [الدُّريّ] (1) في أفق السماء"(2). قيل: "عليون" اسم للسّماء السّابعة، وقيل: لديوان الملائكة الحفَظة، تُرفع [إليه] (3) أعمال الصالحين. وقيل: أراد أعلى الأمكنة وأشرفها وأقربها من الله في الدّار الآخرة (4). ويُعرَب بالحروف والحركات.

وأمّا "العلى" بمعنى: "المنزلة" و "الرفعة"، نحو قول ابن دريد:

. . . . . . قَالَ الْعُلَى

بفي امرئ فآخركم عَفْرُ الْبَرَى (5)

فهو جمع "العَلاء" بالفتح (6).

وتُليت بـ "الألِف" عند البصريين؛ لانقلابها عن "الواو" في قولهم: "علوت"، وبـ "الياء" عند الكوفيين؛ لضم أوّله.

وتقدّم في [الثّالث](7) من "السّواك"[الكَلام](8) على "الرّفيق الأعلى" بزيادة بيان في الفرق بين "عُلَى" و"أعلى".

(1) في الأصل: "الدي". والمثبت من المسند.

(2)

صحيح لغيره: رواه أحمد بلفظ "إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَرَوْنَ أَهْلَ عِلِّيِّينَ، كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وإنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَمِنْهُمْ وَأَنْعَمَا". انظر: "المسند" بتحقيق شعيب الأرنؤوط، حديث رقم (11588).

(3)

في الأصل: "الله". وكذا في (ب)، وتم ضبطها بالرجوع للمصادر.

(4)

انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 294)، ولسان العرب (15/ 94)، وتاج العروس (39/ 88).

(5)

البيت من الرجز. وهو من مقصورة ابن دريد. انظر: شرح شافية ابن الحاجب للرضي (4/ 507)، المطالع النصرية (ص/ 312)، وجواهر الأدب (2/ 401، 408).

(6)

انظر: لسان العرب (15/ 85)، وتاج العروس (39/ 97).

(7)

غير واضح بالأصل.

(8)

غير موجود بالأصل.

ص: 82

قوله: "فقال": أي: "النبي صلى الله عليه وسلم".

"وما ذاك": "ما" استفهامية مبتدأ، و"ذاك" الخبر، و"الكاف" للخطاب، وحقّها في خطاب الجماعة بـ "الكاف والميم" (1). والجواب: أنّه أراد خطاب واحد منهم؛ لأنّ الكلام قد يكُون من واحد لمصلَحة جماعته (2).

وجملة: "يصلُّون" معمُولة للقول، و"كما نصلي" تقدّم أنّ "ما" مصدَريّة، والكاف نعت لمصدر محذوف عند الفارسي (3) وموافقيه، واختار ابن مالك أن تكون حالًا من المصدر المفهوم من الفعل المتقدم بعد الإضمار على طريق الاتساع، أي: يصلون الصلاة في حال كونها مثل ما نصلي (4).

قوله: "ولا نتصدق"، "ولا نعتق": أي: "ونحن لا نتصدق"، فتكون الجملة في محلّ خبر مبتدأ محذُوف، كما تقدّم.

قوله: "أفَلا": "الفاء" عاطفة، وكان حقّها أن تكُون مُتقدّمة على "همزة" الاستفهام، إلا أنّ الاستفهام له الصَدْر. وقيل:"الفاء" زائدة مُؤكّدة. وقيل (5) في مثل هذا: يُقدَّر محذُوف من معنى الجملة قبلها [يعطف](6) عليه، فيكون التقدير هنا:"إذ قلتم ذلك فأُعَلِّمُكم". و"أَلَا" حرفُ عَرْض (7). ويأتي الكَلام على "الفاء" بعد الاستفهام في الحديث [الثّالث](8) من "كتاب النّكاح"، وتقدّم الكلام على "أَلَا" في

(1) انظر: همع الهوامع (1/ 300)، والمعجم الوسيط (1/ 307).

(2)

انظر: إرشاد الساري (9/ 191).

(3)

انظر: الحجّة للقراء السبعة لأبي علي الفارسي (1/ 22).

(4)

انظر: إرشاد الساري (9/ 191)، والبحر المحيط (1/ 110).

(5)

نسب أبو حيان هذا القول إلى الزمخشري، وقال أيضًا: إن الزمخشري عدل عن هذا القول ورجع إلى رأي الجماعة في بعض تصانيفه. انظر: البحر المحيط (1/ 296).

(6)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "فعطف".

(7)

انظر: شرح القسطلاني (9/ 191).

(8)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

ص: 83

الثّاني من "التشهد".

و"أُعلِّم" يتعدّى إلى مفعولين، أحدهما الضّمير المتصل، والآخر:"شيئًا"، وتقدّم الكلام على [شيء](1) في الثّاني من "باب المرور".

قوله: "تُدركُون به مَن سَبقكم": "تدركُون" فعل مضارع وفاعل، و"النون" علامة الرفع. والجملة في محلّ صفة لـ "شيء"، والعائد الضّمير في "به". و"مَن سَبقكُم" في محلّ مفعول "تُدركُون".

و"مَن" موصُولة بمعنى "الذي"، ولفظها مُفرد، ومعناها الجمع، أي:"الذين سبقوكم". ولو قال: "من سبقوكم" صحَّ، لكنه أعاد على اللفظ.

وجملة "وتسبقون" معطُوفة على "تُدركُون"، والعائدُ محذوف، أي:"وتسبقون به". قوله: "مَن بعدكم" أي: "مَن يأتي بعدكم".

قوله: "ولا يكُون أحَد أفضَل منكُم": يحتمل أن يكُون في محلّ حال من ضمير "تسبقون"، [ولكنها](2) جاءت بـ "الواو"(3)، وقد تجيء الحال المنفيّ بـ "لا" كالمثبت في قلّة مجيئه حالًا بـ "الواو".

فالأصحُّ أنّه خبر مبتدأ محذوف، [وهو](4) عند ابن عصفور بخلاف المثبت، أي أنّه يجيء بـ "الواو" فصيحًا.

وتقدّم الكلام على "لا" وأقسامها في الثّاني من "باب الاستطابة"، وعلى "كان" في الحديث الأوّل من الكتاب، وعلى "أحَد" في ثاني حديث من أوّل الكتاب، وعلى

(1) غير واضحة بالأصل. وبيَّض لها في (ب).

(2)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(3)

يمتنع اقتران جملة الحال بالواو في سبع صور منها: المضارع النفي بـ (لا). انظر: أوضح المسالك (2/ 288 - 291).

(4)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

ص: 84

"أفعل" التفضيل في الحديث الأوّل من "الصّلاة".

واستُعمل "أفعل" التفضيل هنا بـ "مِن"، فمنهم مَن جَعَلَها للتبعيض، ومنهم مَن جعلها للابتداء (1).

قوله: "إلّا مَن صنع مثل ما صنعتم": "مَنْ" موصولة، والعائد عليها الفاعل في الصّلة، ومحلّها رفع بدَلًا من "أحَد". ويجوز النّصب على الاستثناء.

قوله: "مثل": منصوبٌ على الحال من مصدر مفهوم من الفعل المتقدّم المحذوف بعد الإضمار على طريق الاتساع، أي:"إلا من صنع الصنع في حال كونه مثل صنعكم". هذا اختيار أبي حيّان وابن مالك فيما [وَرَد من](2) هذا، كقولهم:"سار شَديدًا" و"حثيثًا"، وحكَوا هذا عن مذهب سيبويه، وعَدَلوا عن إعراب المتقدّمين، إذ جَعلوه نعتًا لمصدَر محذُوف، أي:"سار سيرًا شديدًا"، و "سيرًا حثيثًا"(3)، لأنّه يلزَم من تقدير الموصُوف حذفه في غير المواضع المستثناة (4)، مذكُورة في الثّامن من "باب صفة الصّلاة".

"قالوا: بلى": "بلى" حرفٌ لإيجاب النفي مجردًا عن الاستفهام ومقرونًا به، وقد جاء هنا مقرونًا بالاستفهام. ومنه قوله تعالى:{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}

(1) وقيل: إنها للمجاوزة، فإن القائل "زيد أفضل من عمرو"، كأنه قال:"جاوز زيد عمرا في الفضل". انظر: توضيح المقاصد (2/ 934)، وشرح التسهيل (3/ 134، 135).

(2)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(3)

انظر: البحر المحيط (1/ 110)، شرح التسهيل (2/ 183).

(4)

قال أبو حيان: "وتلك المواضع أن تكون الصفة خاصة بجنس الموصوف، نحو: مررت بكاتب ومهندس، أو واقعة خبرًا، نحو: زيد قائم، أو حالًا، نحو: مررت بزيد راكبًا، أو وصفًا لظرف، نحو: جلست قريبًا منك، أو مستعملة استعمال الأسماء، وهذا يحفظ ولا يقاس عليه، نحو: الأبطح والأبرق". انظر: البحر المحيط (1/ 110).

ص: 85

[الأعراف: 172].

ومما جاء مجرّدًا عن الاستفهام: قوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى} [التغابن: 7].

وهذا هو الفرقُ بين "بلى" و "نَعَم"، لأنّ "نَعَم" يبقى الكَلام معها على ما هو عليه من إيجاب أو نفي؛ لأنها وضعت لتصديق ما قبلها (1) من غير أنْ ترفَع ذلك المنفيّ أو تُبطله، ولهذا موضع تُذكَر فيه. وقد تقدّم ذِكر "نَعَم" في الرّابع من "الجنابة"، وفي السّابع من "الإمامة".

قوله: "قال: تُسَبِّحون": هذه الجملة وما بعدها بدَل من "شيئًا"، أي:"ألا أعلِّمكم تسبيحًا وتكبيرًا وتحميدًا تدركون به".

قوله: "دُبر كُلّ صَلاة": ظرف زمان. و"ثلاثًا وثلاثين مرّة" ظرفُ زمان؛ لأنّه عَدَد الظّرف.

قال أبو البقاء: "مرّة" يقع مصدرًا، واستُعمل ظَرفًا اتساعًا (2).

قال: وهذا يدلّ على قُوّة شبه الزّمان بالفعل، ولا يكُون المراد بـ "المرّة" الفعل. (3)

قوله: "قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين": تقدم أن "رجع" يستعمل لازمًا ومُتعَدّيًا، قال الله تعالى:{فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ} [التوبة: 83]. وفي الحديث: "ليرجع قائمكم"(4). ومصدر اللازم: "رجوعًا"، ومصدر المتعدّي:"رَجْعًا"(5).

(1) انظر: الكتاب (4/ 234)، والكافية (ص/ 54)، وشرح المفصل (5/ 55).

(2)

انظر: إعراب لامية الشنفري (ص/ 145).

(3)

انظر: التبيان في إعراب القرآن (1/ 522)، تفسير أبي السعود (6/ 14)، روح البيان لإسماعيل حقي (5/ 381، 382)، شرح المفصل (1/ 425).

(4)

متفقٌ عليه: رواه البخاري برقم (621)، ومسلم برقم (1093).

(5)

انظر: الصحاح للجوهري (3/ 1216)، ولسان العرب لابن منظور (8/ 114)، =

ص: 86

و "فُقَراء": جمع "فَقِير"، ولم يُسمَع له فِعْل، ولا يُقَال:"فَقُر" وإن كَان قياسه أنْ يُقال: "فَقُر" فهو "فَقير"(1).

قوله: "فقَالُوا": معطوفٌ على "رجع"، والمراد:"قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم".

قوله: "فقالُوا له: سمع إخواننا": تقدّم الكلام على "سمع" في أوّل حديث من الكتاب. و"أهْل الأمْوال" بدَل من "إخواننا"، ويجوز أن يكُون عطف بيان.

قوله: "بما فعلنا": يتعلّق بـ "سمع"، أو "الباء" زائدة، أي:"سمعوا خبر ما فعلنا". و"ما" موصُولة، والعائد مفعول فعل محذُوف، أي:"بما فعلناه"، أو مصدرية؛ فلا عائد.

قوله: "ففعلوا مثله": معطوفٌ على "سمع".

قوله: "مثله": تقدّم قبلُ إعرابُه، وهو إمّا نعت لمصدَر محذُوف، أي:"فعلوا فعلًا مثله"، وإمّا حال، أي:"ففعلوا الفعل في حال كونه مثل".

قوله: "فقال": معطوفٌ، و "رسُول الله صلى الله عليه وسلم" فاعل، و"ذلك فضلُ الله" مبتدأ وخبر في محلّ مفعول القَول.

و"ذلك" من أسماء الإشارة: الاسم "ذا"، و"الكاف" للخطاب، و"اللام" لبُعد المشَار إليه (2).

وجملة "يُؤتيه" في محلّ خبر بعد الخبر. أو يكُون في محل الحال من اسم "الله" تعالى. والعاملُ فيه: معنى الإضافة.

= وتاج العروس (21/ 65، 66).

(1)

انظر: لسان العرب (5/ 60، 61).

(2)

الكاف وإن كانت للخطاب إلا أنها تدل على البعد أيضًا. انظر: شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (1/ 133 - 135)، وشرح قطر الندى (ص 100).

ص: 87

ويحتمل أن يكون العامل معنى الإشارة. وفيه بحث؛ لأنّ العامل في الحال العامل في صاحبها، ولأنّ الحال من المضَاف إليه ضَعيفة (1)، إلا بشروط مذكُورة في أوّل حديث من "باب الجمعة".

ويحتمل أن تكون مُستأنفة، كما قيل في قوله تعالى:{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} [الجمعة: 4]، و"مَن" هنا في موضع مفعول ثانٍ لـ "يؤتيه"، و"يشاء" صِلته، والعائد محذوف، أي:"من [يشاؤه"] (2). وتقدّم أنّه اطرد حذف مفعول "شاء" و"أراد" حتى إن ذكره قليل.

قوله: "قال سُمَي": انظر كيف جاءت الجمَل هنا متعدّدة، مُفتتحة بالقَول، فمنها ما هو مُرتّب بـ "الواو"، ومنها ما هو بغير "واو"، وقد قيل: إنّ الجمل المفتتحة بالقول الأفصَح فيها أن لا يُؤتى فيها بحَرف يُرتِّبُ؛ اكتفاء بالترتيب المعنوي.

قال أبو حيّان: [وقد](3) جاء من ذلك عشرون موضعًا في "الشّعراء" في قصّة موسى عليه السلام بغير عَطف، [دون](4) ثلاثة جاء منها اثنان جوابًا، وواحد كالجواب، ومثله في القُرآن كثير (5). انتهى.

قلتُ: وقد جاء من ذلك هنا ثلاثة عشر موضعًا منها ما هو بـ "الواو"، ومنها ما هو بغيرها.

(1) جوز بعض البصريين جعل المضاف إليه صاحب حال مطلقًا، ومنعه الجمهور مطلقًا، وجوزه الأخفش وابن مالك بشروط. انظر: همع الهوامع (2/ 304، 305)، شرح الأشموني (2/ 19 - 21)، شرح ابن عقيل (2/ 267 - 269).

(2)

انظر: اللباب لابن عادل (9/ 272)، والتبيان في إعراب القرآن للعكبري (1/ 102)، والموسوعة القرآنية (11/ 247).

(3)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(4)

بياض بالأصل. والمثبت من نصّ كلام أبي حيان في تفسيره (1/ 240).

(5)

انظر: البحر المحيط (1/ 240).

ص: 88

قوله: "فحدّثت بعض أهلي هذا الحديث": "حدَّث" هنا يتعدّى لمفعولين، أحدهما:"بعض"، والثّاني:"هذا". وقد تقدّم الكلام على "حدَّث" وأخواته في الخامس من "فضل الجماعة".

قوله: "فقال: وَهِمتَ": قال في "الصّحاح": يُقال: "وَهِمْتُ في الحساب"، "أوْهَمُ"، "وَهْمًا"، إذا "غلطتُ فيه" و "سهوتُ"، و ["وَهَمْت](1) - بفتح "العين" - في الشيء"، "أَهِم"، "وَهْمًا" بسكون "الهاء"، إذا "ذهب وهمك إليه"، وأنت تريد غيره (2).

قلت: وهذا في الحديث بالمعنى الأوّل، أي:"غلطتُ". فمصدره: "وَهَمًا" بفتح "العين".

قوله: "إنما قال لك": تقدّم الكلام على "إنما" في الحديث الأوّل من الكتاب. وفي قوله "لك" نوع إنكار، لأنّه لو قال:"إنما قال كذا" تمّ المعنى، وبهذا المعنى فرّقوا في قوله تعالى:{أَلَمْ أَقُلْ لَكَ} [الكهف: 75]، و {أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ} [الكهف: 72]، لأنّ الأوّل كان يحتمل السّهو، والثّاني بعيد من السّهو. و"اللام" في "لك" تُسمّى "لام" التبليغ (3).

قوله: "تسبح الله ثلاثًا وثلاثين، وتحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وتكبر الله ثلاثًا وثلاثين": هذه الجمَل كُلّها معمولة للقول، وقد تقدّم إعراب العَدَد أوّل هذا الحديث.

يقال: "سبَّح" إذا قال: "سبحان الله"، و"حَمِد" إذا قال:"الحمد لله"، و"هلَّل" إذا قال:"لا إله إلا الله". ويقال أيضًا: "سَبْحَلَ" و"حَمْدَلَ". ومنه "أيَّهَ" إذا قال: "يا

(1) غير واضح بالأصل. والمثبت من نص كلام الصحاح (5/ 2054).

(2)

انظر: الصحاح (5/ 2054).

(3)

انظر: التحرير والتنوير (16/ 5).

ص: 89

أيُّها"، و"حَوْقَلَ" (1) و"حَيْعَلَ"، وله نظائر كثيرة (2).

قوله: "فرجعت": تقدّم آنفًا، وبه يتعلّق حرف الجر.

و"أبي صالح": مجرورٌ بـ "الياء"(3).

وجملة: "فقلتُ" معطوفة على "رجعت". و"له" كما تقدّم يتعلّق بـ "قلت"، و"اللام" لام التبليغ. و"ذلك" مفعول بالقول، لأنّ القول يتعدّى إلى المفعول، نحو:"قُلتُ كَلامًا"، و"ذلك" إشَارة إلى القول.

قوله: "فقال": أي: "قال أبو صالح".

قوله: "الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله": لا بُدّ من مُقدّر تتعلّق به "حتى"، وتقديره:"قال: قُل".

وقدَّم هنا التكبير، ثُم [السَّبْحَلة](4)، ثم الحَمْدَلَةَ، إمَّا [لأنّ](5) "الواو لا ترتيب فيها، أو ليُعلِّمه أنّ الترتيب فيها غير مطلُوب، إنما المراد أنْ يأتي بهذا المجموع على أي حالٍ كان من ترتيب أو تفريق.

قوله: "حتى يبلغ": الفعل منصوبٌ بإضمار "أنْ" بعد "حتى". و"حتى" هنا مُقدّرة بـ "إلى أن" لا بـ "كي"(6).

(1) انظر: المزهر في علوم اللغة وأنواعها (1/ 373)، الصحاح للجوهري (5/ 1854)، ولسان العرب (11/ 705).

(2)

انظر: تفسير القرطبي (1/ 97)، والمزهر في علوم اللغة وأنواعها (1/ 373)، واللباب في علوم الكتاب (1/ 116).

(3)

يعني: علامة جره الياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مجرور بـ "إلى".

(4)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(5)

غير واضحة بالأصل.

(6)

انظر: شرح ابن عقيل (4/ 10، 11)، توضيح المقاصد (3/ 1248 - 1250).

ص: 90