الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"المصلِّي"، ويقدَّر قبل العائد، ولا يقدَّر بعده، لأنّ العائد هو آخر ما يأتي من الصّلة.
قوله: "وإنه كان يقول": معطوفٌ على معمول متعلّق حرف الجر، أي "روي عن عبد الله بن عمر أنه قال: سأل رجل عن صلاة الليل، فقال: مثنى". و"إنه (1) قال" اسم "إنَّ"، واسم "كان"، وفاعل "قال" (2) ضمائر "النبي صلى الله عليه وسلم"، أي: "وإنَّ النبي كان يقول بعد قوله: مثنى مثنى"، أو قال ذلك في وقت آخر؛ فرواه ابن عمر عنه.
قوله: "اجعلوا آخِر صلاتكم بالليل وترًا": تقدّم الكَلام على "جعل" في الحديث الرّابع من أوّل الكتاب، و "جعل" هنا بمعنى "صيَّر" يتعدّى إلى مفعولين (3).
و"آخِر" بكسر "الخاء"، ضد "الأوّل"(4)، وليس هو من باب "أفعل" التفضيل، وسيأتي في الثّالث من "باب العيدين"، والعاشر من "الجهاد".
الحديث الثاني:
[124]
: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ أَوْتَرَ صلى الله عليه وسلم، مِنْ أَوَّلِ اللَّيْل، وَأَوْسَطِه، وَآخِرِه، فانْتَهَى وِتْرُهُ إلَى السَّحَرِ"(5).
قوله: "من كلِّ الليل": يتعلّق بما بعده، وهو "أوتر". وتقدّم أن تقديم المعمول على عامله يقتضي الحصر (6).
قوله: "في أول الليل وأوسطه وآخره": بدَلٌ من "كلِّ الليل"، بدَلُ مُفرَّقٍ من
(1) بالنسخ: "قوله: وأنه". و"قوله" هنا زائدة.
(2)
أي: "قال" الثانية في قوله: "قال: مثنى" بالتقدير.
(3)
انظر: شرح ابن عقيل (2/ 40)، وضياء السالك (1/ 373).
(4)
انظر: تاج العروس (10/ 33)، والقاموس المحيط (ص/ 342).
(5)
رواه البخاري (996) في الوتر، ومسلم (745) في صلاة المسافرين.
(6)
لم يتفق العلماء على ذلك، بل أيده الزمخشري وخالفه أبو حيان.
انظر البحر المحيط (10/ 466)، والكشاف (1/ 13).
مجموع؛ لأنّ أوّله وأوسطه وآخره "جميع الليل".
وتقدم الكلام على "أوَّل" في الحديث الأول.
وجاء هنا: "وأوسطه"، والمراد:"الوسط". وقد جاء "أوسط" بمعنى "خيار" في قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ} [القلم 28]، أي:"خيارهم"(1)، وجاء "الوسط" بمعنى "الخيار" أيضًا في قوله تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة 143](2).
وقد يجيء "الأوسط" عبارة عن "جملة [التوسط] (3) بين اثنين". و"الوسط" عبارة عن "نقطة النصفين". ويأتي ذكر "الوَسَط" و "الوَسْط" بالسّكون والتحريك (4) في التاسع من "الجنازة".
ولو قال: "من أوّله وأوسطه" جاز، لكنّه لما طال الفصل أعاد اللفظ بعينه.
قوله: "فانتهى وتره إلى السحر": أي: "فانتهى فعل وتره إلى وقت السَّحر". و "سَحَر" إذا أريد به "سحر" يوم بعينه امتنع من الصّرف؛ للتعريف والعَدل عن الألِف واللام (5).
و"إلى" حرفُ جر، ومعناها: انتهاء الغاية، كقوله تعالى: {مِنَ الْمَسْجِدِ
(1) انظر: البحر المحيط (10/ 243).
(2)
قال الشيخ أبو حيان: "الوسط: اسم لما بين الطرفين وصف به، فأطلق على الخيار من الشيء، لأنّ الأطراف يتسارع إليها الخلل". انظر: البحر المحيط (2/ 6، 10/ 243)، وتفسير القرطبي (2/ 154).
(3)
غير واضحة بالأصل. ولعلها: "المتوسط"، والمثبت من (ب).
(4)
انظر: الصحاح (3/ 1168)، لسان العرب (7/ 427).
(5)
انظر: التعليقة على كتاب سيبويه (3/ 95، 96، 107)، وتسهيل الفوائد (ص/ 91)، وشرح التسهيل (2/ 202).
الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1].
وتأتي للمُصاحبة، كقوله تعالى:{وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} [النساء: 2]، أي:"مُضَافة إلى أموالِكم".
وتأتي لموافقة "في"، كقوله:
لا تتركني بالوعيد كأنني
…
إلى الناس مطلى به القار أجرب (1)
وتكون للتبيين، كقوله تعالى:{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ} [يوسف: 33].
ولموافقة "اللام"، كقوله:{وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ} [النمل: 33].
ولموافقة "من"، كقوله:
تقولُ وقد عاليتُ بالكورِ فوقَها
…
فتُسْقَى فلا يُروَي إليَّ ابنُ أحمرا (2)
أي: "مِنِّي".
[وأجاز الفرّاء](3) زيادتها، ومنه قوله:{تَهْوِي إِلَيْهِمْ} [إبراهيم: 37]، أي:"تهواهم".
وتأتي لموافقة "عند"(4)، كقول الشاعر:
أم لا سبيل إلى الشباب ورده
…
أشهى إليّ من الرحيق السلسل (5)
(1) البيت من الطويل، وهو للنابغة الذبياني، وهو بلفظ (فلا" بدل (لا). انظر: المعجم المفصل (1/ 98)، وشرح التسهيل (3/ 143).
(2)
البيت من الطويل، وهو لابن احمر، ويروى بلفظ (أيُسقى) بدل (فتسقى). انظر المعجم المفصل (3/ 141)، وشرح التسهيل (3/ 143).
(3)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب)، والمصادر.
(4)
انظر في معاني "إلى": مغني اللبيب (ص 104 وما بعدها)، شرح التسهيل (3/ 142)، وشرح الأشموني (2/ 73)، وهمع الهوامع (2/ 414).
(5)
البيت من الكامل، وهو لأبي كبير الهذلي، ويروى بلفظ: "أم لا سَبِيل إِلَى الشَّبَاب =