الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث [الرَّابع](1):
[208]
: عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مُعْتَكِفًا، فأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا، فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ قُمْتُ لأَنْقَلِبَ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي - وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - فَمَرَّ رَجُلانِ مِنْ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْرَعَا؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "على رِسْلِكُمَا، إنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ". فَقَالا: سُبْحَانَ اللهِ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: "إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ في قُلُوبِكُمَا شَرًّا" - أَوْ: "شَيْئًا". (2)
وَفِي رِوَايَةٍ: أَنَّهَا جَاءَتْ تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ في الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ؛ فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَهَا يَقْلِبُهَا، حَتَّى إذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ. ثُمَّ ذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ. (3)
قوله: "قَالَت": يعني "صَفيّة": "كَان النبي صلى الله عليه وسلم مُعتكفًا": "كَان"، واسمها:"النبي"، وخبرها:"مُعتكفًا"، والجملة كُلّها معمُولة للقَول.
قوله: "فأتيتُه أزُوره لَيلًا": "أتى" بمعنى "جَاء" يتعَدّى إلى مفعُول واحد، و"آتى" الممدُود بمعنى "أعْطَى" يتعَدّى إلى مفعُولين؛ الثُّلاثي للثّلاثي، والرُّباعي للرّباعي. (4)
ومِن هَذا (5): "عَذق: نَخْلَة" و"عِذق: كَيَاسَة"، المكسور للمكسور والمفتوح
(1) كتب بالنسخ: "الثالث"، وقد سبق بيان ذلك في الحديث قبل السابق.
(2)
رواه البخاري (3281) في بدء الخلق، ومسلم (2175) في السلام.
(3)
مسلم (2175)(25).
(4)
انظر: إرشاد الساري (8/ 206)، دَليلُ الطالبين (ص 74).
(5)
عقد ابن السكيت في كتابه "إصلاح المنطق"(ص 11 وما بعدها) بابًا بعنوان "باب: فَعْلٍ وفِعْلٍ، باختلاف المعنى"، ذكر فيه بعض الفروق اللغوية. وكذا عقد الإمام السيوطي عنوانًا ذكر فيه جملة من الفروق اللغوية، وذلك في كتابه: "المزهر في علوم =
للمفتوح. (1)
ومنه: "مَور: طريق" و"مُور: غُبَار"، المنصوب للمنصوب والمرفوع للمرفوع. (2)
ومنه: "تناؤش: تأخّر"، "تناوش: تناول". (3)
ومنه: "تَرِب: افتَقَر" و"أَتْرَب: استغنى"، النّاقِص للنّاقص. (4)
ومنه: "مِطْبَخ: مِرْجَل"، "مَطْبخ: مَوْضِع". (5)
ومنه: "وَقْر: في الأُذن" و"وِقْر: على الظَّهْر"، الأعلى (6) للأعلى. (7)
ومنه: "حِمْل: على الظّهر"، و"حَمْل: في البطن"، المكسور لما ينكسر، والمفتُوح لما ينفَتِح عند الوِلَادة.
فأمّا "حمل النّخلة والشّجرة": فبالوَجْهَين. (8)
= اللغة وأنواعها" (2/ 249 وما بعدها). فليراجعه من أراد الاستزادة.
(1)
انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (2/ 77).
(2)
انظر: إصلاح المنطق (ص 97)، لسان العرب (5/ 187).
(3)
انظر: البحر المحيط (8/ 517)، غريب الحديث للخطابي (2/ 561)، لسان العرب (6/ 349)، كتاب الأفعال (3/ 272).
(4)
انظر: الإعلام لابن الملقن (9/ 17)، الصحاح للجوهري (1/ 91)، إصلاح المنطق (ص 168)، لسان العرب (1/ 228).
(5)
انظر: المخصص (5/ 141)، التلخيصِ في معرفة أسماء الأشياء لأبي هلال العسكري (ص 189). والمرجلُ: القِدْرُ من الصُّفر.
(6)
أي: ما حَرَكَته أعلى الحرف للأعلى في الجسم.
(7)
انظر: إصلاح المنطق (ص 11، 12)، تهذيب اللغة (9/ 215)، لسان العرب (5/ 44، 289)، تاج العروس (14/ 374).
(8)
انظر: العين (3/ 241)، إصلاح المنطق (ص 11)، لسان العرب (11/ 176)، المزهر في علوم اللغة وأنواعها (2/ 256)، تاج العروس (28/ 345).
ومنه: "المدَارَأة: المدافَعَة" و"المدَارَاة: الملايَنَة"، القَويّ للقَويّ، واللّين للّين. (1)
ومنه: "هُجْر: فُحْش" و"هَجْر: هَذَيَان"(2)
ومنه: "بَدُن: سَمِن" و"بَدَّن: أَسَنَّ"، الخفيف للخَفيف. (3)
ومنه: "لَعِب: من اللَّعِب" و"لَعَب: من اللُّعَاب"، [كسر](4) العَين لمكسورها، ومفتوحها لمفتوحها. (5)
ومنه: "نُلْتُه: أَعْطَيتُه" و"نِلْتُ منه: أخَذْتُ"، الحرَكة العُليا لليَد العُليا. (6)
ومنه: "قَلَم ظفره" بالتخفيف، و"قَلّم أظْفَاره" بالتثقيل، قاله "الجوهري"، الخفيف للقليل، والثقيل للكثير.
وقَال ابنُ فارس [وغيره: هُما](7) بمَعْنى. (8)
(1) انظر: الصحاح (1/ 49)، (6/ 2335)، لسان العرب (1/ 71)، (14/ 255)، كتاب الأفعال (1/ 366)، تاج العروس (1/ 224).
(2)
انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 264)، النهاية في غريب الحديث والأثر (5/ 245)، لسان العرب (5/ 253)، المغرب (ص 500)، المصباح (2/ 634)، تاج العروس (14/ 409).
(3)
انظر: الصحاح (5/ 2077)، لسان العرب (13/ 48).
(4)
غير واضحة بالأصل. ولعلها: "كسير". والمثبت من (ب).
(5)
انظر: العَين (2/ 148، 149)، الصّحاح (1/ 219، 220)، المصباح المنير (2/ 554)، لسان العرب (1/ 741).
(6)
انظر: العين (8/ 333)، الصحاح للجوهري (5/ 1837)، لسان العرب لابن منظور (11/ 683، 685).
(7)
بالنسخ: "وغيرهما". والمثبت أصوب.
(8)
انظر: الصحاح (5/ 2014)، مجمل اللغة لابن فارس (ص 729)، مقاييس اللغة لابن فارس (5/ 15)، تحرير ألفاظ التنبيه (ص 143)، لسان العرب (12/ 491)، المصباح المنير (2/ 515)، تهذيب اللغة (9/ 148)، مختار الصحاح (ص 259).
إذا ثبت ذلك: فجُملة "أزُوره" في محل الحال، و"ليلًا" منصوبٌ على الظّرفية، العَامِلُ فيه "أزوره".
قولها: " [فحَدّثته] (1) ": معْطُوفٌ على "أتيته".
قوله: "ثُم قُمْتُ": مَعْطُوفٌ عَليه. و"اللام" في "لأنقلب" لام "كَي"، والفِعْل مَعَها منصُوبٌ بإضمار "أنْ"، وجميعُ ما ينتصب بإضمار "أنْ" لا يجوزُ إظهار "أنْ" معه إلّا "لام كَي"، وحَرفُ العَطْف المعطُوف به الفِعْل على الاسم الملفوظ به، نحو قوله:
لَلُبْسُ عَباءَةٍ وتَقِرَّ عَيْنِي
…
أحَبُّ إليّ من لُبْسِ الشُّفُوفِ (2)
أي: "وأنْ تَقِرّ عَيني". (3)
قوله: "فقَامَ مَعي": تعني: "النبي صلى الله عليه وسلم"، و"مَعي" معْمُولُ "قَامَ"، وتقَدّم الكَلامُ
(1) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(2)
البيتُ من الوافر. وهو لميْسُون بنت بَحْدَل بن أنيف الكَلبيَّة، وكانت تحت مُعاوية، وهي أم يزيد. ونسبه ابن طيفور لامرأة من ولد طلبة بن قيس بن عاصم المنقري. ونسبه الزمخشري لأعرابي. ويُروى بفتح القاف في "وتقر" وكسرها. انظر: إيضاح شواهد الإيضاح (1/ 346)، شرح المفصل لابن يعيش (4/ 237)، الفصول المفيدة في الواو المزيدة (ص 219، 220)، بلاغات النساء لابن طيفور (ص 116)، ربيع الأبرار للزمخشري (1/ 177)، خزانة الأدب (8/ 503)، المعجم المفصل (5/ 100).
(3)
انظر: شرح التسهيل (4/ 22 وما بعدها، 48 وما بعدها)، الإنصاف في مسائل الخلاف (2/ 473 وما بعدها)، شرح الكافية الشافية (3/ 1557)، سر صناعة الإعراب (1/ 284)، الفصول المفيدة (ص 219، 220)، اللامات للزجاجي (ص 70، 71)، شرح المفصل (4/ 237 وما بعدها)، مغني اللبيب (ص 472)، اللمحة (2/ 837، 838)، اللباب في علل البناء والإعراب (2/ 42، 46)، الجنى الداني (ص 114 وما بعدها، 157)، شرح الأشموني (3/ 181 وما بعدها)، همع الهوامع (2/ 377 وما بعدها).
عَليها في الحديث الأوّل مِن "المسْح على الخفّين".
و"اللام" في "ليَقْلِبَني" لام "كَي". و"يَقْلبني": فِعلُ مُضارع و"نُون" الوقَايَة ومفْعُول، والفَاعِلُ ضَمير مُستَتر يعُود على "النبي صلى الله عليه وسلم". والمعنى هُنَا في "ليَقْلبني":"ليصرفني"، وكذا "لأنْقَلِب":"لأنصَرف". (1)
قوله: "وكَانَ مَسكَنها في دار أُسَامة بن زيد": هذه الجملة مُعترضة لا محلّ لها مِن الإعراب؛ لأنّ هَذه الجملة ليست مِن قَوْلها، ولَو كَانَت مِن قَولها لقَالَت:"وكان مَسْكَني".
قوله: "فمَرّ رَجُلَان": مَعْطُوفٌ على قَوله: "فَقَام مَعي". و"مِن الأنْصَار": يتعَلّق بصِفَة لـ "رَجُلان".
قوله: "فلمّا رَأيَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم": "لمّا" حرف وجُوب لوجوب، ويُقال: حرف وجُود لوجُود. واخْتَار الفَارِسِي ومَن [تَبِعَه](2) أنّها مَع الماضِي ظَرْف بمَعْنَى "حِين". (3) وتقَدّم الكَلامُ عليها في الرّابع من "المذي"، وفي السّادس [من "باب](4) صِفَة الصّلاة".
و"رَأيَا": فِعْل مَاض وفَاعِل. ولم تنقَلِب "اليَاء" هُنا أَلِفًا مع تحرّكها وانفتاح ما قَبْلها؛ لأنّه لو انقَلَبت لحذفت لسكُونها وسكُون الضّمير، فيرجع إلى فعل الواحد؛ ويقع بذلك اللبس بين الواحِد والمثنّى.
والرّؤية بَصَريّة؛ فتتعَدّى لوَاحِد (5)، وهُو "رَسُول الله صلى الله عليه وسلم".
(1) انظر: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (5/ 450).
(2)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(3)
انظر: البحر المحيط (1/ 122)، شرح الكافية الشافية (3/ 1643، 1644)، مغني اللبيب (ص 369)، الجنى الداني (ص 594، 597).
(4)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(5)
انظر: إرشاد الساري (1/ 334)، شواهد التوضيح (ص 201، 204)، عُقود =
قوله: "أَسْرَعَا": جملة من فِعْل وفَاعِل، جوابُ "لمّا".
قوله: "فقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم": معطُوفٌ على "فَمَرّ".
و"على رِسْلكما": يتعلّق بفِعْل محذُوف، أي:"امشيا على رِسْلكُما"، أي:"على [تَئِدتكما"] (1).
و"الرِّسْل" بكسر "الرّاء": "التؤدة". و"الرّسل" بكَسرها أيضًا: "اللبن". وأمّا "الرَّسَل" بفَتْح "الرّاء والسّين": فـ "القَطِيع مِن الإبل". (2)
قوله: "إنّها صَفيَّة": "إنّ" واسمها وخبرها، والضّميرُ يعُود على المرأة المريبة لهما، أي:"إنّ المرأة صَفيّة".
قوله: "بنت حُيَي": صِفَة لـ "صَفية". و"حُيَي" اسم عَلَم، مُصَغّر مِن "حَيّ"(3).
قوله: "فقَالا: سُبْحَان الله": معْمُول للقَول. و"سُبْحَان الله" تقَدّم الكَلامُ عليها في الحديث الأوّل من "الجنابة". وكثيرًا ما يُستَعْمَل التسبيح لتَعْظِيم الأمْر المحدّث عنه، أو للتعجّب منه (4).
و"سُبْحَان": اسمٌ وُضِع مَوضِع المصْدَر، منصُوبٌ بإضمار فِعْل من معناه لا يجوزُ إظهاره. ويُستَعمَل مُضافًا، كَما وَقَع هُنا، ومُفرَدًا مُنوّنًا، كقَوله:
سُبْحَانَه ثُمّ سُبْحَانًا نَعُوذُ بِهِ
…
. . . . . . . . . . . . (5)
= الزبرجَد (3/ 233)، شرح التسهيل (2/ 92، 93).
(1)
غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "تبديكما".
(2)
انظر: الإعلام بفوائد عُمدة الأحكام (5/ 451)، لسان العرب (11/ 281)، القاموس المحيط (ص 1005)، تاج العروس (29/ 70).
(3)
راجع: إرشاد الساري (3/ 443).
(4)
انظر: فتح الباري (4/ 280)، إكمال المعلم (7/ 64)، عمدة القاري (8/ 286)، إرشاد الساري (10/ 483)، عقود الزبرجد (3/ 268).
(5)
صدرُ بيت من البسيط. وهو لأميّة بن أبي الصّلت، وقيل: لورقة بن نوفل، وقيل: لزيد بن عمرو بن نفيل. ويُروى فيه: "يعود له"، ويُروى:"نعُود به". وعجزه هو: =
فقيل: صَرَفَه ضَرورة، ومَنْعُه من الصّرف للعَلَمية وزيادة الأَلِف والنّون. (1)
والمعنى: "نُنزّهك يا رسُول الله". و"يا" ليست مُتمَحّضَة للنّداء، إنما هي حرفُ تنبيه. (2)
قوله: "فَقَالَ": أي: "النبي صلى الله عليه وسلم". "إنّ الشّيطان": [كَسَر](3)"إنّ" هُنا لأجْل القَول. و"يجري": جملة في مَوضع خَبر "إنّ"، وبه يتعَلّق حَرف الجر.
و"آدَم": لا ينصرف؛ للعَلَمية والوَزْن، أو العَلَمية والعُجْمَة، كـ "آزَر". (4)
قَالَ الزّمخشري: وأقْرَبُ أمْره أنْ يكُون على "فَاعَل"، كـ "آزَر". (5)
وذَهَب "الجوهري" إلى أنّ أصْله "أأفعل" بهمزتين، ويجمع على
= "وقبلنا سبّح الجودىّ والجمد". انظر: البحر المحيط لأبي حيان (6/ 154)، أمالي ابن الشجري (2/ 107)، خزانة الأدب (3/ 388 وما بعدها)، (7/ 234 وما بعدها)، شرح المفصل (1/ 295)، المعجم المفصل (2/ 270).
(1)
انظر: البحر المحيط (1/ 224)، إرشاد الساري (9/ 229، 230)، (10/ 483)، الإعلام لابن الملقن (2/ 14)، الكتاب لسيبويه (1/ 326)، أمالي ابن الشجري (2/ 107، 578)، خزانة الأدب (3/ 388 وما بعدها)، (7/ 234 وما بعدها، 243)، شرح الكافية الشافية (2/ 959)، شرح التسهيل لابن مالك (2/ 185)، شرح المفصل (1/ 295)، (3/ 21)، المقتضب (3/ 217)، المحكم والمحيط الأعظم (3/ 211)، لسان العرب (2/ 471)، همع الهوامع للسيوطي (2/ 115).
(2)
انظر: البحر المحيط (4/ 476)، (8/ 230)، الجنى الداني (ص 354 وما بعدها)، شرح المفصل (1/ 387)، شرح الأشموني (1/ 33)، شرح شذور الذهب لابن هشام (ص 281)، جامع الدروس العربية (3/ 158، 262).
(3)
غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "بكسر".
(4)
انظر: البحر المحيط لأبي حيان (1/ 223)، اللباب في علوم الكتاب (1/ 512)، إرشاد الساري (1/ 197).
(5)
انظر: الكشاف للزمخشري (1/ 125)، البحر المحيط لأبي حيان (1/ 223)، اللباب في عُلوم الكتاب (1/ 512)، شرح التصريح (2/ 708).
"أوادم". (1)
وذهب أبو البقاء إلى أنّه ليس بأعجَمي، ووَزْنُه "أفْعَل"، و"الألِف" فيه مُبدَلَة من هَمزة هي "فَاء" الفِعْل؛ لأنّه مُشتَق من "أديم الأرض" أو مِن "الأُدْمَة". (2)
قَال ابنُ عَطيّة: وهي (3) حُمرَةٌ تميل إلى السّوَاد. (4)
قال: وجمعه: "أُدْم" و"أَوَادِم"، كـ "حُمْر وأحَامِر". (5)
وعلى هذا: يمتنع صَرْفه للعَلَمية ووَزْن الفِعْل. (6)
ونَقَل ابنُ عَطية وأبو البقاء أنّ وَزْنه "فَاعَل"، كـ "عَالَم" و"خَاتَم"، مُشتَقّ من "أديم الأرْض"، وجمعه:"آدَمُون" و"أوادم". وألزَمَا هذا القَائل (7) صَرْفه؛ لأنّ التّعريفَ وَحْده لا يمْنَع. (8)
وذَهَبَ الطّبري إلى أنّه فِعْل رُبَاعِي، سُمّي به. وهو بعيدٌ. (9)
(1) انظر: الصّحاح (5/ 1859).
(2)
انظر: التبيان في إعراب القرآن (1/ 48)، تفسير ابن عطية (1/ 119)، الكشاف للزمخشري (1/ 125)، البحر المحيط لأبي حيان (1/ 223)، اللباب في علوم الكتاب لابن عادل (1/ 512).
(3)
أي: الأُدْمَة.
(4)
انظر: تفسير ابن عطية (1/ 119)، البحر المحيط (1/ 223).
(5)
انظر: تفسير ابن عطية (1/ 119)، تفسير القرطبي (1/ 279).
(6)
انظر: تفسير القرطبي (1/ 279)، اللباب في علوم الكتاب (1/ 512).
(7)
أي: ألزم الشيخ ابن عطية والشيخ أبو البقاء قائل هذا القول الذي نقلاه من أنّه على وزن "فاعل"، بصرفه. والله أعلم.
(8)
انظر: تفسير ابن عطية (1/ 119)، التبيان في إعراب القرآن (1/ 48)، تفسير القرطبي (1/ 279)، اللباب في علوم الكتاب (1/ 512).
(9)
انظر: تفسير الطبري (ط الرسالة، 1/ 482)، تفسير ابن عطية (1/ 119)، البحر المحيط (1/ 223)، اللباب في عُلوم الكتاب (1/ 512).
و"الشّيطان" تقَدّم في الحديث الثّاني من "باب المرور".
قوله: "مَجْرَى الدّم": "مَجْرَى""مَفْعَل"، يصلُح للزّمان والمكَان والمصدَر، وقَد قيل ذلك في قَوله تَعَالى:{بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود: 41] بفتح "الميم"(1)
فإنْ كَان للزّمَان قُدّر: "يجري من ابن آدم مُدّة جَري الدّم". وإن قَدّرته مَكانًا قُدّر: "يجري من ابن آدم مَكَان مجرى الدّم". وإنْ قَدّرته مَصدَرًا قَدَّرته: "يجري من ابن آدم جَرْي الدّم".
ويصح أنْ يكُون نعتًا لمصْدَر محذُوف، أي:"يجري من ابن آدم مجرى مثل مجرى الدم". وتقَدّم الكَلامُ على "مَفْعَل" ومَا وُضِع له في الحديث الثّالث مِن "التيمّم".
قوله: "وإنّي خَشيتُ أن يَقْذِف في قُلُوبكما شيئًا": "إنّي": "إنّ" واسمها، والخبر في جملة "خَشيتُ". و"أنْ يَقْذِف" في موضع مفعُول "خشيتُ"، وفَاعِلُه: "ضَميرُ
(1) انظر: البحر المحيط (4/ 30)، (6/ 155، 156)، إرشاد الساري (9/ 210)، شرح المفصل (4/ 37)، (5/ 460)، شرح الأشموني (2/ 240، 241)، الصحاح (6/ 2301)، تهذيب اللغة (13/ 40)، همع الهوامع للسيوطي (3/ 326)، شذا العرف في فن الصرف (ص 71)، النحو الوافي (3/ 323).
وقد قرأ مُجَاهدٌ، والحسن، وأبو رَجاء، والأعرج، وأبو بكر، وشعبة، وابن عامر، ونافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب، بضم الميم في "مجراها"، على أنه مصدر "أجرى" الرباعي والمعنى: بسْم الله إجْراؤُها وإرْساؤُها. وقرأ الباقون - ومنهم حفص - بفتحها على أنه مصدر "جرى" الثلاثي، أي: جَرْيُها وثَباتُها. وكلُّهم ضمّ ميم "مُرْسَاهَا". وقرأَ ابن مسعود، وعيسى الثقفي وزيد بن علي، والأعمش "مَجْرَاهَا وَمَرْسَاهَا" بالفتح، ظرفي زمان أو مكان، أو مصدرين. انظر: البحر المحيط (6/ 155، 156)، اللباب لابن عادل (10/ 489 وما بعدها)، شرح طيبة النشر لابن الجزري (ص 251)، جامع البيان في القراءات السبع (3/ 1197 وما بعدها)، الهادي شرح طيبة النشر (2/ 307)، تاج العروس (38/ 152).
الشّيطان".
وتقَدّم الكَلامُ على "أنْ" المصْدَريّة في الرّابع مِن أوّل الكتاب.
ويحتمل أنْ يكُون التقدير: "إنّي خَشيتُ عَليكما"، أي:"من الكُفر"؛ ويكون "أنْ يَقْذِف" مفعُولٌ له، أي:"لأجْل أنْ يَقْذِف". (1)
قوله: "في قُلُوبكما": يتعلّق بـ "يَقْذِف". وجُمِع "قُلُوب" كما جُمِع في قوله تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]، وقوله تعالى:{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} [الأعراف: 23]، والمرادُ:"حَوّاء وآدم"؛ لأنّه جَعَل لَفْظ الجمْع وَاقِعًا على المثنّى مَعْنى.
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ"(2).
وقد اجتمَعَت التثنية والجمْع في قول الرّاجز:
وَمَهْمَهَينِ فَدْفَدَيْن مَرْتَيْنْ
…
ظَهْرَاهُمَا مِثْلُ ظُهُورِ التُّرْسَيْن (3)
(1) راجع: إحكام الأحكام (2/ 45).
(2)
صَحيحٌ: سُنن ابن ماجه (3573)، والموطأ (12)، من حديث أبي سعيد الخدري. وفي سنن النسائي الكبرى (9629)، من حديث أبي هريرة. وصحّحه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع الصغير وزياداته"(919).
(3)
البيتُ من السريع، قال في "خزانة الأدب" (2/ 313):"ورُبّمَا حسب من لا يحسن العرُوض أَنّه من الرّجز كما توهّمه بَعضهم؛ لأنّ الرجز لَا يكون فيه معولات فَيرد إلى فعولات". ويُنسَب لخطام المجاشعي، شاعر إسلامي، وهو الصحيح. وقيل: لهميان بن قحافة. ويُروَى فيه: "قَذَفَيْنِ". والشاعر يصف مفازة قَطَعَها، والمَهْمَهُ: القَفرُ، والقَذَفُ بالفتح: البعيدُ، والفدفد: الأَرض المستوية، والمَرْتُ: الأرض التي لا تنبُت. انظر: الكتاب (2/ 48)، (3/ 622)، شواهد التوضيح (ص 116)، إيضاح شواهد الإيضاح (2/ 575 وما بعدها)، البيان والتبيين للجاحظ (1/ 144)، شرح المفصل (3/ 210، 211)، خزانة الأدب (7/ 548، 549)، المعجم المفصل (12/ 218).
قالوا: كُلّ اثنين من [اثنين](1) يجوز تثنيتهما وجمعهما. (2)
وجَرَوا على ذَلك في المنفَصل (3)، وقَالُوا:"أمَدّ الله في أعمارِكُما، ونَسَأ في آجالِكُما". (4)
قوله: "شَيئًا": مفعُولٌ بـ "يَقْذِف"، وكذلك " [شَرًّا] (5) ". و"شَيئًا" تقَدّم الكَلامُ عليه في الثّاني مِن "باب المرور".
قوله: "وفي روايةٍ: أنّها جَاءَت": يحتمل مُتعَلّق حَرف الجر الوجهان المتقَدِّمَان، أحدهما: يُقَدّر "جاء" عَاملًا؛ فتكون "أنها" وما اتصل بها في موضع الفاعل. والثاني: يُقدّر "أنها" وما [بعده](6) في موضع رفع بالابتداء، والخبر في المجرور، وبه يتعلّق
(1) كذا بالنسخ. وفي "البحر المحيط"(4/ 254): "شيئين". وفي "إيضاح شواهد الإيضاح"(2/ 576): "كُلّ شيئين من شيئين، فتثنيتهما جمع".
وقال أبو البقاء في "التبيان في إعراب القرآن"(2/ 1229): "قوله تعالى: (قلوبكما): إنما جمع، وهما اثنان؛ لأنّ لكُل إنسان قلبًا، وما ليس في الإنسان منه إلا واحد جاز أن يجعل الاثنان فيه بلفظ الجمع، وجاز أن يجعل بلفظ التثنية. وقيل: وجهه أنّ التثنية جمع".
(2)
انظر فيما سبق: البحر المحيط (4/ 254)، إرشاد الساري (1/ 286)، مرعاة المفاتيح (5/ 74)، إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث (ص 129، 130، 206)، شواهد التوضيح (ص 115، 116، 255، 256)، عقود الزبرجد (1/ 324، 455)، (3/ 272)، الكتاب (3/ 621، 622)، أمالي ابن الشجري (1/ 16)، (2/ 496)، شرح التسهيل (1/ 106 وما بعدها)، شرح الكافية الشافية (4/ 1787 وما بعدها)، شرح الأشموني (2/ 335 وما بعدها)، شرح المفصل (3/ 210 وما بعدها)، خزانة الأدب (4/ 302)، (7/ 544 وما بعدها).
(3)
أي: عن الجسد، كما في أمالي ابن الشجري (1/ 15).
(4)
انظر: الكتاب (3/ 622)، أمالي ابن الشجري (1/ 15)، شرح المفصل (3/ 212)، لسان العرب (11/ 275).
(5)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(6)
كذا بالأصل.
حرف الجر.
ومفعولُ "جَاءت" محذُوفٌ، أي:"جَاءَت النبي صلى الله عليه وسلم".
قوله: "تزوره": جملة في محلّ الحال من ضَمير الفَاعِل. و"في اعتكافه" يتعلّق بـ "تزوره". و"في المسجد" يتعلّق بـ "اعتكافه"؛ لأنّه مصدر. ويحتمل أن يكُون "في المسْجد" بَدَلًا من "في اعتكافه"؛ لأنّ التقدير: "في مكان اعتكافه" أو "في زَمَن اعتكافه".
قوله: "في العشر الأوَاخِر": يحتمل أنْ يتعَلّق بـ "جاءت"، أي:"جاءت النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر تزوره في اعتكافه"، أي:"في موضع اعتكافه". ويحتمل أن تكون "في" من قوله "في المسجد" بمعنى "إلى"، كما هي في قوله تعالى:{فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} [إبراهيم: 9]، أي:"إلى أفواههم"(1)؛ فتتعلّق "في العشر الأواخر" بـ "تزوره". وإنما تجري صحة التعلق على ما يقتضيه المعنى، إلا أنْ يُعارضه إخلال بقاعدة من قواعدهم، كما هنا، من أنّ حرفي جَر لمعنى لا يتعلّقان بفعل واحد.
وتقَدّم الكَلامُ على أنّ "العَشر" اسمُ جمع، و"الأواخر" نعته، على معناه.
و"مِن رَمَضَان": "مِن" للتبعيض، وتتعلّق بحَال من "العَشر"، أو بحَال من "الأواخر"، والتقدير:"بالعشر الأواخر". ويحتمل أن تتعلّق بـ "الأواخر"؛ لأنها جمعُ "آخر"، ففيها معنى الوصف، كما تقدّم.
وتقدّم الكَلامُ على "رمضان" في الحديث الثّالث من "باب الصّوم".
وهذه الجملة من قولها، وأنها جاءت تزوره. . . إلى آخر الحديث حكاية الرّاوي
(1) انظر: البحر المحيط لأبي حيان (6/ 413)، مغني اللبيب لابن هشام (ص 255)، الجنى الداني (ص 252).
من خبرها عن نفسها، ولذلك انتقلت ضَمائر المتكلّم إلى ضمائر الغائب.
قال: "فتَحَدَّثَتْ": فاعله "ضميرُ صفية".
و"عنده سَاعة": تقدّم الكَلامُ على "عند" في الحديث الأوّل من "السّواك". و"ساعة" منصوبٌ على الظرفية، والمراد بها "وقت"، لا الساعات الزمانية؛ لأنّ المعتكفَ لا يكثر عنده الكَلام. وجمعها:"سياع" و"ساعات". ويُقال: "ساعة سوعاء"، أي:"شديدة"، كما يُقال:"ليلة ليلاء". ويُقال: "عاملته مُساوَعَة" من "الساعة"، كما تقول:"مياومة" من "اليوم"، لا يُستعمل منهما إلا هذا. (1)
قوله: "ثُم قَامَت تنقَلب": "ثُم" تقَدّم الكَلامُ عليها في الحديث الثاني من "باب الجنابة". وفاعلُ "قامت": "ضمير صفية". و"تنقلب" بمعنى "ترجع إلى (2) أهلها"، تقدّم قبل هذا قريبًا.
وجملة "تنقلب" في محلّ الحال من الفَاعِل. وتقدّم الكلام على الجمل الحالية في الثالث من "المذي".
قوله: "فقام رسُول الله صلى الله عليه وسلم": معطوفٌ على "قامَت".
قوله: "معها ليقلبها": تقتضي لفظة "مع" المعيّة في [القيام](3)، وتتعلّق بـ "قام". وجملة "يقْلبها" في محلّ الحال أيضًا من ضَمير "النبي صلى الله عليه وسلم".
قوله: "حتى إذا": تقَدّم قريبًا ذِكْر "حتى" مع "إذا"، وأنها حرف ابتداء، واختار الزمخشري وابن مالك أنها حرف جر. ومتى دخلت على "إذا" احتملت أن تكون بمعنى "الفاء"، أو بمعنى "إلى". (4) ويكون التقدير: "فقام ليقلبها، إلى أنْ مَرّ رَجُلان
(1) انظر: الصحاح (2/ 661)، (3/ 1233)، لسان العرب (8/ 169).
(2)
بالنسخ: "قوله إلى".
(3)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(4)
انظر: البحر المحيط (3/ 379)، (4/ 471)، تفسير الزمخشري (1/ 427، 474)، شرح التسهيل (210، 211)، مغني اللبيب (ص 128، 129، 174)، توضيح =
وَقْت وصُولهما باب المسجد"؛ لأنّ الغَاية لا تُوجَد إلا مِن جَواب الشّرط، وقد تقَدّم ذلك في أوّل حَديثٍ مِن "السّهو"، وتقَدّم الكَلامُ على حُكمها في الحديث الثّاني من أوّل الكتاب.
قوله: "بلغت": الجملة في محلّ جر بـ "إذا" إنْ قَدّرتها غير جازمة؛ والعاملُ فيها جَوابها. وإنْ قَدّرتها جَازِمَة: كَانت الجُمْلة في محلّ جَزْم بها، وهي في محلّ نَصْب بفِعْلها.
وتقَدّم الكَلامُ على "باب" في "باب الاستطابة".
و"المسجد": تقَدّم الكَلامُ عليه وعلى ما هو على وَزَانه في الثّالث من "التيمم". و"المسجد": قَال في "الصّحاح": يقع على واحد "المساجد"، بالفتح والكسر. يُقال:"المسجَد" بفتح الجيم، جبهة الرّجُل، حيث نُدب السّجود. والآرابُ: السبعةُ مساجد. (1)
قُلتُ: [كأنّ](2) واحِد "المسَاجِد" فيه الفَتْح والكَسْر، وأمّا مَوضِع السّجُود مِن الجبهة فالفتح لا غير. (3)
و"بابُ أمّ سلمة" هذا هُو أحَدُ أبْواب المسْجِد التي تدْخُل منه أُم سَلمة.
***
= المقاصد والمسالك (1/ 131)، الهمع (2/ 179، 427).
(1)
انظر: الصحاح للجوهري (2/ 484، 485)، لسان العرب لابن منظور (3/ 204)، أنيس الفقهاء للقونوي (ص 27).
(2)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(3)
انظر: أنيس الفقهاء للقونوي (ص 27).