الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحدِيث السَّادِس:
[242]
: عنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ: أنَّهُ حَجَّ مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَرَآهُ يَرْمِي الْجمْرَةَ الْكُبْرَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، فَجَعَلَ الْبَيْتَ عَنْ يَسَارِهِ، وَمِنًى عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ قَالَ:"هَذَا مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبقَرَةِ، صلى الله عليه وسلم"(1).
قوله: "أَنَّهُ حَجّ": فُتِحَت "أنّ" لأنّها معْمُولة للعَامِل في حَرْف الجر. وجملة "حَجّ" في محل خَبر "أن".
و"مَع ابن مَسْعُود": مُتعَلّق بـ "حَجّ". و"مَع" تقَدّم الكَلامُ عَليها في الحديثِ الأوّل مِن "المسْح على الخُفَّيْنِ".
وجملة "فَرَآه" معطُوفَة على جملة "حَجّ". والضّميرُ البَارِز في "رآه" يعُود على "ابن مَسْعُود"، والمستتر يعود على "عبد الرحمن". والرؤية بَصَريّة تتعَدّى إلى مفعُول واحِد.
وعلى هذا: تكون جملة "يَرمي" في محلّ حَال من ضَمير "عبد اللَّه بن مسعود". و"الجمرة" مفعُولُ "يَرمى"، و"الكُبرى" صِفة "الجمرة".
و"كُبْرَى": "فُعلى"، تَأنيثُ "أكْبَر"(2)، تقَدّم الكَلامُ على هَذا المثَال في الثّاني من "باب دخُول مَكّة".
ويحتمل وَصْفها بـ "الكُبرَى" أنْ يكُون لأجْل أنّها تختصّ بالرّمي في اليوم الأوّل دون أختيها، أو لأنّها في نَشَز (3) من الأرْض بخلاف أختيها، أو لأنّها أقرَب إِلَى
(1) رواه البخاري (1747) في الحج، ومسلم (1296)(307) في الحج.
(2)
انظر: العين (5/ 187)، النهاية لابن الاثير (4/ 140)، المخصص (5/ 58)، تاج العروس للزبيدي (14/ 9).
(3)
النَّشَزِ: المرتفع من الأرض. انظر: النهاية لابن الأثير (5/ 55).
البيت؛ فلهَا شَرَفٌ زَائد بذَلك. (1) واللَّه أعلم.
قوله: "بسَبع حَصَيات": هو جمعُ "حَصَاة"، مثل:"بَقَرَة" و"بَقَرات". ويُقَال: "حَصَاة" و"حَصَى". (2) و"الباء" في "بسبع": "باء" الاستعانة. و"سبع": اسم جمع، وسقطت العَلامَة منه على القَاعِدة في عَدَد المؤنّث.
قوله: "فجَعَلَ البيت": معطُوفٌ على مَا قبله، أي:"جهة منى"؛ لأنّه واقِفٌ في مِنى.
قوله: "ثُمَّ قَالَ" أي: "عبد اللَّه بن مسعود". "هَذا مَقَامُ الذي أُنزِلَت": "المقَام": "مَفْعَل"، مِن"القِيَام"، ويكُون للمَصْدَر والزّمَان والمكَان (3)، والمرادُ به هُنا: المكَان.
و"هَذا" مُبتَدأ، و"مَقَام" خَبره. و"الذي أُنزِلَت": جملة "أُنزِلَت" صِلَة "الذي"، والعَائدُ الضّميرُ في "عَليه". و"سُورَة": مفعُولٌ لم يُسَمّ فَاعِله لـ "أُنزِلَت". والجمْلَة مِن الصِّلَة والموصُول في موضِع جَر بالإضَافة إِلَى "مَقَام".
وإنَّما خَصّ "سُورة البقرة" لما اشتملت عليه من أحكَام الحَجّ. (4)
(1) انظر: التوضيح لشرح الجامع الصحيح (12/ 164)، الإعلام لابن الملقن (6/ 357، 358)، مطالع الأنوار على صحاح الآثار (2/ 193)، مجمع بحار الأنوار (5/ 599)، المبدع في شرح المقنع لابن مفلح (3/ 218).
(2)
انظر: الصّحاح (6/ 2315).
(3)
انظر: الصّحاح (5/ 2017)، المصباح (2/ 700، 701).
(4)
انظر: فتح الباري (3/ 582)، نيل الأوطار (5/ 80).