الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثالث:
[120]
: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو: "اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْر، وَمن عَذَابِ النَّار، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَات، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ"(1).
وَفِي لَفْظِ مُسْلِمٍ: "إذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ" ثم ذكر نحوه (2).
جملة "كان" في محلّ مفعول القول، وجملة "يدعو" خبر "كان". والكلام على "كان" تقدّم في أوّل حديثٍ من الكتاب. وكذلك مُتعلّق "عن".
قوله: "اللهم": معمول لقولٍ مُقدّر، أي:"يقول: اللهم". أو يكون التقدير: "يدعُو باللهم"، ثم حُذف حرفُ الجر، وعُدِّي الفعلُ إليه، فمحلّه نصبٌ على السّعة. أوْ يُضمَّن "يدعُو" معنى "يقول"؛ لأنّ الدعاء قَول، فيكون مفعولًا به.
والكلام على "اللهم" تقدّم في الحديث الأوّل من "الاستطابة".
و"إني أعوذ": "إن" واسمها وخبرها. و "أعوذ" تقدّم الكلام عليها في الحديث الأوّل من "الاستطابة" أيضًا.
و"الباء" في "بك" للإلصاق، وتتعلّق بـ "أعوذ".
قال فخر الدّين الرازي: جاء "الحمد"، و"لله الحمد"، وتقدُّم المعمول يفيد الحصر عند طائفة، فما الحكمَة في أنّه جاء "أعوذ بالله" ولم يأت "بالله أعوذ"؟ وأجيب بوجُوه تقدّمت في الأوّل من "باب الاستطابة".
(1) رواه البخاري (1377) في الجنائز، ومسلم (588)(131) في المساجد.
(2)
رواه مسلم (588) / (128).
قوله: "من عذاب": "العذاب": "اسم للعقوبة"، والمصدر:"التعذيب"، فهو مضاف إلى الفاعل على طريق المجاز، وكذلك "من عذاب النار"، وكذلك "من فتنة المحيا".
"الفتنة": "اسم للامتحان، والاختبار".
و"القبر": واحد "القبور"، و"المقبُرة" بضم "الباء" وفتحها (1)[وكسرها](2)(3)، لُغات. وجاء "المقبر" في قوله:
لكل قوم مقبر بفنائهم
…
فهم ينقصون والقبور تزيد (4)
و"قبرت الميت"، أقبره" بضم "الباء" وكسرها "قبرًا". و "أقبرته":"أمرت بأن يُقبَر".
وقال ابن السّكيت: ""أقبرته": "صيرت له قبرًا"، قال تعالى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} [عبس: 21] (5) " أي: "أكرمه بالقبر ولم يجعله ملقى للكلاب"(6).
و"الدجّال": بدَل من "المسيح"، أو نعتٌ للمسيح، أو عطف بيان.
و"المحيا" و "الممات" مصدران مجروران بالإضافة، على وزن "مَفعل"، ويصلحان للزّمان والمكَان والمصدَر (7).
(1) انظر: الصحاح (2/ 784).
(2)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(3)
انظر: تحرير ألفاظ التنبيه (ص/58)، تهذيب الأسماء واللغات (4/ 78).
(4)
البيت من الطويل، وهو لعبد الله بن ثعلبة الحنفيّ، ويروى بلفظ: لكل أناس .... البيت. انظر: شرح ديوان الحماسة للأصفهاني (ص/ 629)، والتذكرة الحمدونية (1/ 208)، والمعجم المفصل (2/ 305).
(5)
انظر: إصلاح المنطق (ص/ 172)
(6)
انظر: تفسير القرطبي (19/ 219)، والبحر المحيط (10/ 409).
(7)
انظر: لسان العرب (14/ 213)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 471).
قوله: "وفي لفظ لمسلم": يتعلّق "في لفظ" بفعل مُقدّر، أي:"وجاء في لفظ"، و"لمسلم" يتعلّق بـ "لفظ"؛ لأنّه مصدر، ويحتمل أن يتعلّق بصفة.
وجملة "إذا تشهّد أحدكم" الفاعل لـ "جاء" على الحكاية.
قوله: "فليستعذ": "الفاء" جواب الشرط، و"اللام" لام الأمر، و"بالله" يتعلّق بـ "يستعذ". وتقدّم في ثاني حديث من الأوّل الكلام على "إذا" وفعلها وجوابها والعامل فيها، وعلى "أحدكم"، والكلام على "لام" الأمر في الرّابع من أوّل الكتاب.
و"من أربع" يتعلّق بـ "يستعذ" أيضًا. و"أربع" على وزن "أفعل"، إلا أنه منصرف؛ لأنه ليس صفة في الأصل (1).
قوله: "يقول: اللهم": جملة "يقول" يحتمل أن تكون حالًا، أي:"فليستعذ [قائلًا"] (2)، ويحتمل أن تكون بَدَلًا (3) من "يستعذ"؛ فتجزم، كما جزم في قوله:
متى تأتنا تلمم بنا ...........
…
...................... (4)
وفي قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} [الفرقان: 68، 69]، والتقدير:"إذا تشهد أحدكم فليقل: اللهم"، فإن لم يُرو مجزوما فهو حال كما [تقدّم](5)، أو مُستأنف.
و"جهنم": لا ينصرف؛ للعَلَمية والتأنيث المعنوي، وشرط التأنيث المعنوي [زيادة](6) على ثلاثة أحرف أو تحرك الوسط، وقد زَاد هنا.
(1) انظر: الكافية (ص/ 12)، وحاشية الصبان (3/ 347).
(2)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(3)
انظر: خزانة الأدب (5/ 204).
(4)
مطلع بيت من الطويل، وهو لعبد الله بن الحر، وباقيه: "في ديارنا
…
تجد حطبًا جَزْلًا ونارًا تَأَجَّجَا". انظر: خزانة الأدب (5/ 204)، والمعجم المفصل (2/ 5).
(5)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(6)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).