الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[م -257] وإنما وقع الخلاف بينهم في كون عقد التولية، هل يعتبر من عقود المعاوضات، أو من عقود الإرفاق والمعروف؟
(1)
.
فذهب جمهور أهل العلم إلى أن عقد التولية بيع مبتدأ، لا يجوز في شيء منه إلا ما يجوز في سائر البيوع
(2)
، ورجحه ابن حزم
(3)
.
وذهب مالك وربيعة، وطاووس
(4)
، إلى أن عقد التولية من عقود الإرفاق، ويقصد بها المعروف كالإقالة، ولهذا ذهب الإمام مالك إلى جواز بيع الطعام تولية قبل قبضه، مع أن الإجماع على أن بيع الطعام قبل قبضه منهي عنه
(5)
.
دليل الجمهور على أن التولية بيع:
في التولية مبادلة مال بمال على سبيل التمليك، غير ربا ولا قرض، وهذا هو حقيقة البيع، وليس من شرط البيع أن يكون الثمن بأكثر مما اشتراه به، فقد يكون بمثله، أو أقل، أو أكثر، وهذا شأن التجارة.
(1)
جاء في الموسوعة الكويتية (14/ 198) اتفق الفقهاء على أن بيع التولية جائز شرعًا؛ لأن شرائط البيع مجتمعة فيه، وتترتب عليه جميع أحكامه .... ولتعامل الناس فيه إلى يومنا هذا، ولأن من لا يهتدي إلى التجارة يحتاج إلى أن يعتمد على فعل الذكي المهتدي فيها».
(2)
الحجة (2/ 706)، المبسوط (11/ 171)، بدائع الصنائع (5/ 180)، الجوهرة النيرة (1/ 208)، تحفة الفقهاء (2/ 105)، المجموع (9/ 208)، إحكام الأحكام (2/ 131)، طرح التثريب (6/ 115)، المغني (4/ 93)، الفتاوى الكبرى لابن تيمية (5/ 391). وقد نسب هذا القول للجمهور ابن عبد البر في التمهيد (16/ 341).
(3)
المحلى، مسألة (1509).
(4)
روى عبد الرزاق في المصنف (14257) قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: لا بأس بالتولية، إنما هو معروف. وإسناده صحيح.
ورواه ابن أبي شيبة (4/ 384) حدثنا معتمر بن سليمان، عن معمر به.
(5)
المدونة (4/ 80)، بداية المجتهد (2/ 110)، شرح الزرقاني على الموطأ (3/ 373)، المنتقى (4/ 169)، الفروق للقرافي (3/ 283)،.