الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواه مسلم (897)(9 و 10 و 12).
* * *
(3) باب التبرك بالمطر، والفرح به، والتعوُّذ عند الريح والغيم
[768]
- عَن أَنَسٍ، قَالَ: أَصَابَنَا وَنَحنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَطَرٌ، قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَوبَهُ، حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ المَطَرِ، فَقُلنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! لِمَ صَنَعتَ هَذَا؟ قَالَ: لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهدٍ بِرَبِّهِ - تعالى -.
رواه أحمد (3/ 267)، ومسلم (898)، وأبو داود (1100).
ــ
ولا يخفى ما في هذا الحديث من الأحكام، ومن كرامات (1) النبي صلى الله عليه وسلم.
(3)
ومن باب: التبرك بالمطر
قوله: فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه؛ أي: كشفه عن جسده.
وقوله: لأنه حديث عهدٍ بربه؛ أي: بإيجاد ربّه له، وهذا منه صلى الله عليه وسلم تبرُّك بالمطر، واستشفاء به؛ لأن الله - تعالى - قد سَمّاه رحمة، ومباركًا وطهورًا، وجعله سبب الحياة، ومُبعدًا عن العقوبة. ويستفاد منه احترام المطر، وترك الاستهانة به.
(1) الأولى أن يقال: معجزات، فإنها للأنبياء، والكرامات للأولياء الصالحين.
[769]
- وَعَن عَائِشَةَ، زَوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَت: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَومُ الرِّيحِ وَالغَيمِ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجهِهِ، وَأَقبَلَ وَأَدبَرَ، فَإِذَا مَطَرَت سُرَّ بِهِ، وَذَهَبَ عَنهُ ذَلِكَ. قَالَت عَائِشَةُ: فَسَأَلتُهُ. فَقَالَ: إِنِّي خَشِيتُ أَن يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِي، وَيَقُولُ إِذَا رَأَى المَطَرَ: رَحمَةٌ.
رواه أحمد (6/ 66)، والبخاري (4829)، ومسلم (899)، وأبو داود (5098)، والترمذي (3257).
[770]
- وَعَنهَا، قَالَت: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ قَالَ: اللهمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ خَيرَهَا، وَخَيرَ مَا فِيهَا وَخَيرَ مَا أُرسِلَت بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرسِلَت بِهِ، قَالَت: وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ تَغَيَّرَ لَونُهُ وَخَرَجَ وَدَخَلَ وَأَقبَلَ وَأَدبَرَ، فَإِذَا مَطَرَت سُرِّيَ عَنهُ، فَعَرَفتُ ذَلِكَ فِي وَجهِهِ، قَالَت عَائِشَةُ: فَسَأَلتُهُ. فَقَالَ: لَعَلَّهُ يَا عَائِشَةُ! كَمَا قَالَ قَومُ عَادٍ: {فَلَمَّا رَأَوهُ عَارِضًا مُستَقبِلَ أَودِيَتِهِم قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمطِرُنَا}
ــ
وقوله صلى الله عليه وسلم: إني خشيت أن يكون عذابًا سُلّط على أمتي؛ يعني: على العُتاة عليه، العصاة له من أمته. وكان صلى الله عليه وسلم لعظيم حلمه ورأفته وشفقته، يرتجي لهم الفلاح والرجوع إلى الحق، وهذا كما قال يوم أحد: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون (1)، وقيل: خاف أن تعمّهم عقوبة بسبب العصاة منهم، والأول أوضح.
وعصفت: اشتدَّت وبردت. وتَخيّلت السماء؛ أي: كَثُر فيها السحاب. والمخيلة - بفتح الميم -: سحابة فيها رعد وبرق، لا ماء فيها، ويقال في السماء إذا تغيَّمت: أخالت، فهي مُخيلة - بالضم -، قاله أبو عبيد.
(1) رواه أحمد (1/ 380 و 427)، والبخاري (3477) من حديث ابن مسعود.
رواه البخاري (3206)، ومسلم (899)(15)، والترمذي (3449)، والنسائي (10776) في الكبرى.
[771]
- وَعَنِ ابنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: نُصِرتُ بِالصَّبَا، وَأُهلِكَت عَادٌ بِالدَّبُورِ.
رواه أحمد (1/ 324 و 341)، والبخاري (3343)، ومسلم (900).
[772]
- وعَن أَبِي هُرَيرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَيسَتِ السَّنَةُ بِأَلا تُمطَرُوا وَلَكِنِ السَّنَةُ أَن تُمطَرُوا، وَتُمطَرُوا، وَلا تُنبِتُ الأَرضُ شَيئًا.
رواه أحمد (2/ 342)، ومسلم (2904).
* * *
ــ
والصَّبَا: الريح الشرقية، والدَّبور - بفتح الدال -: الريح الغريبة.
والسَّنَة (1): الجدب. وأراد صلى الله عليه وسلم بقوله صلى الله عليه وسلم: ليست السَّنَة ألا تُمطروا: وأن الأحق باسم السَّنَة والجدب أن يتوالى المطر، حتى تغرق الأرض ويفسد ما عليها بكثرته وتواليه، وإنما كان هذا أحق بالاسم؛ لأنه أمنع من التصرف، وأضيق للحال، وأعدم للقوت، وأسرع في الإهلاك. وأسلوب هذا الحديث كأسلوب قوله: ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس (2)، وليس المسكين بالطوّاف عليكم (3)، إلى غير ذلك مما في بابه.
(1) سبق هذا عنوان "باب" في التلخيص والشرح، ورأينا حذفه تمشيًا مع وحدة السياق والمعنى.
(2)
رواه البخاري (6446)، ومسلم (1051)، والترمذي (2374) من حديث أبي هريرة.
(3)
رواه البخاري (1476)، ومسلم (1039)، وأبو داود (1631 و 1632)، والنسائي (5/ 85) من حديث أبي هريرة.