الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواه أحمد (4/ 354 و 356)، ومسلم (476)(204)، وأبو داود (876)، والترمذي (3541)، وابن ماجه (878).
* * *
(29) باب النهي عن القراءة في الركوع والسجود
[377]
- عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَشَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم السِّتَارَةَ، وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلفَ أَبِي بَكرٍ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّهُ لَم يَبقَ مِن مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلا الرُّؤيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا المُسلِمُ أَو تُرَى لَهُ، أَلا وَإِنِّي نُهِيتُ أَن أَقرَأَ القُرآنَ رَاكِعًا أَو سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ،
ــ
(29)
[ومن باب: النهي عن القراءة في الركوع والسجود](1)
قوله: أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا فيه في الدعاء. مذهب الجمهور: كراهة القراءة والدعاء في الركوع، وقال الشافعي والكوفيون: يقول في الركوع: سبحان ربي العظيم، وفي السجود: سبحان ربي الأعلى؛ اتّباعًا لحديث عقبة (2)، وكلهم على استحباب ذلك. وذهب بعضهم إلى وجوب ذلك في الركوع والسجود، وذهب إسحاق وأهل الظاهر إلى وجوب الذكر فيهما دون تعيين، وأنه يعيد الصلاة من تركه. وفي المبسوط عن يحيى بن يحيى، وعيسى بن دينار من أئمتنا، فيمن لم يذكر الله في ركوعه ولا سجوده:
(1) هذا العنوان لم يرد في الأصول، وأثبتناه من التلخيص.
(2)
رواه أبو داود (870).
فَقَمِنٌ أَن يُستَجَابَ لَكُم.
وَفِي رِوَايَةٍ: كَشَفَ السِّترَ وَرَأسُهُ مَعصُوبٌ، فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، قَالَ: اللهُمَّ هَل بَلَّغتُ. ثَلاثَ مَرَّاتٍ: إِنَّهُ لَم يَبقَ مِن مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلا الرُّؤيَا يَرَاهَا العَبدُ الصَّالِحُ، أَو تُرَى لَهُ.
رواه أحمد (1/ 219)، ومسلم (479)، وأبو داود (876)، والنسائي (2/ 189)، وابن ماجه (3899).
[378]
- وَعَن عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ القِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَلا أَقُولُ: نَهَاكُم.
ــ
أنه يعيد الصلاة أبدًا. وقد تأوّل المتأخرون من أصحابنا ذلك عليهما تأويلات بعيدة.
وقوله: فَقَمَنٌ - بفتح القاف والميم -؛ ومعناه: حقيق وجدير، ويقال: قَمِنٌ بكسر الميم، وقَمن بالفتح: مصدر، وغيره نَعتٌ؛ يُثنّى ويجمع.
ومبشرات النبوة: أول ما يبدو منها، مأخوذ من تباشير الصبح وبشائره، وهو أول ما يبدو منه. وهذا كما تقدم من قول عائشة: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم (1).
وقول علي رضي الله عنه: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم. . . .، ولا أقول نهاكم: لا يدل على خصوصيته بهذا الحكم، وإنما أخبر بكيفية توجُّه صيغة النهي الذي سمعه، فكأن صيغة النهي التي سمع: لا تقرأ القرآن في الركوع، فحافظ حالة التبليغ على
(1) رواه البخاري (3)، ومسلم (160)، والترمذي (3636)، وابن ماجه (887)، وسبق برقم (126).