الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَهُم يُصَلُّونَ، فَقَالَ: صَلاةُ الأَوَّابِينَ، إِذَا رَمِضَتِ الفِصَالُ.
رواه أحمد (4/ 366)، ومسلم (748)(144).
* * *
(99) باب الوصية بالضحى وأقله ركعتان
[604]
- عَن أَبِي الدَّردَاءِ قَالَ: أَوصَانِي حَبِيبِي بِثَلاثٍ، أَلا
ــ
وقوله: صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال: الأوَّابون: جمع أوَّاب؛ وهو مبالغة آيب، وهو من: آب إلى كذا؛ أي: رجع، ومنه قول تَأَبَّط شرًّا:
فأبتُ إلى فَهمٍ وما كدت آيبا
أي: رجعت. فمعنى الأوابين هنا، وفي قوله تعالى:{فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا} ؛ أي: الراجعين من الإساءة إلى الإحسان؛ على ما قاله قتادة. وقال مجاهد: التائبون. وابن عمر: المستغفرون. وقال ابن عباس: المسبحون. وكل ذلك متقارب. وأما الفصال والفصلان: جمع فصيل، وهو الذي يفطم عن الرضاعة من الإبل. وأما الرمضاء: شدة الحرّ في الأرض. وخص الفصلان هنا بالذكر؛ لأنها هي التي ترمض قبل انتهاء شدة الحرّ التي ترمض بها أمهاتها؛ لقلة جلدها، وذلك يكون في الضحى أو بعده بقليل، وهو الوقت المتوسط بين طلوع الشمس وزوالها.
(99)
ومن باب: الوصية بالضحى
وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء وأبي هريرة تدل على فضيلة الضحى، وكثرة ثوابه وتأكده، ولذلك حافظا عليه ولم يتركاه. وقد بينّا الخليل والخلة في كتاب الإيمان.
أَدَعَهُنَّ مَا عِشتُ، بِصِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهرٍ، وَصَلاةِ الضُّحَى، وَبِأَلا أَنَامَ حَتَّى أُوتِرَ.
رواه أحمد (6/ 440)، ومسلم (722)، وأبو داود (1433).
[605]
- وعَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: أَوصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاثٍ: بِصِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهرٍ، وَرَكعَتَيِ الضُّحَى، وَأَن أُوتِرَ قَبلَ أَن أَرقُدَ.
رواه أحمد (2/ 233 و 258)، والبخاري (1178)، ومسلم (721)، وأبو داود (1432)، والترمذي (760)، والنسائي (3/ 229).
[606]
- وعَن أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: يُصبِحُ عَلَى كُلِّ سُلامَى مِن أَحَدِكُم صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحمِيدَةٍ صَدَقَةٌ،
ــ
وقد عاب بعض الطاعنين على أبي هريرة قوله: خليلي، في النبي صلى الله عليه وسلم؛ بناءً منه على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتخذه ولا أحدًا من الخلق خليلا، وهذا إنما وقع فيه قائله ظنًّا أن خليل بمعنى مخالل، من المخاللة التي لا تكون إلا من اثنين، وليس الأمر كذلك، فإن خليلا مثل حبيب، لا يلزم فيه من المفاعلة شيء؛ إذ قد يُحَبُّ الكاره.
وقوله: ركعتي الضحى: يشعر بأن أقلَّه ركعتان، وسيأتي الكلام على الوتر.
وقوله: يصبح على كل سُلامَى من أحدكم صدقة؛ أصل السُّلامى - بضم السين -: عظام الأصابع والأكُفّ والأرجل، ثم استعمل في سائر عظام الجسد ومفاصله. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: خُلِقَ الإنسان على ستين وثلاثمائة مفصل، ففي كل مفصل صدقة (1)، وسيأتي.
(1) رواه أحمد (5/ 354 و 359)، ومسلم (1007) من حديث عاثشة رضي الله عنه.