الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(83) باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا وترفع به الدرجات
[553]
- عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَرَأَيتُم لَو أَنَّ نَهرًا بِبَابِ أَحَدِكُم يَغتَسِلُ مِنهُ كُلَّ يَومٍ خَمسَ مَرَّاتٍ، هَل يَبقَى مِن دَرَنِهِ؟ قَالُوا: لا يَبقَى مِن دَرَنِهِ شَيءٌ. قَالَ: فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمسِ؛ يَمحُو الله بِهِنَّ الخَطَايَا.
رواه أحمد (2/ 379)، والبخاري (528)، ومسلم (667)، والترمذي (2872)، والنسائي (1/ 231).
ــ
(83)
ومن باب: المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا وترفع به الدرجات (1)
قوله في الأم: مثل الصلوات الخمس كمثل نهر غمر - النهر: ما بين جَنَبي الوادي، سمي نهرًا لسعته، وسمي النهار به لسعة ضوئه، ويقال: نَهر ونَهَر - بسكون الهاء وفتحها، وكذلك يقال في كل ما كان عين الفعل منه حرف حلق؛ مثل: شَعَر، وشَعَر، ودَهر، ودَهَر. والغمر بفتح الغين الماء الكثير، وبضمّها الرجل الذي لم يجرب الأمور، وبكسرها الحقد. والدرن: الوسخ.
وقوله هل يبقى من درنه شيء؟ ، كذا صحت الرواية بفتح ياء يَبقى؛ مبني للفاعل، وبإثبات مِن، وبتمام الكلام على درنه من غير شيء، ويحمل على أن مِن زائدة على الفاعل؛ لأن الكلام قبلها غير موجب، فكأنه قال: هل يبقى درنه؟
(1) من صحيح مسلم (1/ 462).
[554]
- وعَنهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَن غَدَا إِلَى المَسجِدِ أَو رَاحَ أَعَدَّ الله لَهُ فِي الجَنَّةِ نُزُلا كُلَّمَا غَدَا أَو رَاحَ.
رواه أحمد (2/ 509)، والبخاري (662)، ومسلم (669).
[555]
- وعَنهُ عن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: أَحَبُّ البِلادِ إِلَى الله مَسَاجِدُهَا، وَأَبغَضُ البِلادِ إِلَى الله أَسوَاقُهَا.
رواه مسلم (671).
* * *
ــ
وقد تخيل بعض الناس أن في الكلام حذفًا، فقال: هل يبقى من درنه شيء؟ ولا تعضده الرواية ولا القانون النحوي.
وظاهر هذا الحديث أن الصلوات بانفرادها تستقل بتكفير جميع الذنوب كبائرها وصغائرها، وليس الأمر كذلك لاشتراطه في الحديث المتقدم اجتناب الكبائر، فدل ذلك على أن المكفَّر بالصلوات هي جميع الصغائر إن شاء الله، وقد تقدم القول في ذلك في كتاب الإيمان.
وقوله من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة، أصل غدا خرج بغُدُوٍّ؛ أي أتى مبكِّرًا، وراح رجع بعشي، ثم قد يستعملان في الخروج والرجوع مطلقًا توسعًا، وهذا الحديث يصلح أن يحمل على الأصل وعلى التوسع به، والله أعلم. وأعدّ هَيَّأ، ومنه قولهم (1):
وأَعدَدتُ للحرب أوزارها
…
رماحًا طوالا وخيلا ذكورًا
والنُّزل: ما يُهَيّأ للضيف من الكرامة.
وقوله كلما غدا أو راح؛ أي بكل غدوة أو روحة.
وقوله أحب البلاد إلى الله مساجدها؛ أي أحب بيوت البلاد أو
(1) هو الأعشى.