الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَيحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشتَدَّ الحَرُّ فَأَبرِدُوا عَنِ الصَّلاةِ.
قَالَ أَبُو ذَرٍّ: حَتَّى رَأَينَا فَيءَ التُّلُولِ.
رواه أحمد (5/ 176)، والبخاري (535)، ومسلم (616)، وأبو داود (401)، والترمذي (158).
* * *
(67) باب تعجيل الظهر بعد الإبراد وفي زمن البرد
[504]
- عَن جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الظُّهرَ إِذَا دَحَضَتِ الشَّمسُ.
رواه أحمد (5/ 106)، ومسلم (618)، وابن ماجه (673).
ــ
وقوله في حديث أبي ذر: حتى رأينا فَيءَ التلول؛ هي جمع تلّ، وهي: الروابي، وظلها لا يظهر إلا بعد تمكن الفيء واستطالته جدًّا، بخلاف الأشياء المنتصبة التي يظهر فيئها سريعًا في أسفلها؛ لاعتدال أعلاها وأسفلها.
(67)
ومن باب: تعجيل الظهر بعد الإبراد وفي زمن البرد
قوله: كان يصلي الظهر إذا دحضت الشمس؛ أي: زلقت وزالت عن كبد السماء. والدَّحَض: الزلق. كان هذا منه صلى الله عليه وسلم في زمن البرد؛ كما قد رواه أنس: أنه إذا كان الحر أبرد بالصلاة، وإذا كان البرد عجل (1).
(1) رواه النسائي (1/ 248)، وانظر: التمهيد (5/ 7).
[505]
- وعَن خَبَّابِ قَالَ: شَكَونَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ فِي الرَّمضَاءِ فَلَم يُشكِنَا.
قَالَ زُهَيرٌ: قُلتُ لأَبِي إِسحَاقَ: أَفِي الظُّهرِ؟ قَالَ: نَعَم. قُلتُ: أَفِي تَعجِيلِهَا؟ قَالَ: نَعَم.
رواه أحمد (5/ 108)، ومسلم (619)، والنسائي (1/ 247)، وابن ماجه (675).
ــ
وقوله: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة في الرمضاء؛ أي: شدة ما يلقون من حرّ الأرض المحماة بالشمس في أقدامهم إذا صَلَّوا.
وقوله: فلم يشكنا؛ أي: لم يسعف طلبنا، ولم يجبنا إلى مطلوبنا، يقال: شكوت إلى فلان: إذا رفعت إليه حاجتك، وأشكيته: إذا نزعت عنه الشكوى. وأشكيته: إذا ألجأته إلى الشكوى، كما قال:
تُشكي المحبَّ وتشكو وهي ظالمة
…
كالقوس تصمي الرمايا وهي مرنان (1)
ويحتمل: أن يكون هذا منه صلى الله عليه وسلم قبل أن يؤمر بالإبراد، ويحتمل أن يحمل على أنهم طلبوا زيادة تأخير الظهر على وقت الإبراد فلم يجبهم إلى ذلك. وقد قال ثعلب في قوله: فلم يشكنا: أي: فلم يحوجنا إلى الشكوى، ورخص لنا في الإبراد، حكاه عنه القاضي أبو الفرج، وعلى هذا تكون الأحاديث كلها متواردة على معنى واحد.
(1)"أصميتَ الصيد": إذا رميتَه فقتلتَه وأنت تراه. وأصمى الرمية: أنفذها.
"المرنان": يُقال: أرنت القوس في إنباضها؛ أي: صوَّتت.