الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(7) أبواب كسوف الشمس والقمر
(1) باب الأمر بالصلاة والذكر والصدقة عند الكسوف
[773]
- عَن أَبِي مَسعُودٍ الأَنصَارِيُ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الشَّمسَ وَالقَمَرَ لَيسَ يَنكَسِفَانِ لِمَوتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِن آيَاتِ الله، فَإِذَا رَأَيتُمُوهُ فَقُومُوا فَصَلوا.
ــ
(7)
أبواب الكسوف
الكسوف: التغيير إلى سواد، ومنه: كسف وجهه؛ إذا تغير. والخسوف: النقصان، قاله الأصمعي. والخسف أيضًا: الذلّ، ومنه: سامه خُطَّةَ خَسَفٍ؛ أي: ذُلّ، فكسوف الشمس والقمر وخسوفهما: تغيُّرهما، ونقصان ضوئهما، فهما بمعنى واحد، هذا هو المستعمل في القرآن وفي الأحاديث، وقد قال بعض اللغويين: لا يقال في الشمس إلا: كُسفت، وفي القمر إلا: خُسف، وذُكر هذا عن عروة. وقال الليث بن سعد: الخسوف في الكل، والكسوف في البعض، يعني في الشمس والقمر.
وقوله: فإذا رأيتموه فقوموا فصلوا؛ يعني: الكسوف، فأعاد عليه ضمير المذكّر، وفي الأخرى: فإذا رأيتموها، أعاده على كسوف الشمس وخسوف
وَفِي رِوَايَةٍ: فَإِذَا رَأَيتُم مِنهَما شَيئًا فَصَلُّوا وَادعُوا حَتَى ينكَشِفَ مَا بِكُم.
رواه البخاري (1041)، ومسلم (911)(21)، والنسائي (3/ 126)، وابن ماجه (1261).
[774]
- وَمِن حَدِيثِ عَائِشَةَ: فَإِذَا رَأَيتُمُوهُمَا فَكَبِّرُوا وَادعُوا الله، وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا.
رواه أحمد (6/ 164 و 168)، والبخاري (1058)، ومسلم (901)(1)، وأبو داود (1177 - 1191)، والترمذي (561 و 563)، والنسائي (3/ 127)، وابن ماجه (1263).
ــ
القمر، وهذا يدل على التسوية بين كسوف الشمس وخسوف القمر في الصلاة في الأمر بالصلاة عندهما، وبذلك قال جميع الفقهاء والعلماء من السلف وغيرهم، غير أنهم اختلفوا في حكم ذلك وكيفيته، فالجمهور: على أن صلاة كسوف الشمس سنة مؤكدة، وأنها يُجمع لها، وأنها تُصلى بإمام، على خلاف في كيفية ذلك يُذكر فيما بعد. وذهب أهل الكوفة إلى أنها لا يُجتمع لها، وأنها ركعتين ركعتين، ومستندهم: حديث عبد الرحمن بن سمرة الآتي (1)، وليس بنص فيما قالوه؛ فإنه قال فيه: فلما حسر عنها قرأ سورتين وصلى ركعتين (1)؛ لاحتمال أن يكون إنما أخبر عن حكم ركعة واحدة، وسكت عن الأخرى. والله أعلم. ثم لو سُلِّم ذلك لأمكن أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ذلك كذلك ليبيّن جواز ذلك، وغيره من الأحاديث يدل على أن السنة ما تضمنته تلك الأحاديث.
(1) هو في التلخيص برقم (1082).