الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعظمة، وتلقوه بالطبول فرحًا به، وبما جلبه مما يحتاجون إليه فتركوا النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة، وخرجوا إليه، إلَّا اثني عشر أو ثمانية رجال، فقدم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك [الخطبة على صلاة الجمعة وأخر (1) الصلاة].
وقدمها لتوقف صحتها على سماع الكاملين، وتوقف صحة الجمعة عليها (2). فنسخ تقديم الخطبة تأخيرها (3). فنزل قوله تعالى:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} (4). توبيخًا لهم، فما خرج بعدها إلَّا لعذر بإذن فتستر المنافقون (5) بهم ففضحهم قوله تعالى:{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا} (6).
تنبيه: في الموالاة بينهما قولان: فأحدهما قولًا البدل (7).
الثانية: في وقتها:
193 -
أبنا البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا اشتد البرد بكر بالجمعة، وإذا اشتد الحر أبرد بها (8).
(1) ما بين المعقوفتين في المخطوطة هكذا: فقدم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك الجمعة على خطبتها، وهو خطأ، والصواب ما أثبته من نص الحديث في المراسيل والاعتبار.
(2)
على الخطبة. انظر: المجموع للنووي 4/ 336 - 337 وذكر أيضًا من شرط صحة الجمعة سماع أربعين كاملين للخطبة وحضورهم الجماعة.
وانظر شرح مسلم له 7/ 150، وفتح الباري 2/ 425.
(3)
أورد الحازمي في الاعتبار ص 106 أثر مقاتل بن حبان مستدلًا به على نسخ تقديم الصلاة على الخطبة. وفي الفتح 2/ 425 قال الحافظ وإن ثبت قول مقاتل بن حبان أن الصلاة كانت قبل الخطبة زال الاشكال لكنه مع شذوذه معضل.
(4)
سورة الجمعة -آية: 11. وقد أخرج البخاري في صحيحه - باب إذا نفر الناس عن الإمام في صلاة الجمعة 2/ 422 رقم 936 عن جابر في نزول الآية قوله: بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت عير تحمل طعامًا فانفضوا إليها حتى ما بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلًا، فنزلت هذه الآية. وأخرج أيضًا في مواضع أخرى برقم 2058، 2064 البيوع، وفي التفسير برقم 899، فتح الباري. وأخرجه مسلم أيضًا. انظر شرح مسلم 7/ 150 - 151. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 182. كلهم من حديث سالم بن أبي الجعد قال: حدثنا جابر وساقه. وابن حبان وهو في موارد الظمآن ص 150 - 151 رقم 573.
(5)
وفي المخطوطة (المنافقين). والمصنف قد ساق هذا الأثر بمعناه ولم يلتزم لفظ أبي داود كالحازمي.
(6)
سورة النور آية: 63.
(7)
المولاة في الخطبتين واجبة وبين أركان الخطبة أيضًا وبين الخطبة والصلاة.
انظر: المغني لابن قدامة 2/ 311، والمجموع للنووي 4/ 349.
(8)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجمعة- باب إذا اشتد الحر يوم الجمعة 2/ 388 رقم الحديث =
194 -
أبنا البخاري ومسلم عن سهل (1) رضي الله عنه قال: ما كنا نقيل، ولا نتغدى إلَّا بعد صلاة الجمعة (2). زاد (3): على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
195 -
أبنا الدارقطني عن السلمي (4) قال: شهدت الجمعة مع أبي بكر رضي الله عنه فكانت خطبته وصلاته قبل نصف النهار (5).
وهذا يدل على جواز خطبة الجمعة وصلاتها قبل الزوال. وبه قال ابن مسعود
= 906 فتح الباري. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى -كتاب الجمعة- باب من قال يبرد بها إذا اشتد الحر 3/ 19 أو ذكره البخاري. وابن خزيمة في صحيحه 2/ 170 رقم 1842 باب التبريد بصلاة الجمعة.
(1)
سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبو العباس له ولأبيه صحبة، مشهور، مات سنة ثمان وثمانين، وقيل بعدها، وقد جاوز المائة. تقريب التهذيب ص 138، والإصابة 4/ 275.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجمعة- باب قوله تعالى {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} 2/ 427 رقم الحديث 939، وفيه باب ما جاء في الغرس المزارعة 5/ 27 - 28 رقم 2349، وفي الأطعمة باب السلق والشعير 9/ 544 رقم 5403، وفي الاستئذان باب تسليم الرجال على النساء والنساء على الرجال 11/ 33 رقم 6248 وفيه أيضًا في باب القائلة بعد الجمعة 11/ 69 رقم 6279 فتح الباري، ولفظه (ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة). وأخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الجمعة- 2/ 588 رقم 859 بلفظ المؤلف والزيادة له.
وأبو داود في السنن -باب وقت الجمعة- 1/ 654 رقم الحديث 1086 ولفظه مثل لفظ البخاري. وابن ماجه في السنن -باب ما جاء في وقت الجمعة 1/ 350 رقم 1099 والدارقطني في السنن 2/ 19 - 25 عنه من طرق برقم 3، 4، 5، 6، 7 كلهم أخرجوه عن أبي حازم: حدثني أبي عن سهل بن سعد.
(3)
الزيادة هذه لمسلم وحده، فذكرها بعد لفظ الحديث فقال: زاد علي بن حجر وذكرها.
(4)
السلمي: هو عبد الله بن سيدان - بكسر إلى بن المهملة - وقيل: سندان -بالنون- تابعي كبير غير معروف العدالة. قال البخاري: لا يتابع على حديثه. وقار اللالكائي: مجهول لا حجة فيه. وقال ابن عدي: شبه مجهول.
انظر: ترجمته في ميزان الاعتدال 2/ 437 رقم الترجمة 473، وقال في نصب الراية 2/ 196 نقلًا عن النووي في الخلاصة: اتفقوا على ضعفه. وانظر: فتح الباري 2/ 287 فقد ذكره بهذا الذي قلته عنه.
(5)
أخرج حديث السلمي الدارقطني في السنن - صلاة الجمعة قبل نصف النهار 2/ 17 رقم 1، وفي المجموع للنووي 4/ 340 قال: رواه الدارقطني وأحمد في مسنده وفي نصب الراية 2/ 195 - 196 قال: رواه الدارقطني وغيره وضعفه وذكر كلام النووي في الخلاصة، وقال الحافظ في الفتح 2/ 287: رواه أبو نعيم شيخ البخاري في كتاب الصلاة له، وابن أبي شيبة عن عبد الله بن سيدان ثم ذكر الكلام المتقدم في ترجمة عبد الله بن سيدان. وضعف الحديث ثم قال: بل عارضه ما هو أقوى منه وذكر عن أبي بكر وعمر آثارًا بأسانيد صحيحة تدل أن صلاة الجمعة كانت في عهدهما بعد الزوال.
ومعاوية (1) رضي الله عنهما، وأحمد في رواية ابنه (2) وعن الخرقي من السادسة (3).
196 -
أبنا البخاري وأحمد عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الجمعة حتى تميل الشمس (4).
197 -
أبنا البخاري ومسلم عن ابن الأكوع قال: كنا نجمع (5) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس (6).
قال السلمي: ثم شهدتها مع عمر رضي الله عنه فكانت صلاته وخطبته إلى أن نقول: انتصف النهار، ثم شهدتها مع عثمان رضي الله عنه فكانت صلاته وخطبته إلى أن نقول: زال النهار (7).
وهذا يدل على أنه لا تجوز خطبة الجمعة وصلاتها إلَّا بعد الزوال. وبه قال الخلفاء
(1) نقل النووي في المجموع 4/ 339 - 340 عن ابن المنذر أنه روى هذا عن أبي بكر وعمر وابن مسعود ومعاوية بإسناد لا يثبت عنهم.
(2)
انظر مسائل الإمام أحمد برواية ابنه عبد الله ص 112.
(3)
انظر: المغني لابن قدامة 2/ 355 - 356، والمجموع للنووي 4/ 339 - 340، وفتح الباري 2/ 387 - 388، 389.
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه -باب وقت الجمعة إذا زالت الشمس 2/ 386 رقم الحديث 904 فتح الباري. وأخرجه أبو داود في السنن -باب وقت الجمعة 1/ 654 رقم الحديث 1084. والترمذي في جامعة- باب ما جاء في وقت الجمعة 3/ 19 - 20 رقم 501 وقال: حديث أنس حسن صحيح. وأخرجه أحمد في المسند 3/ 128، 150، 228 والبيهقي في السنن الكبرى -الجمعة 3/ 190 كلهم أخرجوه عن أنس رضي الله عنه.
(5)
نجمع: نصلي الجمعة، وجمع الناس-بالتشديد- إذا شهدوا الجمعة. المصباح المنير ص 109 جمع.
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه -المغازي- باب غزوة الحديبية 7/ 449 رقم الحديث 4168 فتح الباري. ولفظه في البخاري: (كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم ننصرف وليس للحيطان ظل نستظل فيه).
وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجمعة باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس 2/ 589 رقم 860 بلفظ المؤلف، وزاد: ثم نرجع نتبع الفيء، ومن طريق آخرى عنه بمثل لفظ البخاري. وأخرجه أبو داود في السنن باب وقت الجمعة 1/ 654 رقم الحديث 1085 بنحو لفظ البخاري. والنسائي في السنن الصغرى باب وقت الجمعة 3/ 100 بنحوه. وابن ماجه في السنن باب ما جاء في وقت الجمعة 1/ 302 رقم 1554 بمثل لفظ البخاري. والدارقطني في السنن - صلاة الجمعة 2/ 18 والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 190 بمثل لفظ مسلم وأحمد في المسند 4/ 46، 54. وابن خزيمة في صحيحه باب وقت الجمعة 2/ 169 رقم 1839. كلهم عن إياس بن سلمة عن سلمة .. وانظر: تلخيص الحبير 2/ 53.
(7)
هذا تكملة الحديث المتقدم برقم 193 من حديث عبد الله بن سيدان عند الدارقطني.