الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا ناسخ لحديث سلمة لأن الأشعث قال: بلغني أنه كان قبل نزول الحدود (1).
باب: السير
…
وفيه خمس مسائل:
الأولى: في الهجرة:
523 -
عن سفيان (2) عن علقمة (3) عن سلمان بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا أمر أميرًا على جيش أو سرية (4) أمره بتقوى الله تعالى في خاصة نفسه وبمن معه من المسلمين خيرًا ثم قال: ثم ادعوهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم إن فعلوا ذلك فإن لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، وإن أبوا أن يتحوّلوا عن دارهم إلى دار المهاجرين فأخبرهم أنهم كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المسلمين (5).
(1) أي أن حديث النعمان، ناسخ لحديث سلمة بن المحبق المتقدم برقم 522،521 لأن الأشعث صاحب الحسن وهو أحد رواة حديث سلمة قال أن حديث سلمة كان قبل نزول الحدود ثم صار منسوخا بعد ذلك بالرجم. انظر معالم السنن للخطابي 4/ 606، والسنن الكبرى للبيهقي 8/ 240 وقال بعد أن ذكر حديث سلمة بن المحبق وحصول الاجماع من فقهاء الأمصار بعد التابعين على ترك القول به دليل على أنه إن ثبت صار منسوخًا بما ورد من الأخبار في الحدود ثم ذكر قول الأشعث، وانظر الاعتبار ص 206 فقد ذكر الحازمي نحو قول البيهقى وما حكاه المصنف أيضًا.
(2)
سفيان هو الثوري.
(3)
علقمة بن مرثد الحضرمي أبو الحارت الكوفي ثقة، انظر تقريب التهذيب ص 243 وتهذيب الكمال 7/ 278.
(4)
السرية من الجيش من خمسة أنفس إلى ثلاث مئة أو أربع مئة.
انظر ترتيب القاموس 2/ 558 سرى.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه في الجهاد باب تأمير الإِمام الأمير على البعوث 3/ 1356 رقم 1731، وأبو داود في السنن في الجهاد باب دعاء المشركين 3/ 83 رقم 1612 والترمذي في جامعه باب ما جاء في وصية النبي صلى الله عليه وسلم في القتال 5/ 242 - 245 رقم 1666 وقال حسن صحيح، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى في الجهاد. انظر تحفة الأشراف للمزي 2/ 69 - 70 رقم 1929، وأخرجه ابن ماجه في السنن في الجهاد باب وصية الإِمام 2/ 136 رقم 2858، وأحمد في المسند 5/ 352، 358 وابن الجارود في المنتقى ص 347 رقم 1042 والدارمي في السنن 2/ 136 والطحاوى في شرح معاني الآثار 3/ 206 - 207 والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 184 - 185 وعبد الرزاق في مصنفه 5/ 218 رقم 9428 وأبو عبيد في كتاب الأموال ص 32 رقم 60، والحازمي في الاعتبار ص 207، 210، وانظر طرق الحديث في نصب الراية 3/ 380.
524 -
أبنا أحمد وأبو داود عن معاوية- رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها"(1).
525 -
أبنا أحمد والنسائي عن عبد الله بن السعدي (2) رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: "لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو"(3).
…
وهذا يدل على وجوب الهجرة من مكة إلى المدينة (4).
526 -
أبنا البخاري ومسلم وأحمد عن ابن عباس- رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية، فإذا استنفرتم فانفروا"(5).
(1) أخرجه أبو داود في السنن في الجهاد باب في الهجرة 3/ 7 رقم 2479 وقال الخطابي في إسناده مقال وأخرجه أحمد في المسند 4/ 99 والدارمي في السنن 2/ 157 وأخرجه النسائي في السنن الكبرى في السير انظر تحفة الاشراف 8/ 454 ومختصر السنن للمنذري 3/ 352 وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 17 والحازمي في الاعتبار ص 207 وذكر الحازمي والبيهقي نحو كلام الخطابي في الحديث وهو من رواية أبي هند الشامي وهو مقبول، انظر نقريب التهذيب ص 431، وله شواهد أخرى عند أحمد في المسند 1/ 192 عن ابن السعدي وهو الآتي برقم 532 وفي 4/ 62 عن جنادة بن أبي أمية عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وفي 5/ 375 عنه أيضًا، وعند البيهقي في السنن الكبرى 9/ 17 عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم.
(2)
وفي المخطوطة عبد الله بن شعيب وهو تحريف من الناسخ وخطأ وما أثبته من مصادر الحديث، وانظر ترجمته في الإصابة 6/ 104 رقم الترجمة 4709 فقال عبد الله بن عمرو بن وقدان بن عبد شمس من بني لؤي القرشي، ويقال له عبد الله بن السعدي، وقد جاء في سنن النسائي وغيره عبد الله بن واقد.
(3)
أخرجه أحمد في المسند 1/ 192 و 5/ 271 وأخرجه النسائي في السنن في الاختلاف في انقطاع الهجرة 7/ 146 - 147، وأخرجه ابن حبان في صحيحه وهو في موارد الظمآن ص 380 رقم 1579 وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 17 وفي إسناد البيهقي عطاء الخراساني ضعيف، والحديث صححه أبو زرعة فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في الإصابة 6/ 104، فقال: قال أبو زرعه هذا حديث صحيح متفق رواه الاثبات عن عبد الله بن السعدي، وله شاهد آخر في المسند 5/ 363.
(4)
وفي الاعتبار ص 209 ذكر الحازمي أن الهجرة كانت واجبة على المسلمين من مكة إلى المدينة قبل الفتح ثم بقي وجوبها بعد ذلك من دار الكفار إلى دار الإِسلام عمومًا.
انظر فتح الباري 6/ 190 والتلخيص الحبير 4/ 88.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه في الحج باب لا يحل القتال بمكة 4/ 46 - 47 رقم 1834 وفي الجهاد باب التنفير 6/ 37، رقم 2825 وفي باب لا هجرة بعد الفتح 6/ 189 رقم 3077 وفي الجزية باب اثم الغادر للبر والفاجر 6/ 283 رقم 3189 عن ابن عباس ونحوه عن ابن عمر، وأخرجه مسلم في صحيحه في الإِمارة باب المبايعة بعد فتح مكة 3/ 1487 رقم 1353 ورقم حديث الباب 8، وأخرجه أبو داود في السنن في الجهاد باب في الهجرة هل انقطعت 3/ 8 رقم 2480 والترمذي في جامعه في الجهاد باب ما جاء في الهجرة 5/ 214 رقم 1638 وقال حسن صحيح، والنسائي في السنن في البيعة
527 -
أبنا البخاري عن عائشة- رضي الله عنها سئلت عن الهجرة فقالت لا هجرة اليوم، وكان المؤمن يقر بدينه إلى الله ورسوله مخافة أن يفتن فأما اليوم فقد أظهر الله الإِسلام والمؤمن يعبد ربه حيث شاء (1).
528 -
أبنا البخاري ومسلم وأحمد عن مجاشع بن مسعود جاء بأخيه مجالد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذا مجالد جاء يبايعك على الهجرة قال: "لا هجرة بعد فتح مكة ولكن أبايعه على الإسلام والإِيمان"(2).
529 -
أبنا الزهري عن عمرو عن أبيه عن يعلى- رضي الله عنه قلت يا رسول الله بايع أبي (3) على الهجرة فقال: بل بايعه على الجهاد فقد انقطعت الهجرة يوم الفتح (4).
.. وهذا يدل على نسخ وجوبها وبقاء ندبها لرجحانه وتأخره وذاك (5) كان قبل الفتح،
= الهجرة 7/ 146 وابن ماجه في السنن باب إذا استنفرتم فانفروا 2/ 926 رقم 2773 مختصرًا وأحمد في المسند 1/ 226 ، 315، 316، 344 وانظر المسند بتحقيق أحمد شاكر رقم الحديث 1991، 2396، 2898، 3335 وأخرجه الدارمي في السنن 2/ 156 رقم 2515 وابن الجارود في المنتقى ص 342 رقم 103 والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 16 والشافعي في مسنده ص 314 والحازمي في الاعتبار ص 209 كلهم عن ابن عباس رضي الله عنه.
(1)
أخرجه البخاري في صحيحه في الجهاد باب لا هجرة بعد الفتح 6/ 190 رقم 3080 وفي مناقب الأنصار 7/ 226 رقم 3900 وفي باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة 7/ 226 رقم 3900 وفي المغازي باب وقال الليث وهو بعد باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح 8/ 25 - 26 رقم 4312 وأخرجه مسلم في صحيحه في الإِمارة 3/ 1488 رقم حديث الباب 86 وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 17 والحازمي في الاعتبار ص 208.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه في الجهاد باب البيعة في الحرب 6/ 117 رقم 2962، 2963 وفي باب لا هجرة بعد الفتح 6/ 189 - 190 رقم 3078 وفي المغازي باب وقال الليث وهو بعد باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم في مكة زمن الفتح 8/ 25 رقم 4305 - 4308 ومسلم في صحيحه الإِمارة 3/ 1487 رقم حديث الباب 83 والرقم العام 1863 وهذا أحد ألفاظ البخاري.
(3)
كلمة "أبي" سقطت من المخطوطة واستدركتها من نص الحديث.
(4)
أخرجه النسائي في السنن باب ذكر الاختلاف في انقطاع الهجرة 7/ 145 - 146 وأحمد في المسند 3/ 401 و 6/ 465 وابن حبان في صحيحه وهو في موارد الظمآن ص 380 رقم 1577 والبيهقي في السنن الكبري 9/ 16 و 10/ 40 من طرق عن عبد الرحمن بن صفوان وقال: قال البخاري قال يزيد بن أبي زياد عبد الرحمن بن صفوان أو صفهوان بن عبد الرحمن عن مجاهد لا يصح، وأخرج هذا الحديث الحازمي في الاعتبار.
(5)
ذاك يعني به حديث سليمان بن بريدة المتقدم في أول هذه المسألة برقم 523.