الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني عصره
عاش برهان الدين الجعبري حياته في آخر النصف الأول من القرن السابع الهجري إلى آخر الثلث الأول من القرن الثامن ما بين 640 - 732 هـ فأدرك آخر عهد الدولة العباسية بالعراق، وشاهد معظم الحروب والأحداث التي حلت في بلاد الإِسلام على أيدي التتار والمغول والصليبيين.
وما حلّ بالمسلمين من تلك النكبات والأحداث، هو نتيجة لأسباب متقدمة بدأت جذورها تنمو مع ابتداء ضعف الدولة العباسية الكامن في ضعف خلفائها المتأخرين الذين تقلص نفوذ سلطان الدولة في عهدهم عن كثير من البلاد الإِسلامية شيئًا فشيئًا، حتى لم يبق لهؤلاء الحكام سوى الحكم الاسمي في بعض المناطق والسيطرة على بعض نواحي العراق وعاصمة الخلافة (بغداد) فقط حتى آلت النتيجة بعد ذلك إلى سقوط عاصمة الخلافة في أيدي التتار في عام 656 هـ، وبهذا انتهى سلطان الدولة العباسية.
ومما ساعد أيضًا على ذلك خيانة وزير الدولة محمد (1) بن أحمد بن محمد بن علي المعروف بابن العلقمي المتوفى سنة 656 هـ، وهو رجل شيعي رافضي حاقد، فهو الذي رغب التتار في دخول (بغداد) انتقامًا من أهل السنّة وتعصبًا لنحلته الخبيثة (2). وبعد ذلك كله، سقطت عاصمة الخلافة وقلعة الإِسلام (بغداد) في أيدي التتار وعاثوا فيها فسادًا، فقتلوا النساء والأطفال والشيوخ والعلماء والأعيان، وأحرقوا التراث الإِسلامي، وطمسوا معالم بغداد الحضارية، ولم يسلم من بطشهم إلَّا من داراهم أو أعانهم على هذه الفعلة الشنيعة القبيحة من الشيعة (3).
(1) له ترجمة في فوات الوفيات 3/ 252، والبداية والنهاية 13/ 212 في وفيات سنة 656 هـ، وفي الوافي 1/ 184، وفي العبر 5/ 225 وفي شذرات الذهب 5/ 272، وفي مرآة الجنان 4/ 147، وفي النجوم الزاهرة 7/ 20، وفي تاريخ الخميس 2/ 377، وتاريخ ابن الوردي 2/ 201، وفي الأعلام 5/ 321.
(2)
راجع في هذا: البداية والنهاية لابن كثير 13/ 200 - 212 - 222.
(3)
انظر: البداية والنهاية 13/ 200 - 220 ما أحدثه التتار في بلاد العراق والشام.
وقد شاهد برهان الدين الجعبري هذه الأحداث المؤلمة عن كثب وهو في بلده (قلعة جعبر)(1) وهو في الثالثة عشرة من عمره.
ومن جانب آخر فقد أدرك آخر عهد الدولة الأيوبية في الشام، وعاش معظم حياته في ظل دولة المماليك التي قامت على أنقاض دولة بني أيوب سنة 648 هـ وهؤلاء المماليك هم من الشراكسة الأتراك الذين دام ملكهم على بلاد الشام ومصر أكثر من ثلاثة قرون، وقد كان يمتد سلطانهم إلى جنوب شبه الجزيرة العربية في بعض الأحيان. ولهم دور هام كبير في صد حملات التتار ومنعهم من دخول مصر ومطاردتهم عن بلاد الشام، ودارت عدة معارك وحملات خلدها التاريخ لهؤلاء المماليك بقيادة كثير من زعماءهم ضد التتار والصليبيين الغاصبين.
وقد كانت أول معركة وقعت في (عين جالوت بفلسطين)(2) في شهر رمضان عام 658 هـ بقيادة الملك المظفر قطز (3) بن عبد الله، المتوفى سنة 658 هـ وقد حقق الله على يديه النصر المؤزر للمسلمين على التتار فصدهم وقهر جيوشهم (4).
ثم تتابعت حملات التتار بعد ذلك على بلاد الشام، وكان قائد جيوش المسلمين في هذه المعارك هو السلطان الظاهر بيبرس (5)، المتوفى سنة 676 هـ الذي قهر التتار في سنة
(1) قلعة جعبر: تقع على نهر الفرات بين باب والرقة قرب صفين، وقد كانت تسمى قديمًا (دوسر) فنزلها رجل من بني قشير بن كعب بن ربيعة واستولى عليها ولقب نفسه بالأمير سابق الدين الجعبري، وسميت بعد ذلك المنطقة باسمه. انظر سير إعلام النبلاء 18/ 552.
معجم البلدان 2/ 141، وتاريخ ابن خلكان 1/ 363 والبداية والنهاية 13/ 177.
(2)
عين جالوت: منطقة لطيفة في فلسطين، بين بيسان ونابلس.
معجم البلدان 4/ 177.
(3)
له ترجمة في: البداية والنهاية 13/ 225، وفي ذيل الروضتين ص 210، وفوات الوفيات 3/ 201، وفي العبر 5/ 247، وذيل مرآة الزمان 2/ 31 - 35، وفي السلوك القسم الأول المجلد 3/ 417، 435 وفي النجوم الزاهرة 7/ 72، وفي تاريخ ابن إياس 1/ 96، وفي شذرات الذهب 5/ 593، وفي الأعلام 1/ 201.
(4)
انظر: البداية والنهاية. حوادث سنة 658 هـ 13/ 220.
(5)
له ترجمة في البداية والنهاية 13/ 274، تاريخ أبي الفداء 3/ 207، تاريخ ابن الوردي 2/ 223، تاريخ ابن إياس 1/ 98، 112، السلوك للمقريزي القسم الأول المجلد 2/ 436، الدارس للنعيمي 1/ 349، حسن المحاضرة 2/ 95، فوات الوفيات 1/ 235، الأعلام 2/ 79.
670 هـ (1)، وفي سنة 675 هـ (2)، وطارد الصليبيين أيضًا من جانب آخر في عام 664 هـ (3) حينما احتلوا (حلب)، وكانوا قد أنشأوا مدنًا على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، ثم قاد المعارك ضدهم أيضًا في عام 666 هـ (4)، وفي عام 675 هـ (5)، وجاء بعده السلطان المنصور قلاوون (6)، المتوفى سنة 689 هـ فتابع الحملات على الفرنجة والتتار في عام 688 هـ (7)، وجاء بعده السلطان أشرف خليل (8) قلاوون المتوفى سنة 693 هـ وهو الذي طارد الصليبيين عن بلاد الشام ومصر وفتح مدينة عكا (9) عام 690 هـ (10)، وأجلى منها جيوش الفرنجة الصليبيين وقهرهم.
وبهذه الحملات والانتصارات التي حققها المماليك ضد أعداء الإِسلام من التتار والصليبيين في هذه المواطن وغيرها، استطاعوا أن يبددوا شمل الأعداء ويشتتوهم ويقهروا جيوشهم ويطاردوهم حتى لم يبق لهم أثر في بلاد الشام ومصر.
ثم استطاعوا أيضًا بأن يغرسوا المودة، ويوصدوا الحب لأنفسهم في نفوس عامة المواطنين والعلماء والأعيان في بلاد الشام ومصر.
(1) انظر: البداية والنهاية 13/ 261 حوادث سنة 670 هـ.
(2)
انظر: البداية والنهاية 13/ 271 حوادث سنة 675 هـ.
(3)
انظر: البداية والنهاية 13/ 246 حوادث سنة 664 هـ.
(4)
انظر: البداية والنهاية 13/ 251 حوادث سنة 666 هـ.
(5)
انظر: البداية والنهاية 13/ 271 حوادث سنة 675 هـ.
(6)
له ترجمة في: السلوك للمقريزي القسم الثالث من المجلد الأول ص 663، والنجوم الزاهرة 7/ 292، وفوات الوفيات 3/ 102، وتاريخ ابن إياس 1/ 114، ومورد اللطافة لابن تغري بردي ص 42 - 44 الأعلام 5/ 203.
(7)
انظر: البداية والنهاية لابن كثير 13/ 313 حوادث سنة 688 هـ.
(8)
له ترجمة في: البداية والنهاية 13/ 334، فوات الوفيات 1/ 406 النجوم الزاهرة 8/ 3 - 27، السلوك القسم الثالث من المجلد الأول ص 756 - 793، تاريخ ابن الوردي 2/ 238، العبر 5/ 777، تاريخ ابن إياس 1/ 121، شذرات الذهب 5/ 422، الأعلام 2/ 321.
(9)
عكة، ويقال عكا: هي مدينة تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط فتحها المسلمون على يد عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم وغلب عليها الفرنجة بعد ذلك ثم فتحها صلاح الدين الأيوبي عام 583 هـ، ثم عاد الفرنجة فاستولوا عليها حتى فتحها الأشرف خليل عام 690 هـ.
انظر: معجم البلدان 1/ 144 فقد حدد مكانها وتاريخ فتحها في أول الإِسلام، وفي البداية والنهاية 14/ 420 ذكر فتحها الأخير.
(10)
انظر: البداية والنهاية لابن كثير 13/ 320 حوادث سنة 690 هـ.
فعند عودة التتار مرة أخرى إلى بلاد الشام عام 699 هـ، وعام 700 هـ (1) انضم العلماء والأعيان وكثير من المواطنين إلى جيش أهل الشام ومصر إلى جانب الملك الناصر (2) محمد بن قلاوون بن عبد الله المتوفى سنة 741 هـ وذلك عند توليه الملك وهو صغير السن، فوقف معه أهل الشام لمواجهة التتار، وخرج جمع كثير من العلماء وعلى رأسهم شيخ الإِسلام أحمد (3) بن عبد الحليم بن عبد السلام المعروف بابن تيمية المتوفى سنة 728 هـ، وخاض بنفسه المعركة مع الجيوش، وحثّ الناس على الجهاد والإِنفاق في سبيل الله والخروج للقتال، وكانت له مشاركة فعّالة ودور كبير في حثّ السلطان وتشجيعه على الخروج والمواجهة للأعداء وحماية البلاد، وقابل هو بنفسه ملك التتار وأغلظ له في القول (4).
وبعد هذه الفتوحات التي تحققت على أيدي المماليك وجهود العلماء الذين شاركوهم في معظم المعارك، ساد الأمن والاستقرار كافة البلاد وأمن الناس من بطش التتار وعدوانهم، ومن أطماع الصليبيين الحاقدين، بعد أن ساءت الأحوال واضطربت أمور الدولة وسياستها وخاف الناس على أنفسهم وأموالهم، وشاع فيهم الخوف والقلق، وأرهبهم ما جرى في (بغداد) من القتل وسفك الدماء، وعادت الأمور إلى مجراها الطبيعي، واتجه بعد ذلك حكام البلاد إلى إنشاء وتعمير المدارس ودور القرآن والحديث والربط، وإحياء المساجد والجوامع، إلى جانب العناية بالمرافق والخدمات العامة والمباني العمرانية والحضارية وحصل العلماء على تشجيع واسع النطاق، وعكف الكثير منهم على الاشتغال
(1) انظر: البداية والنهاية 13/ 320.
(2)
له ترجمة في: فوات الوفيات 4/ 35، وفي تاريخ ابن الوردي 2/ 330، وفي الوافي 4/ 353، وفي تاريخ أبي الفداء 4/ 30 وفي السلوك القسم الأول المجلد 2/ 72، وفي الدرر الكامنة 4/ 144، وفي النجوم الزاهرة 8/ 41، 115، 9/ 3 وفي تاريخ ابن إياس 1/ 129، وفي الأعلام 7/ 11، وفي مورد اللطافة لابن تغري بردي ص 24.
(3)
له ترجمة في: تذكرة الحفاظ 4/ 1469، وفي فوات الوفيات 1/ 72 وفي ذيل طبقات الحنابلة 2/ 387، وفي المنهل الصافي 1/ 336 وفي النجوم الزاهرة 9/ 271، وفي الدليل الشافي على المنهل الصافي 1/ 56، وفي البداية والنهاية 14/ 163، وفي السلوك للمقريزي القسم الأول المجلد 2/ 304، وفي الدرر الكامنة 4/ 144، وفي طبقات الحفاظ للسيوطي ص 516، وفي طبقات المفسرين للداودي 1/ 45، وفي شذرات الذهب 6/ 80، وفي البدر الطالع 1/ 63، وفي مرآة الجنان 4/ 277، وفي الأعلام 1/ 144.
(4)
انظر البداية والنهاية 14/ 8، 11، 16 موقف ابن تيمية في هذا الميدان.
بالعلم والتأليف واستيعاب الكتب، وحصل الطلبة على كثير من أنواع البر بما يعينهم على طلب العلم، فرصدت الأوقاف الواسعة عليهم، ونشطت الحركة العلمية والتربوية والفكرية، ورحل كثير من العلماء حفّاظ الحديث، ومن الفقهاء والأدباء والشعراء وغيرهم من أصحاب التخصصات المختلفة عن (بغداد) إلى بلاد الشام، فاستوطن معظمهم (دمشق)، وتولى كثير منهم المناصب في الدولة. كالقضاء والإِشراف على الحسبة وعلى أدوار التعليم المختلفة، وكان لهم مقام ورفعة عالية عند المماليك يأخذون بآرائهم، ويشاورونهم في أمور الحرب وغيرها من شؤون الدولة.
ومن هؤلاء عالمنا برهان الدين الجعبري الذي تولى مشيخة بلد الخليل والقضاء بها والخطابة (1) فيها بالمسجد الإِبراهيمي.
وقد عاش في عصره نخبة من كبار العلماء في هذا العصر من شيوخه وأقرانهم الذين أدركوا دولة بني أيوب، ثم دول المماليك، ومن هؤلاء: العلّامة الفقيه الأصولي الأديب النحوي أبو عمرو جمال الدين (2) عثمان بن عمر ابن الحاجب المالكي المتوفى سنة 646 هـ، وقد أعجب المصنف به وبمؤلفاته، فنحا نحوه في التأليف من حيث الاختصار والإِيجاز، وتأثر به واعتنى بمؤلفاته واختصر بعضها -كما سيأتي الإِشارة إلى ذلك في فصل آثار المؤلف ومؤلفاته - إن شاء الله.
وأدرك محدث حلب والشام الحافظ أبا الحجاج يوسف (3) بن خليل بن عبد الله الآدمي الدمشقي الحنبلي المتوفى سنة 648 هـ، وله منه إجازة، فقد حضر مجلسه مع والده، وقيل بأنه سمع منه.
(1) انظر: برنامج ابن جابر الوادي آشي ص 15 فقد انفرد فذكر بأن الجعبري تولى القضاء في بلد الخليل والخطابة والتدريس بها ووافقه صاحب درة الحجال في أسماء الرجال 1/ 185، وانظر الأنس الجليل 2/ 154 فقد وصفه بشيخ الخليل.
(2)
له ترجمة في: وفيات الأعيان 1/ 314، وفي البداية والنهاية 13/ 176، وفي طبقات القراء للذهبي 2/ 201، وفي ذيل الروضتين ص 160، 182، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 508 وفي بغية الوعاة للسيوطي 2/ 134، وفي النجوم الزاهرة 6/ 360، وفي شذرات الذهب 5/ 234، وفي البدر الطالع 6/ 360، وفي الطالع السعيد ص 188، وفي مفتاح السعادة ومصباح السيادة 1/ 117، وفي الأعلام 4/ 210.
(3)
له ترجمة في عوالي مشيخة المصنف لوحة ق 62/ أ، وفي تذكرة الحفاظ 4/ 1410، وفي العبر 5/ 201، وفي ذيل طبقات الحنابلة 2/ 244، وفي النجوم الزاهرة 7/ 22، وفي شذرات الذهب 5/ 243، وفي الرسالة المستطرفة ص 99، وفي الأعلام 8/ 299.
وقد أدرك عمر الحافظ عبد (1) العظيم بن عبد القوي المنذري الدمشقي المصري الشافعي المتوفى سنة 656 هـ.
وأدرك عصر سلطان العلماء الداعية إلى الله أبي محمد (2) عبد العزيز بن عبد السلام المعروف بالعز بن عبد السلام الشافعي المتوفى سنة 660 هـ وعاصر الحافظ المقرئ المُؤرخ أبي شامة، شهاب الدين أبي محمد (3) عبد الرحمن بن إسماعيل المتوفى سنة 665 هـ، وعاصر القاضي شمس الدين أبي العباس أحمد بن (4) محمد بن إبراهيم بن خلكان الحجة المؤرخ الأديب المتوفى سنة 681 هـ، وغير هؤلاء ممن عاشوا في طبقة شيوخه، ولكنه أدرك عصرهم وعاش في زمنهم وإن لم يجتمع ببعضهم فهو قد عاصرهم.
وكان من أقرانه في هذا العصر الشيخ العلّامة الحافظ الفقيه محيي الدين أبو زكريا يحيى (5) بن شرف النووي الشافعي المتوفى سنة 676 هـ، والإِمام المجتهد الحافظ الفقيه
(1) له ترجمة في: البداية والنهاية 13/ 212، العبر 5/ 232، تذكرة الحفاظ 4/ 1436، ذيل الروضتين ص 201، طبقات الشافعية للسبكي 8/ 59، طبقات الشافعية للإسنوي 2/ 332، فوات الوفيات 2/ 366، مرآة الجنان 4/ 139، النجوم الزاهرة 7/ 63، حسن المحاضرة 1/ 355، شذرات الذهب 5/ 277 طبقات الحفاظ ص 501، المختصر لأبي الفداء 3/ 197، وانظر مقدمة التكملة في وفيات النقلة تحقيق الدكتور بشار عواد معروف المجلد الأول.
(2)
له ترجمة في: طبقات الشافعية الكبرى 5/ 80 - 81، العبر 5/ 260، وفيات سنة 660 هـ، فوات الوفيات 2/ 350، البداية والنهاية 13/ 235، النجوم الزاهرة 7/ 208، مفتاح السعادة 2/ 212، شذرات الذهب 5/ 301، حسن المحاضرة 1/ 314 رفع الأصر عن قضاة مصر لابن حجر 2/ 350، ذيل الروضتين ص 216، وفيات ابن قنفذ ص 327.
(3)
له ترجمة في: البداية والنهاية 13/ 250، وغاية النهاية 1/ 365، والدارس 1/ 23، والعبر 5/ 280، وتذكرة الحفاظ 4/ 1460، وطبقات الشافعية للإسنوي 2/ 118، وطبقات الشافعية للسبكي 5/ 61، وفوات الوفيات 2/ 269 - 270، وذيل الروضتين ص 37.
(4)
له ترجمة في: فوات الوفيات 1/ 110، البداية والنهاية 13/ 301، قضاة دمشق ص 76، الوافي 7/ 308، مرآة الجنان 4/ 193، طبقات الشافعية للسبكي 5/ 14، طبقات الشافعية للإسنوي 1/ 496، النجوم الزاهرة 7/ 353، شذرات الذهب 5/ 371، الأعلام 1/ 220، والدارس 1/ 191 وانظر: كتاب وفيات الأعيان المقدمة 1/ 5 - 13 للمحقق فقد ترجم له.
(5)
له ترجمة في: تذكرة الحفاظ 4/ 1470، وفي طبقات الشافعية للسبكي 5/ 398، وفي العبر 5/ 312، وفي البداية والنهاية 13/ 278، وطبقات الحفاظ 510، والدارس 1/ 24، والنجوم الزاهرة 7/ 278 ، وطبقات ابن هداية الله الحسيني ص 225، ومفتاح السعادة 2/ 146، والدليل الشافي 2/ 775، وروضات الجنات ص 7443، والسلوك القسم الثاني 1/ 948، وشذرات الذهب 5/ 354، وطبقات الإسنوي 2/ 476، وله ترجمة خاصة ترجم له السخاوي في جزء مستقل سماه ترجمة الإمام النووي.
الأصولي أبو الفتح تقي الدين محمَّد (1) بن علي بن وهب القشيري المعروف بابن دقيق العيد الشافعي المتوفى سنة 702 هـ، والعلّامة الأديب كمال الدين محمَّد (2) بن علي الزملكاني الشافعي المتوفى سنة 727 هـ، والعلّامة شيخ الإِسلام وحيد دهره وفريد عصره، تقي الدين أحمد (3) بن عبد الحليم بن عبد السلام المعروف بابن تيمية الحنبلي المتوفى سنة 728 هـ. والحافظ أبو الفتح محمَّد بن (4) محمَّد المعروف بابن سيد الناس الشافعي المتوفى سنة 734 هـ والحافظ المؤرخ الحجة أبو الحجاح جمال الدين (5) يوسف المزّي الشافعي الدمشقي المتوفى سنة 742 هـ، والعلّامة شيخ النحاة في عصره، المؤرخ الأديب المفسر الحافظ أثير الدين أبو حيان محمَّد (6) بن يوسف بن علي الأندلسي المتوفى سنة 745 هـ،
(1) له ترجمة في: ذوات الوفيات 2/ 442، وفي الوافي 4/ 193، وفي تذكرة الحفاظ 4/ 1481، وفي مرآة الجنان 4/ 236، وفي الدرر الكامنة 4/ 91 - 96، وفي حسن المحاضرة 1/ 317 وفي طبقات الحفاظ ص 513، وفي البداية والنهاية 14/ 27 وفي السلوك القسم الثالث 1/ 929، وفي دول الإِسلام 2/ 185 وفي النجوم الزاهرة 8/ 206، وفي الطالع السعيد ص 567 وفي البدر الطالع 2/ 229، وفي شذرات الذهب 6/ 5، وفي طبقات الشافعية 6/ 2، وفي الرسالة المستطرفة ص 180، وكتب له ترجمة مستقلة الدكتور علي حسين الرصافي طبعة عام 1960 دار المعارف بالقاهرة.
(2)
له ترجمة في: طبقات الشافعية 5/ 251 وما بعدها، وفي فوات الوفيات 4/ 7 - 11، وفي النجوم الزاهرة 9/ 270، وفي البداية والنهاية 14/ 131، وفي الدرر الكامنة 4/ 74، وفي حسن المحاضرة 1/ 176، وفي مفتاح السعادة 2/ 218، وفي الأعلام 6/ 284.
(3)
تقدمت ترجمته ص 260 ومصادرها.
(4)
له ترجمة في طبقات الحفاظ ص 519، وفي حسن المحاضرة 1/ 358، وفي الدرر الكامنة 3/ 12، وفي البداية والنهاية 14/ 169، وفي طبقات الشافعية 6/ 29، وفي ذيل تذكرة الحفاظ ص 350، وفي فوات الوفيات 3/ 287، وفي النجوم الزاهرة 10/ 309، وفي شذرات الذهب 6/ 108، وفي البدر، الطالع 2/ 249، وفي الأعلام 7/ 35.
(5)
طبقات الحفاظ ص 517، تذكرة الحفاظ 4/ 1498، الدرر الكامنة 4/ 457، النجوم الزاهرة 10/ 76، شذرات الذهب 6/ 136، مقدمة تهذيب الكمال ترجم له الدكتور بشار عواد معروف في مقدمة تحقيق كتاب تهذيب الكمال 1/ 9 - 36.
(6)
له ترجمة في: وفيات ابن رافع 1/ 482، وفي معرفة القراء الكبار للذهبي 2/ 577، وفي غاية النهاية 2/ 285، وفي الوافي للصفدي 5/ 267، وفي ذيل تذكرة الحفاظ ص 23 وفي ذيل العبر ص 223، وفي طبقات الشافعية 6/ 31، وفي البداية والنهاية 14/ 213، البدر الطالع 2/ 288، شذرات الذهب 6/ 145، طبقات المفسرين للداودي 2/ 286، وفي مفتاح السعادة 2/ 96، وفي الدرر الكامنة 4/ 302 - 310، فوات الوفيات 4/ 71، وفي النجوم الزاهرة 10/ 111، طبقات الشافعية للإسنوي 1/ 457، نفح الطيب 1/ 535، وفي الأعلام 7/ 152.
وشمس الدين الحافظ الفقيه محمَّد (1) بن أبي بكر بن قيم الجوزية الحنبلي المتوفى سنة 751 هـ.
ومن تلامذته الذين أدركوا عصره وتأخرت وفياتهم عن وفاته:
علم الدين (2) البرزالي المتوفى سنة 739 هـ، وشمس الدين (3) الذهبي المتوفى سنة 748 هـ، وتقي الدين قاضي القضاة بدمشق الفقيه الحافظ الأصولي علي بن (4) عبد الكافي بن تمام السبكي الشافعي المتوفى سنة 756 هـ والحافظ صلاح الدين أبي سعيد (5) خليل بن كيكلدي العلائي عالم بيت المقدس المتوفى سنة 761 هـ، والحافظ علاء الدين مغلطاي (6) بن قليج بن عبد الله الحنفي المتوفى سنة 762 هـ، والأديب المؤرخ صلاح الدين (7) الصفدي المتوفى سنة 764 هـ، وتقي الدين أبو المعالي (8) ابن رافع السلامي المتوفى سنة 774 هـ، والحافظ عماد الدين (9) أبو الفداء إسماعيل بن كثير المتوفى سنة 774 هـ وغيرهم.
ومعظم هؤلاء تلامذته وكفاه فخرًا بذلك، فقد عاش بين هؤلاء العلماء وعاصرهم في
(1) له ترجمة في: البداية والنهاية 14/ 234، وشذرات الذهب 6/ 168، وفي النجوم الزاهرة 10/ 249، وفي الدرر الكامنة 3/ 400، وفي جلاء العينين ص 20.
(2)
تقدمت ترجمته ص 12،11.
(3)
تقدمت ترجمته ص 12.
(4)
له ترجمة في: طبقات الشافعية 6/ 141، وفي طبقات القراء 1/ 551، وطبقات الشافعية للأسنوي 2/ 75، وطبقات الحفاظ للسيوطي ص 521، وفي حسن المحاضرة 1/ 321، وفي الدرر الكامنة 3/ 134، وفي البداية والنهاية 14/ 252، وفي بغية الوعاة 2/ 176، وفي ذيل تذكرة الحفاظ ص 39، وفي النجوم الزاهرة 10/ 318، وفي طبقات المفسرين للداودي 1/ 412، وفي شذرات الذهب 6/ 180، وفي مفتاح السعادة 2/ 363.
(5)
له ترجمة في: الأنس الجليل 2/ 106، وفي الدرر الكامنة 2/ 90 - 93، وفي ذيل تذكرة الحفاظ ص 43، 360، وفي طبقات الشافعية 6/ 104، وفي طبقات الحفاظ ص 528 وفي طبقات المفسرين للداودي 1/ 165، وفي النجوم الزاهرة 10/ 337، وفي شذرات الذهب 6/ 190.
(6)
له ترجمة في: ذيل تذكرة الحفاظ ص 365، وفي طبقات الحفاظ ص 534، وفي الدرر الكامنة 4/ 352 وما بعدها، وفي حسن المحاضرة 1/ 359، وفي النجوم الزاهرة 11/ 9، وفي البدر الطالع 2/ 212، وفي شذرات الذهب 6/ 197، وفي الرسالة المستطرفة ص 117.
(7)
تقدمت ترجمته ص 13، 14.
(8)
تقدمت ترجمته ص 15.
(9)
تقدمت ترجمته ص 16.
بلاد الشام والعراق ومصر، وقد امتلأ هذا العصر في آخر القرن السابع وأول الثامن بهؤلاء الأعلام الحفاظ والمؤرخين النقاد والفقهاء الجهابذة، والقرّاء والمتخصصين والمشاركين في أنواع العلوم والفنون.
وقد لاحظ الباحثون في هذا العصر أن هذه النخبة من العلماء كانوا خاتمة الحفاظ، فلم يجتمع بعدهم مثلهم في أي عصر، حتى إن الحافظ ابن حجر أفردهم بكتاب الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة وجعله خاصًا بهم.
وقد عرفت هذه النخبة بسعة الاطّلاع والأصالة والابتكار في التأليف والإِنتاج والإِبداع، فقد خلفوا تراثًا ضخمًا شاركوا به في تدوين العلم ونشره، فهم لا يقلون عن نظرائهم من المتقدمين، فظهرت في عهدهم أمهات الكتب العلمية والدواوين في مختلف العلوم وأنواع الفنون، فألفت الجوامع وكتب الأطراف وكتب الشروح والتخريجات، وكتب التاريخ، واتسعت دائرة العلوم، وزخرت المكتبات بجميع الكتب، وجدد ما فقد وأتلف من التراث الإِسلامي في بغداد على أيدي التتار.
وعرف بعض هؤلاء بالتجديد والاجتهاد، وخرج بعضهم عن حد التقليد المحض إلى الأخذ بالكتاب والسنّة والتمسك بنصوصهما مع احترام مذاهب الأئمة الأعلام، والأخذ بها، والانتساب إليها بما وافق الدليل من أقوال الأئمة في ذلك، وعرفوا مخرج الأحاديث وعلل الأحكام وحاولوا رد الفروع إلى أصولها، وساروا على بينة من الأمر، فجمعوا بين الروايات والآثار، ورجحوا فيما بينها، وكانت لهم مواقف صلبة في بيان الحق وإظهاره والدلالة عليه رغم ما واجهتهم التحديات والصعوبات التي قابلتهم واعترضتهم.
وإلى جانب نشاطهم العلمي والثقافي والفكري كان لهم دور كبير في الجهاد والتضحية، فجمعوا بين العلم والجهاد فشاركوا وبذلوا جهدًا في خطين متوازيين، واستطاعوا أن يملكوا زمام الأمرين وسيرتهم خير شاهد على ذلك. فقد ساروا مع الحروب في المعارك، فلم يتأثر نشاطهم الفكري بذلك.
ولا ننسى أن نشير أنه انتشر أيضًا في هذا العصر وفي هذه الفترة علماء آخرون، كان جلّ اهتمامهم هو العكوف على كتب المتقدمين دراسة وشرحًا وتلخيصًا وزيادة وتوضيحًا بما وسعه جهدهم.
وقد كان عالمنا برهان الدين الجعبري قد أسهم في هذين الخطين المتوازيين، فهو من
البارزين بين تلك الشخصيات الأولى جمع بين الأصالة والابتكار، وحمل راية العلم والمعرفة، فشارك في شتى العلوم والفنون، وتخصص في القراءات وعلوم القرآن، وكانت له القدرة التامة على الشرح والتلخيص والاختصار وتحرير مؤلفات المتقدمين.
* * *