الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من حدد بداية هذه الرحلة إلى (الخليل) ولكنها كانت قبل عام 688 هـ، لأنه في هذا العام قد كان بالمدينة المنورة كما صرح المؤلف بذلك في آخر كتابه (خلاصة الأبحاث في شرح نهج القراءات الثلاث)(1) الذي أملاه بالمدينة المنورة في هذا العام، وكان قد اتجه من الخليل إلى المدينة قبل هذا العام للحج، ثم أقام بها مدة يسيرة.
ومن جانب آخر فقد صرح أيضًا في كتابه (الجميلة شرح العقيلة)(2) بأنه رحل إلى مصر، ولم أجد من ذكر هاتين الرحلتين ممن ترجم له. ولكنهم اتفقوا بأنه أقام في بلد (الخليل) بضعًا وأربعين عامًا، وفي عام 690 هـ ولد ابنه محمَّد بن إبراهيم في بلد (الخليل)(3)، وفي عام 695 هـ (4) رحل إليه شمس الدين الذهبي من (دمشق) وهو في طريقه إلى مصر، وفي عام 722 هـ أخذ عنه ابن جابر الوادي آشي في أثناء رحلته إلى الشرق من تونس (5).
ثم أخيرًا عكف برهان الدين الجعبري في بلد (الخليل) متوليًا بها الإِفتاء والقضاء والخطابة ونشر العلم لطلابه بالتأليف والتدريس، وانقطع إلى عبادة ربه بفعل الطاعات والخدمات الجليلة النافعة مفيدًا للطلاب، وعمّر عمرًا طويلًا حتى أدركه الأحفاد، واستمرت شهرته في بلد (الخليل) وفي عقبة من بعده، ولم يمح أثرهم من المنطقة حتى اليوم، فأسرة آل جعبر ما زالت بالخليل تدعى بهذا الاسم.
3 - شيوخه:
لقد تتلمذ برهان الدين الجعبري على جملة من المشايخ، بلغوا مائتين، كما صرح
= عشر إلى تسعة عشر ثبتت الهاء في البضع مع المذكر وتحذف مع المؤنث كالنيف، ولا يستعمل فيما زاد عن العشرين، وأجازه بعضهم، فيقال: بضعة وعشرون رجلًا، وبضع وعشرون امرأة.
انظر: المصباح المنير ص 50 مادة (بضع).
وقد اتفق من ترجم له على ذكر هذه المدة الي استقر فيها في بلد (الخليل) حتى الوفاة.
(1)
انظر: خلاصة الأبحاث للمصنف (مكروفيلم رقم 433) بالمكتبة المركزية بالجامعة الإِسلامية في آخر الكتاب، وهي نسخة مصورة عن نسخة المكتبة الأزهرية.
(2)
نسخة مصورة على ورق بالجامعة الإِسلامية بالمكتبة المركزية برقم (2651) عن نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالعراق ص 2/ أ.
(3)
تقدمت الإِشارة عن هذا في ترجمة ولده هذا. انظر ص 33.
(4)
المعجم المختص للذهبي 20/ أ.
(5)
انظر: برنامج ابن جابر الوادي آشي ص 51 - 52، 186، 294.
بذلك في عوالي مشيخته حيث قال: "الشيوخ الذين رويت عنهم العلوم الشرعية مائتا شيخ من شيوخ الآفاق من المشرق والمغرب وهذه أسماء شيوخي العوالي سندًا وعلمًا الذين رويت عنهم قراءة عليهم أو سماعًا منهم أو إجازة"، وذكر منهم واحدًا وعشرين شيخًا (1).
وقد سمع الجعبري عن بعضهم في بلده الأولى (قلعة جعبر) وعن بعضهم في (بغداد) وعن بعضهم في الشام في (دمشق) وفي غيرها من المدن، وقد خرج له تلميذه علم الدين البرزالي المتوفى سنة 739 مشيخته، وللأسف لم أعثر عليها بعد البحث عنها (2).
والآن نذكر بعض مشايخه البارزين الذين أخذ عنهم، وكان لهم أثر واضح في تكوينه العلمي ونموه الثقافي وتهذيبه التربوي، ومجالات تخصصه العلمي:
1 -
أجاز له محدث الشام يوسف (3) بن خليل بن عبد الله أبو الحجاج الحافظ المتوفى سنة 648 هـ - كما تقدم ص 27. وسمع من أخي يوسف الحافظ إبراهيم (4) بن خليل بن عبد الله الدمشقي الآدمي المتوفى سنة 658 هـ.
2 -
تفقّه على تاج الدين عبد الرحيم (5) بن محمَّد بن محمَّد بن يونس المتوفى سنة 671 هـ -كما تقدم- وعليه تخرج في الفقه وقرأ عليه كتابه (التعجيز في مختصر الوجيز)، وكتابه (النبيه في مختصر التنبيه)(6)، وقرأ عليه مختصر (المحصول)(7) في أصول الفقه و (نهاية النقاية) و (مقدمة في الجدل) وغير ذلك من الكتب (8). وسيأتي أن للجعبري على كتاب التعجيز عدة تعليقات وحواش وشروح.
(1) انظر: عوالي مشيخة برهان الدين الجعبري ق 62/ أ.
(2)
ذكر هذه المشيخة ابن حجر في الدرر الكامنة 1/ 50 في ترجمة الجعبري. وتقدمت الإِشارة إليها في ترجمة البرزالي ص 11.
(3)
تقدمت مصادر ترجمته ص 27.
(4)
له ترجمة في: الدليل الشافي 1/ 11، وفي العبر 5/ 244 وفي الوافى للصفدي 5/ 245، وفي شذرات الذهب 5/ 292 وفي المنهل الصافي 1/ 47.
(5)
تقدمت ترجمته ص 36.
(6)
تقدم التعريف بكتاب الوجيز ص 36، أما كتاب التنبيه فهو لأبي إسحاق الشيرازي إبراهيم بن يوسف المتوفى سنة 476 هـ، وانظر ترجمته ص 193 وكتابه هذا مطبوع، وهو كتاب في الفقه في فروع مذهب الإِمام الشافعي رحمه الله.
(7)
المحصول في أصول الفقه للإِمام محمَّد بن عمر الرازي المتوفى سنة 606 هـ. وانظر ترجمته ص 129، وكتاب المحصول مطبوع.
(8)
انظر: عوالي مشيخة برهان الدين الجعبري ق 61/ أ.
3 -
وحضر مجالس العلّامة سراج الدين عبد الله (1) بن عبد الرحمن بن عمر الشارمساحي المالكي المتوفى سنة 660 هـ، وذلك في المدرسة المستنصرية -كما تقدم- وسمع منه.
4 -
وله إجازة بالقراءات من العلّامة المقرئ إبراهيم (2) بن محمود بن سالم بن مهدي أبي محمَّد، أو أبي إسحاق الأزجي البغدادي المعروف بابن الخير الحنبلي المتوفى سنة 648 هـ.
5 -
وتلا القراءات السبع على شمس الدين أبي الحسن (3) علي بن عثمان بن محمود بن عبد الغفار الوجوهي الحنبلي البغدادي المتوفى سنة 672 هـ، وسمع عليه كتاب (الوقف والابتداء) لابن عباد، وكتاب (تجويد ابن الفحام)(*)، وصحيح البخاري و (عوارف المعارف)(4)، وعليه تخرّج في القراءات (5).
6 -
وتلا القراءات العشر على وحيد عصره في علم القراءات منتجب الدين (6) أبي علي الحسين بن الحسن بن أبي السعادات التكريتي المتوفى سنة 688 هـ، وعليه تخرج أيضًا، وقرأ عليه (درة الأفكار في قراءات الأئمة العشرة)، وقال الجعبري: وسمع مني (نزهة البررة) و (عقود الجمان)(7).
7 -
وله إجازة بالشاطبية من العلّامة عبد الله (8) بن إبراهيم بن محمود بن رفيع الجزري المتوفى سنة 679 هـ.
(1) تقدمت ترجمته ص 39.
(2)
له ترجمة في: تاريخ علماء بغداد لابن رافع لوحة (1) مخطوط مصور على مكروفيلم بالمكتبة المركزية بالجامعة الإِسلامية برقم (12) وانظر: غاية النهاية 1/ 27.
(3)
له ترجمة في غاية النهاية 1/ 556، وذكره الجعبري في عوالي مشيخته ق 61/أ.
(*) النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/ 75 - 76 ترجمة ابن الفحام وكتابه التجريد.
(4)
كتاب في التصوف للإمام العارف شهاب الدين أبي حفص عمر بن محمَّد السهروردي المتوفى سنة 632 هـ. وقد طبع الجزء الأول من الكتاب في مصر بتحقيق شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود- رحمه الله. وانظر: ترجمة السهروردي في: وفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 119 - 120، وفي شذرات الذهب 5/ 153 - 154، وفي النجوم الزاهرة 6/ 283 - 284، وكشف الظنون ص 42 - 43، وانظر: طبقات الأولياء ص 262 - 265 وما فيها من مصادر، وجامع كرامات الأولياء 2/ 413، وترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان ص 45، وعون المعبود 11/ 67 وقد نقل عنه نصوصًا.
(5)
عوالي مشيخة المصنف ق 58/ ب - 61/أ.
(6)
تقدمت مصادر ترجمته ص 39.
(7)
عوالي مشيخة المصنف ق 62/أ.
(8)
انظر غاية النهاية ترجمته 1/ 403، وترجمة الجعبري فيها أيضًا 1/ 21.