الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث المؤلفوُن في نَاسِخ الحَدِيث وَمَنسُوخه
المؤلفون في ناسخ الحديث ومنسوخه:
تناول العلماء موضوع النسخ بالتأليف بشطريه في الكتاب والسنّة، إذ السنّة هي المصدر الثاني في التشريع، وألفت كتب في ناسخ القرآن ومنسوخه خاصة، كما ألّفت كتب أخرى في ناسخ الحديث ومنسوخه خاصة، ومن العلماء من جمع بينهما معًا، إلى جانب عناية علماء الأصول بهذا الفن في كتبهم وعلماء الحديث والتفسير والفقه.
وما كتب في ناسخ القرآن ومنسوخه من المؤلفات كثير جدًا، حفظ لنا التاريخ أسماء عدد كبير من المؤلفين، ومن الكتب المؤلفة، غير أن الذين بقيت مؤلفاتهم وحفظت من عوارض الدهر قليلة بالنسبة لما فقد منها (1).
وقد اختلفت أساليب ومناهج الكتّاب في تدوين النسخ، فمنهم المقتصر فيه، ومنهم المسرف المكثر في دعوى النسخ، ومنهم من شذ فأنكر وجوده، ومنهم من تأوله فحمله على أحد أوجه البيان الأخرى فسماه تخصيصًا، أو غير ذلك، ومنهم من توسع في مدلول النسخ حتى أدخل فيه تقييد المطلق وبيان المجمل والمبهم وتخصيص العام سواء كان التخصص متصلًا أم منفصلًا بصفة أو بشرط أو باستثناء أو بغير ذلك، فجعل الجميع من باب النسخ، وهذا هو مفهوم النسخ عند المتقدمين من الصحابة والتابعين وبعض الأئمة، فهم يرون أن النسخ مجرد مطلق التقيد الذي يطرأ على الحكم، سواء كان التقيد بالرفع أم بالتخصيص، وسواء كان متأخرًا في النزول أو متقدمًا، وهذا موجود في كتب التفسير المنقولة عن بعض الصحابة والتابعين (2).
(1) انظر: النسخ في القرآن للدكتور مصطفى زيد 1/ 292.
(2)
انظر: الموافقات للشاطبي 3/ 65 - 69، والنسخ في القرآن للدكتور مصطفى زيد 1/ 67 - 80، 1/ 106 - 111، 1/ 289 - 295، واعلام الموقعين 1/ 28 - 29، وتفسير القاسمي 1/ 23، فقد أوردوا نماذج من مفهوم النسخ عند الصحابة والتابعين والقرون الأولى، من مفهوم الآيات والأحاديث.
وتقدم بيان ما أولاه الصحابة والتابعون والعلماء من العناية بهذا الفن، وقد قام علماء الأصول بوضع القواعد والضوابط العامة في تعريفه واحكام شوارده، وإظهار غوامضه، وبيان معرفة طرقه وأركانه وشروطه، وحكمته، وبالرد على الشبه الواردة عليه، وفرقوا بينه وبين غيره من أوجه البيان في مباحث الأصول، كالفرق بين النسخ والتخصيص من ناحية البيان، وحمل المطلق على المقيد، والعام على الخاص فلا ناسخ ولا منسوخ بينهما، وتمييز المحكم الثابت، والمتشابه المنسوخ في عرف الأصوليين.
وبيان النصوص التي يدخلها النسخ والتي لا يدخلها، وعملهم هذا أنار الطريق لمن أحب الاطّلاع والبحث في هذا الفن فهو أساس مهم لمعرفة الناسخ والمنسوخ، ولا يعرف النسخ في الكتاب والسنّة على حقيقته من لا علم له بهذه القواعد.
وعلى هذا الأساس نبدأ في ذكر قائمة المؤلفين في ناسخ الحديث ومنسوخه وما كتبوا فيه من المؤلفات. ونقتصر على ذلك فقط، لأنني لم أر من استوفى ذكرهم من المتخصصين، إذ المقام لا يتسع لذكر المؤلفين الآخرين في ناسخ القرآن ومنسوخه وسرد ما كتبوه، وقد كفانا بعض الباحثين بدراسة ذلك فنشير إلى ما كتبوه (1).
1 -
تكلم في الناسخ والمنسوخ في الأحاديث كثير من الصحابة والتابعين ولم يعرف لأحد منهم مؤلف خاص مشهور في ذلك غير ما حوته كتب التفسير والحديث وكتب الناسخ والمنسوخ في القرآن والسنّة، من أقوالهم المروية عنهم (2).
واستمر ذلك في القرنين الأول والثاني الهجريين حتى جاء الإِمام الشافعي المتوفى سنة
(1) انظر ما كتبه الدكتور حاتم صالح الضامن من الدراسة حول المؤلفين في ناسخ القرآن ومنسوخه في مجلة (المورد) العدد الخاص بالقرن الخامس عشر الهجري في المجلد التاسع العدد الرابع. والنسخ في القرآن للدكتور مصطفى زيد 1/ 292 - 337، فقد تتبع إحصاء المؤلفين في ذلك، ونظرية النسخ في الشرائع السماوية ص 172 - 184، للدكتور شعبان أحمد إسماعيل، ومقدمة الناسخ والمنسوخ لابن البارزي- تحقيق الدكتور حاتم صالح الضامن ص 6، ومقدمة نواسخ القرآن لابن الجوزي ص 229، القسم الأول -تحقيق الزميل محمَّد أشرف علي-، وما ذكره المتقدمون عن المؤلفين في نواسخ القرآن ومنهم الزركشي في البرهان 2/ 28، والسيوطي في الاتقان 3/ 67 - 68، وصاحب كشف الظنون 2/ 1920.
(2)
من أهم المصادر التي روت أقوال الصحابة والتابعين: كتب الحديث المعتمدة كالصحيحين، والسنن، والمسانيد، ومصنف ابن أبي شيبة، ومصنف عبد الرزاق، إلى جانب كتب التفسير بالمأثور، كتفسير ابن جرير الطبري، وتفسير ابن أبي حاتم، ثم كتب التفسير المتأخرة المشهورة بالتفسير بالمأثور. كتفسير ابن كثير، والدر المنثور للسيوطي وغيرها.
204 هـ رحمه الله فميز النسخ عن غيره من المباحث الأصولية، وعن المفهوم الواسع له عند المتقدمين وكان له السبق في وضع علم أصول الفقه. ولنا عودة مع الإِمام الشافعي حول تدوينه هذا الفن.
2 -
وقيل: إن أول من دون ناسخ الحديث ومنسوخه (1)، هو الإِمام الحافظ الحجة مجمد بن مسلم (2) بن عبيد الله بن شهاب الزهري، فقد ذكر الحازمي في الاعتبار أهمية هذا الفن فقال: "ألا ترى الزهريّ وهو أحد من انتهى إليه علم الصحابة، ومدار حديث الحجازيين وهو القائل: لم يدون هذا العلم أحد قبل تدويني، وكان إليه المرجع في الحديث، والمعول عليه في الفتيا، كيف استعظم هذا الشأن مخبرًا عن فقهاء الأمصار بقوله: أعيى الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من منسوخه، ثم لا نعلم أحدًا جاء بعده تصدى لهذا الفن ولخصه وأمعن فيه وخصصه إلَّا ما يوجد من بعض الإِيماءات والإِشارات في عرض الكلام عن آحاد الأئمة، حتى جاء الشافعي رحمه الله فخاض تياره، وكشف أسراره، واستنبط معينه، واستخرج دفينهُ، واستفتح بابه، ورتب أبوابه (3).
(1) توجد نسخة مصورة في دار الكتب المصرية برقم (1084) تفسير تقع في 14 لوحة، اطلعت عليها، منسوبة للإِمام الزهري لا يعرف مكان أصلها التي صورت عنه، وقد صورت عام 1931 م، وأخرى في الدار برقم (1087) نقلت عنها بخط ناسخي الدار فيها تحريف كثير، وقد نسب بروكلمان في الذيل 1/ 361، للزهري كتابًا في الناسخ والمنسوح، وتوجد رسالة من الناسخ والمنسوخ ضمن مجموعة في مكتبة جامعة بُرنستون بالولايات المتحدة في مجموعة يهودا 228/ 2، منسوبة للزهري مع رسالة آخرى في تنزيل القرآن للزهري أيضًا. انظر هذه الرسالة ص 20 - 22، تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، والكتاب المنسوب للزهري هو من تأليف أبي عبد الرحمن السلمي محمَّد بن الحسين بن محمد بن موسى الأزدي السلمي النيسابوري المتوفى سنة 418 هـ. انظر ترجمته في تاريخ بغداد 2/ 248، وفي ميزان الاعتدال 3/ 46، وفي اللباب 1/ 254، وفي مفتاح السعادة 1/ 45، وفي شذرات الذهب 65/ 196، وفي الرسالة المستطرفة ص 54، وفي الأعلام 6/ 99.
(2)
انظر ترجمته في تهذيب الكمال 1/ 1268، وسير أعلام النبلاء 5/ 326، وفي البداية والنهاية 9/ 340 - 348، وفي تذكرة الحفاظ 1/ 108 - 113، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر الجزء المطبوع منه والخاص بترجمة الزهري، وانظر: طبقات الحفاظ للسيوطي ص 42، وشذرات الذهب 1/ 162.
(3)
انظر: الاعتبار للحازمي ص 5.
وعبارة الحازمي هذه يفهم منها أن الزهريّ كتب في هذا الفن وخصه بالتأليف، والمشهور أن الإِمام الزهري ممن دوّن السنة في عهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
انظر: صحيح البخاريّ مع فتح الباري، كتاب العلم، باب كيف يقبض العلم 1/ 194، 1/ 208، وما علقه البخاري. وانظر: جامع بيان العلم وفضله 2/ 91 - 92، وتقييد العلم للخطيب ص 105 - =
3 -
وجاء الإمام الشافعي محمَّد (1) بن إدريس المتوفى سنة 204 هـ رحمه الله فكتب (رسالته)(2) المشهورة التي ذكر فيها نبذة عن هذا الفن. وفي كلام الحازمي (3) المتقدم ما يدل على أن الشافعي أفرد الناسخ والمنسوخ بالتأليف ولكنه عاد معقبًا بقوله: "وذكر الشافعي في كتابه (الرسالة) من هذا الفن أحاديث ولم يستنزف معينه فيها إذ لم يصنع (الرسالة) لهذا الفن وحده، غير أنه أشار إلى قطعة صالحة توجد في غضون الأبواب من كتبه، ولو كانت موجودة لأغنت الباحث عن الطلب، والطالب عن تجشم الكلف".
ثم ساق ما يدل على أن الشافعي كانت له في هذا الفن اليد الطولى والسابقة الأولى بما رواه بسنده إلى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في قوله لمحمد بن مسلم بن وارة (4)، أحد أئمة الحديث وحفاظه المتوفى سنة 265 هـ، حينما قدم من رحلته من مصر إلى العراق قابله أحمد وقال له: هل كتبت كتب الشافعي؟ قال: لا فقال له أحمد: فرطت ما علمنا المجمل من المفسر ولا ناسخ حديث رسول الله من منسوخه حتى جالسنا الشافعي رحمه الله (5). وهكذا أثنى العلماء على الإِمام الشافعي بمعرفة هذا الفن وتقدمه في توضيحه وإظهاره (6).
= 107، وتاريخ أصبهان لأبي نعيم 2/ 312، والحلية له 3/ 363، والمحدث الفاصل ص 374، وكتاب الأموال لأبي عبيد ص 578، والسنة ومكانتها للسباعي ص 104 - 105، 211، ومقدمة مسند عمر بن عبد العزيز ص 19 - 20، وبحوث في تاريخ السنة المشرّفة للدكتور أكرم ضياء العمري ص 27 فقد ذكروا جميعًا تدوينه للسنة، ولم يعرف له تدوين كتاب خاص في ناسخ الحديث ومنسوخه، والمصنف قد تبع الحازمي فذكر أن الزهريّ ألف فيه. انظر ص 180.
(1)
الشافعي رحمه الله غني عن التعريف، وقد أفرد بكتب مستقلة في ترجمته، منها: آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم مجلد، ومنها مناقب الشافعي للبيهقي مجلّدان، ومنها مناقب الشافعي للرازي، ومناقب الشافعي للحافظ ابن حجر، وكلها مطبوعة، وله ترجمة واسعة في طقات الشافعية لابن السبكي المجلد الأول، وكتب عنه من المعاصرين الأستاذ محمَّد أبو زهرة.
(2)
أول كتاب ألف في علم أصول الفقه للإِمام الشافعي وطبع مع كتاب الأم للشافعي عدة مرات وأحسن طبعاته النسخة التي حققها ونشرها الأستاذ أحمد محمَّد شاكر.
وانظر: مقدمة الرسالة، فقد أبان الشافعي عن سبب تأليفها.
(3)
انظر: الاعتبار ص 5.
(4)
له ترجمة في: سير أعلام النبلاء 13/ 28 - 32، والعبر 2/ 26 والجرح والتعديل 8/ 79 - 80، والمنتظم 5/ 55، وتهذيب الكمال ص 1270 - 1271، وتذكرة الحفاظ 2/ 575، والوافي 5/ 27، وطبقات الحفاظ ص 257، وشذرات الذهب 2/ 160، وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال ص 259، وتاريخ بغداد 3/ 256 - 260، وطقات الحنابلة 1/ 324.
(5)
انظر: الاعتبار ص 5.
(6)
انظر: مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث ص 278 مع التقييد والإيضاح للعراقي.
4 -
وكتب فيه الإمام أحمد بن حنبل (1) بن هلال الشيباني أبو عبد الله أحد الأئمة الأعلام، إمام أهل السنة المتوفى سنة 241 هـ كتابًا، فقد ذكر في قائمة مؤلفاته اسم كتاب في الناسخ والمنسوخ في الحديث، ولكنه لم يصل إلينا، فقد نسبه له صاحب الرسالة المستطرفة ص 80، ونسبه له الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 9/ 375 في ترجمة ولده عبد الله بن أحمد، ونقل ذلك محقق كتاب معرفة الصحابة لأحمد بن حنبل 1/ 25 في المقدمة.
5 -
وممن كتب في ناسخ الحديث ومنسوخه: أبو بكر أحمد (2) بن محمَّد بن هانئ الطائي المعروف بالأثرم الإِمام الحافظ المتوفى سنة 261 هـ أحد أصحاب الإِمام أحمد بن حنبل، وكتابه في الناسخ والمنسوخ في الحديث يوجد منه الجزء الثالث فقط في 12 ورقة في دار الكتب المصرية برقم (1587) حديث، وهو آخر الكتاب، وتوجد منه نسخة أخرى ناقصة أيضًا في مكتبة صائب بأنقرة برقم (1323) قسم 1 أصل ص 135 ورقة، كتبت عام 550 هـ (3).
6 -
وكتب فيه الإِمام الحافظ أبو داود السجستاني (4) سليمان بن الأشعث الأزدي المتفق على جلالته، المتوفى سنة 275 هـ، وقد نسب له هذا الكتاب صاحب الرسالة المستطرفة ص 80، والمعروف أن أبا داود كتب في ناسخ القرآن ومنسوخه، وذكر السخاوي في فتح المغيت 3/ 62 أن أبا داود كتب في ناسخ ومنسوخة الحديث.
(1) انظر ترجمة أحمد بن حنبل فيما كتب عنه ابن الجوزي من مناقبه في مجلد خاص، وتاريخ بغداد 4/ 412، وحلية الأولياء 9/ 184 والمنهج الأحمد 1/ 41، وطبقات الحنابلة 1/ 4 - 20، وسير أعلام النبلاء 11/ 178، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 110 - 112 والجرح والتعديل 1/ 392 - 313، والتاريخ الكبير للبخاري 2/ 5، وتاريخ الفسوي 1/ 212، ووفيات الأعيان 1/ 63.
(2)
انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء 12/ 623، وما بعدها وما فيه من مراجع، وقال الذهبي: توفي بعد 260 هـ، وفي العبر 2/ 22، والبداية والنهاية 11/ 108، والجرح والتعديل 2/ 72، وتهذيب الكمال 1/ 476 - 479، وتذكرة الحفاظ 2/ 570 - 572، وتهذيب التهذيب 1/ 78 - 79، وتقريب التهذيب ص 14، وخلاصة تذهيب الكمال 15، وشذرات الذهب 2/ 141، وطبقات الحفاظ ص 256، وطبقات الحنابلة 1/ 66 - 74.
(3)
نسب له هذا الكتاب أيضًا في تاريخ التراث 2/ 209، وترجم له 2/ 208. ولدي نسخة مصورة عن نسخة دار الكتب.
(4)
له ترجمة في: سير أعلام النبلاء 13/ 203، وفي تاريخ بغداد 9/ 55 - 59، وفي طبقات الحنابلة 1/ 159، وفي تذكرة الحفاظ 2/ 591 - 593، وفي العبر 2/ 54 - 55، وفي البداية والنهاية 11/ 54 - 56، وفي طبقات الشافعية للسبكي 2/ 293، وفي طبقات الحفاظ ص 261.
7 -
وكتب فيه الإمام اللغوي أبو بكر محمَّد بن (1) عثمان بن الجعد الشيباني المتوفى سنة 301 هـ، وهو أحد أصحاب ابن كيسان النحوي، وكتابه لا يوجد اليوم، وقد نسب له هذا الكتاب صاحب كشف الظنون 2/ 1920.
8 -
وكتب فيه العلّامة الأديب اللغوي المحدث الفقيه أحمد (2) بن إسحاق بن بهلول بن حسان بن سنان التنوخي الأنباري المتوفى سنة 318 هـ، قاضي الأنبار، وقال الخطيب البغدادي في تاريخه 4/ 30 - 34 بأنه ألّف في الناسخ والمنسوخ وقال: كان ثقة ثبتًا في الحديث. وانظر: كشف الظنون 2/ 1920.
9 -
وكتب فيه الإمام الحافظ أحمد (3) بن محمَّد بن سلامة بن عبد الملك ابن سلمة الأزدي الحجري الطحاوي الحنفي المصري المتوفى سنة 321 هـ، فقد نسب له الزيلعي في نصب الراية 3/ 174 كتابًا فيه.
10 -
وكتب في ناسخ الحديث ومنسوخه أبو جعفر النحاس أحمد (4) بن محمَّد بن إسماعيل المرادي المصري المتوفى سنة 338 هـ، المفسر الأديب اللغوي، ونسب له كتابًا فيه صاحب كشف الظنون 1/ 1920 وكتابه ناسخ القرآن ومنسوخه مطبوع.
11 -
وكتب فيه الحافظ محدث الأندلس أبو محمَّد قاسم (5) بن أصبغ بن محمَّد بن
(1) له ترجمة في: نزهة الألباء ص 309، وفي إنباه الرواة 1/ 269، 3/ 184، وفي بغية الوعاة 1/ 171، وفي تاريخ بغداد 3/ 47، وفي معجم الأدباء 18/ 250، وفي البداية والنهاية 11/ 171، وفي كشف الظنون 2/ 1920.
(2)
له ترجمة في: معجم الأدباء 2/ 138 - 161، وفي الوافي 5/ 120، وفي سير أعلام النبلاء 14/ 497، وفي تاريخ بغداد 4/ 30 - 34، وفي المنتظم 6/ 231، وفي العبر 2/ 171، وفي البداية والنهاية 11/ 497، وفي كشف الظنون 2/ 1920، وفي نزهة الألباء ص 253، وفي معجم المؤلفين 1/ 260، والجواهر المضّية 1/ 57 - 59.
(3)
انظر: ترجمة الطحاوي في سير أعلام النبلاء 15/ 27، وما فيه من مظان ذكرها المحقق من مصادر ترجمة الطحاوي.
(4)
انظر ترجمته في وفيات الأعيان 1/ 29، وفي البداية والنهاية 11/ 222، وفي العبر 2/ 246، وسير أعلام النبلاء 15/ 401، وحسن المحاضرة 1/ 531، وإنباه الرواة 1/ 101، والنجوم الزاهرة 3/ 300، وفي الأعلام 1/ 208.
(5)
له ترجمة في سير أعلام النبلاء 15/ 472، وفي معجم الأدباء 16/ 236، وفي تذكرة الحفاظ 3/ 853، وفي نفح الطيب 2/ 47، وفي جذوة المقتبس ص 311، وفي بغية الملتمس ص 447 - 448، وفي تاريخ علماء الأندلس 1/ 364، وفي النجوم الزاهرة 3/ 307، وفي العبر 2/ 254، وفي شذرات الذهب 2/ 357، وفي مرآة الجنان 2/ 333.
يوسف الأموي القرطبي المتوفى سنة 340 هـ، نسب له كتابًا فيه صاحب كشف الظنون 2/ 1920.
12 -
وكتب فيه الإمام الحافظ عبد الله بن (1) محمَّد بن جعفر بن حيان الأصبهاني أبو محمَّد الأنصاري المتوفى سنة 396 هـ المعروف بأبي الشيخ، نسب له صاحب الرسالة المستطرفة ص 80 كتابًا فيه، وقد ذُكِرَ في ترجمة أبي الشيخ وآثاره في مقدمة طبقات علماء أصبهان القسم الأول ص 105، تحقيق زميلنا عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي.
وتكلم غير هؤلاء جماعة من الحفاظ والأئمة عن الناسخ والمنسوخ في الحديث في الأمهات الست، وفي غيرها من كتب السنّة الأخرى، ومنهم الإِمام البخاري المتوفى سنة 256 هـ، والإِمام مسلم المتوفى سنة 261 هـ، والإِمام الترمذي المتوفى سنة 279 هـ، والإِمام ابن ماجه المتوفى سنة 273 هـ، والإمام النسائي المتوفى سنة 303 هـ، والإِمام ابن خزيمة المتوفى سنة 311 هـ، وابن حبان المتوفى سنة 354 هـ، والدارقطني المتوفى سنة 385 هـ، والخطابي المتوفى سنة 388 هـ، والحاكم أبو عبد الله المتوفى سنة 415 هـ، وأحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة 458 هـ، والبغوي المتوفى سنة 317 هـ، والخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 هـ، والإمام الحافظ ابن عبد البر المتوفى سنة 463 هـ.
وكتب هؤلاء ومؤلفاتهم توجد فيها مباحث وشروح لكثير من الأحاديث التي ورد فيها الناسخ والمنسوخ، وقد رجعت إليها في تحقيق هذا الكتاب وأشرف إلى أماكن وجودها في كتبهم في عدة مواضع من هذا الكتاب.
13 -
وكتب فيه الحافظ الواعظ أبو حفص (2) عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين البغدادي محدث العراق المتوفى سنة 385 هـ.
وكتابه الناسخ والمنسوخ في الحديث لا يزال مخطوطًا في عدة مكتبات، فمنها نسخة
(1) له ترجمة في تاريخ جرجان ص 96، وفي تبيين كذب المفتري ص 192، وفي تذكرة الحفاظ 2/ 947، وفي طبقات الشافعية للسبكي 3/ 7، وفي طبقات الحفاظ ص 381، وفي طبقات الشافعية للشيرازي ص 16، وفي طبقات العبادي ص 86، وفي العبر 2/ 358، وفي الرسالة المستطرفة ص 26، وفي النجوم الزاهرة 4/ 140، وانظر مقدمة طبقات علماء أصبهان ص 52 - 104 ترجمته.
(2)
له ترجمة في: تاريخ بغداد 11/ 265، وفي تذكرة الحفاظ 3/ 987، وفي طبقات الحفاظ ص 392، وفي طبقات القراء 1/ 588، وفي طبقات المفسرين 2/ 2، وفي العبر 3/ 29، وفي شذرات الذهب 3/ 117، وفي النجوم الزاهرة 4/ 172 وفي لسان الميزان 4/ 283، وفي مرآة الجنان 2/ 426، وفي المنتظم 7/ 152.
خطية بالأسكوريال وهي مصورة بمعهد المخطوطات بجامعة الدول العربية برقم (1107) وهي في 69 ورقة، والنسخة بها نقص من أولها. ونسخة أخرى بتركيا بمكتبة رشيد أفندي باستنبول، وأخرى في أنقرة، وأخرى في باريس. ذكرها كلها فؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي 1/ 516. وقد اطلعت على نسخة الأسكوريال المصورة بمعهد المخطوطات، وبلغني بأن الكتاب بدأ العمل فيه من قبل طالب في جامعة الأزهر -كلية أصول الدين- ونسب هذا الكتاب. لابن شاهين السخاوي في فتح المغيث 3/ 62.
14 -
وكتب فيه هبة الله (1) بن سلام أبو القاسم البغدادي الضرير المفسر اللغوي المتوفى سنة 422 هـ، نسب له صاحب كشف الظنون 1/ 1920 كتابًا فيه، وتوجد منه نسخة في مكتبة الأزهر. انظر فهرس المكتبة الأزهرية 1/ 195، وأخرى في الخزانة التيمورية. انظر فهرس التيمورية 2/ 231، وانظر الأعلام 8/ 72.
15 -
وكتب فيه العلّامة الأستاذ أبو القاسم (2) عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري الفقيه الأصولي المتكلم المفسر النحوي المتوفى سنة 465 هـ، وقد نسب له صاحب كشف الظنون 1/ 1920 فيه كتابًا.
16 -
وكتب فيه الإِمام الحافظ البارع النسابة محمَّد (3) بن موسى بن عثمان بن حازم أبو بكر الهمداني المتوفى سنة 584 هـ، كتابه المعروف المشهور (الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار) وهو مطبوع عدة طبعات، ولا يزال بحاجة إلى دراسة وتحقيق علمي وعناية به.
وهو من أهم الكتب وأجلّها في هذا الفن وأكثرها فوائد ونفعًا في موضوعه وفي بابه، فقد بذل فيه مؤلفه جهدًا عظيمًا واستوعب مادة الكتاب ومسائل النسخ في الأحاديث، فجاء
(1) له ترجمة في: تاريخ بغداد 14/ 70، وفي غاية النهاية في طبقات القراء 2/ 351، وفي بغية الوعاة 2/ 323، وفي طبقات المفسرين للسيوطي ص 107، وللداودي 2/ 347، والأعلام 8/ 72.
(2)
انظر ترجمته في: طبقات الشافعية للاسنوي 2/ 313، وفي تاريخ بغداد 11/ 83، وفي تاريخ ابن خلكان 2/ 275 وفي إنباه الرواة 2/ 193، وفي تبيين كذب المفتري ص 271 وفي طبقات المفسرين ص 21، وفي النجوم الزاهرة 5/ 91، وفي البداية والنهاية 12/ 107، وفي طبقات الشافعية للسبكي 5/ 153، وفي اللباب 2/ 264.
(3)
انظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ 4/ 1363، وطبقات الحفاظ ص 482، والبداية والنهاية 12/ 332، وفي طبقات الشافعية للسبكي 7/ 13، وفي العبر 4/ 254، وفي تهذيب الأسماء واللغات 2/ 192، وفي شذرات الذهب 4/ 282، وفي وفيات الأعيان 1/ 288، وفي النجوم الزاهرة 6/ 109.
مستوفيًا لا يستغني عنه عالم ولا طالب علم، وهو مصدر عظيم أفاد منه كثير من المؤلفين بعده وشرّاح الحديث والفقهاء وغيرهم من الباحثين.
وقد رتبه المؤلف على أبواب الفقه وعمل له مقدمة أصولية عرض فيها النسخ وبين أركانه وشروطه ومعرفة طرقه وأسباب التعارض والترجيح، وساق الأحاديث بأسانيدها، فاعتنى بالكتاب عناية بالغة وهذبه ونقحه.
17 -
وكتب فيه العلّامة الحافظ الواعظ أبو الفرج جمال (1) الدين عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي البغدادي المتوفى سنة 597 هـ كتابًا سمّاة (أعلام العالم بعد رسوخه بحقائق ناسخ الحديث ومنسوخه) وهذا الكتاب قد حققه الأخ أحمد عبد الله العماري الزهراني وقدمه لنيل درجة العالمية (الماجستير) بجامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 97/ 1398 هـ وكتب له مقدمة بيّن فيها منهاج ابن الجوزي وأسلوبه في هذا الكتاب، انظرها ص 58. وذكر نسخ الكتاب المخطوطة الموجودة في العالم من هذا الكتاب (2).
وابن الجوزي من المؤلفين المشهورين المكثرين في التأليف فقد كتب في نواسخ القرآن أيضًا، وله كتاب صغير جدًا سمّاه:(أخبار أهل الرسوخ في الفقه والحديث بمقدار المنسوخ من الحديث) ذكر فيه اثنين وعشرين حديثًا مما قيل إنها منسوخة. طبع بالقاهرة، نشرته مكتبة الكليات الأزهرية.
18 -
وكتب فيه العلّامة بدر الدين أبو حامد أحمد (3) بن محمَّد بن مظفر بن المختار الرازي، ويقال: أبو العباس، المتوفى بعد سنة 630 هـ، وكتابه معروف بالناسخ والمنسوخ في الحديث، توجد منه نسخة خطية مصورة بمعهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالقاهرة، مكروفيلم برقم (258) وتقع النسخة في 35 ورقة من 164/ ب - 199/ أ. انظر فهرس معهد المخطوطات 1/ 111 - 158، والأعلام 1/ 217، وقد صورت منه نسخة وهي لدي. ويقوم بتحقيقها في جامعة أم القرى الأخ علي عامر لنيل درجة "الدكتوراه".
(1) انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 1/ 279، وفي البداية والنهاية 13/ 28، وفي طبقات الحفاظ ص 477 - 478، وفي تذكرة الحفاظ 2/ 1342، وفي ذيل طبقات الحنابلة 1/ 399، وفي شذرات الذهب 4/ 329، وفي طبقات المفسرين للداودي 1/ 270، وفي طبقات المفسرين للسيوطي ص 17، وفي العبر 4/ 297، وفي مرآة الجنان 3/ 489، وفي النجوم الزاهرة 6/ 174، وفي مفتاح السعادة ومصباح السيادة 1/ 245.
(2)
وقد ذكر المحقق في ص 58 النسخ الموجودة منه وأرقامها في المكتبات العالمية.
(3)
له ترجمة في: طبقات المفسرين للداودي 1/ 86، وهدية العارفين 1/ 92، وكشف الظنون ص 1784، ومعجم المطبوعات ص 246، والأعلام 1/ 218.
19 -
وكتب فيه برهان الدين الجعبري إبراهيم بن عمر المتوفى سنة 732 هـ عالمنا، صاحب هذا الكتاب الذي نحن بصدد دراسته (1).
20 -
اختصر كتاب ابن شاهين العلّامة إبراهيم (2) بن علي بن محمَّد بن أحمد بن علي بن يوسف بن إبراهيم برهان الدين الكمال المشهور بابن عبد الحق الحنفي المتوفى سنة 744 هـ، كما في المنهل الصافي 1/ 109، وكشف الظنون 1/ 1920.
21 -
اختصر كتاب ابن الجوزي العلّامة السيد بدر (3) الدين حسين بن عبد الرحمن بن محمَّد بن علي بن أبي بكر بن الشيخ علي الأهدل المتوفى سنة 855 هـ، وسمّاه (عدة المنسوخ في الحديث)، كما في الضوء اللامع 2/ 146، ومقدمة تحفة الأحوذي 2/ 293.
أما المؤلفون حديثًا في الناسخ والمنسوخ في القرآن، فمنهم من تناول بعض الكلام على الأحاديث الوارد فيها ناسخ ومنسوخ، ومنهم:
1 -
الأستاذ محمَّد عبد العظيم الزرقاني (4)، من علماء الأزهر، المتوفى سنة 1367 هـ، فقد تناول النسخ في كتابه (مناهل العرفان في علوم القرآن) 2/ 69 - 166، وعرفه وبين أركانه - وشروطه، وناقش شبه اليهود وغيرهم في قضايا النسخ.
2 -
الدكتور مصطفى زيد المتوفى سنة 1399 هـ، فقد كتب (النسخ في القرآن) ثلاثة مجلدات، وبحث فيه قضايا النسخ في الشرعية والتاريخية، والنقدية، واستبعد فيه نسخ السنَّة بالقرآن، ونسخ القرآن بالسنة، ونسخ التلاوة دون الحكم، وجوز نسخ الإِجماع بإجماع آخر (5).
(1) ستأتي دراسته في الباب الثالث. انظر ص 111 من هذه المقدمة.
(2)
له ترجمة في: المنهل الصافي 1/ 108 - 109، وفي الدرر الكامنة 46 - 47، وفي الدليل الشافي 1/ 23، وفي الجواهر المضيّة 1/ 42، وفي الطبقات السنية 1/ 244، وفي البداية والنهاية لابن كثير 14/ 212، وفي الدارس 1/ 606 وفي النجوم الزاهرة 10/ 104، وفي كشف الظنون 1/ 10، 1920 وفي معجم المصنفين 3/ 244 - 247.
(3)
له ترجمة في: الضوء اللامع 2/ 145 - 147، وفي التبر المسبوك ص 358، وفي البدر الطالع 1/ 318، وفي الأعلام 2/ 240، وفي معجم المؤلفين 4/ 15، وفي إيضاح المكنون 1/ 323، 572، 2/ 143، 362، 372، 412، 498، 527، وفي كشف الظنون 1/ 366.
(4)
انظر ترجمته في: الأعلام 6/ 210.
(5)
النسخ في القرآن 1/ 176 - 179، 192 وراجع الباب الرابع من الكتاب أيضًا.
3 -
وكتب فيه الدكتور علي حسن العريض كتابه (فتح المنان في نسخ القرآن) وسلك فيه مسلك المقتصد في النسخ.
4 -
وكتب فيه الدكتور شعبان محمَّد إسماعيل كتابه (نظرية النسخ في الشرائع السماوية) وتناول تعريف النسخ وأركانه وشروطه والرد على الشبه الواردة حول النسخ.
5 -
وكتب فيه الدكتور محمَّد محمود فرغلي كتابه (النسخ بين الإِثبات والنفي) وناقش آراء المنكرين وحججهم والرد عليهم.
6 -
وكتب فيه الشيخ عبد الله مصطفى العريسي كتابه (الأدلة المطمئنة على ثبوت النسخ في الكتاب والسنّة) وهو كتاب قيّم فيه مباحث مفيدة، وتناول فيه مجموعة أحاديث ورد فيها النسخ.
7 -
وكتب فيه الأستاذ عبد المتعال محمَّد الجبري كتابه (النسخ في الشريعة الإِسلامية كما أفهمه)، ثم ذيله بقوله: لا منسوخ في القرآن، ولا نسخ في السنة المنزلة، أبدع تشريع فيما قيل إنه منسوخ. وهو متأثر برأي المنكرين للنسخ في الشريعة الإسلامية (1). وهذه هي الكتب التي تمكنت من العثور عليها والاستفادة منها والاطّلاع عليها ودراستها.
(1) هذه الكتب كلها مطبوعة، وقد أمكن الاطلاع عليها والاستفادة منها أيضًا.