الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
أولا: الجَوْف في الطب الحديث:
ليس هناك جَوْف أو تجويف واحد في جسم الإنسان، بل عدة تجاويف
(1)
.
• فهناك التجويف البطني البريتوني خارج السبيل الهَضْمِيّ.
• وهناك تجويف السبيل الهَضْمِيّ وهو الذي يمتص الغذاء ويبدأ بالفم وينتهي عند فتحة الشرَج مرورًا بالبُلْعُوم والمَرِيء والمَعِدَة والأمعاء الدقيقة والغليظة ثم المستقيم الذي ينتهي بفتحة الشرَج.
وبالإضافة إلى هذه التجاويف، هناك:
• التجويف الصَّدْرِيّ والذي لا يتصل بالجهاز الهَضْمِيّ ويكون فوق الحجاب الحاجز الذي يفصله عن التجويف البطني.
• وهناك تجويف داخل القلب بل أربعة تجاويف.
• وهناك تجويف داخل الجُمْجُمَة حيث يسكن الدِّمَاغ.
• وتجويفات داخل عظام الوجه تسمى بالجيوب الأنفية.
(1)
انظر «رؤية إسلامية لبعض المشكلات الطبية المعاصرة» بحث د. هيثم الخياط (ص 315)، د. محمد البار (ص 363). ولقد سبقت ترجمة د. محمد البار (ص 27). أما د. هيثم الخياط فهو كبير مستشاري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية وعضو مجامع اللغة العربية بدمشق وبغداد والقاهرة وعضو أكاديمية نيويورك للعلوم. ولد في دمشق، وتخرج من كلية الطب بجامعتها، وحصل منها على درجة الدكتوراه في الطب، ثم شهادة أهلية التعليم العالي من جامعة بروكسل في بلجيكا. دَرَّس العلوم الطبية في كليات الطب بجامعتي دمشق وبروكسل، دَرَس العلوم الشرعية على مشايخ دمشق.
• وتجويف الأذن الوسطى.
• وهناك تجويف الرحم في الجهاز التناسلي الأنثوي.
وكذلك تجويف المثانة وما يتصل به من أنابيب تُكَوِّن معه ومع الكُليتين الجهاز البولي
(1)
.
إذًا فاصطلاح الجَوْف عند الفقهاء يحتاج إلى تحرير من وجهة النظر الطبية، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يستعمله أبدًا مرتبطًا بأحكام الصيام.
ولعل السؤال الأول هو: هل هذه التجاويف لها قدرة على هضم وامتصاص الغذاء؟
ليس لأي من هذه التجاويف خارج الجهاز الهَضْمِيّ القدرة على هضم وامتصاص الغذاء، إلا ما يكون من امتصاص لبعض السوائل الشبيه بامتصاص الجلد لها، والذي لا يُفْطِر باتفاق.
أما بالنسبة للجهاز الهَضْمِيّ، فتبدأ عملية الامتصاص الحقيقية في المَعِدَة
(2)
ويكون أكثرها في الأمعاء
(3)
، أما ما يحصل من امتصاص بعض الأدوية من الفم فليس بعيدًا عن امتصاص بعضها عن طريق الجلد، وهو ما لا يفسد الصيام اتفاقًا.
والسؤال الثاني عن هذه التجاويف هو ما إذا كان لها اتصال بالسبيل الهَضْمِيّ؟
ولنبدأ من أعلى الجسم إلى أسفله.
(1)
انظر «رؤية إسلامية لبعض المشكلات الطبية المعاصرة» بحث د. هيثم الخياط (ص 315)، د. محمد البار (ص 363).
(2)
انظر «المرجع في الفزيولوجيا الطبية» (ص 758).
(3)
المصدر السابق.