الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولكن الحديث لا يثبت. قال فيه ابن حَزْم رحمه الله: «وهذا أيضا باطل لأنه عن أبي سفيان، وهو ضعيف؛ عن أشياخ لهم، وهم مجهولون»
(1)
.
أما الليث بن سعد رحمه الله فليس له على الثلاثة دليل إلا الوقوع
(2)
، وهو وإن صح فلا يدل على أنه أقصى الحمل.
*
دليل من قال بالأربع:
أما القائلون بأربع السنين، وهم الجمهور فلهم:
ما روي أن امرأة أتت عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالت: «استهوت الجن زوجها فأمرها أن تتربص أربع سنين ثم أمر ولي الذي استهوته الجن أن يطلقها ثم أمرها أن تعتد أربعة أشهر وعشرا»
(3)
.
وهذا الأثر ثابت عن عمر رضي الله عنه قال ابن المُلَقِّن: «هذا الأثر صحيح رواه مالك في المُوَطَّأ عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المُسَيَّب ورواه الشافعي كذلك عنه قَالَ البَيْهَقِيّ ورواه يونس بن يزيد عن الزُّهْرِيّ وزاد فيه قَالَ وقضى في ذَلِكَ عثمان بن عفان بعد عمر رضي الله عنهما. قال ورواه أبو عبيد عن محمد بن كثير عن الأوزاعِيّ عن الزُّهْرِيّ عن سعيد بن المُسَيَّب أن عمر وعثمان رضي الله عنهما قالا امرأة المفقود تتربص أربع سنين ثم تعتد أربعة أشهر وعشرًا ثم تنكح»
(4)
. وصححه ابن حَزْم.
(1)
«المُحَلَّى» لابن حَزْم (10/ 316).
(2)
روى البَيْهَقِيّ في سننه عن عمر بن واقد في ذكر مالك بن أنس أن أمه حملت به في البطن ثلاث سنين، انظر:«السُّنَن الكُبْرَى» كتاب العدد، باب ما جاء في أكثر الحمل (7/ 443).
(3)
«سُنَن الدَّارَقُطْنِيّ» كتاب النكاح (3/ 311).
(4)
«البَدْر المُنِير» لابن المُلَقِّن (8/ 228 - 229).
قال البَيْهَقِيّ رحمه الله: «وقول عمر رضي الله عنه في امرأة المفقود تربص أربع سنين يشبه أن يكون إنما قاله لبقاء الحمل أربع سنين والله أعلم»
(1)
.
ولكن ليس قول عمر صريحًا في أنه إنما أراد لها أن تتربص من أجل احتمال وجود الحمل، بل الأقرب أنه إنما أراد الاستيثاق من موت المفقود وعدم رجوعه. وقد روى ابن المُسَيَّب عنه رضي الله عنه «أيما رجل طلق امرأته فحاضت حيضة أو حيضتين ثم قعدت فلتجلس تسعة أشهر حتى يستبين حملها فإن لم يستبن حملها في التسعة الأشهر فلتعتد ثلاثة أشهر بعد التسعة التي قعدت من المحيض»
(2)
.
ولهم من الآثار والأخبار بوقوع أربع السنين في الحمل ما يأتي:
عن الوليد بن مسلم قال قلت لمالك بن أنس إني حدثت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لا تزيد المرأة في حملها على سنتين قدر ظل المغزل فقال سبحان الله من يقول هذا هذه جارتنا امرأة محمد بن عجلان امرأة صدق وزوجها رجل صدق حملت ثلاثة أبطن في اثنتي عشرة سنة تحمل كل بطن أربع سنين
(3)
.
1 -
وعن المبارك بن مجاهد قال: «مشهور عندنا امرأة محمد بن عجلان تحمل وتضع في أربع سنين، وكانت تسمى حاملة الفيل» (1).
2 -
وعن محمد بن عمر هو الواقدي قال: «سمعت مالك بن أنس يقول قد يكون الحمل سنتين، وأعرف من حملت به أمه أكثر من سنتين يعني نفسه» (1).
3 -
وعن هاشم بن يحيى الفراء المجاشعي قال بينما مالك بن دينار يوما جالس إذ جاءه رجل فقال: «يا أبا يحيى ادع لامرأة حبلى منذ أربع سنين قد أصبحت في كرب شديد فغضب مالك وأطبق المصحف ثم قال: ما يرى هؤلاء القوم إلا أنا أنبياء ثم دعا ثم
(1)
«سُنَن البَيْهَقِيّ الكُبْرَى» كتاب العدد، باب ما جاء في أكثر الحمل (7/ 443).
(2)
«مُصَنَّف عبد الرَّزَّاق» كتاب الطلاق، باب الطلاق مرتان (6/ 339).
(3)
«سُنَن البَيْهَقِيّ الكُبْرَى» كتاب العدد، باب ما جاء في أكثر الحمل (7/ 443).