الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
المناقشة والترجيح:
* إن مستند الجميع فيما ذهبوا إليه هو الاستقراء والتتبع، إلا أن البعض عزا لعائشة القول بالخمسين، حيث رَوَوْا أنها قالت:«إذا بلغت المرأة خمسين سنة خرجت من حد الحيض»
(1)
.
ولو صح، لاحتمل أن يكون رأيًا منها رضي الله عنها.
والصواب أن المرأة قد تحيض بعد الخمسين بل وتلد
(2)
. وهذا مما لا خلاف عليه بين الأطباء بل إن خمسة بالمائة من النساء يستمر بهن الحيض بعد سن الخامسة والخمسين
(3)
.
وأكبر امرأة حملت ووضعت هي امرأة أسبانية كان عمرها عند وضع توأمها سبعة وستين عامًا
(4)
.
ويعتبر الأطباء كل حيض بعد هذه السن (الخامسة والخمسين) متأخرًا، وينصحون المرأة بمراجعة الطبيب في هذه الحالة
(5)
ولكن هذا لا يعني أنه ليس حيضًا بحال.
(1)
انظر «الإرواء» (1/ 199). وفيه قال الألبَانِيّ: «لم أقف عليه، ولا أدري في أي كتاب ذكره أحمد، ولعله في بعض كتبه التي لم نقف عليها» .
(2)
Casper، Robert F.Clinical manifestations and diagnosis of menopause.In: UpToDate، Rose، BD (Ed)، UpToDate، Waltham، MA، 2007.
وانظر: «خلق الإنسان بين الطب والقرآن» للدكتور محمد علي البار (ص 131).
(3)
Casper، Robert F.Clinical manifestations and diagnosis of menopause.In: UpToDate، Rose، BD (Ed)، UpToDate، Waltham، MA، 2007.
(4)
CNN [Online] / auth.Associated Press // CNN. -3021 ، 2006. - 2007. - http://www.cnn.com/2006/WORLD/europe/12/30/old.mom.ap/index.html.
وانظر: «خلق الإنسان بين الطب والقرآن» للدكتور محمد علي البار (ص 131).
(5)
المصدران السابقان.
الصواب في هذه المسألة إذًا ترك التحديد في حال وجود الثقات من الأطباء، وتنصح المرأة بمراجعة الطبيب إذا تغيرت عادتها في السن الكبيرة أو استمر بها الحيض بعد الخامسة والخمسين.
فإن عدم الثقات من الأطباء فتنصح المرأة باعتبار دمها حيضًا ما لم تتغير عادتها وما لم ينقطع حيضها فترة طويلة
(1)
حتى تبلغ الخامسة والخمسين، فإن بلغتها وبقيت ترى الدم، فينبغي أن يزداد تحريها لكونه حيضًا لا دم فساد، فإن بلغت الستين فليس الدم حيضًا إلا فيما ندر جدًّا ولا عبرة بالنادر.
* * *
(1)
لم يحدد الفقهاء الفترة الطويلة في كلامهم، والأطباء يجعلونها مائة يوم.