الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني: تطور الطب الشرعي
الطب الشرعي هو فرع من فروع الطب مختص بمعالجة القضايا التي ينظرها رجال القانون من وجهة طبية
(1)
، فهو إذًا خادم للقضاء والشرع، ومن ثم التسمية بالطب الشرعي أو العدلي في بعض البلدان
(2)
.
• ومن اختصاصات الطب الشرعي أو العدلي:
1 -
فحص المتهمين للكشف عن حالتهم العقلية وأعمارهم
(3)
.
2 -
الكشف على المجني عليهم من المصابين لتحديد وسيلة الإصابة وحجمها ومدى خطورتها على حياة المجني عليه
(4)
.
3 -
فحص المشتبه فيهم للتعرف على الجناة ومدى علاقتهم بالجريمة وذلك عن طرق الآثار المادية في مسرح الجريمة أو على أجسامهم وملابسهم (4)، كوجود شعر القتيل على ملابس أحد المشتبه فيهم مع ادعائه عدم رؤية القتيل، ووجود بصمات اليدين على آلة الجريمة، وكذلك التأكد من نسبة المني للمُغتصِب عن طريق البصمة الوراثية.
4 -
تشريح جثث الموتى لمعرفة سبب الوفاة ووقتها والآلة المستخدمة ووجود تسمم
…
إلخ
(5)
.
(1)
«الوجيز في الطب العدلي» لوصفي محمد علي (ص 9).
(2)
«الطب الشرعي والسموم» لجلال الجابري (ص 11).
(3)
«موسوعة الفقه والقضاء في الطب الشرعي» لشريف الطباخ وأحمد جلال (1/ 10 - 11).
(4)
المصدر السابق.
(5)
المصدر السابق و «الطب الشرعي والسموم» لجلال الجابري (ص 12).
وقد تطور الطب الشرعي في الآونة الأخيرة تطورًا مذهلا، فيكفي أن وسائل تحديد هُوِيَّة الأشخاص ومعرفتهم من آثارهم الآن تشمَلُ ما يأتي:
أ- بصمات الأصابع:
إن البصمات لا تتشابه من شخص لآخر حتى لدى التوائم المتطابقة، فسبحان القائل:{أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة: 3 - 4]. لذا فقد مضى مائة عام علي اعتبار بصمات الأصابع كدليل جنائي أمام المحاكم. وهي كما سبق، تعني فقط أن إصبع المتهم لمست الشيء الذي وجدت عليه بصمته.
ب- بصمة الدي إن آيه DNA:
أهم وأدق وسائل تحديد هُوِيَّة الأشخاص. وهي دقيقة بنسبة 100% كما سنبين في بحث إثبات النسب بالبصمة الوراثية.
ج- بصمة العرق:
لكل شخص بصمة عرق خاصة به تميزه، وتعرف عن طريق التحليل الطيفي.
د- المني:
ولتحديده أهمية كبيرة في إثبات جرائم الاغتصاب وسائر الجرائم الجنسية. ويمكن تحديد صاحبه بواسطة البصمة الوراثية.
هـ- بصمة الشعر:
والشعر يبقى ولا يتلف فيستعمل في إثبات هُوِيَّة الجناة عن طريق مواد نادرة تكون فيه أو تحليل الحمض الأميني.
و- بصمات الصوت:
ولقد بدأ العمل بإضافتها إلى أجهزة الحاسب الآلي لدقتها في التمييز بين الأشخاص.
ز- بصمة حدقة العين:
ويعمل بها في العديد من مطارات العالم الآن، وهي في منتهى الدقة.
ومن اختصاصات الطب الشرعي فحص جثث الموتى. ويمكن للطبيب الشرعي أن يتعرف على عمر القتيل ووقت القتل تقريبًا عن طريق حساب مراحل التيبس والتلون والتعفن والتجبن الموتي
(1)
. ويمكن التعرف على آلة القتل واتجاه الضرب أو اختراق الرصاص للجسم عن طريق اتجاه الأنسجة الممزقة وسعة المدخل وطوق المسح - وهو حَاشِيَة سوداء تحصل حول الفتحة الدخولية - وإلى حد ما يمكن تحديد مسافة الإطلاق
(2)
.
• إن التطور الحاصل في الطب الشرعي إن هو إلا نتيجة طبيعية للتطور الحاصل في كافة أنواع الطب، وإن ما كان مستحيلا - عرفًا - في وقت مضى، كإعادة عضو مقطوع إلى صاحبه، صار اليوم ممكنًا. وكذلك فإن ما كان لا يتخيل في مجال دقة تحديد الهُوِيَّة ومعرفة ملابسات الجريمة، صار اليوم ممكنًا مع هذا التطور الباهر في علم وصناعة الطب الشرعي.
* * *
(1)
انظر «موسوعة الفقة والقضاء في الطب الشرعي» لشريف الطباخ وأحمد جلال (1/ 235 - 244).
(2)
انظر «الوجيز في الطب العدلي» لوصفي محمد علي (ص 83 - 89)، «موسوعة الفقه والقضاء في الطب الشرعي» لشريف الطباخ وأحمد جلال (1/ 196 - 221).