الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنما ذَلِكِ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِالْحَيْضَةِ، فإذا أَقْبَلَتْ الْحَيْضَةُ فَاتْرُكِي الصَّلاةَ، فإذا ذَهَبَ قَدْرُهَا فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي»
(1)
. فليس دليلا على أن لتساقط بطانة جدار الرحم حدًا ينتهي إليه، فهذه واقعة عين، وقد يكون ظهر له صلى الله عليه وسلم أن فاطمة بنت أبي حُبَيْش إنما أصابتها علة وأن دمها ليس حيضًا. ولم يحد لنا صلى الله عليه وسلم شيئًا، ولو فعل لنُقِل.
•
الترجيح:
إن حل هذه المشكلة -في تقديري- يكمن في التفريق بين ثلاثة أنواع من الحيض:
1 -
الحيض العادي الطبيعي، وأكثره ستة أو سبعة الأيام كما هو في الشرع والطب كذلك.
2 -
الحيض المرضي. والأطباء متفقون على أنه إذا جاوز الحيض عشرة أيام فإنه مرضي يحتاج إلى تشخيص وعلاج
(2)
؛ وإن كان أغلبهم يرون أنه لا يكون طبيعيًا إذا استمر فوق سبعة الأيام.
3 -
الحيض الحكمي. وهو الذي تترتب عليه الأحكام.
والاستحاضة تشمَلُ الحيض المرضي، وهو ما جاوز من الحيض أكثره، ومنها ما يكون بسبب عرق أو غير ذلك من أسباب النزيف التي لا صلة لها بالحيض الطبيعي.
(1)
«صَحِيح البُخَارِيّ» كتاب الحيض، باب الاستحاضة (1/ 117).
(2)
انظر: «خلق الإنسان بين الطب والقرآن» (ص 127).
• إنه لو وجد قائل بأن أكثر الحيض سبعة أيام لكان قولا قويًا مدعومًا بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر امرأةً بأن تعتبر نفسها حائضًا فوق ذلك، ولكن ليس هناك من حَدَّ أكثر الحيض بدون عشرة الأيام فيكون إجماعًا.
والحيض قد يستمر أكثر من سبعة أيام بلا منازع، وكذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أشعر بقوله:«كما تَحِيضُ النِّسَاء ويَطْهُرن لمِيقَات حَيْضِهِن وطُهْرِهِن» أن هذا أغلب حال النساء فيحتاط بزيادة ثلاثة أيام على الحد الأعلى لأغلب عادة النساء، فيتوجه قول الحنفية بجعل أكثر الحيض (الحكمي) عشرة أيام، وهو الأقرب للمعارف الطبية والأسعد حظًا بالآثار على ضعفها والأرفق بالنساء وأزواجهن.
* * *