الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العين:
وقع الخلاف بين الفقهاء حول كون العين منفذًا إلى الجَوْف.
فذهب الحنفية
(1)
والشافعية
(2)
والظاهرية
(3)
إلى عدم الفطر بالاكتحال، واختاره الشيخ تقي الدين ابن تَيمِيَّة من الحنابلة
(4)
.
وذهب المالكية
(5)
والحنابلة
(6)
إلى الفطر به إذا وجد طعمه في حلقه
(7)
.
* أدلة الفريق الأول:
1 -
أحاديث اكتحال النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم:
عن هشامِ بن عُرْوَة عن أبيه عن عائشةَ قالت: «اكْتَحَلَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو صَائِمٌ»
(8)
.
(1)
«بَدَائع الصَّنَائع» للكَاسَانِيّ (2/ 93).
(2)
«الأُمّ» للشافعي (2/ 101).
(3)
«المُحَلى» لابن حَزْم (6/ 203).
(4)
«مَجْمُوع الفَتَاوَى» لابن تَيمِيَّة (25/ 234).
(5)
«الشَّرْح الكَبِير» للدَّرْدِير (1/ 524).
(6)
«المُغْنِي» لابن قُدامة (3/ 16).
(7)
انظر «الكَافي» لابن عبد البَرّ (1/ 126)، و «المُغْنِي» لابن قُدامة (3/ 6) ففيهما اشتراط الوصول للحلق للتفطير.
(8)
«سُنَن ابن مَاجَه» كتاب الصيام، باب ما جاء في السواك والكحل للصائم (1/ 536).
والحديث فيه خلاف والظاهر ضعفه
(1)
، وإن قواه البعض بمجموع طرقه، ويعارضه حديث آخر ضعيف كذلك في النهي عن الاكتحال للصائم.
2 -
استدلوا من التعليل بكون العين ليست منفذًا للجَوْف، وأن ما يجد الصائم من طعم الكحل إنما هو أثره لا عينه، وجعلوا له حكم الغبار والدخان وما لو دهن رأسه فتشرب فيه، قالوا لا يضره لأنه وصل إليه الأثر لا العين
(2)
.
* أدلة الفريق الثاني:
أما القائلون بأن العين منفذ وأن الكحل وغيره
(3)
يفسد الصيام فأدلتهم كذلك من التدليل والتعليل:
1 -
أحاديث توقي الكحل للصائم.
روى أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَرَ بالإِثْمِد الْمُرَوَّحِ عِنْدَ النَّوْمِ وقال لِيَتَّقِهِ الصَّائِمُ» قال أبو داود
(4)
قال لي .................................................
(1)
ضعفه ابن حَجَر في «تَلْخِيص الحَبِير» (2/ 190)، ونقل عن أبي حاتم أنه منكر. وضعفه البَيْهَقِيّ في «السُّنَن الكُبْرَى» ، وحسنه بعض المتأخرين بمجموع طرقه، وصححه لطرقه الألبَانِيّ في «صحيح ابن ماجه» .
(2)
انظر «بَدَائع الصَّنَائع» للكَاسَانِيّ (2/ 93).
(3)
السوائل كالقطرة أولى من الكحل بالإفساد لسهولة وصولها إلى الأنف.
(4)
هو: أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزْدِيّ السِّجِسْتَانِيّ، إمام أهل الحديث في زمانه، ولد سنة 202 هـ، وأصله من سجستان، حدث عن إسحاق بن راهُويَه وأحمد بن حنبل وقتيبة بن سعيد وأحمد بن صالح وإبراهيم بن بشار الرمادي وعلي بن المديني وغيرهم، وعنه التِّرْمِذِيّ وابن معين وغيرهم، وتوفي بالبصرة سنة 275 هـ، له: السُّنَن -وهو أحد الكتب الستة- والمراسيل في الحديث، وغيرها. راجع ترجمته في:«طَبَقَات الفُقَهَاء» (1/ 172)، «وَفَيَات الأعْيَان» (2/ 404)، «السِّيَر» للذَّهَبِيّ (13/ 203)، «شَذَرَات الذَّهَب» (1/ 167).