الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: باب (254) ما جاء في الصلاة في الثوب الواحد
قال: وفى الباب عن أبى هريرة وجابر وسلمة بن الأكوع وأنس وعمرو بن أبى أسيد وعبادة بن الصامت وأبى سعيد وكيسان وابن عباس وعائشة وأم هانيء وعمار بن ياسر وطلق بن علي وصامت الأنصارى
750/ 440 - أما حديث أبى هريرة:
فرواه عنه ابن سيرين وابن المسيب وأبو سلمة وعكرمة والأعرج وأبو حازم والحسن.
* أما رواية ابن سيرين عنه:
ففي البخاري 1/ 475 ومسلم 1/ 368 وأحمد 2/ 230 و 495 و 498 و 499 والطيالسى كما في المنحة 1/ 83 وأبى يعلى 5/ 390 وابن أبى شيبة في المصنف 1/ 345 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 378 وابن حبان في الصحيح 4/ 27 وفى ثقاته 6/ 420 والإسماعيلى في معجمه 1/ 311 و 312 والبيهقي في الكبرى 2/ 236 والدارقطني في السنن 1/ 282 وابن عدى في الكامل 2/ 362 و 3/ 345 و 7/ 126 والطبراني في الأوسط 1/ 290 ومحمد بن عاصم في جزئه ص 153:
من طريق حماد وغيره عن أيوب وغيره عن ابن سيرين عن أبى هريرة قال: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الصلاة في الثوب الواحد فقال: "أو لكلكم ثوبان؟ " ثم سأل رجل عمر فقال: إذا وسع الله فأوسعوا جمع رجل عليه ثيابه صلى رجل في إزار ورداء في إزار وقميص في إزار وقباء في سراويل ورداء في سراويل وقميص في سراويل وقباء في تبان وقباء في تبان وقميص قال: وأحسبه قال: في تبان ورداء. والسياق للبخاري.
* وأما رواية سعيد بن المسيب وأبى سلمة عنه:
ففي البخاري 1/ 470 ومسلم 1/ 367 و 368 وأبى داود 1/ 414 والنسائي 4/ 52 وابن ماجه 1/ 333 وأحمد 2/ 238 و 239 وأبى يعلى 5/ 336 و 368 وابن خزيمة 1/ 383 وابن حبان 4/ 26 و 28 وابن أبى شيبة في المصنف 1/ 345 وابن الأعرابى في معجمه 2/ 836:
من طريق مالك وسفيان وغيرهما عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة بن عبد الرحمن والسياق لسعيد كلاهما عن أبى هريرة أن سائلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في ثوب واحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو لكلكم ثوبان؟ " والسياق للبخاري.
والحديث ذكره ابن أبى حاتم في العلل وذكر أن بعض الرواة عن الزهري أفرد شيخه فمنهم من ذكر سعيدًا مثل مالك ومنهم من ذكر أبا سلمة وصحح الحديث من الوجهين 1/ 165.
* وأما رواية عكرمة عنه:
ففي البخاري 1/ 471 وأبى داود 1/ 414 وأحمد 2/ 255 و 266 و 427 و 520 وعبد الرزاق في المصنف 1/ 353 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 381 والبيهقي في الكبرى 2/ 238 والدارقطني في العلل 9/ 98:
من طريق شيبان وهشام الدستوائى والسياق لشيبان كلاهما عن يحيى بن أبى كثير عن عكرمة قال: سمعته أو كنت سألته قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: "من صلى في ثوب واحد فليخالف بين طرفيه" والسياق للبخاري.
وقد اختلف فيه في موضعين:
الأول: على عكرمة فقال يحيى في المشهور عنه عن عكرمة كما تقدم تابعه على ذلك جابر بن يزيد الجعفى، كما تابعهما سماك بن حرب من رواية شعبة عنه إلا أنه اختلف فيه على شعبة فرفعه عنه سعيد بن عامر ووقفه عنه غيره وصوب الدارقطني عن شعبة رواية الوقف.
الثانى: زاد بعض الرواة من طريق عبد الله بن محمَّد بن أيوب عن يزيد بن هارون عن هشام الدستوائى عن يحيى عن عكرمة فقال: عن ابن عباس عن أبى هريرة.
وقد حكم الدارقطني على هذه الرواية بالوهم وصوب كونه من طريق يحيى بدون زيادة ابن عباس تبعًا للبخاري حيث قال: في العلل:
"والصحيح عن يحيى بن أبى كثير عن عكرمة عن أبى هريرة وقول من قال: فيه عن ابن عباس وهم". اهـ.
* وأما رواية الأعرج منه:
ففي مسلم 1/ 368 وأبى عوانة 2/ 67 وأبى داود 1/ 414 والنسائي 2/ 56 وأحمد 2/ 243 و 464 وأبى يعلى 5/ 367 و 6/ 25 وعبد الرزاق 1/ 353 وابن خزيمة 1/ 376 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 382 والبيهقي 2/ 238:
من طريق أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يصلى أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقيه منه شىء".
* وأما رواية الحسن عنه:
ففي الجزء 23 من حديث أبى الطاهر الذهلى انتقاء الدارقطني ص 34:
من طريق هشيم عن يونس عن الحسن عن أبى هريرة أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أيصلى أحدنا في الثوب الواحد؛ قال: "أوكلكم يجد ثوبين؟ " والحسن لا سماع له من أبى هريرة على القول الأصح، وما ورد من ذلك فلا يصح السند إليه.
751/ 441 - وأما حديث جابر بن عبد الله:
فرواه عنه محمَّد بن المنكدر وسعيد بن الحارث وأبو الزبير والقعقاع بن حكيم وشرحبيل بن سعد وعبد الله بن محمَّد بن عقيه، وزيد بن الحسن.
* أما رواية محمَّد بن المنكدر عنه:
ففي البخاري 1/ 467 و 468 وأحمد 3/ 387 والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 237 وابن عدى في الكامل 4/ 308:
من طريق عبد الرحمن بن أبى الموالى عن محمَّد بن المنكدر عن جابر أنه صلى في ثوب واحد وقال "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلى في ثوب".
وابن أبى الموالى أنكر عليه حديث الاستخارة كما نقل هذا عن أحمد وذكره ابن عدى في الكامل وهو من رجال الصحيح وقد توبع في هذا الحديث تابعه واقد بن محمَّد بن زيد ابن عبد الله بن عمر وهو ثقة.
* وأما رواية سعيد بن الحارث عنه:
ففي البخاري 1/ 472 وأحمد 3/ 328 وابن خزيمة 1/ 377:
من طريق فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث قال: سألنا جابر بن عبد الله عن الصلاة في الثّوب الواحد فقال خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فجئت ليلة لبعض أمرى فوجدته يصلى وعليه ثوب واحد فاشتملت به وصليت إلى جانبه. فلما انصرف قال: "ما السرى يا جابر؟ " فأخبرته بحاجتى. فلما فرغت قال: "ما هذا الاشتمال الذى رأيت؟ " قلت: كان ثوب يعنى ضاق قال: "فإن كان واسعًا فالتحف به وإن كان ضيقًا فأتزر به" لفظ البخاري.
* وأما رواية أبى الزبير عنه:
ففي مسلم 1/ 369 وأبى عوانة في مستخرجه 2/ 69 وأحمد 3/ 293 و 294 و 300
و 312 و 356 و 357 و 386 وأبى يعلى 2/ 416 وابن خزيمة 1/ 475 وابن حبان 4/ 27 وعبد الرزاق 1/ 350 وابن أبى شيبة 1/ 347 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 381 والبيهقي 2/ 237 وابن سعيد في الطبقات 1/ 463 وابن الأعرابى في معجمه 2/ 690:
من طريق سفيان وغيره عن أبى الزبير عن جابر قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلى في ثوب واحد متوشحًا به" وقد صرح أبو الزبير بالتحديث في رواية عمرو عنه عند مسلم.
* وأما رواية القعقاع بن حكيم عنه:
ففي شرح المعانى للطحاوى 1/ 379:
من طريق ابن أبى ذئب عن المقبرى عن القعقاع بن حكيم قال: دخلنا على جابر بن عبد الله وهو يصلى في ثوب واحد وقميصه ورداؤه في المشجب فلما انصرف قال: أما والله ما صنعت هذا إلا من أجلكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم: سئل عن الصلاة في الثوب الواحد فقال: "نعم ومتى يكون لأحدكم ثوبان".
ورواته ثقاة سمع بعضهم من بعض.
* وأما رواية شرحبيل بن سعد عنه:
فعند الطحاوى في شرح المعانى 1/ 382 وابن عدى في الكامل 4/ 41:
من طريق فطر بن خليفة عن شرحبيل بن سعد قال: حدثنا جابر - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يقول: "إذا اتسع الثوب فتعطف به على عاتقك وإذا ضاق فاتزر به ثم صل".
وفطر ثقة وإنما الكلام في شيخه شرحبيل قال ابن أبى ذئب: حدثنا شرحبيل بن سعد وكان متهمًا وقال مالك: ليس بثقة. وقال ابن المدينى: قلت لسفيان: كان شرحبيل بن سعد يفتى قال: نعم ولم يكن أحد أعلم بالمغازى والبدريين منه فاحتاج فكأنهم اتهموه". اهـ. والكلام فيه أكبر من هذا.
تنبيه: وقع عند الطحاوى شرحبيل بن سعيد. صوابه حذف الياء من سعيد.
* وأما رواية ابن عقيل عنه:
ففي مسند أحمد 3/ 343 و 352 وابن سعد في الطبقات 1/ 463:
من طريق عبيد الله بن عمرو عن ابن عقيل قال: قلنا لجابر: صل بنا كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يصلى قال: فأخذ ملحفة فشدها من تحت ثندوته وقال "هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يفعله" وابن عقيل ضعيف.
* وأما رواية زيد بن الحسن عنه: فعند ابن سعد 1/ 463:
من طريق يزيد بن عياض أخبرنا زيد بن الحسن عن جابر بن عبد الله: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلى في إزار مؤتزرًا به ليس عليه غيره" ويزيد بن عياض متروك.
752/ 442 - وأما حديث سلمة بن الأكوع:
فرواه أبو داود 1/ 416 والنسائي 2/ 55 وأحمد 4/ 49 و 54 والطيالسى كما في المنحة 1/ 84 والرويانى 2/ 260 و 261 وابن خزيمة 1/ 381 وابن حبان 4/ 26 والطبراني في الكبير 7/ 32 ولوين في جزئه ص65 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 380 والحاكم في المستدرك 1/ 250 والبيهقي في الكبرى 2/ 240 والبخاري في التاريخ 1/ 296 وابن الأعرابى في معجمه 3/ 991:
من طريق الدراوردى وعطاف بن خالد عن موسى بن إبراهيم عن سلمة بن الأكوع قال: قلت يا رسول الله: أنى رجل أصد أفاصلى في القميص الواحد قال: "نعم وازرره ولو بشوكة".
وقد اختلف فيه على موسى فمنهم من قال: عنه وجعل بينه وبين سلمة راوآخر ومنهم من جعله من مسند أنس بن مالك ومنهم من رواه بحذف الواسطة فممن رواه عنه بحذفها من تقدم ذكره عنه. خالفهم إسماعيل بن أبى أويس حيث قال: حدثنا أبى عن موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبى ربيعة المخزومى عن أبيه عن سلمة. فزاد فيه من تقدم وإسماعيل ضعيف خارج الصحيح اغتفرت داخله لانتخاب البخاري أحاديثه فلا عبرة بمخالفته إلا أنه تابعه الدراوردى لكن الرواية عن الدراوردى فيها نظر يأتى الكلام عليها كما اختلف في تعيين موسى ففهم من قال: إنه موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي وقائل هذا هو الحاكم في المستدرك وقد ورد ذلك تسميته بهذا في رواية الدراودى عند الطحاوى والعطاف عند الطبراني. إلا أن الرواية عن الدراوردى فيها نظر فإن نصر بن علي الجهضمى وأحمد بن عبدة الضبى وابن أبى عمر العدنى وعبد الله بن مسلمة القعنبى خالفوا ابن أبى قتيلة القائل بأنه موسى بن محمَّد بن إبراهيم وزاد ابن أبى قتيلة أنه يرويه موسى عن أبيه عن سلمة وهذه مخالفة أخرى.
وأما الرواية عن العطاف فمن طريق مسدد عنه تابع مسددًا على ذلك عمرو بن خالد الحرانى الثقة وظن مخرج تهذيب المزى 29/ 20 أن مسددًا انفرد بالرواية عن العطاف فرجح رواية قتيبة على رواية مسددًا علمًا بأن مسددًا يوازى قتيبة في الحفظ والإتقان وقد
تابع مسددًا من تقدم فلا تضعف رواية مسدد بما ذكره ورواية قتيبة عند النسائي وفيها عن العطاف عن موسى بن إبراهيم عن سلمة مع أنه قد تابع قتيبة على روايته السابقة غيره مثل مالك بن إسماعيل فإذا كان ذلك كذلك فلا يطاق الترجيح عن العطاف بما ذكره مخرج التهذيب.
وعلى أىِّ جنح بعضهم أن موسى بن محمَّد بن إبراهيم غير موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبى ربيعة فإذا كان ذلك كذلك فالحديث رواه عن سلمة أكثر من واحد.
وممن جعل الحديث من مسند أنس بن مالك، ابن أبى الموالى عبد الرحمن كما وقع ذلك عنه في التاريخ للبخاري حيث قال: عن موسى بن إبراهيم بن أبى ربيعة عن أبيه "سمع أنسًا رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلى في ثوب".
وابن أبى الموالى تكلم فيه إذا خالف كما قال: ذلك أحمد في حديث الاستخارة فالله أعلم هنا أهوى أقوى من العطاف والدراوردى.
وعلى أي الحديث حكم عليه البخاري في التاريخ بالضعف فقطعت جهيزة قول كل خطيب.
753/ 443 - وأما حديث أنس بن مالك:
فرواه عنه حميد وعاصم والحسن البصري ومعتمر عن أبيه وإبراهيم بن أبى عبلة وقتادة.
* أما رواية حميد عنه:
ففي الترمذي 2/ 197 و 198 وأحمد 3/ 159 و 239 و 257 و 281 وابن سعد 1/ 462 وأبى يعلى 4/ 34 وابن المنذر في الأوسط 4/ 204 وابن حبان 3/ 283 وعبد الرزاق 1/ 350 والحارث بن أبى أُسامة في مسنده كما في زوائده ص 55 والطحاوى في المشكل 10/ 406 و 407 و 14/ 321 والبيهقي في الدلائل 7/ 192.
ولفظه: قال: "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: في مرضه خلف أبى بكر قاعدًا في ثوب متوشحًا به".
وقد اختلف فيه على حميد فرواه عنه حماد بن سلمة كما تقدم تابع ابن سلمة إسماعيل ابن جعفر وخالد الواسطي وعبد الله بن عمرو الأنصارى وعبد العزيز الماجشون ومعتمر بن سليمان وأنس بن عياض، خالفهم يحيى بن أيوب ومحمد بن طلحة
وسليمان بن بلال فقالوا: عن حميد عن ثابت عن أنس.
واختلف أهل العلم أي الطريقين تقدم فقال الترمذي في الجامع بعد أن ساقه من طريق محمد بن طلحة ما نصه: "وهكذا رواه يحيى بن أيوب عن حميد عن ثابت عن أنس وقد رواه غير واحد عن حميد عن أنس ولم يذكروا فيه عن ثابت ومن ذكر فيه عن ثابت فهو أصح". اهـ. خالف الترمذي أبو زرعة الرازى إذ قال: له ابن أبى حاتم "يحيى بن أيوب يقول فيه ثابت. قال: يحيى ليس بذاك الحافظ والثورى أحفظ منه". اهـ. وقال أبو حاتم: الرازى: "إنما رواه يحيى بن أيوب عن حميد عن ثابت عن أنس" العلل 1/ 84 و 85 وفى 1/ 122 من العلل ما يفهم من أبى حاتم موافقته للترمذي في ترجيح رواية يحيى بن أيوب فبعد أن نقل ولده في العلل الاختلاف السابق بين الرواة قال ما نصه: " قلت لأبى: أيهما أصح؟ قال: يحيى قد زاد رجلًا ولم يقل أحد من هؤلاء غير حميد سمعت أنسًا ولا حدثنى أنس وهذا أشبه قد زاد رجلًا". اهـ. خالف جميع من تقدم موسى بن داود إذ قال: عن الماجشون عبد العزيز عن حميد عن أنس عن أم الفضل فذكره، وهذه الرواية خرجها ابن سعد في الطقات 1/ 462.
وقد حكم أبو حاتم وأبو زرعة على هذه الرواية بالغلط كما في العلل 1/ 84 و 85 قال: أبو زرعة: "إنما هو على ما رواه الثورى ومعتمر عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في ثوب واحد فقط دخل لموسى حديث في حديث يحتمل أن يكون عنده حديث عبد العزيز قال: ذكر لى عن أم الفضل أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالمرسلات وكان بجنبه حميد عن أنس فدخل له حديث في حديث والصحيح حميد عن أنس". اهـ. وقال أبو حاتم: نحو هذا الكلام كما هو مبين في هذا المصدر.
إذا بان ما تقدم من اختلاف أهل العلم في عدم أو إثبات ذكر ثابت بين حميد وأنس.
فأقول من جعل الصواب حذف ثابت كأبى زرعة ظن تفرد راويه بذلك عن أنس وليس الأمر كما قال: بل هو كما تقدم واعتمد أيضاً على الثورى في تقديم روايته على رواية يحيى. خالفه أبو حاتم والترمذي والسر في ذلك أنه لم يرد في رواية من حذف الواسطة بين حميد وأنس التصريح بالسماع من حميد. وقد حاول الحافظ بن حجر الجمع بين القولين وصحة الطريقين كما في النكت الظراف 1/ 132 و 133.
فذكر أنه ممن رواه عن حميد أيضًا محمد بن جعفر بن أبى كثير مصرحًا حميد بالسماع من أنس، وعزى هذا إلى البيهقي في الدلائل فلذلك قال: "فيحتمل أن يكون حميد سمعه
من أنس وكان استثبت فيه ثابتًا ولذلك كان في الأكثر يحدث به عن ثابت عن أنس" إلخ، فإذا بان ما تقدم علم صحة الروايتين ومن المعلوم أن عامة مرويات حميد عن أنس هي عن ثابت وأنه يحذفه متى ما ورد بصيغة المعنعنة إلا أنه هنا صرح فيحمل القول على ما قاله الحافظ.
* وأما رواية عاصم عنه:
ففي البزار كما في زوائده 1/ 285 وابن أبى شيبة في مصنفه 1/ 345 وابن عدى 5/ 210:
من طريق عبد الله بن الأجلح عن عاصم عن أنس قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلى في ثوب واحد" قال البزار: "لا يعلم رواه عن عاصم عن أنس إلا عبد الله بن الأجلح". اهـ. وعبد الله بن الأجلح صدوق وقد خالفه من هو أقوى منه على رأى وهو فضيل بن سليمان فوقفه خرج ذلك ابن أبى حاتم في العلل 1/ 80 و 81 فقد حكى عن أبيه رواية الوقف وتصحيحها وحكى أن غير واحد أوقفه على عاصم بعد أن ذكر من سبق ذكره.
* وأما رواية الحسن عنه:
ففي البزار كما في زوائده 1/ 285 والطيالسى عى 285 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 380 وأبى يعلى 3/ 188 والترمذي في الشمائل ص 34:
من طريق حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد عن الحسن عن أنس بن مالك قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم: يريد المسجد وهو متكئ على أسامة بن زيد وعليه ثوب قطن متوشحًا به فصلى بهم".
وقد تقدم أن حماد بن سلمة يرويه عن حميد وقد اختلف فيه على حماد بن سلمة كما تقدم أن اختلف فيه على حميد.
فرواه عنه كما تقدم سليمان بن حرب وعبيد الله بن محمد التيمى ومحمد بن الفضل. خالفهم أبو داود الطيالسى فكان يذكره على الشك بين الوصل والإرسال فحينًا يقول: عن أنس مرفوعًا وحينًا يرسله عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى أي رواية الوجهين أقوى.
* وأما رواية معتمر عن أبيه عنه:
فذكرها ابن أبى حاتم في العلل 1/ 190:
من طريق شيخه يحيى بن محمد بن يحيى قال: حدثنا مسدد عن معتمر به وذكر عن
أبى زرعة أن هذا خطأ على مسدد وأنه إنما ساقه عن معتمر عن حميد عن أنس كما تقدم وعزز ذلك برواية أبى بكر بن أبى شيبة عن معتمر به.
* وأما رواية إبراهيم بن أبى عبلة عنه:
ففي مسند أحمد 3/ 127 و 128 والبخاري في التاريخ 1/ 297 وابن سعد في الطبقات 1/ 462:
من طريق ابن أبى الموالى عن موسى بن إبراهيم بن أبى ربيعة عن أبيه قال: دخلنا على أنس بن مالك وهو يصلى في ثوب واحد ملتحفًا ورداؤه موضوع قال: فقلت له: تصلى في ثوب واحد قال: "إنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يصلى هكذا".
وتقدم الكلام على هذا الإسناد وما وقع فيه من اختلاف في حديث سلمة بن الأكوع.
* وأما رواية قتادة عنه:
ففي الكامل لابن عدى 6/ 133:
من طريق محمد بن بلال البصرى الكندى التمار قال: حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أنس قال: لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلى بالناس وصلى النبي صلى الله عليه وسلم خلف أبى بكر في ثوب وقال: "إن الله محسن يحب الإحسان فإذا حكمتم فاعدلوا وإذا قلتم فأحسنوا" ومحمد بن بلال تكلم فيه وذكره العقيلى في الضعفاء ويظهر من كلام الذهبى أنه ثقة إذ قال: "غلط في حديث كما يغلط الناس" وقال ابن عدى: فيه: "يغرب عن عمران القطان له عن غير عمران أحاديث غرائب وليس حديثه بالكثير وأرجو أن لا بأس به".
754/ 444 - وأما حديث عمرو بن أبى أسيد أو الأسد:
فرواه الترمذي في العلل الكبيرى ص 77 والدارقطني في الأفراد 4/ 210 و 249 وأبو نعيم في معرفة الصحابة 4/ 2042 وابن الأثير في أسد الغابة 4/ 191:
من طريق محمد بن بشر العبدى ثنا عبيد الله بن عمر عن ابن شهاب الزهرى عن عمرو ابن أبى الأسد قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلى في ثوب واحد واضعًا طرفيه على عاتقيه" وقد حكم الترمذي على العبدى بالخطأ حيث قال: "وحديث محمد بن بشر عن عبيد الله بن عمر، خطأ أخطأ فيه" وقال "عمرو بن أبى الأسد" وإنما هو "عمرو بن أبى سلمة" ثم ذكر أن الصواب رواية أبى أسامة وعبدة بن سليمان وجعلهما الحديث من مسند عمر بن أبى سلمة. وتبعه على هذا أبو نعيم في المعرفة وذكر الحافظ في الإصابة في ترجمة عمرو أن الدارقطني قال: في الأفراد ما نصه: "تفرد به محمد بن بشر هكذا والصواب ما رواه أبو
أسامة وغيره عن عبيد الله عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن عمر بن أبى سلمة بن عبد الأسد". اهـ.
755/ 445 - وأما حديث عبادة بن الصامت:
فرواه ابن ماجه 2/ 1176 والبزار 1/ 157 والهيثم بن كليب الشاشى في مسنده 3/ 203 و 204 وعبد الرزاق في المصنف 1/ 359 وابن عدى في الكامل 1/ 415 و 4/ 121 وأبو الشيخ في أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام ص 121 والبيهقي في الكبرى 2/ 420:
من طريق الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت قال: "مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذات يوم متوشحًا بشملة له صغيرة قد عقد طرفيها بين كتفيه فصلى بنا ليس عليه شىء غيرها".
والحديث ضعفه البوصيرى بضعف الأحوص والانقطاع بين خالد وعبادة.
756/ 446 - وأما حديث أبى سعيد:
فرواه عنه جابر بن عبد الله وعطية العوفى وأبو هارون العبدى.
* أما رواية جابر عنه:
ففي مسلم 1/ 369 والترمذي 1/ 153 وابن ماجه 1/ 328 وأحمد 3/ 10 و 53 و 59 وابن سعد 1/ 464 وأبى يعلى 2/ 42 و 84 و 129 و 476 والطوسى في مستخرجه 2/ 225 وابن حبان 4/ 29 وابن أبى شيبة 1/ 345 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 381 والبيهقي 2/ 237 والطبراني في الأوسط 2/ 203.
كلهم من طريق الأعمش عن أبى سفيان عن جابر بن عبد الله عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فرأيته يصلى على حصير يسجد عليه قال: ورأيته يصلى في ثوب واحد متوشحًا به".
وما قاله مخرج مستخرج الطوسى من نقده على تدليس الأعمش "ولولا هيبة الصحيح على زعمه لقال فيه قولاً غير سديد". فليس ذلك بشىء فقد صرح الأعمش بالسماع له من شيخه كما وقع ذلك عند أبى يعلى والطحاوى فسلم من الاعتراض السابق. ولو قلد من تكلم في أبى سفيان عن جابر كان أهون من هذا لسبقه، وإنما الرياسة قبل أوانها مذلة ورحمة ربى على الخطيب حيث قال: من صنف فقد جعل عقله في طبق يقدمه للناس.
* وأما رواية عطية العوفى عنه:
فعند أبى يعلى 2/ 30 وابن عدى 5/ 44:
من طريق إسماعيل بن مسلم عن الأعمش عن عطية عن أبى سعيد الخدرى قال: "دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت أم سلمة وهو يصلى في ثوب واحد متوشحًا به". وإسماعيل هو المكى وهو ضعيف وشيخه لم أره صرح بالتحديث ولا يحتمل تدليسه في مثل هذا الموطن وعطية متروك.
* وأما رواية أبي هارون عنه:
فرواها مسدد في مسنده كما في المطالب العالية 1/ 165 وتمام في فوائده كما في ترتيبه 1/ 358:
من طريق برد بن سناد وحماد كلاهما عن أبى هارون عن أبى سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يضر أحدكم أن يصلى في ثوب واحد مشتملًا به وليعقد طرفه يتفرغ لصلاته" والسياق لتمام وأبو هارون عمارة بن جوين متروك.
757/ 447 - وأما حديث كيسان:
فرواه ابن ماجه 1/ 333 وأحمد 3/ 417 والبخاري في التاريخ 7/ 232 وابن أبى شيبة في المصنف 1/ 347 وابن أبى عاصم في الصحابة 5/ 100 وأبو نعيم في الصحابة 5/ 2399 و 2400 وابن سعد في الطبقات 5/ 461 والفاكهى في تاريخ مكة 4/ 19 والطبراني في الكبير 19/ 194 و 195 والأوسط 6/ 259 وابن أبى خيثمة في التاريخ ص 240:
من طريق عمر بن كثير بن أفلح ومعروف بن مشكان كلاهما عن عبد الرحمن بن كيسان عن أبيه أنه "رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلى عند البئر العليا بئر بنى معيط بالأبطح في ثوب متلببًا به الظهر والعصر ركعتين".
والحديث اختلف في ثبوته أهل العلم فحسنه الحافظ في الإصابة في ترجمة كيسان وخالفه البوصيرى حيث حكم عليه بالضعف إذ قال: في الزوائد: "في إسناده مقال لأن عبد الرحمن بن كيسان ومحمد بن حنظلة ذكرهما ابن حبان في الثقات ومعروف بن مشكان لم أر من تلكم فيه" إلخ.
وما قاله في محمد بن حنظلة راويه عن معروف بن مشكان لم ينفرد به من ذكره كما تقدم من متابعة عمر لمعروف كما سبق وعمر ويقال: عمرو حسن الحديث فانتفى كلام
البوصيرى في راويه عن عبد الرحمن ولم يبق الكلام إلا في عبد الرحمن.
وعلى أي لم يوثق عبد الرحمن معتبر لذا يقول فيه الحافظ: مستور ومعنى هذا أنه يحتاج إلى أن يتابع وإن لم يتابع أو يوثقه معتبر فحديثه كما قال البوصيرى.
758/ 448 - وأما حديث ابن عباس:
فرواه عنه عكرمة وكريب وابن البيلمانى.
* أما رواية عكرمة عنه:
ففي مسند أحمد 1/ 256 و 303 و 320 وأبى يعلى 3/ 46 و 55 و 56 و 91 و 147 وابن سعد 1/ 462 وابن أبى شيبة 1/ 345 وعبد الرزاق 1/ 350 و 351 والبيهقي 2/ 108 والطبراني في الكبير 11/ 210 والأوسط 2/ 251 وتمام كما في ترتيب فوائده 1/ 357 وابن عدى في الكامل 2/ 350 وبحشل في تاريخه ص 239:
من طريق حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى في ثوب واحد متوشحًا به يتوقى بفضوله حر الأرض وبردها" وحسين متروك وقد تابعه داود ابن الحصين وهو ضعيف والسند إليه لا يصح إذ هو من طريق الواقدى كما عند البيهقي.
* وأما رواية كريب عنه:
ففي شرح المعانى للطحاوى 1/ 380:
من طريق ابن إسحاق قال: حدثنى سلمة بن كهيل ومحمد بن الوليد عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يصلى في برد له حضرمى متوشحًا به ما عليه غيره" والإسناد حسن.
* وأما رواية ابن البيلمانى عنه:
فتقدمت في باب رقم (248).
759/ 449 - وأما حديث عائشة:
فرواه أبو داود 1/ 416 وإسحاق 2/ 541 والطبراني في الأوسط 9/ 158:
من طريق أبى حصين عن أبى صالح عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد بعضه على" والسياق لأبى داود وسنده صحيح.
760/ 450 - وأما حديث أم هانئ:
فرواه عنها أبو مرة مولى أم هانئ وابن عباس ومحمد.
* أما رواية أبى مرة عنها:
ففي البخاري 1/ 369 ومسلم 1/ 266 وأبى عوانة 2/ 293 و 294 والترمذي 4/ 124 والنسائي 1/ 105 وابن ماجه 1/ 158 وعبد الرزاق 5/ 225 وسعيد بن منصور في السنن 2/ 234 والدارمي 2/ 153 وأبى عبيد في الأموال ص 242 والأزرقى في تاريخ مكة 2/ 161 وابن أبى شيبة في المصنف 1/ 346 و 7/ 689 والطيالسى في مسنده كما في المنحة 1/ 83 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 180 و 3/ 323 وابن عدى في الكامل 7/ 54:
من طريق مالك عن أبى النضر مولى عمر بن عبد الله أن أبا مرة مولى أم هانئ بنت أبى طالب أخبره أنه سمع أم هانئ بنت أبى طالب تقول: ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة بنته تستره، قال: فسلمت عليه فقال: "من هذه؟ " فقلت: أنا أم هانئ بنت أبى طالب، فقال:"مرحبًا بأم هانئ"، فلما فرغ من غسله قام فصلى ثمانى ركعات ملتحفًا في ثوب واحد، فلما انصرف قلت: يا رسول الله زعم ابن أمى أنه قاتل رجلاً قد أجرته فلان بن هبيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ" قالت أم هانئ:"وذلك ضحى" والسياق للبخاري.
وممن رواه عن أبى مرة المقبرى واختلف فيه عليه فقال عنها ابن أبى ذئب عن أبى مرة عن أم هانئ وقال عنه أبو معشر عن أم هانئ بإسقاط أبى مرة كما عند عبد الرزاق. والصواب الرواية الأولى إذ أبو معشر لا يوازى ابن أبى ذئب لثقته ولكونه أحد الثلاثة الذين هم أوثق الناس فيه وأبو معشر هو نجيح ضعيف.
* وأما رواية ابن عباس عنها:
ففي الأوسط لابن المنذر 11/ 260 والضعفاء للعقيلى 3/ 350 والبيهقي 2/ 95:
من طريق عياض بن عبد الله عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن ابن عباس أن أم هانئ بنت أبى طالب حدثته: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: عام الفتح اغتسل وتوشح بثوب وصلى ثمانى ركعات قالت أم هانئ: فقلت: يا رسول الله زعم ابن أمى أنه قاتل من أجرت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أجرنا من أجرت" وعياض بن عبد الله قال فيه البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ضعيف. وقال الساجى: روى عنه ابن وهب أحاديث فيها نظر. اهـ.
وهذا الحديث من رواية ابن وهب عنه.
761/ 451 - وأما حديث عمار:
فرواه أبو يعلى 2/ 273 وإسحاق كما في المطالب العالية 1/ 163 وابن أبى شيبة في مسنده 1/ 292 ومصنفه 1/ 347 وابن سعد 1/ 464 وابن الأعرابى في معجمه 3/ 888:
من طريق غيلان بن جامع قال: حدثنا إياس بن سلمة عن ابن لعمار بن ياسر قال: قال أبى رضي الله عنه:"أمّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوب متوشحًا به" والحديث قال عنه البوصيرى: مداره على ابن عمار وهو مجهول.
762/ 452 - وأما حديث طلق بن على:
فرواه أبو داود 1/ 415 وأحمد 4/ 22 و 23 وعبد الرزاق 1/ 352 وابن أبى شيبة 1/ 345 والطيالسى كما في المنحة 1/ 83 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 379 وابن حبان 4/ 26 والبيهقي 2/ 240:
من طريق عبد الله بن بدر ويحيى بن أبى كثير وأيوب بن عتبة عن قيس بن طلق عن أبيه قال: قدمنا على نبى الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال يا نبى الله: ما ترى في الصلاة في الثوب الواحد قال: فأطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إزاره طارق به رداءه فاشتمل بهما ثم قام فصلى بنا نبى الله صلى الله عليه وسلم: فلما أن قضى الصلاة قال: "أوكلكم يجد ثوبين؟ " والسياق لأبى داود.
ولم يختلف فيه على أيوب بن عتبة حيث ساقه عنه الطيالسى وأبو النضر ويزيد بن هارون كما تقدم، إلا أن أيوب بن عتبة ضعيف فلا تؤثر روايته في رواية قرنائه. وأما عبد الله بن بدر ويحيى فوقع عنهما اختلاف حيث ساقه عن يحيى بن أبى كثير حسب ما
تقدم محمد بن راشد كما عند عبد الرزاق خالفه شيبان بن عبد الرحمن وأبان بن يزيد العطار فقالا: عن يحيى عن عيسى بن خثيم عن قيس عن أبيه، ويمكن أن يكون نشأ الخلاف من محمد بن راشد فإن في حفظه شىء فكيف لو خالف علمًا بأن شيبان من أوثق من روى عن يحيى وعيسى شيخه ذكره الحافظ في التعجيل ص 215 وذكر أنه روى عنه غير يحيى بن عكرمة ونقل عن البخاري أن حديثه عند أهل اليمامة ونقل أن جماعة آخرين رووا عنه وذكره ابن حبان في الثقات فهذا يرفع الجهالة الكائنة فيه، مع أنه توبع هنا.
وأما الاختلاف على عبد الله بن بدر فرواه عنه كما تقدم ملازم بن عمرو. خالف ملازم بن عمرو، محمد بن جابر إذ قال: عن على بن طلق، إذ عكس.
وهذا الخلاف يؤثر في أصل الحديث إذ قد فرق البخاري بين طلق بن على وعلى بن
طلق ففي علل الترمذي الكبير ص44 ما نصه:
"سألت محمدًا عن هذا الحديث "يعنى به التوضؤ من الريح" فقال: على بن طلق هذا أراه غير طلق بن على ولا أعرف لعلى بن طلق إلا هذا الحديث وعيسى بن حطان الذى روى عنه هذا الحديث رجل مجهول فقلت له: أتعرف هذا الحديث الذى روى
على بن طلق من حديث طلق بن على فقال: لا". اهـ. وما قاله البخاري من أنه لا يعرف له إلا الحديث الذى ذكره في معرض ما ذكرته يستدرك عليه ما ورد في هذا الحديث وفى هذا ما يدل على ضعف رواية محمد بن جابر مع أنه ساء حفظه وكان يلقن وخلط أيضًا بآخرة، فلا يبعد أن هذا مما وسم به، وبان بهذا ترجيح رواية ملازم على رواية محمد بن جابر وملازم حسن الحديث فثبت الحديث.
763/ 453 - وأما حديث صامت الأنصارى:
فرواه ابن ماجه 1/ 329 وأحمد 4/ 334 و 335 وابن أبى عاصم في الصحابة 4/ 166 وابن خزيمة 1/ 336 ويعقوب بن سفيان الفسوى في تاريخه 1/ 321 و 322 وابن أبى حاتم في العلل 1/ 182 والطبراني في الكبير 2/ 76 والبيهقي 2/ 108 وأبو الفتح الأزدى فيما وافق اسمه اسم أبيه ص 43 والعقيلى 2/ 326.
ولفظه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قام يصلى في مسجد بنى عبد الأشهل وعليه كساء ملتف به يضع يديه عليه يقيه برد الحصى".
وقد اختلف في الحديث من أي مسند هو فقيل من مسند صامت وعليه مشى الترمذي وابن خزيمة والطوسى في مستخرجه ومنهم من جعله من مسند ثابت بن صامت وعليه مشى الفسوى في تاريخه وابن أبى عاصم في الصحابة والطبراني في الكبير ومنهم من جعله من مسند عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن صامت ومنهم من أبهم.
وسبب هذا الخلاف هو ما وقع بين الرواة عن إبراهيم بن إسماعيل الأشهل فقال عنه إسماعيل بن أبى أويس ومعن بن عيسى القزاز عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن صامت عن أبيه عن جده، فجعله من مسند ثابت إلا أنه أحيانًا يقول: إن اسم شيخ شيخه عبد الله كما عند ابن ماجه وابن أبى عاصم وحينًا يقول: عبد الرحمن كما عند ابن أبى عاصم والفسوى.
وعلى هذه الرواية ينبنى احتمال آخر وهو في الضمير في قوله: "عن جده" ماذا يراد