الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: باب (329) ما جاء في نزول الرب عز وجل إلى السماء الدنيا كل ليلة
قال: وفي الباب عن على بن أبي طالب وأبي سيد ورفاعة الجهني وجبير بن مطعم وابن مسعود وأيى الدرداء وعثمان بن أبي العاص
929/ 619 - أما حديث على:
فتقدم في كتاب الطهارة في باب السواك برقم (18).
930/ 620 - وأما حديث أبى سعيد:
فرواه مسلم 1/ 523 وأبو عوانة 2/ 314 وابن خزيمة في التوحيد ص 82 وابن حبان 2/ 137 والنسائي في اليوم والليلة ص 340 وأحمد 3/ 34 و 43 و 94 والطيالسى ص 295 و 296 وابن أبى شيبة في المصنف 7/ 90 وعبد الرزاق 10/ 444 و 445 من جامع معمر وابن خزيمة في التوحيد ص 83 وابن أبى عاصم في السنة 1/ 219 والآجرى في الشريعة ص 311 والدارقطني في حديث النزول ص 96 و 131 والطبراني في الدعاء 2/ 846:
من طريق أبى إسحاق عن الأغر أبى مسلم. يرويه عن أبى سعيد وأبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا. فيقول: هل من مستغفر هل من تائب هل من سائل هل من داع، حتى ينفجر الفجر" والسياق لمسلم.
931/ 621 - وأما حديث رفاعة الجهنى:
فرواه النسائي في اليوم والليلة ص 337 وابن ماجه 1/ 435 وأحمد 4/ 16 وابن المبارك في مسنده ص 24 والدارمي 1/ 286 وابن أبى عاصم في الصحابة 5/ 24 وابن خزيمة في التوحيد ص 87 وابن منده في التوحيدص 3/ 297 والآجرى في الشريعة ص 310 و 311 وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية كما في عقائد السلف ص 285 والدارقطني في حديث النزول ص 141 و 145 وأبو نعيم في الصحابة 2/ 1077 والطبراني في الكبير 5/ 49 و 50:
من طريق الأوزاعى وغيره حدثنا يحيى بن أبى كثير ثنا هلال بن أبى ميمونة عن عطاء بن يسار أن رفاعة بن عرابة الجهنى حدثه قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل ناس يستأذنون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يأذن لهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بال شق الشجرة التى
تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبغض إليكم من الشق الآخر" قال: فلا نرى من القوم إلا باكيًا قال يقول: أبو بكر رضي الله عنه: إن الذى يستأذنك في نفسى بعدها لسفيه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وقال: "أشهد عند الله" وكان إذا حلف قال: "والذى نفس محمد بيده ما منكم يؤمن بالله ثم يسدد إلا سلك به في الجة ولقد وعدنى ربى عز وجل أن يدخل من أمتى الجنة سبعين ألفًا لا حساب عليهم ولا عذاب وإنى لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكن في الجنة" ثم قال: "إذا مضى شطر الليل أو قال ثلثاه ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا فيفول: لا أسأل عن عبادى غيرى من ذا الذى يسألنى أعطيه؟ من ذا الذى يدعونى أستجيب له من ذا الذى يستغفرنى فأغفر له؟ حتى ينصدع الفجر".
والحديث صححه الحافظ في الإصابة.
تنبيهان:
الأول: وقع في الصحابة لابن أبى عاصم غلط في الإسناد إذ فيه من طريق الأوزاعى "عن يحيى بن بكير" صوابه يحيى بن أبى كثير.
الثانى: قال مخرج ابن ماجه ما نصه: "قال في الزوائد في إسناده محمد بن مصعب ضعيف، قال صالح بن محمد، عامة أحاديثه عن الأوزاعى مقلوبة" اهـ، وقد اختصر المخرج كلام البوصيرى اختصارًا يفهم منه أن المخرج لا يعرف ما يكتب فإن البوصيرى بعد هذا قد ذكر بأن محمد بن مصعب قد تابعه ثقات قرنائه.
932/ 622 - وأما حديث جبير بن مطعم:
فرواه النسائي في اليوم والليلة ص 342 وأحمد 4/ 82 وأبو يعلى 5/ 454 والبزار 18/ 361 والدارمي 1/ 286 وابن خزيمة التوحيد ص 88 وابن منده في التوحيد 3/ 297 وابن أبى عاصم في السنة 1/ 222 والآجوى في الشريعة ص 312 و 313 والطبراني في الكبير 2/ 139 والدعاء له ص 2/ 843 والدارقطني في حديث النزول ص 93 وابن عدى 2/ 262:
من طريق عمرو بن دينار عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له".
وقد اختلف فيه على عمرو بن دينار فقال عنه بما تقدم حماد بن سلمة وتفرد بذلك كما قال البزار إذ قال بعد أن رواه من طريق حماد وابن عيينة ما نصه: "لا نعلم أحدًا أسمى الرجل غير حماد بن سلمة" اهـ، يعنى قوله عن جبير بن مطعم وفى النكت الظراف للحافظ ابن حجر 2/ 418 ما نصه:"قال حمزة بن محمد الكنانى الحافظ: لم يقل فيه أحد عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير عن أبيه غير حماد بن سلمة ورواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورواه وهو أشبه والله أعلم" اهـ، وقد عقب الحافظ كلام الكنانى بقوله "قلت: ويوافقه ما ذكر محمد بن نصر المروزى في كتاب قيام الليل عن محمد بن يحيى الذهلى عن على بن المدينى عن سفيان بن عيينة بالسند إلى نافع بن جبير قال: "أتى رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال على: فقلت لسفيان: فإن حمادًا يقول فيه: عن نافع بن جبير عن أبيه. وكذا في حديث "من يكلؤنا" فقال: لم يحفظ حديث عمرو بن دينار بهذين الحديثين عن نافع بن جبير عن رجل: قال محمد بن يحيى: "ويؤيد هذا رواية ابن أبى ذئب عن القاسم بن عباس. قال فصار الحديثان عن نافع بن جبير عن أبيه واهيين" اهـ. فبان بما تقدم أن الخلاف كائن بين ابن عيينة وابن سلمة فابن سلمة جعل الحديث من مسند جبير خالفه ابن عيينة إذ قال عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك أن أوثق الناس في عمرو، ابن عيينة فهو المقدم ففي رواية ابن عيينة إبهام صحابي وذلك لا يضر لكن بشرط كون ذلك التابعى الذى روى عن ذلك المبهم قد سمع منه وإلا ففي قول التابعين عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انقطاع على مذهب من شرط اللقاء كما هو مقرر في علوم الحديث.
لذا حكم الذهلى على رواية حماد بما تقدم وقد عارض الذهلى، ابن خزيمة إذ قال في التوحيد ما نصه:"قال أبو بكر ليس رواية سفيان بن عيينة مما توهن رواية حماد بن سلمة لأن جبير بن مطعم هو رجل من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم وقد يشك المحدث في بعض الأوقات في بعض رواية الخبر ويستيقن في بعض الأوقات وربما شك سامع الخبر من المحدث في اسم بعض الرواة فلا يكون شك من شك في اسم بعض الرواة مما يوهم من حفظ اسم الراوى حماد بن سلمة رحمه الله قد حفظ اسم جبير بن مطعم في هذا الإسناد وإن كان ابن عيينة شك في اسمه فقال عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم" اهـ. والجواب لابن خزيمة أن ما قاله ممكن ذلك لولا تصريح سفيان نفسه بتغليط، ابن سلمة على عمرو ولو سلمنا لابن خزيمة ما قاله لانتفى تقديم الراجح على المرجوح.
تنبيه: ما قاله الأئمة المتقدمون من تفرد حماد بن سلمة بما تقدم وجدت في الكامل لابن عدى أن حماد بن زيد قد تابع ابن سلمة فقد ساقه ابن عدى من طريق شيخه على بن أحمد بن بسطام ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا الحمادان حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن عمرو فذكره ولا أعلم من تابع عبد الأعلى على ما قاله فإن ثقات أصحاب ابن سلمة رووه عنه كما تقدم مثل عفان وأسود بن عامر وهدبة وقولهم أحق وأولى بالصواب لا سيما عفان.
933/ 623 - وأما حديث ابن مسعود:
فرواها عنه أبو الأحوص وعون بن عبد الله.
* أما رواية أبى الأحوص عنه:
فرواها أحمد 1/ 388 و 403 وابن خزيمة في التوحيدص 41 والآجرى في الشريعة ص 312 و 313 والدارقطني في حديث النزول ص 98 والوحاضى في نسخته ص 68:
من طريق أبى إسحاق وإبراهيم الهجرى واللفظ لأبى إسحاق كلاهما عن أبى الأحوص عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان ثلث الليل الباقى يهبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا، ثم تفتح أبواب السماء ثم يبسط يده فيقول: هل من سائل يعطى سؤاله؟ فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر".
وقد اختلف في رفعه ووقفه على الهجرى فرفعه عنه زائدة بن قدامة وعلى بن عاصم ووقفه جعفر بن عون ومن رفع قوله أصوب إلا أنه يحتمل أن هذا كائن من الهجوى فإنه إلى الضعف أقرب وهذا لا يؤثر في الإسناد لمتابعة من تقدم إلا أن المتابع لم يصرح ولكن عنعنته تشدها رواية الهجرى.
* وأما رواية عون بن عبد الله عنه:
فعند الدارقطني في حديث النزول ص100:
من طريق المقبرى عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود قال: "بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ جاء رجل من بنى سليم يقال له عمرو بن عتبة وكان تابع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام وهو بمكة ثم لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم المدينة فجاءه فقال: يا رسول الله علمنى مما أنت به عالم وأنا به جاهل وائتنى بما ينفعنى ولا تطول فأى صلاة الليل والنهار سليمة، فذكر الحديث وقال في آخره أي صلاة المتطوعين أفضل؟
قال: حين يذهب ثلث الليل أو قال: حين ينتصف الليل فتلك الساعة التى ينزل فيها الرحمن عز وجل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مذنب يستغفرنى فأغفر له هل من سائل يرغب إلى فأعطيه سؤله أم هل من عان يرعن إلى فأفك عانه حتى إذا فرق الفجر صعد الرحمن عز وجل العلى الأعلى".
والحديث ضعيف، عون لا سماع له من ابن مسعود كما قال الترمذي والدارقطني وغيرهما.
934/ 624 - وأما حديث أبي الدرداء:
فرواه محمد بن نصر في قيام الليل ص 40 وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية كما في عقائد السلف ص 285 وابن خزيمة في التوحيدص 89 و 90 وابن منده في التوحيد 3/ 299 وابن جرير في التفسير 15/ 94 والطبراني في الأوسط 8/ 279 والدعاء له 2/ 843 والعقيلى 2/ 93 والدارقطني في المؤتلف 3/ 1152 والنزول ص 151:
من طريق الليث بن سعد قال: حدثنا زيادة بن محمد الأنصارى: ثنا محمد بن كعب القرضى عن فضالة بن عبيد عن أبى الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزل الله تبارك وتعالى في آخر ثلاث ساعات تبقى من الليل فنظر في السماء الأولى منهن في الكتاب الذى لاينظر فيه أحد غيره فيمحو ما يشاء ويثبت ثم ينظر في السماء الثانية في جنة عدن وهى مسكنه الذى يسكن. ولا يكون معه فيها إلا الأنبياء والشهداء والصديقون وفيها ما لم يره أحد ولا يخطر على قلب بشر ثم يهبط في آخر ساعة من الليل فيقول: ألا مستغفر يستغفرنى فأغفر له، ألا سائل يسألنى فأعطيه ألا داع يدعونى فأستجيب له حتى يطلع
الفجر فذلك قوله: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} فيشهده الله وملائكته" قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن أبى الدرداء إلا بهذا الإسناد تفرد به الليث بن سعد" اهـ.
وقد اختلف أهل الحديث في إسناده فذهب ابن منده إلى تحسينه فقال: "هذا إسناد حسن مصرى" اهـ خالفه العقيلى فبعد أن ذكر في ترجمته زيادة عن البخاري قوله فيه "منكر الحديث" اهـ وذكر الحديث عقب ذلك بقوله: "قال أبو جعفر: والحديث في
نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا ثابت فيه أحاديث صحاح إلا أن زيادة هذا جاء في حديثه بألفاظ لم يأت بها الناس ولا يتابعه عليها منهم أحد" اهـ. والحديث عده الذهبى في الميزان في ترجمة زيادة من منكراته وضعف الحديث بسببه.
935/ 625 وأما حديث عثمان بن أبى العاص:
فرواه عنه الحسن البصرى وابن سيرين.
* أما رواية الحسن عنه:
ففي مسند أحمد 4/ 22 و 217 و 218 والبزار 6/ 308 وابن أبى عاصم في السنة 1/ 222 وابن خزيمة في التوحيد ص 89 والطبراني في الكبير 9/ 45 و 46 والدعاء له 2/ 844 و 845 والدارقطني في النزول ص 150:
من طريق على بن زيد بن جدعان عن الحسن عن عثمان بن أبى العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الليل ساعة ينادى مناد هل من داع فأستجيب له هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له".
وقد اختلف فيه على على بن زيد فرواه عنه حماد بن سلمة كما تقدم خالفه عدى بن الفضل إذ قال عن على بن زيد عن الحسن عن كلاب بن أمية عن عثمان بن أبى العاص فذكره بأطول مما تقدم إلا أن عدى بن الفضل متروك. ورواه حماد بن زيد فقال عن ابن زيد عن الحسن بن زياد استعمل كلاب بن أمية على الأبلة فمر به عثمان بن أبى العاص فذكر نحو ما تقدم فبان بهذا أن ثم واسطة بين الحسن وعثمان. والمعلوم أن الحسن لا سماع له من عثمان. وهذه علة توجب ضعف الحديث وثم علة ثانية وهى ضعف على بن زيد ومداره عليه. وقال حماد بن زيد في روايته إن الراوى عن عثمان هو الحسن بن زياد وهو أولى من تقدم.
* وأما رواية ابن سيرين عنه:
فرواها الطبراني في الأوسط 3/ 154 والكبير 9/ 51:
من طريق عبد الرحمن بن سلام حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عثمان بن أبى العاص الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادى مناد: هل من داع فيستجاب له هل من سائل فيعطى، هل من مكروب فيفرج عنه: فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة الا استجاب الله عز وجل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشارًا".
والإسناد حسن من أجل ابن سلام.