الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: باب (166) ما جاء في فضل الصف الأول
قال: وفى الباب عن جابر وابن عباس وابن عمر وأبي سعيد وأبي وعائشة والعرباض بن سارية وأنس
476/ 166 - أما حديث جابر:
فرواه ابن ماجه كما في الزرائد 1/ 194 وابن أبى شيبة في المصنف 2/ 415 وأحمد 3/ 293 و 387 والبزار كما في زوائده لابن حجر 1/ 253.
كلهم من طريق سفيان وغيره عن عبد الله بن محمد بن عقيل عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال مقدمها وشرها مؤخرها وخير صفوف النساء مؤخرها وشرها مقدمها" وقد انفرد به ابن عقيل وهو ضعيف.
وفى العلل لابن أبى حاتم 1/ 103 سئل أبى عن حديث رواه زائدة عن ابن عقيل عن ابن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم "خير صفوف الرجال المقدم". ورواه زهير بن محمد وعبيد الله بن عمرو عن ابن عقيل عن سعيد بن المسيب عن أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لأبى: "أيهما أصح؟ قال: هذا من تخاليط ابن عقيل من سوء حفظه مرة يقول هكذا ومرة يقول هكذا لا يظبط". اهـ. إذا بان لك هذا فتحسين الحافظ له حديثًا عند البزار كما في زوائده له 1/ 253 غير سديد إلا أن يريد الحافظ بذلك عند المتابعات فذاك له.
477/ 168 - وأما حديث ابن عباس:
فرواه عنه عطاء بن أبى رباح وكريب.
* أما رواية عطاء بن أبي رباح عنه:
ففي البزار كما في زوائده لابن حجر 1/ 251 والطبراني في الكبير 11/ 203 والأوسط 3/ 45:
من طريق أبى عاصم قال: حدثنا جعفر بن يحيى عن عمه عمارة بن ثوبان عن عطاء بن أبى رباح عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها" قال الطبراني في الأوسط عقب إخراجه: "لا يروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد تفرد به أبو عاصم". اهـ. وقال الهيثمى: "رجاله موثقون". اهـ. ولم يصب فإن جعفرًا لم يوثقه معتبر لذا يقول ابن المدينى: مجهول وكذا عمه لم يوثقه إلا ابن حبان ولا راوى له إلا من هنا لذا جهله أيضًا
ابن المدينى وتبعه ابن القطان فالحديث ضعيف.
* وأما رواية كريب عنه:
ففي ابن عدى 5/ 372.
من طريق عصمة بن محمد عن موسى بن عقبة عن كريب به "إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف" وعصمة قال فيه الدارقطني: متروك.
478/ 167 - وأما حديث ابن عمر:
فقد جعله أحمد شاكر بين قوسين من نسخته وقال: "لست أثق بصحتها ولم أجد حديثًا لابن عمر في ذلك". اهـ. ثم ذكر أنه وقع في الباب حديثًا لعمر ونقل من مجمع الزوائد عزوه إياه إلى الأوسط للطبراني.
وعلى أي الطوسى في مستخرجه لم يذكر في هذا الباب عن المصنف شيئًا وتبعه المباركفورى في شرحه للكتاب إلا أن البوصيرى في زوائده قد نقل ما هو مذكور هنا لكنه أسقط ما نحن بصدده فلم يذكر حديثًا لعمر ولا لابنه وهذا الأصوب. وحديث ابن عمر للباب، خرجه أبو الشيخ في طبقات أصبهان 2/ 61:
من طريق عكرمة بن إبراهيم عن هشام عن يحيى عن عبد الحميد بن ذكوان عن سهل بن عبد الله عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف" وعكرمة ضعيف.
479/ 169 - وأما حديث أبى سعيد:
فرواه ابن ماجه 1/ 148 و 255 وأحمد 3/ 3 وأبو يعلى 2/ 35 و 121 وعبد بن حميد ص 303 في مسانيدهم وكذا الحارث بن أبي أسامة كما في زوائده ص 58 وابن خزيمة 1/ 90 و 91 وابن حبان كما في زوائده ص 113 والدارمي 1/ 143 وابن أبى شيبة في المصنف 2/ 278 وابن شاهين في الناسخ والحاكم 1/ 191 والبيهقي 2/ 16.
كلهم من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن سعيد بن المسيب عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إلا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به الحسنات" قالوا: بلى، قال: "إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ما منكم من رجل يخرج من بيته متطهرًا يصلى مع المسلمين الصلاة الجماعة ثم يقعد في المسجد ينتظر الصلاة الأخرى إلا الملائكة تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه فإذا قمتم
إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم وأقيموها وسدوا الفرج فإنى أراكم من وراء ظهرى فإذا قال إمامكم: الله أكبر، فقولوا: الله أكبر، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد أن خير صفوف الرجال المقدم وشرها المؤخر وخير صفوف النساء المؤخر وشرها المقدم، يا معشر النساء إذا سجد الرجال فاغضضن أبصاركن ولا ترين عورات الرجال من ضيق الأزر" والسياق للحارث وقد رواه بعضهم مختصرًا وقد تابع ابن عقيل عن سعيد عن عبد الله بن أبى بكر إلا أن ابن خزيمة قال بعد أن خرجه من طريق سفيان عن عبد الله بن أبى بكر ما نصه:"هذا الخبر لم يروه عن سفيان غير أبى عاصم فإن كان أبو عاصم قد حفظه فهذا إسناد غريب" إلى قوله "والمشهور في هذا المتن عبد الله بن محمد بن عقيل عن سعيد بن المسيب عن أبى سعيد لا عبد الله بن أبى بكر" فكأنه يتوقف في ثبوت رواية عبد الله بن أبي بكر.
480/ 170 - وأما حديث أبى:
فتقدم في باب فضل الجماعة برقم (161).
481/ 171 - وأما حديث عائشة:
فرواه عنها عروة وأبو سلمة بن عبد الرحمن.
* أما رواية عروة عنها:
ففي سنن أبى داود 1/ 437 وابن ماجه 1/ 318 وأبن حبان كما في زوائده ص 114 والحاكم 1/ 214 وأحمد برقم 24435 والبيهقي 3/ 103 وابن خزيمة 3/ 23:
من طريق سفيان عن أسامة بن زيد عن عثمان بن عروة عن أبيه به ولفظه: قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف" والسياق لأبي داود.
وقد وقع في إسناده اختلاف على عروة فقيل: إن الراوى عنه عثمان كما تقدم ووقع في مسند أحمد من طريق عبد الله بن عروة عنه ووقع عند ابن ماجه من طريق هشام بن عروة عنه أما الرواية الأولى والثانية فجاءت من رواية الثورى عن أسامة بن زيد الليثى
واختلت فيه عن الثوري، فقال معاوية بن هشام: عن الثورى عن أسامة عن عثمان به كما وقع عند أبى داود وقال عبد الله بن الوليد العدنى: عن الثورى عن أسامة عن عبد الله بن عروة به كما وقع عند أحمد إلا أن هذا الخلاف الظاهر أنه من أسامة فإن في حفظه شيئًا ومن قال: عن هشام كما عند ابن ماجه هو إسماعيل بن عياش وروايته عن المدنيين معلومة
الضعف قال ابن أبى حاتم في العلل 1/ 148 و 149: سألت أبى عن حديث رواه إسماعيل بن عياش عن هشام إلى قوله: قال أبى: "هذا خطأ إنما هو عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل وإسماعيل عنده من هذا النحو مناكير". اهـ. فتراه صوب إرساله عن عروة وكأنه يشير إلى ما رواه ابن أبى شيبة في المصنف 1/ 414 و 415 من طريق عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه قال كان يقال: "خير صفوف الرجال مقدمها وشر صفوف النساء مقدمها" ورواه أيضًا من طريق أبى معاوية عن هشام كذلك فمما لا يشك فيه أن عبدة إمام ثقة حافظ يقدم على الثقات فكيف بمن وصله كأسامة وإسماعيل.
وخلاصة ما تقدم أنه وقع اختلاف بين الرواة عن هشام في وصله وإرساله فوصله عنه إسماعيل بن عياش وخالفه عبدة إذ أرسله وعبدة هو المقدم كما قال أبو حاتم.
* وأما رواية أبى سلمة:
ففي سنن أبى داود 1/ 438 وابن حبان كما في الزوائد ص 114 وعبد الرزاق 2/ 52 والبيهقي 3/ 103 وابن خزيمة 3/ 27:
من طريق عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة به ولفظه: "لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار".
وهذا إسناد على شرط مسلم إلا أنه تكلم في عكرمة وروايته عن يحيى قال البرديجى عكرمة بن عمار حديثه عن يحيى بن أبى كثير مضطرب لم يكن عنده كتاب كذا في شرح العلل ص 269.
482/ 172 - وأما حديث العرباض:
فرواه النسائي 2/ 72 وابن ماجه 1/ 318 وأحمد 4/ 126 و 127 و 128 والطيالسى برقم 1163 في مسنديهما وعبد الرزاق 2/ 51 و 52 وابن أبى شيبة 1/ 415 في مصنفيهما وابن حبان كما في زوائده ص 114 والطبراني في الكبير 18/ 255 و 256 والحاكم في المستدرك 1/ 214 والبيهقي 3/ 102 وابن خزيمة 3/ 27 والعقيلى في الضعفاء 1/ 109 وابن الأعرابى في معجمه 1/ 30:
من طريق خالد بن معدان عن جبير بن نفير عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى على الصف الأول ثلاثًا وعلى الثانى واحدة" السياق للنسائي.
وقد وقع في سنده اختلاف فمنهم من رواه عن خالد بإسقاط جبير ومنهم من زاده
فممن رواه عن خالد بحير بن سعد ومحمد بن إبراهيم أما رواية بحير فلم يختلف عليه في زيادته وأما رواية محمد بن إبراهيم فقال البيهقي: إنه رواه عن خالد لإسقاطه ورد ذلك ابن التركمانى بأن محمد بن إبراهيم قد رواه كما رواه بحير وعزى ذلك إلى ابن أبى شيبة وابن ماجه وأصاب ابن التركمانى من جهة ولكنه قصر في بيان ذلك من وجه آخر وذلك أن الخلاف ليس كائن من محمد بن إبراهيم بل ممن دونه والحديث جاء من رواية يحيى بن أبى كثير عن محمد واختلف الرواة عن يحيى فرواه عن يحيى، هشام الدستوائى وشيبان بن عبد الرحمن أما رواية هشام فبإسقاطه وزاده شيبان بن عبد الرحمن. اهـ.
وجمهور أهل العلم كالإمام أحمد وابن المدينى وابن معين قالوا: إن أوثق الناس في يحيى بن أبى كثير هشام الدستوائى، فعلى هذا فالرواية الراجحة عن يحيى بإسقاط جبير بن نفير علمًا بأن هشامًا قد توبع على إسقاطه إذ تابعه معمر وعكرمة بن عمار كما عند عبد الرزاق فإذا بان ذلك فالأصل أن خالد بن معدان كثير الإرسال ولم أر من أثبت سماعه من العرباض فالصواب إثبات الواسطة لكن رواية بحير بن سعد تقوى رواية شيبان بن عبد الرحمن وإن كان الراوى عن بحير بقية ولم يصرح فإن إسماعيل بن عياش قد تابعه عند الطبراني وروايته عن بلديه.
تنبيهات:
الأولى: خلط الحافظ بن حجر في أطراف المسند حيث سوى بين رواية شيبان وهشام عن يحيى والصواب أن أحمد خرج روايتهما بالاختلاف السابق.
الثانية: نسب محقق الأطراف للحافظ في تعليقه الزيادة الكائنة في رواية شيبان إلى تلميذه الحسن بن موسى الأشيب وليس ذلك كذلك.
الثالثة: تقدم ما وقع للبيهقي من نسبة الإسقاط إلى محمد بن إبراهيم ورد ابن التركمانى عليه وبيان قصوره في ذلك وما أوضحته إلا أنى وجدت الإمام الطبراني قد سبقنى إلى بعض ذلك حيث قال: في الكبير: "لم يذكر هشام في الإسناد جبير بن نفير". اهـ.
الرابعة: وقع غلط في اسم بحير بن سعد في المعجم الكبير والبيهقي ففي الأول يحيى بن سعد، وفى الثانى يحيى بن سعيد، والصواب ما تقدم وكذا وقع في مسند أحمد أيضًا يحيى بن كثير، والصواب زيادة أبى.
483/ 173 وأما حديث أنس:
فرواه عنه قتادة وزربى.
* أما رواية قتادة عنه:
فروى عنه بإسنادين مختلفين وكذا المتنين:
الأولى: رواية البزار كما في زوائده للحافظ 1/ 251:
من طريق أبى عاصم ثنا سعيد عنه به ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوت النساء آخرها وشرها أولها" قال البزار: "لا نعلمه عن أنس إلا من هذا الوجه تفرد به أبو عاصم". اهـ. قال الحافظ: قلت: هو إسناد ظاهر الصحة لكن سماع أبى عاصم من سعيد بعد الاختلاط.
الثانى: ما رواه إبراهيم الحربى في غريبه 1/ 178:
من طريق عيسى بن واقد حدثنا عمران عن قتادة به ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أي شجرة أبعد من الخارف قال: فرعها قال: كذلك الصف المقدم" عمران هو بن داور القطان في حديثه عن قتادة شىء وعيسى لا أعلم حاله ورواه ابن عدى في الكامل 2/ 98 من طريق ثابت بن حماد عن سعيد به قال ابن عدى: "وهذا الحديث وهم فيه ثابت بن حماد وإنما يرويه قتادة عن أبى رافع عن أبى هريرة". اهـ. ويخشى أن يكون ما رواه الحربى كذلك.
* وأما رواية زربى عنه:
فعند ابن خزيمة 3/ 39 والحارث بن أبى أسامة كما في زوائده ص 62 وابن عدى في الكامل 3/ 240.
ولفظه: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوسًا فقال: "إن الله أعطانى خصالًا ثلاثة فقال رجل من جلسائه: وما هذه الخصال يا رسول الله؟ قال: أعطانى صلاة في الصفوف وأعطانى التحية إنها لتحية أهل الجنة وأعطانى التأمين ولم يعطه أحدًا من النبيين قبلى إلا أن يكون الله أعطى هارون، يدعو موسى ويؤمن هارون" وزربى متفق على رد حديثه لذا قال ابن خزيمة: "أن ثبت الخبر". اهـ. فهذا منه اشتراط لذلك ولكن الشرط لم يتم ويقول ابن عدى: "وبعض متون أحاديثه منكرة". اهـ.
ويظهر من صنيع ابن عدى وذكره للحديث في ترجمة زربى أنه المنفرد به.