الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: باب (349) ما جاء في صلاة الاستخارة
قال: وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وأبي أبوب
991/ 681 - أما حديث عبد الله بن مسعود:
فرواه عنه علقمة وزر بن حبيش.
* أما رواية علقمة عنه:
ففي البزار 4/ 433 والشاشى 1/ 368 والطبراني في الكبير 10/ 95 و 112 والأوسط 4/ 106 والصغير 1/ 190 والخرائطى في مكارم الأخلاق كما في المنتقى منه ص 206 والطبراني أيضًا في الدعاء 3/ 1406.
من حديث إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة اللهم إنى استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسالك من فضلك ورحمتك فإنهما بيدك لا يملكهما أحد سواك فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت علام الغيوب اللهم إن كان هذا الأمر -للأمر الذي يريده- خيرًا لى في ديني وفى دنياى أحسبه قال وعاقبة أمرى فوفقه وسهله وإن كان غير ذلك خير فوفقنى للخير -أحسبه قال- حيث كان) والسياق للبزار وقد قال عقبه: "وهذا الحديث لا نعلم رواه أحد من حديث الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله إلا صالح بن موسى ولم نسمعه إلا من إبراهيم بن سعد وصالح فليس بالقوى" اهـ.
وقد رواه عن إبراهيم الأعمش والحكم وحماد بن أبى سليمان وفضيل بن عمرو، وكل الطرق إليهم لا تصح.
أما الطريق إلى الأعمش فإنها من طريق صالح بن موسى الطلحى متروك.
وأما إلى الحكم فإنها من طريق إسماعيل بن عياش عن المسعودي عنه ورواية إسماعيل عن غير الشاميين ضعيفة وهذا منها كما أن المسعودي مختلط. والراوى عنه هنا من تقدم ذكره وقد تفرد المسعودي بالرواية عن الحكم كما قال الطبراني، وأما إلى حماد
فهي من طريق إسماعيل بن عياش المتقدمة إلا أن إسماعيل أحيانًا يدخل فيه المسعودي وحينا يقول عن أبى حنيفة.
وعلى أىّ الطريق ضعيفة وأما الطريق إلى فضيل فإنها من طريق ابن أبى ليلى وهو سيئ الحفظ فلم تسلم طريق مما تقدم.
وقد اختلف في وصل الحديث وإرساله على الأعمش فوصله عنه من تقدم ذكره خالفه من هو أوثق منه في الأعمش وهو أبو معاوية فوقفه على عبد الله كما خرج ذلك ابن أبى شيبة في المصنف 7/ 64 فالصواب وقفه.
تنبيه:
أشار مخرج الدعاء للطبراني إلى رواية أبى معاوية ومظنتها، إلا أنه وقع له خطأ وذلك أنه أدرجها ضمن الروايات السابقة المرفوعة فيظهر ممن يكتفى بكلامه أن أبا معاوية قد تابع صالح بن موسى وإن كان كلاهما روياه عن الأعمش على سبيل الرفع وفى هذا من الخطأ ما لا يخفى.
* وأما رواية زر عنه:
ففي البزار 5/ 227 والطبراني في الكبير 10/ 234 والأوسط 7/ 222 والدارقطني في العلل 5/ 68:
من طريق مبارك بن فضالة عن عاصم أحسبه عن زر عن عبد الله قال: كنا نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من القرآن إذا أراد الرجل أمرًا أن يقول: "اللهم إنى استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسالك من فضلك الواسع فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كان هذا الأمر الذي أريده ويسميه خيرًا لى في ديني وخيرًا لى في أمر دنياى وخيرًا لى في أمر آخرتى وخيرًا لى في عاقبة أمرى فيسره لى وبارك لى فيه وإن كان شرًّا لى في أمر ديني وشرًّا لى في أمر دنياى وشرًّا لى في عاقبة أمرى فاصرفه عنى ويسر لى الخير واقض لى به ثم رضنى بقضائك".
والحديث ضعيف لأن مبارك بن فضالة معلوم أمره ثم راويه عنه الهيثم بن جميل وهو ثقة إلا أنه تغير وقد تفرد بهذا عن مبارك كما قال الطبراني وتفرد عن الهيثم الفضل بن يعقوب ولا يعلم متى روى عنه قبل التغير أم بعده إلا أن مبارك بن فضالة لم ينفرد بالاستخارة في هذا الإسناد فقد تابعه سعيد بن زيد أخو حماد كما وقع ذلك عند البزار وقد زعم الدارقطني أن سعيدًا تفرد بذكر الاستخارة في حديث التشهد وأن الرواة عن عاصم إنما ذكروا التشهد فقط إلا أنه لم ينفرد بذكر الاستخارة مطلقًا عن عاصم بل تابعه من هنا فإن أراد الدارقطني التفرد مطلقًا فيتعقب بما هنا وإلا فلا.
وعلى أىّ رواية عاصم عن زر فيها ما فيها والله أعلم.