الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"كان يصلى نحو بيت المقدس، فنزلت {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} فمر رجل من بنى سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر، وقد صلوا ركعة، فنادى: ألا إن القبلة قد حولت، فمالوا كما هم نحو القبلة" لفظه مسلم.
* وأما رواية ثمامة بن عبد الله عنه:
ففي ابن أبى شيبة في المصنف 1/ 369 والبخاري في التاريخ 2/ 216 والدارقطني في السنن 1/ 274:
من طريق زيد بن الحباب عن جميل بن عبيد الطائى عن ثمامة بن عبد الله عن أنس بن مالك قال: "جاء منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن القبلة قد حولت إلى بيت الحرام وقد صلى الإمام ركعتين فاستداروا فصلوا الركعتين الباقيتين نحو الكعبة" وجميل بن عبيد ذكره البخاري في التاريخ وابن أبى حاتم في الجرح والتعديل 2/ 519 ونقل عن ابن معين توثيقه، وشيخه معروف من رجال الصحيح.
وإنما زيد بن الحباب إذ هو حسن الحديث فالحديث حسن من أجله.
* وأما رواية عثمان بن سعد عنه:
ففي صحيح ابن خزيمة 1/ 225 وابن جرير في التفسير 2/ 3:
من طريق أبى عاصم عن عثمان بن سعد عن أنس بن مالك قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس أشهرًا فبينما هو ذات يوم يصلى الظهر صلى ركعتين إذ صرف إلى الكعبة، فقال السفهاء:{مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} والسياق لابن خزيمة وعثمان ضعفه عدة من أهل العلم ابن معين وأبو زرعة والقطان وغيرهم ونقل توثيقه عن أبى نعيم.
وعلى أي قد توبع هنا.
قوله: باب (258) ما جاء في كراهية ما يصلى إليه وفيه
قال: وفى الباب عن أبى مرثد وجابر وأنس
769/ 459 - أما حديث أبى مرثد واسمه كناز بن حصين:
فرواه مسلم 2/ 668 وأبو داود 3/ 554 والنسائي 2/ 53 وعبد بن حميد ص 172 والترمذي 3/ 358 والعلل الكبير ص 151 وأحمد 4/ 135 واْبو يعلى 2/ 191 وأبو يعلى
أيضًا في المفاريد ص 37 وابن خزيمة 2/ 8 وابن أبى عاصم في الصحابة 1/ 242 والطبراني في الكبير 19/ 193 ومسند الشاميين 1/ 329 و 330 وأبو نعيم في المعرفة 6/ 3022 والحلية 9/ 38 والبيهقي في الكبرى 2/ 435 و 4/ 79 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 515 وابن حبان 4/ 33 و 34:
من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن بسر بن عبيد الله عن أبى إدريس الخولانى عن واثلة بن الأسقع عن أبى مرثد الغنوى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها" والسياق لمسلم، وقد اختلف في إسناد الحديث في موضعين:
الموضع الأول: رواه عدة من أهل العلم عن ابن جابر منهم الوليد بن مسلم وصدقة ابن خالد وبكر بن يزيد الطويل ومحمد بن شعيب وأيوب بن سويد وعيسى بن يونس والوليد بن مزيد فلم يذكروا عن ابن جابر أبا إدريس في إسناده، ورواية صدقة عن ابن جابر عند ابن أبى عاصم في الصحابة وغيره وقد حكى ابن أبى عاصم أن أوثق الرواة أو من أوثقهم عن ابن جابر صدقة ثم وجدت رواية صدقة عند الطحاوى في شرح المعانى ذاكرًا أبا إدريس في السند وأظن هذا وهم ممن بعده والله أعلم.
خالفهم ابن المبارك ولم تتحد الرواية عنه إذ له شيخان في هذا الإسناد فمرة يقول: عن ابن جابر ومرة يقول: عن صفوان بن عمرو وكلاهما يقولان: عن بسر به إلا أنه يذكر أبا إدريس عنهما. ووقع في الطبراني الكبير من طريق عباس بن الوليد النرسى عن ابن المبارك عن ابن جابر بحذف أبى إدريس وقد بنى محققه أن أبا عبد الرحمن بن المبارك يرويه بالوجهين وفى هذا التوجيه نظر لأمرين:
الأول: أن عامة من ذكر مخالفة ابن المبارك لقرنائه كالبخاري والترمذي وأبى حاتم في العلل والدارقطني لم يذكروا عن ابن المبارك إلا وجهًا واحدًا هو زيادة أبى إدريس كما سقته أولاً فلو كانت عنه رواية أخرى لما أغفلها هؤلاء الأئمة.
الثانى: أن رواية النرسى عن ابن المبارك وقعت في أكثر من مصدر مثل أبى يعلى وغيره بذكر أبى إدريس بين بسر وشيخه كما تقدم فما وقع في المعجم الكبير يخشى أن يكون سقط وقع فيه وهذا الظاهر.
وأمر ثالث: أن عامة الرواة عن ابن المبارك المتابعين للنرسى اتفقوا على ذكر أبى إدريس ولم يسقطه أحد.
وأمر رابع: يؤكد أن ابن المبارك رواه على وجه واحد روايته عن صفوان بن عمرو غير ابن جابر بذكر أبى إدريس فهذا يؤكد عدم صحة التوجيه الذى ذهب إليه من تقدم ذكره.
إذا بان ما تقدم من الاختلاف الإسنادى فقد اختلفوا أيضًا على من وقع الاختلاف عليه. فذهب البخاري كما في جامع المصنف وعلله وتبعه أبو حاتم الرازى كما في العلل 1/ 80 و 349. وابن أبى عاصم في الصحابة والدارقطني في العلل 7/ 43 و 44 إلى أن الخلاف كائن من أصحاب عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وإن الغلط كائن من ابن المبارك وإن تابعه على ذكر أبى إدريس بشر بن بكر. خالف جميع من تقدم أبو نعيم الأصبهانى إذ قال: في المعرفة ما نصه بعد أن ذكر الحديث من طريق ابن جابر على رواية من رواه عنه بدون ذكر أبى إدريس: "كذا رواه ابن جابر عن بسر ورواه صفوان بن عمرو عن بسر عن أبى إدريس الخولانى عن واثلة عن أبى مرثد". اهـ. ثم ساق رواية صفوان من طريق ابن المبارك عنه بذكر أبى إدريس. وفيما قاله نظر لأن الرواة عن ابن جابر لم يتفقوا على ما حكاه عنه أبو نعيم فلو اتفقوا لصح ما قال. هذا أمر وأمر ثانى أن عامة الرواة عن عبد الله بن المبارك مثل حسن بن الربيع وهناد بن السرى وغيرهما قالوا: عن ابن المبارك عن ابن جابر ولم أره عن ابن المبارك عن صفوان إلا من طريق النرسى مع أن الراوى عن عباس بن الوليد النرسى، البزار صاحب المسند وقد غمزه الدارقطني ففي أسيئلة حمزة السهمى عنه ص 137 ما نصه:"وسألته عن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار قال: ثقة يخطئ كثيرًا ويتكل على حفظه". اهـ. وقد خالف البزار من لم يوسم بجرح بل شهد له بالإمام وهو زكريا بن يحيى الساجى فرواه عن النرسى عن ابن المبارك فقال: عن ابن جابر كرواية الأئمة والله أعلم.
فإذا علم ما تقدم علم أن الاختلاف الإسنادى كائن من الرواة عن ابن جابر وإن المخالفة كائنة من عبد الله بن المبارك عن ابن جابر لا من شيخه عن بسر كما قال أبو نعيم.
الموضع الثانى: أن وهيب بن خالد رواه عن ابن جابر جاعل الحديث من مسند أبى سعيد الخدرى. وقد خرج روايته ابن ماجه في سننه 1/ 498 وأبى يعلى 2/ 6 وقد غلط الدارقطني وهيب بن خالد وقال "الصحيح حديث واثلة عن أبى مرثد". اهـ. وقد حكم على هذه الطريق بالصحة الألبانى في تحذير الساجدص 31 ولم يصب والأسف منه أنه يقع له في مثل هذا في مواطن عدة وهو عدم النظر إلى اختلاف الرواة.
والاختلاف السابق غير مؤثر في صحة الحديث لأنه لو فرض صحة رواية ابن المبارك فإن ذلك من المزيد في متصل الأسانيد لأن بسرًا قد صرح بالسماع ممن فوق أبى إدريس لذا خرج مسلم الوجهين جريًا منه على صحة الروايتين وإن رواية ابن المبارك من المزيد.
وهذا الحديث أحد الأحاديث التى انتقدها الدارقطني في العلل وهى في الصحيح وأغفلها في التتبع وفى هذا ما يدل على نقد كلام ابن الصلاح حيث يفهم من صنيعه أن الأحاديث المنتقدة على الشيخين كائنة عن الدارقطني في كتاب التتبع فحسب إذ أفرد الدارقطني بالذكر في هذا المقام وانظر كتابه ص 42 مع نكت العراقى.
تنبيه: وقع في الحلية في السند ما نصه: "عبد الرحمن بن مهدى أخبر أن أبا إدريس يقول: سمعت واثلة" إلخ، والظاهر أن في السند سقط وابن مهدى يرويه عن ابن المبارك عن ابن جابر به ثم وجدت ما يؤكد هذا ما في جامع الترمذي 3/ 358 إلا أنه لم يوصله.
770/ 460 - وأما حديث جابر:
فرواه عنه أبو الزبير والحسن.
* أما رواية أبى الزبير عنه:
فرواها مسلم 2/ 667 وأبو داود 3/ 552 والترمذي 3/ 359 والنسائي 4/ 87 وابن ماجه 1/ 498 وأحمد 3/ 295 و 332 و 339 وغيرهم:
من طريق ابن جريج شال: أخبرنى أبو الزبير أنه سمع جابرًا يقول: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن أن يجصص القبر وإن يقعد عليه وإن يبنى عليه" والسياق لمسلم والحديث كما تقدم قد صرح فيه ابن جريج وشيخه في الصحيح فلا حاجة إلى ما قاله الضال المضل الكوثرى في مقالاته ص 159 من كونه ضعيف من أجل عنعنة أبى الزبير علمًا بأن أبا الزبير لم ينفرد به فقد تابعه الحسن عند الطبراني في الأوسط وكذا سليمان اليشكرى وإن لم يصح له سماع من جابر عند الطبراني في الأوسط ونصر بن راشد عند البخاري في التاريخ 8/ 106 والطحاوى في شرح المعانى 1/ 516.
* وأما رواية الحسن عنه:
ففي ابن ماجه 1/ 119 والكامل لابن عدى 4/ 334 وابن الأعرابى في معجمه 1/ 61:
من طريق عباد بن كثير الثقفي عن عثمان الأعرج عن الحسن قال: حدثنى سبعة رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو هريرة الدوسى وجابر بن عبد الله وعبد الله بن
عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر وعمران بن الحصين ومعقل بن يسار وأنس بن مالك "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في مسجد تجاهه حش أو حمام أو مقبرة" وعباد انفرد بهذا السياق، وقد قال ابن المبارك: انتهيت إلى شعبة وهو يقول هذا عباد بن كثير فاحذروا روايته. اهـ. وقال أبو طالب: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عباد بن كثير أسوأهم حالًا قلت: كان له هوى؟ قال: لا ولكن روى أحاديث كذب لم يسمعها وكان من أهل مكة وكان رجلاً صالحًا قلت: كيف كان يروى ما لم يسمع، قال:"البلاء والغفلة". اهـ. والكلام فيه أكثر من هذا، وقد تابعه سالم عند ابن ماجه إلا أن السند إليه لا يصح إذ هو من رواية التنسى عمرو بن أبى سلمة عن زهير بن محمد وروايته عنه ضعيفة لأنه شامى وقد خالف عبادًا في سياق المتن إلا أن سالما قد تابعه هشام بن حسان عند ابن الأعرابى وقد ضعف ابن المدينى ما يرويه هشام عن الحسن إذ ذكر أن بينهما حوشب كما في العلل له ص 68 وفى الإسناد علة أخرى سوى ما تقدم هي الكلام في سماع الحسن من جابر إذ قد أنكر سماعه أبو حاتم. اهـ.
771/ 461 - وأما حديث أنس بن مالك:
فرواه عنه الحسن البصرى وثمامة بن عبد الله.
* أما رواية الحسن عنه:
فقد جاءت من غير لفظ منها ما تقدم في حديث جابر.
ومنها ما رواه ابن حبان في صحيحه 4/ 32 و 34 والبزار 1/ 221 كما في زوائده والمصنف في العلل ص 77 وابن عدى في الكامل 4/ 334:
من طريق حفص بن غياث عن الاْشعث عن الحسن عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم: "نهى عن الصلاة إلى القبور".
والحديث حكم عليه بالصحة ابن حبان.
وقد أعله البزار حيث قال: "قد رواه غير حفص عن أشعث عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً ولم يذكر أنسًا إلا حفص". اهـ. وبقى أمر آخر وهو أن أشعث لا أعلم من هو علمًا بأن ممن يروى عن الحسن ممن يسمى بما تقدم ابن عبد الملك وهو ثقة وابن سوار وابن عبد الله وابن براز والمعلوم أن ابن سوار وابن براز ضعيفان إلا أن هذا الخوف قد ارتفع بمتابعة عمران بن حدير عن الحسن كما عند ابن حبان ولم يبق في الحديث إلا ما