الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا أبا سعيد الجمعة فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان مطر وابل فصلوا في رحالكم" قال الحاكم: "ناصح بن العلاء بصرى ثقة إنما المطعون ناصح أبو عبد الله المحلمى الكوفى فإنه روى عنه سماك بن حرب مناكير". اهـ. وما قاله الحاكم من التفرقة بينهما صحيح وإن الثانى ضعيف إنما البصرى مختلف فيه وقد قال البخاري: فيهما كما في تاريخه 8/ 121 و 122: "منكر الحديث". اهـ. فكلاهما ضعيفان ووجدت في هامش الكامل أيضًا عن التهذيب أن البخاري قال في البصرى: ثقة والصواب ما في تاريخه فبان بهذا أن الحديث رفعه ضعيف ومع الضعف فقد اختلف في رفعه ووقفه فرفعه من تقدم خالف ناصحًا قتادة بن دعامة كما عند ابن أبى شيبة في المصنف 2/ 59 والعقيلى 4/ 311 فقال: عن كثير مولى بن سمرة قال: مررت بعبد الرحمن بن سمرة وهو على بابه جالس فقال: ما خطب أميركم؟ قلت: أما جمعت قال: منعنا منها هذا الزرع".
وقد صوب العقيلى رواية الوقف والأمر كما قال: فإن الرواية المرفوعة منكرة.
قوله: باب (302) ما جاء في التسبيح في أدبار الصلاة
قال: وفى الباب عن كعب بن عجرة وأنس وعبد الله بن عمرو وزيد بن ثابت وأبى الدرداء وابن عمر وأبى ذر.
880/ 570 - أما حديث كعب بن عجرة:
فرواه مسلم 1/ 418 وأبو عوانة 2/ 269 والترمذي 5/ 479 والنسائي 3/ 75 وابن أبى شيبة في مسنده 1/ 346 ومصنفه 7/ 36 وعبد الرزاق 2/ 236 والطيالسى كما في المنحة 1/ 105 وابن حبان 3/ 234 والطبراني في الكبرى 19/ 122 و 123 والبيهقي 2/ 187 وأبو نعيم في الحلية 5/ 604 وأبو الفضل الزهرى في حديثه 1/ 288 والطحاوى في المشكل 1/ 287 و 288:
من طريق الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن كعب بن عجرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة. ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة. وأربع وثلاثون تكبيرة" والسياق لمسلم.
واختلف في رفعه ووقفه على الحكم فرفعه عنه مالك بن مغول وعمرو بن قيس وحمزة الزيات ومحمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى وليث بن أبى سليم وإبراهيم بن عثمان أبو شيبة والأعمش وسفيان بن حسين وزيد بن أبى أنيسة.
واختلف فيه على شعبة ومنصور.
أما الخلاف على شعبة فرفعه عنه شعيب بن حرب ووقفه عنه الطيالسى ووكيع. وذكر الدارقطني في التتبع ص 351 أن عبد ان رفعه عن شعبة وعبد ان إنما رواه عن ابن المبارك عن مالك بن مغول به وزعم أن عبد ان تفرد بذلك وهو محجوج برواية شعيب المتقدمة الواقعة عند ابن حبان وغيره.
وأما الخلاف عن منصور فرفعه عنه الثورى من طريق قبيصة وأبو عامر العقدى عن الثورى، تابعهما عبد الرزاق عن الثورى كما في المصنف إلا أن مخرج المصنف جعل صيغة الرفع بين قوسين وذكر أنه اعتمد على صحيح مسلم ولا يعلم ما في الحديث من الخلاف السابق فعل هذا ما في المصنف من طريق عبد الرزاق عن الثورى موقوفًا فالخلاف بين الرفع والوقف عن الثورى كائن أيضًا.
وممن وقفه عن منصور أبو الأحوص وجرير بن عبد الحميد. ولا شك أن الثورى أقوى منهما إن قدمت رواية الرفع عنه. فإذا كان الأمر كما تقدم فقد رجح الدارقطني في التتبع رواية شعبة ومنصور الموقوفة عنهما وفى ذلك نظر واعتمد على ذلك بقوله: "والصواب والله أعلم الموقوف لأن الذين رفعوه شيوخ لا يقاومون منصورًا وشعبة". اهـ. مع أنهما لم يوقفاه فحسب بل روى عنهم موافقتهم لمن رفعه.
تنبيهات:
الأولى: زعم الترمذي أن شعبة وقفه وإن منصورًا رفعه ولم يصب في ذلك بل في ذلك الخلاف السابق.
الثانية: زعم أبو نعيم في الحلية أن شعبة ومنصورًا رفعاه عن الحكم ولم يصب في ذلك لما تقدم.
الثالثة: زعم الدارقطني أنه لم يرد مرفوعًا عن شعبة إلا من رواية جعفر الصائغ عن عبد الله عنه ولم يصب وتقدم الكلام في هذا.
الرابعة: وقع بعض الغلط في مصنف بن أبى شيبة في الإسناد إذ فيه "عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن كعب عن عبد الرحمن بن عجرة" صوابه ما تقدم كما وقع في الطبراني "ابن ليلى عن الحكم" صوابه ابن أبى ليلى عن الحكم.
881/ 571 وأما حديث أنس:
فرواه عنه الجعد أبو عثمان وكثير بن سليم ومعاوية بن قرة وعطاء بن أبى رباح وإسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة وحسين بن أبى سفيان وأبو الزهراء وعباد بن عبد الصمد وابن جدعان وخصيف.
* أما رواية الجعد أبى عثمان عنه:
فرواها أبو يعلى 4/ 239 و 240 والبزار كما في زوائده لابن حجر 2/ 413 وابن السنى في اليوم والليلة ص 54 والطبراني في الدعاء 2/ 1095:
من طريق عقبة بن عبد الله الأصم وأبى عمران الجونى كلاهما عن الجعد أبى عثمان والسياق للأصم عن أنس قال: "ما صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة مكتوبة قط إلا قال حين أقبل علينا بوجهه: اللهم أنى أعوذ بك من كل عمل يخزينى وأعوذ بك من كل صاحب يؤذينى وأعوذ بك من كل أمل يلهينى وأعوذ بك من كل فقر ينسينى وأعوذ بك من كل غنى يطغينى" والسياق للبزار وقال عقبه: "لا نعلم رواه عن أنس إلا الجعد ولا عنه إلا أبو عمران ولم يسند أبو عمران عن الجعد غيره ولا حدث به عنه إلا بكر وليس هو بالقوى ولا نعلم حدث به غيره". اهـ. ورد ذلك الحافظ بقوله: "قلت قد حدث به مثله". اهـ.
وعلى أي تقدم أنه تابع أبا عمران عقبة والحديث ضعيف فإن عقبة ضعيف جدًّا ولا تنفعه المتابعة السابقة لأن الطريق لا تصح إلى عمران فإن الراوى عنه هو بكر بن خنيس وهو ضعيف جدًّا أيضًا.
تنبيه: وقع عند ابن السنى غلط في الإسناد إذ فيه "عن أبى الجعد" صوابه ما تقدم.
* وأما رواية كثير بن سليم عنه:
ففي الأوسط للطبراني 3/ 289 والدعاء له 2/ 1095:
من طريق عبد الله بن صالح قال: حدثنى كثير بن سليم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى وفرغ من صلاته مسح بيمينه على رأسه وقال: "بسم الله الذى لا إله غيره، الرحمن الرحيم، اللهم أذهب عنى الهم والحزن".
وابن صالح مختلط وشيخه أشد منه قال البخاري: منكر الحديث ووافقه على ضعفه أيضًا ابن معين وأبو داود وأبو زرعة وأبو حاتم.
والحديث ضعفه الحافظ في نتائج الأفكار أيضًا.
* وأما رواية معاوية بن قرة عنه:
ففي البزار 2/ 412 و 413 كما في زوائده للحافظ وابن السنى في اليوم والليلة ص 52 والطبراني في الدعاء 2/ 1096 والأوسط له 3/ 66:
من طريق سلام الطويل عن زيد العمى عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى صلاته مسح جبهته بيده اليمنى ثم يقول: "بسم الله الذى لا إله إلا هو الرحمن الرحيم اللهم أذهب عنى الغم والحزن" والسياق للطبراني وقال: "لم يرو هذا الحديث عن معاوية إلا زيد تفرد به سلام". اهـ. وسلام تركه غير واحد قال البخاري: "سلام بن سلم السعدى عن زيد العمى تركوه". اهـ. وشيخه ظاهر ضعفه وقد ضعف الحافظ الحديث في زوائد البزار بزيد فحسب.
* وأما رواية عطاء عنه:
ففي الدعاء للطبراني 2/ 1100:
من طريق عمر بن عبد الله بن أبى خثعم عن يحيى بن أبى كثير عن عطاء بن أبى رباح عن أنس بن مالك صلى الله عليه وسلم حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد يصلى الفجر ثم يقول حين ينصرف لا حول ولا قوة إلا بالله لا حيلة ولا احتيال ولا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه سبع مرات إلا دفع الله تعالى عنه سبعين نوعًا من البلاء" وعمر متروك.
* وأما رواية إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عنه:
ففي الترمذي 2/ 347 والنسائي 3/ 51:
من طريق عكرمة بن عمار حدثنى إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك أن أم سليم غدت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: علمنى كلمات أقولهن في صلاتى فقال: "كبرى الله عشرًا وسبحى الله عشرًا وأحمديه عشرًا ثم سلى ما شئت يقول نعم نعم" والإسناد صحيح.
* وأما رواية حسين بن أبى سفيان عنه:
فرواها البزار 2/ 408 كما في زوائده لابن حجر وأبى يعلى 4/ 218 والطبراني في الدعاء 2/ 1132 وابن سعد في الطبقات 8/ 426:
من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن حسين بن أبى سفيان عن أنس بن مالك وفيه: "يا أم سليم إذا صليتى المكتوبة فقولى" الحديث، فقيد المطلق المذكور في رواية إسحاق بن عبد الله.
* وأما رواية أبي الزهراء عنه:
ففي البزار كما في زوائده 2/ 408 وابن السنى في اليوم والليلة ص 57 والطبراني في الدعاء 2/ 1136:
من طريق خلف بن عقبة ثنا أبو الزهراء عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال في دبر الصلاة: سبحان الله العظيم وبحمده لا حول ولا قوة إلا بالله قال مغفورًا له" قال البزار: "أبو الزهراء غير معروف". اهـ. وذكر ابن السنى أنه كان خادمًا لأنس وقد ذكره ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه شيئًا.
* وأما رواية عباد بن عبد الصمد عنه:
ففي الدعاء للطبراني 2/ 1136:
من طريق كامل بن طلحة الجحدرى ثنا عباد بن عبد الصمد قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: قبيصة بن المخارق قدم عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "يا خالاه أتيتنى بعد ما كبرت سنى ورق عظمى واقترب أجلى وافتقرت فهنت على الناس" فقال: يا نبى الله صلى الله عليه وسلم أفدنى فإنى شيخ نسى ولا تكثر على قال: "أعلمك دعاء تدعو الله عز وجل به كلما صليت الغداة ثلاث مرات فيدفع الله عز وجل عنك البرص والجنون والجذام والفالج ويفتح لك بها ثمانية أبواب الجنة تقول: اللهم اهدنى من عندك وأفض على من فضلك وأسبغ على نعمتك وأنزل على بركتك" وعباد قال البخاري فيه: "سمع أنسًا منكر الحديث". اهـ. وقال ابن عدى: في الكامل 4/ 343: "وعباد بن عبد الصمد له عن أنس غير حديث منكر وعامة ما يرويه في فضائل على وهو ضعيف منكر الحديث ومع ذلك غال في التشيع".
تنبيه: زعم ظنًّا مخرج الدعاء للطبراني أن عبادًا لا سماع له من أنس وفيما قاله البخاري يرد ذلك.
* وأما رواية أبن جدعان عنه:
ففي اليوم والليلة لابن السنى ص 54 والطبراني في الأوسط 9/ 157:
من طريق عبد الملك النخعى عن ابن جدعان عن أنس قال: كان مقامى يعنى في الصلاة بين كتفى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض. فكان يقول إذا انصرف من الصلاة: "اللهم اجعل خير عمرى آخره وخير عملى خواتمه واجعل خير أيامى يوم ألقاك" وابن جدعان
هو على بن زيد بن جدعان ضعيف وعبد الملك إن كان هو بن الحسين فهو مثله ثم وجدته مصرحًا به بأنه هو عند الطبراني إذ خرجه من طريقه أيضًا إلا أنه بخلاف السند السابق عنه فرواه عنه كما تقدم صالح بن أبى الأسود خالفه أبو النضر بن أبى النضر فقال عن عبد الملك بن الحسين أبو مالك النخعى عن أبى المحجل عن ابن أخى أنس بن مالك عن أنس". اهـ. وقد زعم الطبراني أن أبا النضر تفرد به عن عبد الملك ولم يصب في ذلك إلا إن أراد بذلك التفرد من سياق الإسناد الذى خرجه من طريقه فذاك.
وعلى أي كلا الطريقين مدارهما على النخعى وهو ضعيف ويخشى أن يكون هذا الاختلاف منه.
* وأما رواية خصيف عنه:
ففي الأوسط 7/ 356 واليوم والليلة لابن السنى ص 61:
من طريق عبد العزيز بن عبد الرحمن عن خصيف عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من عبد بسط كفيه في دبر كل صلاة ثم يقول: اللهم إلهى وإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإله جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام أسالك أن تستجيب دعوتى فإنى مضطر وتعصمنى في دينى فإنى مبتلى وتنالنى برحمتك فإنى مذنب وتنفى عنى الفقر فإنى متمسكن إلا كان حقًّا على الله عز وجل إلا يرد يديه خائبتين" قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن خصيف إلا عبد العزيز بن عبد الرحمن". اهـ.
وعبد العزيز متروك قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "عرضت على أبى أحاديث سمعتها من إسماعيل بن عبد الله بن زرارة السكونى الرقى عن عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشى عن خصيف، إلى أن قال: "فقال لى عبد العزيز: هذا اضرب على حديثه هي كذب أو قال: هي موضوعة فضربت على أحاديثه". اهـ. والكلام فيه أكثر من هذا. انظر الكامل 5/ 289 واللسان 4/ 34.
882/ 572 - وأما حديث عبد الله بن عمرو:
فرواه أبو داود 2/ 170 والترمذي 5/ 478 والنسائي 3/ 79 وعبد بن حميد ص 139 والبزار 6/ 384 والحميدي 1/ 265 وابن ماجه 1/ 299 وأحمد 2/ 160 والبخاري في الأدب المفرد ص 417 وابن أبى شيبة في المصنف 7/ 38 وعبد الرزاق 2/ 233 و 234 والطحاوى في المشكل 10/ 281 وابن حبان 3/ 233 والطبراني في الدعاء 2/ 1132
و 1133 و 1134 والأوسط 3/ 214 والبيهقي 2/ 187:
من طريق عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة. وهما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله في دبر كل صلاة عشرًا ويكبر عشرًا ويحمد عشرًا فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده فذلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان وإذا آوى إلى فراشه سبح وحمد وكبر مائة. فتلك مائة باللسان وألف في الميزان. فأيكم يعمل في اليوم ألفين وخمسمائة سيئة، قالوا: وكيف لا يحصيهما قال: "يأتى أحدكم الشيطان وهو في الصلاة فيقول: اذكر كذا واذكر كذا حتى ينفك العبد لا يعقل ويأتيه وهو في مضجعه فلا يزال بنومه حتى ينام".
وعطاء مختلط إلا أنه قد رواه عنه من رواه عنه قبل الاختلاط مثل الثورى ووالد عطاء هو السائب بن مالك ثقة فالحديث صحيح. إلا أنه وقع في إسناده اختلاف على عطاء فعامة أصحابه كالثورى وشعبة وغيرهما رووه عنه كلما تقدم خالفهم أبان بن صالح إذ قال: عنه عن أبيه أن عبد الله بن عمر أو عمرو أخبره على الشك.
883/ 573 - وأما حديث زيد بن ثابت:
فرواه الترمذي 5/ 479 والنسائي 3/ 76 وأحمد 5/ 184 و 195 وابن المبارك في الزهد ص 407 والدارمي 1/ 254 وابن خزيمة 1/ 370 وابن حبان 3/ 233 والطحاوى في المشكل 10/ 290 والطبراني في الكبير 5/ 161 والدعاء له 2/ 1135 والحاكم في المستدرك 1/ 253:
من طريق هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أمرنا أن نسبح في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين ونحمد ثلاثًا وثلاثين ونكبر ثلاثًا وثلاثين فرأى رجل من الأنصار فيما يرى النائم فقيل له: أمركم نبيكم صلى الله عليه وسلم أن تسبحوا كذا وكذا وتحمدوا كذا وتكبروا كذا قال: نعم فقال: اجعلوها خمسًا وعشرين وزيدوا فيها التهليل فجاء الأنصارى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره برؤياه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اجعلوها كما قال" والحديث صححه من تقدم ممن شرط الصحة في كتابه وكذا صححه الذهبى وابن حجر والأمر كما قالوا.
884/ 574 - وأما حديث أبى الدرداء:
ففي اليوم والليلة للنسائي ص 207 وأحمد 6/ 196 و 446 وابن أبى شيبة في مسنده
1/ 52 ومصنفه 7/ 39 والطيالسى برقم 982 وعبد الرزاق 2/ 232 والطبراني في الدعاء 2/ 1102 و 1124 و 1125 و 1126 و 1127 وابن المبارك في الزهد ص 456 والدارقطني في العلل 6/ 213 وابن حيويه فيمن وافقت كنيته كنية زوجه ص 51:
من طريق أبى عمر الصينى عن أم الدرداء قالت: نزل بأبى الدرداء ضيف فقال له: أمقيم فنسرح أم ظاعن فنعكف قال: ضاعن. قال: أما أنى ما أجد ما أضيفك به أفضل من شىء سألت النبي صلى الله عليه وسلم عنه سألت النبي صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله ذهب أصحاب الأموال بالخير يصومون كما نصوم ويصلون كما نصلى ويتصدقون وليس لنا أموال نتصدق. قال: "يا أبا الدرداء ألا أدلك على شىء إن أنت فعلته لم يسبقك من كان قبلك ولم يدركك من كان بعدك إلا من جاء بمثل ما جئت به تسبح الله دبر كل صلاة ثلًاثا وثلاثين وتحمده ثلًاثا وثلاثين وتكبره أربعًا وثلاثين".
وقد اختلف فيه على أبى عمر ومن بعده:
فممن رواه عن أبى عمر عبد العزيز بن رفيع والحكم بن عتيبة وميمون بن أبى شبيب ويونس بن خباب أما ميمون ويونس فروياه عن أبى عمر به ولم يختلفا فيه. واختلف فيه على الحكم وعبد العزيز. أما الخلاف عن الحكم فرواه عنه كما تقدم شعبة ومالك بن مغول خالفهم ليث بن أبى سليم إلا أنه اختلف فيه عليه فقال عنه زهير بن معاوية وفضيل عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبى الدرداء وقال الحمانى: عن مجاهد عن ابن أبى ليلى عن أبى الدرداء وقال معتمر بن سليمان عنه عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فخالفهما حيث أرسله والظاهر أن هذا من ليث لأنه سيئ الحفظ.
خالف جميع من تقدم عن الحكم زيد بن أبى أنيسة فقال عنه عن أبى عمر عن رجل عن أبى الدرداء. وأصح هذه الروايات رواية شعبة ومالك بن مغول.
وأما الخلاف عن عبد العزيز فممن رواه عنه الثورى وشريك وجرير بن عبد الحميد وأبو الأحوص. واختلف هؤلاء عن عبد العزيز فقال عنه جرير وأبو الأحوص عن أبى صالح عن أبى الدرداء. خالفهما الثورى فقال: عن عبد العزيز عن أبى عمر عن أبى
الدرداء. خالفهم شريك فقال عنه عن أبى عمر عن أم الدرداء عن أبى الدرداء، ولم يتابعه ممن تقدم أحد في ذكره أم الدرداء وهذا من سوء حفظه وأصح هذه الروايات عن عبد العزيز رواية الثورى.
وهذا الخلاف في الإسناد لا يؤدى به إلى الاضطراب لأن الترجيح بين الروايات قائم. فأصحها عن الحكم الأولى كما تقدم.
إلا أن الحديث مداره على أبى عمر ومتابعة أبى صالح له المتقدمة وكذا رواية أم الدرداء بهما تقدم لا تصحان. فإذا بان هذا فقد انفرد بالحديث عن أبى الدرداء أبو عمر وقد اختلف في تعيينه فقيل إنه الصينى وقيل الشامى وورد تسميته في رواية ميمون عند الطبراني أنه نشيط وعلى أي لا يعلم أنه وثقه معتبر فالحديث ضعيف.
885/ 575 - وأما حديث ابن عمر:
فتقدم تخريجه في باب برقم (224).
576/ 886 - وأما حديث أبى ذر:
فرواه عنه بشر بن عاصم عن أبيه وعبد الرحمن بن غنم.
* أما رواية بشر عن أبيه عنه:
ففي ابن ماجه 1/ 99 وأحمد 5/ 158 والحميدي 1/ 78 وابن المبارك في الزهد ص 406 وابن خزيمة 1/ 368 والطوسى في مستخرجه 2/ 359 و 360:
من طريق سفيان بن عيينة عن بشير بن عاصم عن أبيه عن أبى ذر قال: قيل للنبى صلى الله عليه وسلم. وربما قال: سفيان قلت: يا رسول الله ذهب أهل الأموال والدثور بالأجر. يقولون كما نقول وينفقون ولا ننفق قال لى: "ألا أخبركم بأمر إذا فعلتموه أدركتم من قبلكم وفتم من بعدكم. تحمدون الله في دبر كل صلاة وتسبحونه وتكبرونه ثلًاثا وثلاثين وثلًاثا وثلاثين وأربعًا وثلاثين" قال سفيان: لا أدرى أيتهن أربع، وبشر بن عاصم بن سفيان ثقة وكذا والده فالسند صحيح.
* وأما رواية عبد الرحمن بن غنم عنه:
ففي الترمذي 5/ 515 والنسائي في اليوم والليلة ص 196 والدارقطني في العلل 6/ 248 وعبد الرزاق 2/ 235:
من طريق شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبى ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال: في دبر صلاة الفجر وهو ثانى رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شىء قدير عشر مرات كتب له عشر حسنات ومحيت عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان يومه ذلك في حرز من كل
مكروه وحرس من الشيطان ولم ينبغ لدنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله".
وقد اختلف في وصله وإرساله ومن أي مسند هو إذ رواه عن شهر زيد بن أبى أنيسة وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبى حسين وعبد الحميد بن بهرام أما زيد فرواه عن شهر كما تقدم. وأما ابن أبى حسين فاختلف فيه عنه إذ رواه عنه حصين بن منصور كما رواه ابن أبى أنيسة إلا أنه جعله من مسند معاذ. خالفه محمد بن حجادة إذ رواه عن ابن أبى حسين إلا أنه اختلف فيه على ابن جحادة فرواه عنه عبد العزيز بن حصين عن ابن أبى حسين عن شهر عن ابن غنم عن أبى هريرة. خالف عبد العزيز عن ابن جحادة زهير بن معاوية إذ قال: عنه وعن ابن أبى حسين عن شهر عن ابن غنم مرسلًا وقد وافق ابن حجادة في هذه الرواية المرسلة عن شهر معقل بن عبيد الله وهمام بن يحيى. خالف، ابن حجادة في ابن أبى حسين إسماعيل بن أبى خالد إذ قال: عن ابن أبى حسين عن شهر عن أبى أمامة فجعله من مسند أبى أمامة. وقال إسماعيل بن عياش عن ابن أبى حسين وليث عن شهر مرسلًا فوافق رواية زهير عن ابن حجادة عن ابن أبى حسين عن شهر عن ابن غنم إلا أنه جعله عن شهر عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأما عبد الحميد بن بهرام فقال: عن شهر عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الاختلاف مما يؤدى بالإسناد إلى الاضطراب. وقد حمل الدارقطني هذا الاختلاف الإسنادى شهر بن حوشب إذ قال في العلل 6/ 45: "والاضطراب فيه من شهر". اهـ. إلا أنه قال في ص 248 ما يدل على عدم جزمه بذلك إذ قال: "ويشبه أن يكون الاضطراب فيه من شهر". اهـ.
وعلى أي فقد قال: عدة من أهل العلم إن رواية عبد الحميد عن شهر أحسن من غيرها ففي شرح علل المصنف لابن رجب 2/ 873 ما نصه: "قال يحيى القطان: من أراد حديث شهر فعليه بعبد الحميد بن بهرام وقال أحمد: حديثه عن شهر مقارب كان يحفظها كأنه يقرأ سورة من القرآن وهى سبعون حديثا طوالًا، وقال أبو حاتم الرازى: عبد الحميد بن بهرام في شهر مثل ليث بن سعد في سعيد المقبرى أحاديثه عن شهر صحاح لا أعلم روى عن شهر أحسن منها: قلت: يحتج بحديثه؟ قال: لا ولا بحديث شهر ولكن يكتب حديثه، قال شعبة: نعم الشيخ عبد الحميد بن بهرام لكن لا تكبتوا عنه فإنه يحدث عن شهر" اهـ.
فعبد الحميد حين حدث عن شهر بحديث الباب لم يذكر عنه الأوجه السابقة المختلفة فروايته مقدمة عن شهر على رواية قرينيه إلا أن هذا لا يتمشى مع ما تقدم عن الدارقطني