الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
431/ 121 - وأما حديث أبى سعيد:
فرواه عنه ابن أبى صعصعة وعطاء بن يسار.
* أما رواية ابن أبى صعصعة عنه:
فرواها البخاري 2/ 87 و 88 والنسائي 2/ 11 وابن ماجه 1/ 239 و 240 وغيرهم:
من طريق مالك وابن عيينة وغيرهم عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبى صعصعة الأنصارى عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدرى قال له: إنى أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا أنس ولا شىء إلا شهد له يوم القيامة قال أبو سعيد: "سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم" لفظ البخاري.
وقد وقع لابن عيينة خطأ في إسناده إذ قلب شيخ مالك فقال: عبد الله بن عبد الرحمن والصواب قول مالك كما ذكر ذلك الحافظ في الفتح ويؤيده المناظرة التى ذكرها الإمام أحمد في علله بينه وبين ابن المدينى إذ كان ابن المدينى يقدم ابن عيينة وخالفه أحمد ثم تناظرا فذكر أحمد أكثر من ثمانية عشر خطأ وقع لابن عيينة وذكر ابن المدنيى لمالك ثلاثة أخطاء والله الموفق.
* وأما رواية عطاء عنه:
ففي مصنف عبد الرزاق 1/ 484 وابن الأعرابى في معجمه 2/ 492 والخطيب في تاريخه 12/ 61:
من طريق ابن عيينة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد الخدرى رفعه قال: "المؤذن يغفر له مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس" وقد اختلف في وصله وإرساله على ابن عيينة فوصله عنه أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم وأرسله عبد الرزاق وكل ثقة والنفس تميل إلى من وصل.
قوله: باب (153) ما جاء أن الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن
قال: وفى الباب عن عائشة وسهل بن سعد وعقبة بن عامر
432/ 122 - أما حديث عائشة:
فرواه المصنف في العلل الكبير ص 65 وأحمد في المسند 6/ 65 وأبو يعلى 4/ 312 والبخاري في التاريخ الكبير 1/ 78 وابن حبان 3/ 90 وابن عدى في الكامل 6/ 235
والبيهقي في الكبرى 1/ 431 وأبو نعيم في تاريخ أصبهان 2/ 194 والطحاوى في المشكل 5/ 436 والعقيلى في الضعفاء 4/ 435.
كلهم من حديث محمد بن أبى صالح عن أبيه عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين".
وقد اختلف في صحة الحديث على أقوال فمنهم من رد هذا اللفظ أصلًا ولم يجعله مرفوعًا من أي مسند كان ومنهم من قال: بعكس هذا ومنهم من فصل فصحح الحديث من مسند أبى هريرة لا عائشة ومنهم من عكس أيضًا.
وبيان ذلك أن على بن المدينى حكى المصنف عنه في الجامع والعلل أنه رد الحديث من كلا الطريقين وقال: إن أصح طرقه يونس بن عبيد عن الحسن مرسلًا وحجة ابن المدينى أن من جعل الحديث من مسند عائشة فإنه لا يعرف إلا من طريق محمد بن أبى صالح ولا يدرى من هو في قول ابن معين وخطأ غيره ممن جعله أخًا لسهيل، ومن جعل الحديث من مسند أبى هريرة فإنه لم يأت إلا من قبيل الأعمش والأعمش قد روى عنه عدة من أصحابه موضحين عدم سماعه له من أبى صالح فقد حكى البخاري عنه في التاريخ والمصنف في الجامع أن الأعمش قال مرة: سمعت أبا صالح أو بلغنى عنه وفى رواية ابن فضيل عنه أنه قال: عن رجل عن أبى صالح وغير ذلك فالروايات التى فيها عدم تصريحه بهذا تحمل على هذا وإن كانوا أكثر ولذا بعد أن ذكر الدارقطني في العلل جمًّا غفيرًا ممن رواه عن الأعمش غير موضحين عنه ما سبق قال: "وقال أبو بدر شجاع بن الوليد عن الأعمش قال حدثت عن أبى صالح عن أبى هريرة فأفسد الحديث". اهـ. فكأن الدارقطني يذهب إلى هذا علمًا بأن شجاع بن الوليد لم ينفرد بهذا فقد حكى المصنف عن أسباط بن نصر كذلك وقد وافق ابن المدينى على هذا التعليل ورد الروايتين أبو حاتم الرازى ففي العلل 1/ 81 ما نصه: "سمعت أبى وذكر سهيل بن أبى صالح وعباد بن أبى صالح فقال: هما أخوان ولا أعلم لهما أخ إلا ما رواه حيوة بن شريح عن نافع بن سليمان عن محمد بن أبى صالح عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين" والأعمش يروى هذا الحديث عن أبى صالح عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فأيهما أصح قال الأعمش. ونافع بن سليمان ليس بقوى. قلت: فمحمد بن أبى صالح هو أخو سهيل وعباد قال: كذا يروونه". اهـ. فقوله عليه الرحمة والرضوان: "الأعمش ونافع بن سليمان ليس بقوى" علمًا بأنهما في الجملة ثقتان إلا أنهما في حديث
الباب لم يصيبا حيث رفعاه وجعل الأول من مسند أبى هريرة والثانى من مسند عائشة وهذه علة ثانية رد بها أبو حاتم حديث عائشة فالكلام كائن في نافع وشيخه محمد، وأبان بأنه لا يعلم كون محمد أخًا لسهيل ولابن عدى كلام مطول حول الحديث ارجع إليه.
وممن ذهب إلى صحة الروايتين ابن حبان في صحيحه حيث قال: سمع هذا الخبر أبو صالح السمان عن عائشة على حسب ما ذكرناه وسمعه من أبى هريرة مرفوعًا فمرة حدث به عن عائشة وأخرى عن أبى هريرة وتارة وقفه عليه ولم يرفعه.
وأما الأعمش فإنه سمعه من أبى صالح عن أبى هريرة موقوفًا وسمعه من ابن أبي صالح عن أبيه عن أبى هريرة مرفوعًا وقد وهم من أدخل بين سهيل وأبيه فيه الأعمش لأن الأعمش سمعه من سهيل لا أن سهيلًا سمعه من الأعمش. اهـ. قلت: يسلم لأبى حاتم بن حبان هذا إن كانت العلل السابقة منفية عن الحديث علمًا بأن العلة قدح غامض لا يعلمها إلا أرباب الصناعة وابن حبان لم يبلغ مبلغ من تقدم ذكره مع كونه معدودًا من المتساهلين. وما وقع في كلامه السابق من قوله: "وسمعه من أبى صالح عن أبيه" لعل الصواب من ابن أبى صالح عن أبيه.
وممن صحح الحديث من مسند أبى هريرة فحسب أبو زرعة كما حكاه عنه المصنف في العلل والجامع ويعارض بأن مداره على الأعمش وسهيل كلاهما عن أبى صالح وقد قال الثورى كما في سؤالات الدورى لابن معين: "لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبى صالح وقال ابن المدينى: لم يسمع سهيل هذا الحديث من أبيه" وذكر أحمد شاكر رواية سهيل وعزاها إلى أحمد من رواية الدراوردى عن سهيل وزعم أنه إسناد صحيح لا مطعن فيه واعتمد على ما نقله الحافظ في التلخيص عن ابن عبد الهادى قوله: "أخرج مسلم بهذا الإسناد نحوًا من أربعة عشر حديثًا". اهـ. باختصار انظر شرح علل الترمذي 1/ 405 فيقال له: إن الحافظ ذكر في النكت أن مسلمًا انتقى مرويات سهيل وكذا العلاء فليس هذه السلسلة بإطلاقها ملتحقة بشرطه لهذه العلة وأيضًا قد علم أحمد شاكر كلام ابن المدينى في رواية سهيل كما تقدم ومما يدل على عدم صحته أيضًا أن الدراوردى كان يضطرب فيه أيضًا فحينًا يرويه عن سهيل عن أبيه وحينًا يدخل الأعمش بين سهيل وأبيه وفى مقدمة الكامل لابن عدى 1/ 121 من طريق الحسن بن يحيى الرازى قال: سمعت على بن المدينى يقول غلط عبد العزيز في حديث سهيل عن الأعمش: "الإمام ضامن" الحديث وقال البيهقي: "وهذا الحديث لم يسمعه الأعمش بيقين من أبى صالح وإنما سمعه من
رجل عن أبى صالح" قلت: والمعلوم أن الأعمش يدلس الكذابين ففي تاريخ بغداد 12/ 325 من طريق أبى أسامة قال: كنت أذهب أنا وغياث إلى الأعمش فيحدثنا غياث بالأحاديث ليس عند الأعمش ثم ننصرف فيعود فيحدثنا بها الأعمش فيكتبها غياث فأقول له ويلك أليس حدثته أنت بها فيقول: اسكت هي من أبى محمد أنفق.
ومنهم من صحح الحديث من مسند عائشة حكاه المصنف عن البخاري كما في الجامع له والعلل والظاهر من هذا أن البخاري اعتمد على أن ابن أبى صالح محمد هو أخ لسهيل واعتمد على ذلك بما حكاه في التاريخ عن شيخه ابن أبى مريم وممن قال: بهذا أيضًا أبو داود وأبو زرعة كما في التهذيب.
تنبيهات:
الأول: تقدم ما في رواية الأعمش عن أبى صالح وفى هذا رد على من يقول: إن الأعمش لا يدلس عنه فإن في بعض الروايات عنه عن أبى صالح وفى بعضها عن رجل عنه وهذا عين التدليس.
الثانى: قول أبى نعيم الأصبهانى في الحلية 7/ 87 بعد أن رواه من طريق الثورى وغيره عن الأعمش: "صحيح متفق عليه" يقال له أين الاتفاق على ذلك بعد وجود الخلاف السابق سيما والثورى أعرف بشيخه من أبى نعيم وقد حكى ما تقدم عنه.
الثالث: وقع في الكامل لابن عدى الطبعة الثالثة تخليط حيث إن كلام المصحح للحديث يظهر منه خلافه ومن لم يصححه يظهر من اللفظ إثباته ولعل هذا من مخرجى الكتاب فليتنبه لهذا.
433/ 123 - وأما حديث سهل بن سعد:
فعند ابن ماجه 1/ 314:
من طريق عبد الحميد بن سليمان أخى فليح ثنا أبو حازم قال: كان سهل بن سعد الساعدى يقدم فتيان قومه يصلون بهم فقيل له: تفعل ولك من القدم ما لك قال: أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الإمام ضامن فإن أحسن فله ولهم وإن أساء يعنى فعليه ولا عليهم" وعبد الحميد كما قال: في الزوائد: اتفقوا على ضعفه.
434/ 124 - وأما حديث عقبة بن عامر:
فرواه أبو داود 1/ 389 و 390 وابن ماجه 1/ 314 وأحمد 4/ 145 و 151 و 201 وأبو يعلى 2/ 312 والبخاري في التاريخ 1/ 161 و 241 وابن حبان 3/ 319 والطحاوى في