الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولو فات الوتر يقضى، ولا يجوز قاعدًا، ولا راكبًا بغير عذر،
منحة السلوك
خلفه. وهكذا أجاب شيخ الإسلام الأوزجندي
(1)
.
وسئل شيخ الإسلام عن الصلاة خلف من يشك في إيمانه؟
قال: هذا من ضعف الفهم والرأي.
وقال ركن الإسلام: من شك في إيمانه لا يكون مؤمنًا. وقيل: إن قال: أنا مؤمن -إن شاء الله- لا يصح الاقتداء به، وإن قال: أموت مؤمنًا -إن شاء الله- يصح الاقتداء به
(2)
.
[قضاء الوتر]
قوله: ولو فات الوتر يقضى.
وهذا بالإجماع
(3)
، والأصل في ذلك أن الوتر دائر بين الوجوب والسنة، فبالنظر إلى جانب الوجوب يقضى فواته، ولا يجوز قاعدًا من غير عذرٍ، ولا راكبًا. وبالنظر إلى جانب السنة، لا يكفر جاحده، ولا أذان له، ولا إقامة، ولا وقت له غير وقت العشاء
(4)
.
(1)
في فتاواه المشهورة بـ "فتاوى قاضيخان" 1/ 91 ونصه: "وأما الاقتداء بشفعوي المذهب، قالوا: لا بأس به إذا لم يكن متعصبًا، ولا شاكًا في إيمانه، ولا منحرفًا انحرافًا فاحشًا عن القبلة، ولا شك أنه إذا جاوز المغارب كان فاحشًا".
(2)
وكذا عند الشافعية إن ترك الإمام ما يعتقده المأموم شرطًا، كالوضوء من مس الذكر ونحوه، أو ما يعتقده ركنًا، كقراءة الفاتحة ونحوه، مما يسوغ الاجتهاد في كونه شرطًا، وركنًا لم يصح ائتمامه به.
قال في خلاصة الفتاوى 1/ 149: وأما الاقتداء بشفعوي المذهب، يجوز إن لم يكن متعصبًا، ولا شاكًا في إيمانه
…
وقولنا: شاك في إيمانه بأن قال: أنا مؤمن إن شاء الله.
أما لو قال: أنا أموت مؤمنًا إن شاء الله، يصلى خلفه.
أسنى المطالب 1/ 215، مغني المحتاج 1/ 237، المستوعب 1/ 333.
(3)
الهداية 1/ 71، بدائع الصنائع 1/ 274.
(4)
الهداية 1/ 71، العناية 1/ 426، بدائع الصنائع 1/ 274.
وليس فيه دعاء معين، كذا في "المحيط"،
منحة السلوك
قوله: وليس فيه.
أي: في الوتر دعاء معين
(1)
، كذا ذكره في "المحيط"
(2)
. فعلى هذا: يجوز له أن يدعو بما شاء من الأدعية المأثورة، وعمل كافة الناس اليوم على قراءة "اللهم إنا نستعينك" إلى آخره
(3)
. ومن لا يعرف القنوت يقول: يا رب
(1)
وعند الشافعية يسن أن يقول: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت وتعاليت. وإن قنت بما روي عن عمر كان حسنًا وهو: اللهم إنا نستعينك، ونستغفرك، ولا نكفرك، ونؤمن بك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجوا رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق، اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءَك، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وأصلح ذات بينهم، وألف بين قلوبهم، واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة، وثبتهم على ملة رسولك، وأوزعهم أن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه، وانصرهم على عدوك وعدوهم، إله الحق، واجعلنا منهم.
وعند الحنابلة: يستحب أن يقول في قنوت الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت" وإن قنت في صلاة الفجر فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نستعينك ونستهديك، ونستغفرك ونؤمن بك ونتوكل عليك، جاز.
المهذب 1/ 82، التنبيه ص 33، المغني 1/ 821، الشرح الكبير لأبي الفرج ابن قدامة 1/ 757.
(2)
المحيط البرهاني لمحمود بن أحمد بن عبد العزيز بن مازه البخاري، برهان الدين، (مخطوط) القسم الثاني من الجزء الأول ق 162، النسخة الأصلية لدى مكتبة الأزهر برقم 54808/ 3488.
(3)
بدائع الصنائع 1/ 273، تحفة الفقهاء 1/ 204، غنية المتملي ص 417.
وفي "جامع الأصول" عن علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في وتره:"اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك".
منحة السلوك
ثلاث مرات ثم يركع، كذا ذكر في "فتاوي سمرقند"، وفي "شرح الطحاوي" يقول:{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]
(1)
.
قوله: وفي "جامع الأصول"
(2)
، عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في وتره:"اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك". قلت: هذا الحديث أورده صاحب "جامع الأصول" في باب القنوت ثم قال: أخرجه الترمذي، وأبو داود، والنسائي
(3)
.
(1)
شرح فتح القدير 1/ 430.
(2)
لابن الأثير الجزري 4/ 192.
(3)
الترمذي 9/ 209 كتاب الدعوات، باب في دعاء الوتر رقم 3561، وأبو داود 2/ 64 كتاب الصلاة، باب القنوت في الوتر رقم 1427، والنسائي 3/ 248 كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب الدعاء في الوتر رقم 1747، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 42 كتاب الصلاة، باب ما يقول بعد الوتر، والطيالسي ص 19 رقم 123، وأحمد 1/ 118، وابن ماجه 1/ 373 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في القنوت في الوتر رقم 1179، وأبو يعلى في المسند 1/ 237 رقم 275.
من طريق حماد بن سلمة، عن هشام، عن عمرو الفزاري، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: في آخر وتره .... قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث حماد بن سلمة، وصححه النووي في المجموع 4/ 16.